محب الهيلا
29-Mar-2008, 11:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحجاز و نجد قبل دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب
الحجاز
كانت الحجاز من المناطق التي شهدت حركات علوية عنيفة ضد الدولة العباسية منذ قيامها. ولقد استطاعت هذه الدولة أن تقضي على تلك الحركات في عهود خلفائها الأقوياء. ولكن ضعفها في أواخر القرن الثالث الهجري أغرى زعماء العلويين باستئناف نشاطهم. فانتزع محمد ابن سليمان الحسيني إدارة مكة من الوالي العباسي 301هـ ، و استقل بها . ومع أن المصادر لا تعطي تفصيلات عما حدث لمحمد بن سليمان بعد ذلك فإنها تفيد بأن حكم البلدة المقدسة بقى في أيدي الأشراف الحسنيين حتى دخلها القرامطة سنة 317هـ . وقد نجح العباسيون في استعادتها نفوذهم الرسمي على الحجاز بعد سنوات قليلة من هذا التاريخ مسندين ولايتها لإتباعهم الإخشيدي الذين كان مركز حكمهم في مصر . وحينما بدأت علامات الانهيار تدب في أوصال كيان الإخشدين إمام الزحف الفاطمي انتعشت روح الأمل مرة أخرى في نفوس العلويين في الحجاز ، وفرض الزعيم جعفر بن محمد الحسني سيطرته على سير الأحداث في مكة وما حولها . ولما سقطت مصر في أيدي الفاطميين سنة 358هـ استولى على مقاليد الأمور في البلدة المذكورة ، ودعا في الخطبة للخليفة الفاطمي . وكان ذلك إيذانا بتأسيس حكم الطبقة الأولى من طبقات حكام الأشراف وهي طبقة الموسويين نسبة إلى موسى الجون من نسل الحسن بن علي رضي الله عنه .
وكما دعي للخليفة الفاطمي في مكة المكرمة دعي له في المدينة المنورة من قبل العلويين الحسينيين ، الذين سيطروا على الأوضاع هناك وبذلك أصبحت الحجاز تحت النفوذ الفاطمي وان بذل الوزراء العباسيون من بويه محاولات لمد نفوذهم عليها . وقد بلغ الحاكم الثالث من الطبقة الموسوية ، ابو الفتوح الحسن بن جعفر ، درجة من القوة مكنته من انتزاع حكم المدينة المنورة من أبناء عمه الحسينيين ، وأغرته بأن يعلن نفسه خليفة مستقلاَ . على أن خلافته لم تطل . ذلك أن الدسائس الفاطمية استطاعت أن ترغمه على التخلي عنها وإعلان تبعيته لحكام مصر . وكما شهد عهد هذا الأمير مد نفوذ الطبقة الموسوية ثم جزره النسبي كانت وفاة ابنه شكر سنة 453هـ بمثابة ألان نهاية حكم تلك الطبقة . فقد انتزع السليمانيون حكم مكة من عبد شكر بعد فترة قصيرة جداً من استيلائه عليه .
ومع إن كثير من المؤرخين يعدون السليمانيين طبقة من طبقات الأشراف التي تداولت حكم مكة الإ إن حكمهم لم يستمر أكثر من سنتين . ذلك أ، ميلهم للعباسيين دفع حاكم اليمن المتحالف مع الفاطميين إلى الإطاحة بهم ، وتسليم حكم البلاد إلى طبقة أخرى من الأشراف تسمى الهواشم .
ولقد شهد القرن الأول من حكم طبقة الهواشم تنافساً شديدا بين العباسيين وبين الفاطميين لكسب ولاء أمراء مكة وإغرائهم بالدعاء لهم في الخطبة . وظل ولاء بعض هؤلاء الأمراء يتذبذب بين الفريقين المتنافسين حسب الظروف . ولكن النصب إلى ذلك شهدت تلك الفترة صراعاً حادا بين أشراف الطبقة الحاكمة ذاتها على الإمارة .
وحينما نجح صلاح الدين الأيوبي في إنهاء حكم الفاطميين لمصر واستولى على مقاليد الأمور فيها سنة 567هـ أصبح له نفوذ في الحجاز تمثل في إضافة اسمه إلى اسم الخليفة العباسي في الخطبة.
على ان الصراع الداخلي بين الهواشم استمر حتى انتزع الامارة منهم قتادة بن ادريس سنة 597هـ . وبذلك بدأ حكم الطبقة الرابعة من الأشراف ، وهي الطبقة التي بقيت تحكم الحجاز حتى سنة 1343هـ .
ولقد أدى صراع أبناء قتادة على الحكم إلى تدخل بني الرسول ، حكام اليمن ، في شؤون مكة منافسين بذلك حكام مصر من الأيوبيين وخلفائهم المماليك الذين استولوا على مقاليد الأمور هناك سنة 648هـ . لكن المماليك كسبوا الجزلة في نهاية الجولة في نهاية الأمر واصبح لهم نفوذ كبير في الحجاز ، خاصة في القرن التاسع الهجري . وقد ظل هذا النفوذ واضحاً حتى دالت دولتهم في مصر على أيدي العثمانيين سنة 923هـ . وكان من ابرز الأشراف في تلك الفترة الحسن بن عجلان الذي استطاع أن يمد نفوذه من ينبع شمالاً إلى المخلاف السليماني ( منطقة جازان) جنوباً نسبة إلى سليمان بن طرف الحكمي الذي وحد تلك المنطقة تحت إمرته .
وحينما استولى السلطان سليم الأول العثماني على مصر ، سنة 923هـ ، كان أمير مكة الشريف بركات الثاني ، الذي أوفد ابنه أبا نمي إلى ذلك السلطان معلناً ولاءه له . وهكذا أصبحت الحجاز تحت نفوذ العثمانيين . وكان من مظاهر هذا النفوذ الدعاء للسلطان العثماني في الخطبة ، وأخذ موافقته على ولاية الشريف الجديد ، ووجود ممثل له يشارك في إدارة شؤون المدينة المنورة ، وتعيين شيخ الحرم ، ومشاركة أمير الحجاز في واردات جدة من الجمارك .
ولقد كان الصراع الاسري بين أشراف الحجاز على الحكم دموياً ارتكبت خلاله أنواع من القسوة والعنف . ولم يخل تاريخهم الطويل من ذلك الصراع إلا في فترات قليلة جداً. وكان أولئك الأشراف يعتمدون في صراعهم مع منافسيهم على من ينظم إليهم من أسرتهم ومماليكهم وقبائل المنطقة . وفي بعض الأحيان كان أمراء الحج العثمانيون يتدخلون بقواتهم الخاصة لمصلحة هذا الشريف او ذاك . ونتيجة لذلك عانى الأبرياء من السكان والحجاج كثيراً من المصائب والمحن .
وكان عماد اقتصاد بادية الحجاز الثروة الحيوانية ومنتجاتها . أما سكان السواحل فمن أهم وجوه نشاطهم صيد السمك . واما غالبية سكان المدن الحجازية الكبيرة فكانت التجارة دعامة حياتهم الاقتصادية .
وكما كان الأشراف والتجار يستفيدون من الحج استفادة كبيرة فإن بقية سكان البلاد كانوا ينتفعون به بوسائل مختلفة . وكان لرؤساء القبائل، خاصة في شمال الحجاز، منافعهم الخاصة من الحج، ذلك انهم كانوا يفرضون إتاوات على القوافل المارة بمناطق نفوذهم ويتسلمون هدايا من قادة تلك القوافل.
على إن الأوضاع الاقتصادية في الحجاز كانت تتأثر كبيراً بالاوضاع السياسية العامة . فإذا استقرت الأوضاع السياسية الداخلية وكانت علاقة الشرافة بالقوى الإسلامية الكبرى طيبة تحسنت الأوضاع الاقتصادية وساد البلاد نوع من إرخاء . وان لم تكن كذلك حلت الكوارث الاقتصادية وتدهورت الأحوال.
وتشير أحدى الدراسات إلى ان أشراف الحجاز كانوا يتبعون المذهب الزيدي حتى النصف الثاني من القرن الحادي عشر الهجري. ثم اعتنقوا المذهب السني. اما باقي سكان الحجاز فكانوا، بصفة عامة، سنة قبل ذلك التاريخ وبعده. وكان لوجود الحرمين الشريفين في البلاد أثره الكبيرة في الحياة العلمية. فقد كان بعض العلماء من الأقطار الإسلامية المختلفة يجاورون في مكة المكرمة والمدينة المنورة . وكثيراً ما قام بعضهم بالتدريس والتاليف .
ومع وجود العلماء وازدهار الحركة العلمية في كل من مكة والمدينة المنورة فإن الحجاز لم تخل من أصحاب المذاهب التي يستنكرها المحافظون من علماء المسلمين ، كما إنها لم تخل من الأمور البدعية والخرفية المنتشرة في كثير من البلدان الإسلامية . وكان كثير من فئات القبائل الحجازية على جهل كبير بأحكام الدين الإسلامي. ولذلك لم تكن محافظة على ممارسة شعائره او ملتزمة بواجباته . ولذلك لم تكن محافظة على ممارسة شعائره او ملتزمة بواجباته . وهناك من المصادر ما يشير إلى انحطاط الأخلاق وانتشار بعض الأمور التي يحرمها الدين الإسلامي الحنيف وتأباها القيم العربية الأصيلة، خاصة بين أفراد الطبقة المتقنفذة في البلاد.
وللحديث بقية
منقول
الحجاز و نجد قبل دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب
الحجاز
كانت الحجاز من المناطق التي شهدت حركات علوية عنيفة ضد الدولة العباسية منذ قيامها. ولقد استطاعت هذه الدولة أن تقضي على تلك الحركات في عهود خلفائها الأقوياء. ولكن ضعفها في أواخر القرن الثالث الهجري أغرى زعماء العلويين باستئناف نشاطهم. فانتزع محمد ابن سليمان الحسيني إدارة مكة من الوالي العباسي 301هـ ، و استقل بها . ومع أن المصادر لا تعطي تفصيلات عما حدث لمحمد بن سليمان بعد ذلك فإنها تفيد بأن حكم البلدة المقدسة بقى في أيدي الأشراف الحسنيين حتى دخلها القرامطة سنة 317هـ . وقد نجح العباسيون في استعادتها نفوذهم الرسمي على الحجاز بعد سنوات قليلة من هذا التاريخ مسندين ولايتها لإتباعهم الإخشيدي الذين كان مركز حكمهم في مصر . وحينما بدأت علامات الانهيار تدب في أوصال كيان الإخشدين إمام الزحف الفاطمي انتعشت روح الأمل مرة أخرى في نفوس العلويين في الحجاز ، وفرض الزعيم جعفر بن محمد الحسني سيطرته على سير الأحداث في مكة وما حولها . ولما سقطت مصر في أيدي الفاطميين سنة 358هـ استولى على مقاليد الأمور في البلدة المذكورة ، ودعا في الخطبة للخليفة الفاطمي . وكان ذلك إيذانا بتأسيس حكم الطبقة الأولى من طبقات حكام الأشراف وهي طبقة الموسويين نسبة إلى موسى الجون من نسل الحسن بن علي رضي الله عنه .
وكما دعي للخليفة الفاطمي في مكة المكرمة دعي له في المدينة المنورة من قبل العلويين الحسينيين ، الذين سيطروا على الأوضاع هناك وبذلك أصبحت الحجاز تحت النفوذ الفاطمي وان بذل الوزراء العباسيون من بويه محاولات لمد نفوذهم عليها . وقد بلغ الحاكم الثالث من الطبقة الموسوية ، ابو الفتوح الحسن بن جعفر ، درجة من القوة مكنته من انتزاع حكم المدينة المنورة من أبناء عمه الحسينيين ، وأغرته بأن يعلن نفسه خليفة مستقلاَ . على أن خلافته لم تطل . ذلك أن الدسائس الفاطمية استطاعت أن ترغمه على التخلي عنها وإعلان تبعيته لحكام مصر . وكما شهد عهد هذا الأمير مد نفوذ الطبقة الموسوية ثم جزره النسبي كانت وفاة ابنه شكر سنة 453هـ بمثابة ألان نهاية حكم تلك الطبقة . فقد انتزع السليمانيون حكم مكة من عبد شكر بعد فترة قصيرة جداً من استيلائه عليه .
ومع إن كثير من المؤرخين يعدون السليمانيين طبقة من طبقات الأشراف التي تداولت حكم مكة الإ إن حكمهم لم يستمر أكثر من سنتين . ذلك أ، ميلهم للعباسيين دفع حاكم اليمن المتحالف مع الفاطميين إلى الإطاحة بهم ، وتسليم حكم البلاد إلى طبقة أخرى من الأشراف تسمى الهواشم .
ولقد شهد القرن الأول من حكم طبقة الهواشم تنافساً شديدا بين العباسيين وبين الفاطميين لكسب ولاء أمراء مكة وإغرائهم بالدعاء لهم في الخطبة . وظل ولاء بعض هؤلاء الأمراء يتذبذب بين الفريقين المتنافسين حسب الظروف . ولكن النصب إلى ذلك شهدت تلك الفترة صراعاً حادا بين أشراف الطبقة الحاكمة ذاتها على الإمارة .
وحينما نجح صلاح الدين الأيوبي في إنهاء حكم الفاطميين لمصر واستولى على مقاليد الأمور فيها سنة 567هـ أصبح له نفوذ في الحجاز تمثل في إضافة اسمه إلى اسم الخليفة العباسي في الخطبة.
على ان الصراع الداخلي بين الهواشم استمر حتى انتزع الامارة منهم قتادة بن ادريس سنة 597هـ . وبذلك بدأ حكم الطبقة الرابعة من الأشراف ، وهي الطبقة التي بقيت تحكم الحجاز حتى سنة 1343هـ .
ولقد أدى صراع أبناء قتادة على الحكم إلى تدخل بني الرسول ، حكام اليمن ، في شؤون مكة منافسين بذلك حكام مصر من الأيوبيين وخلفائهم المماليك الذين استولوا على مقاليد الأمور هناك سنة 648هـ . لكن المماليك كسبوا الجزلة في نهاية الجولة في نهاية الأمر واصبح لهم نفوذ كبير في الحجاز ، خاصة في القرن التاسع الهجري . وقد ظل هذا النفوذ واضحاً حتى دالت دولتهم في مصر على أيدي العثمانيين سنة 923هـ . وكان من ابرز الأشراف في تلك الفترة الحسن بن عجلان الذي استطاع أن يمد نفوذه من ينبع شمالاً إلى المخلاف السليماني ( منطقة جازان) جنوباً نسبة إلى سليمان بن طرف الحكمي الذي وحد تلك المنطقة تحت إمرته .
وحينما استولى السلطان سليم الأول العثماني على مصر ، سنة 923هـ ، كان أمير مكة الشريف بركات الثاني ، الذي أوفد ابنه أبا نمي إلى ذلك السلطان معلناً ولاءه له . وهكذا أصبحت الحجاز تحت نفوذ العثمانيين . وكان من مظاهر هذا النفوذ الدعاء للسلطان العثماني في الخطبة ، وأخذ موافقته على ولاية الشريف الجديد ، ووجود ممثل له يشارك في إدارة شؤون المدينة المنورة ، وتعيين شيخ الحرم ، ومشاركة أمير الحجاز في واردات جدة من الجمارك .
ولقد كان الصراع الاسري بين أشراف الحجاز على الحكم دموياً ارتكبت خلاله أنواع من القسوة والعنف . ولم يخل تاريخهم الطويل من ذلك الصراع إلا في فترات قليلة جداً. وكان أولئك الأشراف يعتمدون في صراعهم مع منافسيهم على من ينظم إليهم من أسرتهم ومماليكهم وقبائل المنطقة . وفي بعض الأحيان كان أمراء الحج العثمانيون يتدخلون بقواتهم الخاصة لمصلحة هذا الشريف او ذاك . ونتيجة لذلك عانى الأبرياء من السكان والحجاج كثيراً من المصائب والمحن .
وكان عماد اقتصاد بادية الحجاز الثروة الحيوانية ومنتجاتها . أما سكان السواحل فمن أهم وجوه نشاطهم صيد السمك . واما غالبية سكان المدن الحجازية الكبيرة فكانت التجارة دعامة حياتهم الاقتصادية .
وكما كان الأشراف والتجار يستفيدون من الحج استفادة كبيرة فإن بقية سكان البلاد كانوا ينتفعون به بوسائل مختلفة . وكان لرؤساء القبائل، خاصة في شمال الحجاز، منافعهم الخاصة من الحج، ذلك انهم كانوا يفرضون إتاوات على القوافل المارة بمناطق نفوذهم ويتسلمون هدايا من قادة تلك القوافل.
على إن الأوضاع الاقتصادية في الحجاز كانت تتأثر كبيراً بالاوضاع السياسية العامة . فإذا استقرت الأوضاع السياسية الداخلية وكانت علاقة الشرافة بالقوى الإسلامية الكبرى طيبة تحسنت الأوضاع الاقتصادية وساد البلاد نوع من إرخاء . وان لم تكن كذلك حلت الكوارث الاقتصادية وتدهورت الأحوال.
وتشير أحدى الدراسات إلى ان أشراف الحجاز كانوا يتبعون المذهب الزيدي حتى النصف الثاني من القرن الحادي عشر الهجري. ثم اعتنقوا المذهب السني. اما باقي سكان الحجاز فكانوا، بصفة عامة، سنة قبل ذلك التاريخ وبعده. وكان لوجود الحرمين الشريفين في البلاد أثره الكبيرة في الحياة العلمية. فقد كان بعض العلماء من الأقطار الإسلامية المختلفة يجاورون في مكة المكرمة والمدينة المنورة . وكثيراً ما قام بعضهم بالتدريس والتاليف .
ومع وجود العلماء وازدهار الحركة العلمية في كل من مكة والمدينة المنورة فإن الحجاز لم تخل من أصحاب المذاهب التي يستنكرها المحافظون من علماء المسلمين ، كما إنها لم تخل من الأمور البدعية والخرفية المنتشرة في كثير من البلدان الإسلامية . وكان كثير من فئات القبائل الحجازية على جهل كبير بأحكام الدين الإسلامي. ولذلك لم تكن محافظة على ممارسة شعائره او ملتزمة بواجباته . ولذلك لم تكن محافظة على ممارسة شعائره او ملتزمة بواجباته . وهناك من المصادر ما يشير إلى انحطاط الأخلاق وانتشار بعض الأمور التي يحرمها الدين الإسلامي الحنيف وتأباها القيم العربية الأصيلة، خاصة بين أفراد الطبقة المتقنفذة في البلاد.
وللحديث بقية
منقول