عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 16-May-2010, 02:51 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ابو محمد الدعجاني
عضو مميـــز

الصورة الرمزية ابو محمد الدعجاني

إحصائية العضو






التوقيت


ابو محمد الدعجاني غير متواجد حالياً

Exclamation تركيا واليونان......ونحن وايران


هل لاحظ أحد التوقيت الذي اختاره الأتراك لتطبيع العلاقات مع جارهم اللدود اليونان؟
رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان توجه الى العاصمة اليونانية قبل يومين في أهم زيارة يقوم بها مسؤول تركي الى اثينا منذ سنوات طويلة، ليجري مفاوضات معمقة مع نظيره اليوناني حول الملفات الحساسة بين البلدين التي ازمت العلاقات على مدى تسعين عاما، لكن لاحظوا التوقيت الذي اختاره الاتراك:
أولا: اليونان تعيش ازمة اقتصادية لم تشهدها منذ الحرب العالمية الثانية وتطلب تدخل اوروبا العاجل لحماية البلد من الإفلاس، وبالمقابل فان تركيا تعيش افضل اوضاع اقتصادية منذ 4 عقود حتى مع الأزمة المالية العالمية.
ثانيا: الزيارة تأتي والاتحاد الاوروبي يطالب طفله المدلل اليونان بخفض فوري وعاجل في الانفاق العسكري «وهو الأعلى من نوعه في أوروبا مقارنة بحجم الناتج القومي اليوناني»، وهذا الخفض سينعكس مستقبلا على الميزان العسكري بمواجهة تركيا، مما يضعف الموقف التفاوضي اليوناني.
ثالثا: ان تركيا بدأت تصفية ملف «المسألة الارمينية» واقامت علاقات مع ارمينيا وبالتالي سحبت البساط من تحت اليونان التي طالما استخدمت الملف الأرمني لتأجيج الموقف المسيحي في اوروبا ضد الاتراك.
رابعا: ان تركيا حققت في السنوات الاخيرة قفزات هائلة في علاقاتها مع سورية ومصر والدول العربية الاخرى مما عزز وجودها في شرق المتوسط متجاوزة عقدتها القديمة مع اليونان في قبرص، وجاعلة نفسها في موقف ممتاز في اوروبا المتعطشة الى معالجة ازمات الشرق الاوسط بعيدا عن تطرق المحور الأمريكي – الإسرائيلي.
باختصار: تحرك الاتراك نحو اليونان وهم في اقوى موقف تفاوضي بينما اليونانيون في أضعف موقف ممكن وغير قادرين على التشدد او فرض شروط، وهذه هي البراعة السياسية، وهذه هي «الدبلوماسية» الحقيقية لا السجاد الأحمر الممدود او تبادل الابتسامات أمام الكاميرا أو توقيع بروتوكولات فارغة او تقديم القروض والهبات بلا طائل.
والآن لننظر الى توقيتنا نحن في الكويت لتوثيق العلاقات مع إيران:
أولا: تتوالى وفودنا الكويتية الى طهران على أعلى المستويات بينما شقيقاتنا الخليجيات في مواجهة سياسية محتدمة مع النظام الإيراني بسبب الجزر الثلاث وبسبب فتنة الحوثيين وبسبب غسيل أموال الحرس الثوري وبث الجواسيس.
ثانيا: نهرول نحو طهران ونتحدث عن اتفاقات اقتصادية وثقافية معها بينما هي تبث شبكاتها وجواسيسها في الكويت، وتجند من صاروا يجاهرون بإعلان تعاطفهم معها، وسمعنا من بعض المصادر الأمنية ان الشبكة التي كشفت اخيرا تمثل ذيل الأفعى لا رأسها.
ثالثا: نهرول نحو طهران وهي في اشد حالات الغطرسة وأحلام القوة والتوسع و«ملء الفراغ في الخليج» كما يتوهمون ويأملون، بينما مسؤولونا ينثرون التصريحات الناعمة والمجاملات كالورد على إيران يتكلفون في تبرير تصرفاتها و«خليجها الفارسي» بينما هي ترد بالتهديد والشتائم، وتتهجم كل يوم علينا وعلى أشقائنا في الخليج.
دبلوماسيتنا هي دبلوماسية التوقيتات الخاطئة والمجاملات المجانية، ولا نلوم وزارة الخارجية فهي تنفذ سياسات الحكومة ولكن نسأل: كيف يتخذ القرار في سياستنا الخارجية وعلى أي أسس تقوم؟
بل نسأل: هل استفدنا أي شيء من دروس الغزو وما فعله النظام البائد بنا أم ان حليمة عادت لعادتها القديمة؟




الكاتب عضو مجلس الامه الدكتور وليد الطبطبائي


جريدة الوطن الكويت















رد مع اقتباس