المحور الأول: خلل المنهج العلمي في كتاب تحقيق نسب قبيلة عتيبة:
أن المنهج العلمي معيار مهم في قبول أو رفض نتائج أي بحث في حين أن بتر النصوص وتحريف الأسماء وتجاهل بعض الآراء وعدم التطرق لها هو من الهوى الذي يداخل نفس الباحث ويعتبر خللاً في المنهج العلمي، وبالتالي لا يؤخذ بنتائج باحث ذو هوى لم يراع الأمانة العلمية ،والقداح في كتاب (تحقيق نسب قبيلة عتيبة) حرف الأسماء وبتر النصوص وتجاهل أقوال العلماء وطعن في أمانتهم لمخالفتهم له وهم علماء إجلاء لهم جهودهم وتاريخهم المشرف سواء من المتقدمين أو المتأخرين دون أن يقيم عليهم الحجة، وكل ذلك من اجل الوصول إلى هدفه والشواهد على ذلك كثيرة منها:
1- تحريف أسماء الأعلام الواردة في تسلسل النسب الوارد في الوثيقة التي بنى عليها دراسته وهي وثيقة ليست أصل وإنما منسوخة في عام 1289 هـ كما أنها عبارة عن نسخة من ثلاث نسخ مختلفة ظهرت الأولى عند القاضي البيز، ولم يكن فيها تسلسل نسب ،والوثيقة الأصل التي يدعي أنها في عام 1005هـ لم يطلع عليها القداح (لها محور مستقل) وبتتبع الأسماء التي حرفها القداح نجد ما يلي:
أ- قام القداح برفع تسلسل النسب إلى كنانة ولم تنص عليه الوثيقة.
ب- أدعى القداح أن" هوازم هو (هوازن) وبأنه لا يعدو كونه اسم جد متقدم في حلقة نسب قبيلة عتيبة إلى شبابة "[1].
*أقول هذا تدليس على العامة بأن هوازن المشهور والمستفيض عند قبيلة عتيبة الذي تنتسب له هو هذا الجد وأنه ليس هوازن التي هي أصل ينسب له وهذا تدليس والتفاف من القداح على أرث القبيلة الهوازني الثابت والمستفيض والذي عندما يقال هوازن فلا يداخل أحد شك في أن المقصود هي هوازن بن منصور القيسية المضريـة ولم يعرف أصل بهذا الاسم ينتسب له غيرها.
ت- قال القداح أن اسم (عتيب) هو جد بطون(عتيبة)[2].
*وأقول يعلم المطلع على التاريخ ومعاجم اللغة العربية أن هناك فرق بين (عتيب) و(عتيبة) وكليهما اسم علم لا يدل احدهما على الأخر ولا يعتبر دليلاً يعتمد عليه، فالانتساب لا يعتمد على تحريف الأسماء وإنما على الاسم الصريح ومن ذلك لا يجوز له الإطلاق بان (عتيب) هي (عتيبة).
ث- قال القداح أن (شباب) في تسلسل النسب هو (شبابة) [3].
*وأقول أن كليهما اسم علم لا يدل أحدهما على الأخر ولا يعتبر دليلاً يعتمد عليه.
ج- قال القداح أن (بطيان) هو جد بطون (البطنين) [4].
*وأقول (بطيان) من(بطأ)أي تأخر وهو اسم علم مستخدم بكثرة حتى اليوم بينما(البطنين) ليس اسم علم وإنما هو مثنى (بطن) و يستخدمه علماء النسب في تقسيم القبيلة إلى بطون وأفخاذ وفروع ولكن القداح بقدرة قادر استغل (بطيان) ليحرفه إلى (البطنين) وهو ما حاول به ان يضلل على القارئ.
*تنبيه:يوجد في المحور الثالث توسع في هذا الموضوع يرجع له.
2- قام القداح ببتر النصوص التي يستشهد بها والإضافة عليها ما لم يرد فيها ليجعلها تتفق مع ما ذهب إليه ومن ذلك جاء عند القداح[5] في الفصل الثاني المبحث ب :بلاد بني شبابة ونسبها الفقرة 10{ قال البكري(ت.487هـ):"حداب بني شبابة، وهي جبال من السراة ينـزلها بنو شبابة... وهذه الحداب وراء شيحاط وشيحاط من الطائف، وهذه الحداب أكثر أرض العرب عسلاً.."وقد علق على هذا بان البكري ناقل عن الدينوري. انتهى
*أقول النص الكامل الذي ورد عند البكري هو" حداب بني شبابة " جمع حدب، وهو الغليظ من الأرض في ارتفاع، كذلك فسر في التنزيل. وهي جبال من السراة ينزلها بنو شبابة من فهم بن مالك، من الازد، وليسوا من فهم عدوان. وهذه الحداب وراء شيحاط، وشيحاط من الطائف. وهذه الحداب أكثر أرض العرب عسلاً "[6]
*لاحظ انه حذف دلالة النص الرئيسة وأبقى ما يناسبه .
*تنبيه هذا مثال وفي ثنايا المحاور القادمة كثير من الأدلة على البتر والتحريف الذي انتهجه القداح وسنشير لها في مواضعها ونكتفي بهذا مثال.
3- التقديم والتأخير في أسماء وردت في الوثائق لجعلها تتفق مع ما ذهب إليه ومن ذلك ما جاء عند القداح[7] في الفصل الثالث المبحث ب:وثائق تنسب بطونا من بني سعد إلى عتيبة"بركي بن بدران العرعري الروقي السعدي العتيبي،موضوعها :وثيقة شراء في بلاد بني سعد،مؤرخة في 19/10/987هـ "
*أقول أن الاسم الصحيح حسب صورة الوثيقة وفي الصفحة445هو"بركي بن بدران العرعري الروقي العتيبي السعدي" فالقداح قدم (السعدي) في تسلسل النسب على (العتيبي) ليجعله يتفق مع ما ذهب إليه من أن (سعد) بمنزلة الابن من (عتيب) حسب تسلسل النسخة المؤرخة في عام 1289هـ والمزعوم أنها نسخة عن وثيقة النفعة 1005هـ التي لا وجود لها..أليس هذا تدليس !
4- تغيير أقوال العلماء حسب رغبة الباحث من إصدار إلى آخر،فقد جاء عند القداح في الفصل الأول:أ-نبذة عن عتيبة،قوله "عتيبة بن غزية بن جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن وهو رجل لم يذكر ابن الكلبي(204هـ)أن له عقباً"[8].
*أقول هناك قول سابق للقداح في كتابه عن قبيلة النفعة وهذا نصه"وتبين لنا تماماً من هذا التحقيق أن قبيلة عتيبة هم بنو عتيبة بن غزية بن جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن الذي ذكره الكلبي وان عتيبة قد أعقب وصارت له ذرية تعرف به وتنتسب اليه وانه جد قبيلة عتيبة المعروفة في زماننا هذا"[9].
* يبدو أن ابن الكلبي حياً يرزق ويغير أقواله بطلب من المؤلف فمرة يقول أن عتيبة له عقب ومرة ينفي ذلك!!
5- التدليس على بعض شيوخ قبيلة عتيبة ممن صدروا كتابه بتقديم منهم حيث أوهمهم أن هوازن من شبابه وبعضهم يجهل التسلسل النسبي وإنما الثابت عندهم أنهم من بني سعد بن بكر من هوازن، ويؤكد ذلك في رد القداح المنشور بجريدة الرياض العدد 15240 المرفق صورة منه حيث قال انه لم يخرجهم من هوازن التي هي من شبابة،وهذا لا يقبل به من لديه أدنى علم بالأنساب،علماً أن بعض الشيوخ قد تراجع عن تأييده لهذا الكتاب،بعد ان اكتشفوا تدليسه.
*مرفق صوره من خطابات بعض الشيوخ التي تبين تغرير القداح لهم في سياق النسب.
يتبع .....