وقال العوني في مدح سعدون باشا أيضاً:
يا ركب ياللي من عقيلٍ تقلّلوا
على اكوار كومٍ كاملات الكلايف
تشوق مشتاق الهجير بشوقها
بحسّ الحداوي ، واختفاق السفايف
وساعٍ مقافيها عراضٍ جنوبها
فجّ النحور ارقابهن كالسعايف
شبّهتها باللال وان صرمن بكم
تواثيب كدريّ القطا بالوصايف
يا ركب ريضوهن تقبّلتوا الهدى
لو كان راضات النضا شرب عايف
تسمّعوا منّي كلامي ومقصدي
أقول للعرّاف ويش انت شايف؟
إلى عاد لي يا وافي الخال حاجة
طرسٍ تودّونه عديم الوصايف
في صفح وضّاحٍ به الزاج متّضح
أفكار باسطار ٍ حروفه رصايف
يهدى لكساب المروّات والثنا
سعدون بن منصور ريف الضعايف
ودّوه يا هل العيس منّي رسالة
تجلي صدى قلبٍ من الضيم عايف
ولا باس من جمشة بريدة ترحّلوا
ارخوا شكايم مبعدات النكايف
والعصر من طعس العريق تحدرن
حدر الخرايم للثمامي مهايف
بغنّ المعشّا بالشعيب وزرفلن
كفاهنّ شرّ العين راحن صفايف
وعشّوا، وعشّن، واعتمنّ، وسجّمن
متحرّياتٍ للسرى عقب حايف
وحافوا عليهن المدالية، وادلجوا
بسجّ الريادي والعلوم الطرايف
وخطّن جمات الحفر باكر الضحى
وباتنّ ب الرقعي يسار الحتايف
من عقب يومينٍ وليلينٍ صبّحن
ضحى يوم رابع دار بادنى العجايف
يا ركب لا شاهدتوا الشيخ بلّغوا
سلامي ورحبي والبيوت النظايف
مرخص بغالي العمر في حومة الوغى
إلى ناض برق الموت بين الطوايف
واقبل سحابٍ تكره العين شوفه
ليلٍ مقابيسه لميع الرهايف
بيومٍ به الأصوات خفْيت جميعها
حذا الصمْع ترجف والسيوف النحايف
خميسين قادت للمنايا، وسبّلن
دميّ الشفايا والمهار العسايف
خرسنّ الألسن، والكلام متطرجم
يرضخ بهام الراس سيفٍ مسايف
فلا عاد من حسٍّ، ولا عاد من ندا
ولا تسمع الاّ صوت سعدون... نايف
تارة يدير الخيل عن ماقفٍ لها
وتارة يدبّر بالرماة الظرايف
لمّا تجيه العادة الهاشميّة
وهي هدّةٍ تفرق جميع الولايف
تري مثل ذاك اليوم هو راس مطلبه
صكّ العوادي وارتكاب العنايف
وطقّ القبايل بالقبايل، وذودها
على سرج قبّاً حيّلت للزهايف
كم ضْربه دربٍ عسيرٍ وورّده
مشاربٍ ما يكهمه كلّ عايف
ولا طاب له يومٍ على غير سرجها
إلاّ على وجناً تبوج التنايف
مرٍّ يضربها سهيلٍ ومْحلف
ومرٍّ يسار، ومرّ عنهن تهايف
ومرٍّ تقبل للنعايم مغرّبة
ويلاه من مثله افضى له رعايف
يبرى لها نمراً تجاهر عدوّها
كم دمّرت نزلٍ له الله رايف
يقدمه ابو ثامر وهو في مقادمه
ياما افقرت، واغنت، وأبكت عفايف
إلى ما غطى عجّ الوطا قبّة السما
ذكر كون سعدونٍ مخيفٍ وخايف
شيخٍ نشا طفلٍ وشيّد بها العلا
ورْدت به الدنيا شباب وطرايف
ف الى من بغى كلٍّ يسوّي سواته
وبغت تطلب العليا عقولٍ خفايف
مثل جاهلٍ شاف السما عند وجهه
رفع للقمر كفّه وهو باللفايف
بالهون يا مسكين ما ذا بشانك
ذا شان شرّاب العذا والعذايف
ذا شان صنديدٍ إلى شاف معضلة
ما هو برعديدٍ كثير الحسايف
سواتيك عنده ما جرى من سبايبه
رخا أو قسا أو لين عنده خفايف
يجرّ العظايم بالعظايم، ويتّكل
على الله، ويرضى ما جرى بالصحايف
ضحوكٍ إلى من السيوف تضاحكت
بشوفي، وغيري شاف ما كنت شايف
ولا هو بمفراحٍ إلى نال طولة
تشوف به زومٍ، وزود، وسرايف
ولا هو بنكّالٍ إلى جاه معضلة
يبات هو آمن، وراميه خايف
ولو قاسى ما قاسى من الحرب والقسا
ضلع الينوفي حطّ ركنه شظايف
ولو كثْروا الشيخان ما هم بمثله
ولو جابت الخفرات ما له وصايف
وارث من المجد الرفيع الذي شمخ
وهو مثل هام الفرقدين الولايف
وأرّث لكسب الطايلات نوادرٍ
ثامر مشهّي للهدى كلّ عايف
وان عدّ بالدنيا شجاعٍ واحدٍ
أشارت وشامت ل عجميّ الطوايف
وحمد كما ليثٍ إلى هدّ مغضب
تامن به الوندات ستر وبعد ارتحال الشيخ عجمي باشا بن سعدون باشا بن منصور إلى تركيا بعد الحرب العالمية الأولى وانقطاع أخباره جلس الشاعر محمد العوني في سوق حائل، فسمع حنين ناقة على حوارها الذبيح فتذكر ممدوحه الشيخ عجمي، وقال:
الفاطر الزرقا ترزّم مع السوق
حنينها أودع بقلبي هوايا
تبكي ولدها فارقه عاقها عوق
وانا ابكي الصنديد ذيب السرايا
مدري حَدَر والاّ قعد أو نهج فوق؟
أو وين تدوي به.... ربيع الهفايا؟