جبل حزنة
16-Jun-2008, 05:05 AM
إذا ولد بتهامة، غلام له علامة، كانت له الإمامة، ولكم به الزعامة، إلى يوم القيامة،
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الملك سيف بن ذى يزن0يتنبى بومولد النبى التهامى 0
منقووول
إن سيف لما استخلصها من الحبشة بمساعدة كسرى له، استقر له الملك، ووفدت إليه العرب يهنئونه بالملك، وكان من أمره لما وفد عليه عبد المطلب بن هاشم، وأمية بن أبي مناف، فاستأذن عبد المطلب له ولمن معه بالوصول إليه، فأذن لهم بالدخول، فدخلوا على سيف بن ذي يزن، فقيل له: إن كنت ممن تكلم بين يدي الملوك فقد أذنت لك، فقام عبد المطلب بين يديه وحوله الملوك، وأبناء الملوك، وعن يمينه وعن شماله الأقيال وأبناء الأقيال فقال عبد المطلب: إن الله قد أحلك أيها الملك محلا رفيعاً صعباً منيعاً شامخاً باذخاً، وأنبتك منبتاً طابت أرومته، وعزت جرثومته، وثبت أصله، وبسق فرعه في أكرم معدن، وأطيب موطن، وأنت بيت العز، ورأس العرب، الذي إياهم قاد، وعمودها الذي عليه العماد، ومعقلها الذي يلجأ إليه العباد، وربيعها الذي تخصب به البلاد. سلفك خير سلف، وأنت لنا خير خلف. فلن يخمد ذكر من أنت سلفه، ولن يهلك من أنت خلفه.
أيها الملك نحن أهل حرم الله وسدنة بيته، أشخصنا إليك الذي أبهجنا من كشف الكرب الذي فدحنا: فنحن وفد الرزية. فقال وأيهم أنت أيها المتكلم? فقال أنا عبد المطلب بن هاشم، فقال أنت ابن أختنا? قال نعم. فقال أدن مني يا عبد المطلب. ثم أقبل عليه وعلى القوم، فقال: أهلا ومرحباً ومستناخاً سهلاً، وملكاً رحباً يعطى عطاء جزيلاً. وقد سمع الملك مقالتكم، وعرف قرابتكم، وقبل وسيلتكم، فأنتم الليل والنهار، لكم الكرامة ما أقمتم، والإكرام ما ظعنتم، ثم ظعنوا إلى دار الضيافة فأقاموا شهراً لا يصلون إليه ولا يأذن لهم بالانصراف، ثم أنتبه لهم أنتباهاً فأرسل إلى عبد المطلب فأدناه، وأخلى مجلسه ثم قال: يا عبد المطلب إني مفض إليك من سري على أمر، لو كان غيرك لم أبح به له، ولكن وجدتك معدناً ولذا سأطلعك عليه، فليكن عندك مطوياً، حتى يأذن الله فيه.
إني وجدت في الكتاب المكنون، والعلم المخزون، الذي اخترناه لأنفسنا دون غيرنا، خبراً جسيماً، وخطراً عظيماً، فيه شرف الحياة، وفضيلة الوفاء للناس عامة، ولرهطك كافة، ولك خاصة، فقال له عبد المطلب: ما هو أيها الملك؛ مثلك من سرّ فبرّ، ما هو فداك أهل الوبر والمدر، زمراً بعد زمر?.
فقال الملك:
إذا ولد بتهامة، غلام له علامة، كانت له الإمامة، ولكم به الزعامة، إلى يوم القيامة، قال له عبد المطلب: أبيت اللعن؛ لقد أبت بخير ما آب به وافد قوم، فإن رأى الملك أن يخبرني بإفصاح، فقد أوضح لي بعض الإيضاح، قال هذا حينه الذي يولد فيه، اسمه محمد، بين كتفيه شامة، يموت أبوه وأمه، ويكفله جده وعمه، والله باعثه جهاراً، وجاعل له منا أنصاراً، يعز بهم أولياءه، ويذل بهم أعداءه، ويضرب بهم الناس عن عرض، ويستبيح لهم كرائم الأرض، ويعبد الرحمن، ويدحر الشيطان، ويكسر الأوثان، ويخمد النيران، قوله فصل، وحكمه عدل، يأمر بالمعروف ويفعله، وينهى عن المنكر ويبطله، قال فخر عبد المطلب ساجداً، فقال له أرفع رأسك، فهل حسست من أمره شيئاً، قال نعم أيها الملك، كان لي أبن وأنا به معجب، فزوجته بكريمة من كرائم قومي، أسمها آمنة بنت وهب بن عبد مناف، فجاءت بغلام سميته محمداً، مات أبوه وأمه، فكفلته أنا وربما غداً عمه، بين كتفيه شامة، وفيه كل ما ذكرت من العلامات، قال ورب البيت والحجب، والعلامات على النصب، فإنك يا عبد المطلب جده غير كذب، وإن الذي قلت لك ما قلت، فأحفظ ابنك وأحذر عليه من اليهود، فإنهم أعداؤه، ولن يجعل الله لهم عليه سبيلاً، واطوِ ما ذكرت دون هؤلاء الرهط الذين معك، فإني لست آمناً أن تدخلهم النفاسة، من أن تكون لك الرياسة، فيغلون لك الغوائل، وينصبون لك الحبائل، وهم فاعلون ذلك وأبناؤهم، ولولا أن الموت مجتاحي قبل مبعثه، لسرت بخيلي ورجلي حتى أصير إليه بيثرب دار مملكته، فإني أجد في الكتاب الناطق، والعلم السابق، أن يثرب مقام أمره، وفيها أهل نصرته، وموضع قبره، ولولا أني أقيه الآفات، وأتقي عليه العاهات، لأعلنت على حداثتي من أمره، ولكني صارف لك ذلك بغير تقصير بمن معك، ثم أمر لكل رجل بمائة من الإبل، وعشرة أعبد، وعشرة إماء، وعشرة أرطال فضة، وكرش مملوء من العنبر، وأمر لعبد المطلب أضعاف ما أعطى القوم، ثم قال ائتني بخبره، وما يكون من أمره عند رأس الحول، فمات سيف بن ذي يزن قبل أن يحول الحول، وكان عبد المطلب يقول: أيها الناس لا يغبطني أحد منكم بجزيل عطاء الملك، فإنه إلى نفاذ، ولكن تغبطوني بما يبقى لي ولعقبي من بعدي شرفه وفخره، فإذا قيل له وما ذاك ?
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الملك سيف بن ذى يزن0يتنبى بومولد النبى التهامى 0
منقووول
إن سيف لما استخلصها من الحبشة بمساعدة كسرى له، استقر له الملك، ووفدت إليه العرب يهنئونه بالملك، وكان من أمره لما وفد عليه عبد المطلب بن هاشم، وأمية بن أبي مناف، فاستأذن عبد المطلب له ولمن معه بالوصول إليه، فأذن لهم بالدخول، فدخلوا على سيف بن ذي يزن، فقيل له: إن كنت ممن تكلم بين يدي الملوك فقد أذنت لك، فقام عبد المطلب بين يديه وحوله الملوك، وأبناء الملوك، وعن يمينه وعن شماله الأقيال وأبناء الأقيال فقال عبد المطلب: إن الله قد أحلك أيها الملك محلا رفيعاً صعباً منيعاً شامخاً باذخاً، وأنبتك منبتاً طابت أرومته، وعزت جرثومته، وثبت أصله، وبسق فرعه في أكرم معدن، وأطيب موطن، وأنت بيت العز، ورأس العرب، الذي إياهم قاد، وعمودها الذي عليه العماد، ومعقلها الذي يلجأ إليه العباد، وربيعها الذي تخصب به البلاد. سلفك خير سلف، وأنت لنا خير خلف. فلن يخمد ذكر من أنت سلفه، ولن يهلك من أنت خلفه.
أيها الملك نحن أهل حرم الله وسدنة بيته، أشخصنا إليك الذي أبهجنا من كشف الكرب الذي فدحنا: فنحن وفد الرزية. فقال وأيهم أنت أيها المتكلم? فقال أنا عبد المطلب بن هاشم، فقال أنت ابن أختنا? قال نعم. فقال أدن مني يا عبد المطلب. ثم أقبل عليه وعلى القوم، فقال: أهلا ومرحباً ومستناخاً سهلاً، وملكاً رحباً يعطى عطاء جزيلاً. وقد سمع الملك مقالتكم، وعرف قرابتكم، وقبل وسيلتكم، فأنتم الليل والنهار، لكم الكرامة ما أقمتم، والإكرام ما ظعنتم، ثم ظعنوا إلى دار الضيافة فأقاموا شهراً لا يصلون إليه ولا يأذن لهم بالانصراف، ثم أنتبه لهم أنتباهاً فأرسل إلى عبد المطلب فأدناه، وأخلى مجلسه ثم قال: يا عبد المطلب إني مفض إليك من سري على أمر، لو كان غيرك لم أبح به له، ولكن وجدتك معدناً ولذا سأطلعك عليه، فليكن عندك مطوياً، حتى يأذن الله فيه.
إني وجدت في الكتاب المكنون، والعلم المخزون، الذي اخترناه لأنفسنا دون غيرنا، خبراً جسيماً، وخطراً عظيماً، فيه شرف الحياة، وفضيلة الوفاء للناس عامة، ولرهطك كافة، ولك خاصة، فقال له عبد المطلب: ما هو أيها الملك؛ مثلك من سرّ فبرّ، ما هو فداك أهل الوبر والمدر، زمراً بعد زمر?.
فقال الملك:
إذا ولد بتهامة، غلام له علامة، كانت له الإمامة، ولكم به الزعامة، إلى يوم القيامة، قال له عبد المطلب: أبيت اللعن؛ لقد أبت بخير ما آب به وافد قوم، فإن رأى الملك أن يخبرني بإفصاح، فقد أوضح لي بعض الإيضاح، قال هذا حينه الذي يولد فيه، اسمه محمد، بين كتفيه شامة، يموت أبوه وأمه، ويكفله جده وعمه، والله باعثه جهاراً، وجاعل له منا أنصاراً، يعز بهم أولياءه، ويذل بهم أعداءه، ويضرب بهم الناس عن عرض، ويستبيح لهم كرائم الأرض، ويعبد الرحمن، ويدحر الشيطان، ويكسر الأوثان، ويخمد النيران، قوله فصل، وحكمه عدل، يأمر بالمعروف ويفعله، وينهى عن المنكر ويبطله، قال فخر عبد المطلب ساجداً، فقال له أرفع رأسك، فهل حسست من أمره شيئاً، قال نعم أيها الملك، كان لي أبن وأنا به معجب، فزوجته بكريمة من كرائم قومي، أسمها آمنة بنت وهب بن عبد مناف، فجاءت بغلام سميته محمداً، مات أبوه وأمه، فكفلته أنا وربما غداً عمه، بين كتفيه شامة، وفيه كل ما ذكرت من العلامات، قال ورب البيت والحجب، والعلامات على النصب، فإنك يا عبد المطلب جده غير كذب، وإن الذي قلت لك ما قلت، فأحفظ ابنك وأحذر عليه من اليهود، فإنهم أعداؤه، ولن يجعل الله لهم عليه سبيلاً، واطوِ ما ذكرت دون هؤلاء الرهط الذين معك، فإني لست آمناً أن تدخلهم النفاسة، من أن تكون لك الرياسة، فيغلون لك الغوائل، وينصبون لك الحبائل، وهم فاعلون ذلك وأبناؤهم، ولولا أن الموت مجتاحي قبل مبعثه، لسرت بخيلي ورجلي حتى أصير إليه بيثرب دار مملكته، فإني أجد في الكتاب الناطق، والعلم السابق، أن يثرب مقام أمره، وفيها أهل نصرته، وموضع قبره، ولولا أني أقيه الآفات، وأتقي عليه العاهات، لأعلنت على حداثتي من أمره، ولكني صارف لك ذلك بغير تقصير بمن معك، ثم أمر لكل رجل بمائة من الإبل، وعشرة أعبد، وعشرة إماء، وعشرة أرطال فضة، وكرش مملوء من العنبر، وأمر لعبد المطلب أضعاف ما أعطى القوم، ثم قال ائتني بخبره، وما يكون من أمره عند رأس الحول، فمات سيف بن ذي يزن قبل أن يحول الحول، وكان عبد المطلب يقول: أيها الناس لا يغبطني أحد منكم بجزيل عطاء الملك، فإنه إلى نفاذ، ولكن تغبطوني بما يبقى لي ولعقبي من بعدي شرفه وفخره، فإذا قيل له وما ذاك ?