عبدالله الجريسي
28-Apr-2008, 05:18 PM
كل ما عليك هو عمل الآتي :
ضع البيضة المسلوقة في طاسةٍ بها ماء باااارد، ودعها لمدة دقيقة واحدة.
ارفع الطاسةَ بيدك اليمنى.
اجعل يدك اليسرى مفروشةً وأدخلها في الطاسة بحيث تمسك بالبيض.
اقلب الطاسةَ وانثر الماء
رج الطاسة بحنيةٍ ولطف
اخرِج إحدى البيضات وستجد أن القشر يتساقط بمجرد لمسك له.
سم بالله و اجرع البيض جرعاً ، وإذا جاك مغص تظاهر بأنك ولا انتا حااااس بأي شي!
معليش ما سلمت عليكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
يا هلا وسهلا بالجميع
صبحكم/مساكم الله بالرضا والسرور..
يعلم الجميع بأن إعداد وجبةٍ من البيض المسلوق لا يكلف أي عناء ذهني ولا حتى بدني ، فمجرد وجود ماء وإناء ووسيلة تسخين تكفي لإعداد المئات من البيض الجاهز للجرع..
وحين تكون مجبراً على جرع بيض مسلوق فإن المرحلة الأصعب على النفس في هذه الحالة هي مرحلة تقشير البيضة، ولكن مع تطور العلم والتقنية استطاع الإنسان التغلب على هذه المشكلة ولعل فكرة الماء البااااارد هي أفضل تلك التقنيات!
أحياناً تكون جائعاً ومشتهي دسم ، فتقرر الذهاب إلى مجمع يحوي مجموعة من المطاعم تُعَد فيها الوجبات بمختلف أصنافها ، لكنك تفاجأ بأن جل ما هو معروض أمامك هو من فئة المسلوق، وفي هذه الحالة قد تجبر على جرع إحدى المسلوقات ولو بالنظر!
ولكي أبتعد بمسافةٍ كبيرة عن الرمزية في الهرج، فإن عرض كميات كبيرة جداً (وجداً بالحيل) من الكلام المسلوق بات أمراً ملحوظاً في أماكن العمل والمؤسسات التعليمية والمجالس والملتقيات والمنتديات، ورغم وجود محاولات جيده من هنا وهناك لكبح جماح السالقين، إلا أن عدد المسلوقات ما زال في ازدياد !!
ويمكن اختصار تعريف الكلام المسلوق ( من وجهة نظر شخصية) بأنه نوع من الكلام الفارغ أو المبهم أو الغير مكتمل، يُطرح بأسلوب الهذيان، لا تجد فيه فكرة قيمة ولا مادة مفيدة ولا رسالة واضحة ولا إفادةً منطقية وافية ، وإن كان هناك شيء منها فهو مبتور ومبتور جداً ..
وفي حين يَعتبر البعض أن الأكل المسلوق غذاء صحي ومفيد ، إلا أن الكلمات المسلوقة لا يمكن أن تكون كذلك.
مجرد أمثلة :
في العمل
تسأل أحد الموظفين: ما هي المهام والمسؤوليات التي تتولاها هذه الجهة؟
يجيبك: المهام كثيرة ومختلفة ومتنوعة وكل ما يتعلق بكذا هو واقع تحت مسؤوليتنا.
(كلام مبهم لا يحوي إفادة وافية)
في الجامعة
المحاضر يشرح للطلبة نظرية فيثاغورس ويقول: هي نظرية اكتشفها العالم فيثاغورس وتنص على أنه "في مثلث قائم فإن مربع طول الوتر يساوي ......." نقطة.
(كلام غير مكتمل لا يحوي إفادة وافية)
في أحد الملتقيات الدينية
يوجه أحدهم سؤاله إلى فضيلة الشيخ : ما حكم عدم الصلاة مع الجماعة في المسجد؟
الجواب: لا يجوز.
(كلام غير مكتمل لا يحوي إفادة وافية)
في أحد المنتديات الالكترونية
يطرح أحد الأعضاء موضوعاً وحين تكمل قراءته لا تجد أنه يحمل فكراً أو يناقش قضية أو يبعث رسالة بأسلوب جاد أو بطريقة ساخرة أو يحكي قصة مسلية.
(كلام فارغ لا تجد فيه فكرة قيمة ولا مادة مفيدة ولا رسالة واضحة)
القضية تكمن في أن مثل هذا النوع من الكلام ينتج عنه تأثيرات سلبية سواء ً على من يطرحه أو على من يتلقاه، فبالإضافة إلى أنه يعكس مدى ضعف المخزون العلمي والثقافي لدى السالق، فإنه يحبط همة كل من يبحث عن معلومة واضحة ودقيقة ومكتملة بغرض الاستفادة منها في زيادة ثقافته وإطلاعه أو دعم بحثه، وزيادة أعداد السالقين في المنتديات مثلاً من شأنه أن يحولها إلى كبائن للاتصالات والترفيه فقط، والأشخاص الذين يؤمنون بأن لعقولهم قيمة هم أناس لا يتقبلون فكرة مرور ساعات يقضونها في المنتديات دون الخروج بأي فائدة تذكر ولو حتى تسلية مقبولة توسع الصدر.
لا أحد يطالب بأن تكون كل أحاديثنا و أطروحاتنا مثالية وجادة وموثقة، بل إن الحياة تكون رائعة حين نتعامل معها ببساطة ودون تعقيد وتدقيق، ولكن يجب أن تكون كذلك حين يتعلق الأمر بنقل معلومة أو طرح رأي أو إبداء تصور للآخرين..
شركة ألمانية تعكف على إجراء دراسة تخصصية لأحد الجهات الحكومية، قام فريق العمل من هذه الشركة بزيارة لعدد من المسئولين في جهات مختلفة لجمع معلومات حول الدراسة، وبعد عودتهم بدت ملامح الإحباط تكسو وجوههم والسبب هو عدم ارتقاء هذه المعلومات للهدف المنشود بل وتضارب بعضها ببعض بشكل يضمن وجود خطأ من مصدر المعلومة، وبالتأكيد فإن السيناريو الذي حصل هو أن المسئول سلق لهم مجموعة من الكلمات !
إذا كنا قد نجد العذر للمراهقين والمراهقات في حال هذيانهم الفارغ في المجالس و المنتديات كونهم مازالوا في مقتبل أعمارهم ولم يشعروا بأهمية أن تكون لهم شخصية مدركة توازن بين الجد والهزل وتُحكم ما تريد أن تقول، فإننا لن نجد العذر لطالب أو لطالبة ممن يستحسنون وصفهم بطلاب التعليم العالي، و لن نجد عذراً على الإطلاق لذلك الدكتور التربوي الذي يكتفي بسرد الكلمات، ولا لذلك الموظف المسئول الذي يجهل خلفية المهام التي تؤديها جهة هو أحد منسوبيها، ولا لعالم وصل به علمه حد إصدار الفتاوى الشرعية..
من المفترض على الآدمي أن يجعل لعقله ولنفسه قيمةً يفخر بها، تترجمها أحاديثه وكتاباته وتعكسها سلوكياته وأفعاله.
وحقيقةً أجهل إن كان هناك وسيلة أو آلية مجدية تسهم في التخفيف من عرقلة حاجز الإحباط الذي يتعرض له شخص يسعى للنهوض بثقافته وثقافة من حوله و ينتظر مساهمةً جيدة من مجتمع نصفه موسعين الصدر كل دايم ، غير أن شرب كمية وافية من الماء البااااااارد قد يسرع من حركة الدورة الدموية لتمنح نشاطاً يساعد على تحطيم هذا الحاجز، تماماً كما فعل الماء البارد بقشر البيض!..
في أمان الكريم،،
ضع البيضة المسلوقة في طاسةٍ بها ماء باااارد، ودعها لمدة دقيقة واحدة.
ارفع الطاسةَ بيدك اليمنى.
اجعل يدك اليسرى مفروشةً وأدخلها في الطاسة بحيث تمسك بالبيض.
اقلب الطاسةَ وانثر الماء
رج الطاسة بحنيةٍ ولطف
اخرِج إحدى البيضات وستجد أن القشر يتساقط بمجرد لمسك له.
سم بالله و اجرع البيض جرعاً ، وإذا جاك مغص تظاهر بأنك ولا انتا حااااس بأي شي!
معليش ما سلمت عليكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
يا هلا وسهلا بالجميع
صبحكم/مساكم الله بالرضا والسرور..
يعلم الجميع بأن إعداد وجبةٍ من البيض المسلوق لا يكلف أي عناء ذهني ولا حتى بدني ، فمجرد وجود ماء وإناء ووسيلة تسخين تكفي لإعداد المئات من البيض الجاهز للجرع..
وحين تكون مجبراً على جرع بيض مسلوق فإن المرحلة الأصعب على النفس في هذه الحالة هي مرحلة تقشير البيضة، ولكن مع تطور العلم والتقنية استطاع الإنسان التغلب على هذه المشكلة ولعل فكرة الماء البااااارد هي أفضل تلك التقنيات!
أحياناً تكون جائعاً ومشتهي دسم ، فتقرر الذهاب إلى مجمع يحوي مجموعة من المطاعم تُعَد فيها الوجبات بمختلف أصنافها ، لكنك تفاجأ بأن جل ما هو معروض أمامك هو من فئة المسلوق، وفي هذه الحالة قد تجبر على جرع إحدى المسلوقات ولو بالنظر!
ولكي أبتعد بمسافةٍ كبيرة عن الرمزية في الهرج، فإن عرض كميات كبيرة جداً (وجداً بالحيل) من الكلام المسلوق بات أمراً ملحوظاً في أماكن العمل والمؤسسات التعليمية والمجالس والملتقيات والمنتديات، ورغم وجود محاولات جيده من هنا وهناك لكبح جماح السالقين، إلا أن عدد المسلوقات ما زال في ازدياد !!
ويمكن اختصار تعريف الكلام المسلوق ( من وجهة نظر شخصية) بأنه نوع من الكلام الفارغ أو المبهم أو الغير مكتمل، يُطرح بأسلوب الهذيان، لا تجد فيه فكرة قيمة ولا مادة مفيدة ولا رسالة واضحة ولا إفادةً منطقية وافية ، وإن كان هناك شيء منها فهو مبتور ومبتور جداً ..
وفي حين يَعتبر البعض أن الأكل المسلوق غذاء صحي ومفيد ، إلا أن الكلمات المسلوقة لا يمكن أن تكون كذلك.
مجرد أمثلة :
في العمل
تسأل أحد الموظفين: ما هي المهام والمسؤوليات التي تتولاها هذه الجهة؟
يجيبك: المهام كثيرة ومختلفة ومتنوعة وكل ما يتعلق بكذا هو واقع تحت مسؤوليتنا.
(كلام مبهم لا يحوي إفادة وافية)
في الجامعة
المحاضر يشرح للطلبة نظرية فيثاغورس ويقول: هي نظرية اكتشفها العالم فيثاغورس وتنص على أنه "في مثلث قائم فإن مربع طول الوتر يساوي ......." نقطة.
(كلام غير مكتمل لا يحوي إفادة وافية)
في أحد الملتقيات الدينية
يوجه أحدهم سؤاله إلى فضيلة الشيخ : ما حكم عدم الصلاة مع الجماعة في المسجد؟
الجواب: لا يجوز.
(كلام غير مكتمل لا يحوي إفادة وافية)
في أحد المنتديات الالكترونية
يطرح أحد الأعضاء موضوعاً وحين تكمل قراءته لا تجد أنه يحمل فكراً أو يناقش قضية أو يبعث رسالة بأسلوب جاد أو بطريقة ساخرة أو يحكي قصة مسلية.
(كلام فارغ لا تجد فيه فكرة قيمة ولا مادة مفيدة ولا رسالة واضحة)
القضية تكمن في أن مثل هذا النوع من الكلام ينتج عنه تأثيرات سلبية سواء ً على من يطرحه أو على من يتلقاه، فبالإضافة إلى أنه يعكس مدى ضعف المخزون العلمي والثقافي لدى السالق، فإنه يحبط همة كل من يبحث عن معلومة واضحة ودقيقة ومكتملة بغرض الاستفادة منها في زيادة ثقافته وإطلاعه أو دعم بحثه، وزيادة أعداد السالقين في المنتديات مثلاً من شأنه أن يحولها إلى كبائن للاتصالات والترفيه فقط، والأشخاص الذين يؤمنون بأن لعقولهم قيمة هم أناس لا يتقبلون فكرة مرور ساعات يقضونها في المنتديات دون الخروج بأي فائدة تذكر ولو حتى تسلية مقبولة توسع الصدر.
لا أحد يطالب بأن تكون كل أحاديثنا و أطروحاتنا مثالية وجادة وموثقة، بل إن الحياة تكون رائعة حين نتعامل معها ببساطة ودون تعقيد وتدقيق، ولكن يجب أن تكون كذلك حين يتعلق الأمر بنقل معلومة أو طرح رأي أو إبداء تصور للآخرين..
شركة ألمانية تعكف على إجراء دراسة تخصصية لأحد الجهات الحكومية، قام فريق العمل من هذه الشركة بزيارة لعدد من المسئولين في جهات مختلفة لجمع معلومات حول الدراسة، وبعد عودتهم بدت ملامح الإحباط تكسو وجوههم والسبب هو عدم ارتقاء هذه المعلومات للهدف المنشود بل وتضارب بعضها ببعض بشكل يضمن وجود خطأ من مصدر المعلومة، وبالتأكيد فإن السيناريو الذي حصل هو أن المسئول سلق لهم مجموعة من الكلمات !
إذا كنا قد نجد العذر للمراهقين والمراهقات في حال هذيانهم الفارغ في المجالس و المنتديات كونهم مازالوا في مقتبل أعمارهم ولم يشعروا بأهمية أن تكون لهم شخصية مدركة توازن بين الجد والهزل وتُحكم ما تريد أن تقول، فإننا لن نجد العذر لطالب أو لطالبة ممن يستحسنون وصفهم بطلاب التعليم العالي، و لن نجد عذراً على الإطلاق لذلك الدكتور التربوي الذي يكتفي بسرد الكلمات، ولا لذلك الموظف المسئول الذي يجهل خلفية المهام التي تؤديها جهة هو أحد منسوبيها، ولا لعالم وصل به علمه حد إصدار الفتاوى الشرعية..
من المفترض على الآدمي أن يجعل لعقله ولنفسه قيمةً يفخر بها، تترجمها أحاديثه وكتاباته وتعكسها سلوكياته وأفعاله.
وحقيقةً أجهل إن كان هناك وسيلة أو آلية مجدية تسهم في التخفيف من عرقلة حاجز الإحباط الذي يتعرض له شخص يسعى للنهوض بثقافته وثقافة من حوله و ينتظر مساهمةً جيدة من مجتمع نصفه موسعين الصدر كل دايم ، غير أن شرب كمية وافية من الماء البااااااارد قد يسرع من حركة الدورة الدموية لتمنح نشاطاً يساعد على تحطيم هذا الحاجز، تماماً كما فعل الماء البارد بقشر البيض!..
في أمان الكريم،،