المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مِن صفات المنافقات


ابن عمكم الحافي
15-Jun-2008, 05:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال الله تبارك وتعالى : ( الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * وَعَدَ الله الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ )
وقال جل جلاله : ( إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً * لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا )

وكل خصلة من خصال النفاق التي تنطبق على الرجال تنطبق على النساء
ومن خصال النفاق العملي :
الكذب
إخلاف الوعد
خيانة الأمانة
الغدر في العهود
الفجور في المخاصمة
فهذه أمور مشتركة ، وإن كان بعضها في الرجال أظهر .

وهناك خصال من خصال النفاق تنفرد بها النساء دون الرجال .
ولذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خير نسائكم الودود الولود المواتية المواسية إذا اتقين الله وشر نسائكم المتبرجات المتخيلات ، وهن المنافقات . لا يدخل الجنة منهن إلا مثل الغراب الأعصم . رواه البيهقي ، وصححه الألباني في صحيح الجامع .

فالتّبرّج هو إظهار الزينة للرجال الأجانب .
وقد نهى الله عز وجل عنه ، فقال : ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى )
هكذا عُـبِّر عن التّبرّج ، وهكذا وُصف ، وهكذا نُسب !
فقد نسب الله عز وجل التبرّج إلى الجاهلية الأولى
وهذا يعني أن التبرّج من أفعال الجاهلية ، فالمتبرّجة جاهلة ، وإن نالت أعلى الشهادات !

وفي الحديث المتقدّم : وشر نسائكم المتبرجات المتخيلات .
فقرن التّبرّج بالخيلاء .
لمـاذا ؟
لأن التّبرّج يقود إلى الخيلاء ويؤدّي إليه .
فالمرأة إذا مَشَتْ متبرّجة حملها ذلك على التّبختر ، بخلاف ما إذا كانت متستّرة متحجّبة ، فإنها سوف تمشي برفق وسكينة ووقار .

قال المناوي في فيض القدير : وشر نسائكم المتبرجات ، أي المظهرات زينتهن للأجانب ، وهو مذموم لغير الزوج ؛ المتخيلات ، أي المعجبات المتكبرات ، والخيلاء بالضم العجب والتكبر ، وهن المنافقات

والمرأة إذا تبرّجت تحمّلت الإثم مُضاعفاً :
فتتحمّل إثم تبرّجها وإظهارها مالا يحلّ لها إظهاره للرجال الأجانب
وتتحمّل إثم فتنة الرجال
وتتحمّل إثم من تقتدي بها من النساء ، ولذلك قال الله عز وجل : ( لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ )
وقال عليه الصلاة والسلام : مَن سنّ في الإسلام سنة حسنة ، فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ، ومَن سنّ في الإسلام سنة سيئة ، كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء . رواه مسلم .

فهذه النوعية من النساء المنافقات " لا يدخل الجنة منهن إلا مثل الغراب الأعصم "
والغراب الأعصم هو الذي إحدى رجليه بيضاء .
وقيل : الذي في جناحه ريشة بيضاء .
وهي فصائل ونوعيات نادرة
وسواء أُريد هذا أو ذاك فالمقصود أنه لا يدخل الجنة من تلك النوعيات من النساء إلا كما توجد تلك النوعية في الغربان .

وإذا لم يدخلن الجنة ، فما مصيرهن ؟
ليس ثمّ إلا جنة أو نار .
ولذا قال عليه الصلاة والسلام : صنفان من أهل النار لم أرهما : قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات ، رؤوسهن كأسنة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا . رواه مسلم .

فهذا كله من علامات النفاق لدى النساء ....فاحذري أُخيّـه أن تكوني كَمَن ذُكِرن ....جزء مقتطف مع التّصرّف من محاضرة بعنوان مِن صفات المنافقات.

إبن عمكم الحافي.....أحمد العتيبي