عبدالرحمن الهيلوم
05-Aug-2008, 04:49 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سوء الظن ذلك الوباء الذي عانى منه البشر منذ بدء الخليقة ؛ أمثلته كثيرة ومسبباته أكثر ؛ بالرغم من طرق علاجه البسيطة التي غالباً ما يعجز الناس عن مجرد التفكير بها أو حتى استشارة الغير للحصول عليها ؛ يحدهم على ذلك الشيطان وعمله .
فهذا شخص يقع في مشكلة كبيرة ويلجأ لصديقه العزيز في مكان آخر يتصل به مراراً وتكراراً ليقف معه في مشكلته ولكن الآخر لا يجيب على هاتفه لعدة أيام متتالية رغم المحاولات المتكررة بل وفي أحيان أخرى يقفل الخط في وجهه ؛ فما كان من هذا الشخص المهموم غير اختلاق الأسباب التي يزينها له الشيطان بسوء الظن في صديقه ويبرر عدم ردّه عليه بأنه تهرب من مساعدته في ضيقته ، فينفجر هذا المهموم غضباً ويظل يتذمر في كل مجلس من الصديق الذي هرب وقت الضيق ، وتمر الأيام ليلتقي صدفة بصديقه (المطنش) على حد تفكيره ؛ فيمطره بوابل من عبارات التوبيخ والتأنيب على فعلته الشنيعة ، يقف الآخر متسمراً في مكانه من هول ما يسمع !! فيرد المسكين بعبارة يملأها الأسى : جوالي مسروق في المطار وكلما اتصلت به أقفل السارق الخط في وجهي ؛ وهذا هو رقمي الجديد استخرجته بعد عودتي من خارج البلاد .
يقول المثل العربي : (الغائب حجته معه) جميعنا نعرف هذا المثل ومقتنعون به ولكن الشيطان يردعنا عن مجرد التفكير بذلك ويحدنا على سوء الظن في بعضنا البعض واختلاق الأسباب الوهمية لتنتشر بيننا البغضاء والضغينة .
مثال آخر وهو الأكثر انتشاراً بين الناس .. عندما يحدث سوء فهم بين شخصين في مكانين منفصلين يقوم كل واحد منهما بمحاولة إقناع الآخر بوجهة نظره عن بعد ولكن بلا جدوى ؛ وكلاهما يحيط به عدد من المقربين اللذين يتعاطفون معه لأنه صديقهم أو قريبهم أو زميلهم المقرب ؛ فتجد أن كل مجموعة تحرّض المقرب منها على الطرف الآخر وتحشو مخيلته بالمعلومات التي غالباً ما تكون مغلوطة تجرفها العاطفة بهدف نصرة الصديق أو القريب ؛ وبالطبع يكون الشيطان أول الحضور ليوقد نار الفتنة بين الطرفين فيتطور بينهما الخلاف حتى يصل إلى النزاع والخصام وربما الهجر ؛ وفي نهاية المطاف قد تجمعهما الصدفة يوماً ما ليكتشف الإثنان بعد المصارحة وكشف الأوراق أن هنالك نقطة صغيرة جداً هي العائق الوحيد الذي وقف في طريق توصلهما لحل وسط وتقريب وجهات النظر !
فلو أن كل واحد منهما أصم أذنيه عن وساوس شياطين الإنس والجن وطلب التوفيق من الله واستخار وترك سوء الظن بأخيه المسلم وبعد ذلك توجه ليجلس معه على طاولة الحوار ويتحدثان بكل شفافية ومصداقية لمَا آلت الأمور لِما آلت إليه من خلاف ونزاع وهجران !
والغريب في الأمر أن تجد معظم المتخاصمين يردد عبارة ( اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية ) وهم أبعد ما يكونون عن الود والتسامح بسبب تمسكهم بآرائهم وسوء ظنهم ووسوسة الشيطان لهم .
فهذا الوباء المنتشر بين البشر لن يردعه سوى إحسان الظن والصراحة وفتح القلوب لبعضها ..
فإذا فتحت القلوب رضخت العقول .
سوء الظن ذلك الوباء الذي عانى منه البشر منذ بدء الخليقة ؛ أمثلته كثيرة ومسبباته أكثر ؛ بالرغم من طرق علاجه البسيطة التي غالباً ما يعجز الناس عن مجرد التفكير بها أو حتى استشارة الغير للحصول عليها ؛ يحدهم على ذلك الشيطان وعمله .
فهذا شخص يقع في مشكلة كبيرة ويلجأ لصديقه العزيز في مكان آخر يتصل به مراراً وتكراراً ليقف معه في مشكلته ولكن الآخر لا يجيب على هاتفه لعدة أيام متتالية رغم المحاولات المتكررة بل وفي أحيان أخرى يقفل الخط في وجهه ؛ فما كان من هذا الشخص المهموم غير اختلاق الأسباب التي يزينها له الشيطان بسوء الظن في صديقه ويبرر عدم ردّه عليه بأنه تهرب من مساعدته في ضيقته ، فينفجر هذا المهموم غضباً ويظل يتذمر في كل مجلس من الصديق الذي هرب وقت الضيق ، وتمر الأيام ليلتقي صدفة بصديقه (المطنش) على حد تفكيره ؛ فيمطره بوابل من عبارات التوبيخ والتأنيب على فعلته الشنيعة ، يقف الآخر متسمراً في مكانه من هول ما يسمع !! فيرد المسكين بعبارة يملأها الأسى : جوالي مسروق في المطار وكلما اتصلت به أقفل السارق الخط في وجهي ؛ وهذا هو رقمي الجديد استخرجته بعد عودتي من خارج البلاد .
يقول المثل العربي : (الغائب حجته معه) جميعنا نعرف هذا المثل ومقتنعون به ولكن الشيطان يردعنا عن مجرد التفكير بذلك ويحدنا على سوء الظن في بعضنا البعض واختلاق الأسباب الوهمية لتنتشر بيننا البغضاء والضغينة .
مثال آخر وهو الأكثر انتشاراً بين الناس .. عندما يحدث سوء فهم بين شخصين في مكانين منفصلين يقوم كل واحد منهما بمحاولة إقناع الآخر بوجهة نظره عن بعد ولكن بلا جدوى ؛ وكلاهما يحيط به عدد من المقربين اللذين يتعاطفون معه لأنه صديقهم أو قريبهم أو زميلهم المقرب ؛ فتجد أن كل مجموعة تحرّض المقرب منها على الطرف الآخر وتحشو مخيلته بالمعلومات التي غالباً ما تكون مغلوطة تجرفها العاطفة بهدف نصرة الصديق أو القريب ؛ وبالطبع يكون الشيطان أول الحضور ليوقد نار الفتنة بين الطرفين فيتطور بينهما الخلاف حتى يصل إلى النزاع والخصام وربما الهجر ؛ وفي نهاية المطاف قد تجمعهما الصدفة يوماً ما ليكتشف الإثنان بعد المصارحة وكشف الأوراق أن هنالك نقطة صغيرة جداً هي العائق الوحيد الذي وقف في طريق توصلهما لحل وسط وتقريب وجهات النظر !
فلو أن كل واحد منهما أصم أذنيه عن وساوس شياطين الإنس والجن وطلب التوفيق من الله واستخار وترك سوء الظن بأخيه المسلم وبعد ذلك توجه ليجلس معه على طاولة الحوار ويتحدثان بكل شفافية ومصداقية لمَا آلت الأمور لِما آلت إليه من خلاف ونزاع وهجران !
والغريب في الأمر أن تجد معظم المتخاصمين يردد عبارة ( اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية ) وهم أبعد ما يكونون عن الود والتسامح بسبب تمسكهم بآرائهم وسوء ظنهم ووسوسة الشيطان لهم .
فهذا الوباء المنتشر بين البشر لن يردعه سوى إحسان الظن والصراحة وفتح القلوب لبعضها ..
فإذا فتحت القلوب رضخت العقول .