mohsen3040
20-Jan-2006, 05:07 PM
عـامًا رحــــــل ، و قد أودع كل منا فيه ما أودع ،
من خير أو شر .
أيه الإخوة والأخوات:
إن في مرور هذه الأعوام و تتابع السنين
و انقضاء الأيام و الليالي عبرة و عظة .
يقول الله تعالى :
( إن في خلق السماوات و الأرض و اختلاف الليل و النهار لآيات لأولي الألباب )
( آل عمران 190 )
و قال تعالى :
( وهو الذي جعل الليل و النهار خِلفة لمن أراد أن يذّكر أو أراد شكورا )
( الفرقان 62 )
ترى أيها الاخوة والأخوات : ما هي العبرة التي نأخذها من مرور السنين وتتابع الأيام ؟
لو سألنا أنفسنا هذا السؤال لأجاب أكثرنا : أن أعمارنا سوف تزيد ،
و حياتنا سوف تطول ، فنحن قد زاد في أعمارنا عام كامل .
هذا هو ظن كثير منا ، لا يرى في تتابع الأيام و الليالي إلا أنها زيادة في عمره .
و لكن – و الله – أيها الإخوة : إن الحقيقة بعكس ذلك ،و بضد ذلك .
فما هذه الأيام التي تمر ، و ما هذه الأعوام التي تمضي
إلا نقص في حياتنا و هدم في أعمارنا .
أيها الإخوة والأخوات:
إن الأعمار مضروبة ، و الآجال مقسومة ، و كل واحد منا قد قسم له نصيبه
في هذه الحياة ، فهذا يعيش خمسين سنة ،
و ذاك يعيش ستين سنة ، و ذاك يعيش عشرين سنة .
و أنت منذ أن خرجت إلى الدنيا ، و أنت تهدم في عمرك و تنقص من أجلك
أ رأيت يا أخي لو أن أنسانا سافر من مدينة إلى أخرى ، فإنه كلما قطع
مسافة سوف تقصر المسافة التي بينه و بين تلك المدينة التي يريد الذهاب
إليها .
أ رأيت إلى هذا التقويم الذي نضعه فوق مكاتبنا في بداية كل عام ،
إنه مليء بالأوراق ، وفي كل يوم نأخذ منه ورقة واحدة فقط ،
وفي نهاية العام لا يبقى منه إلا الجلدة فقط .
هكذا عمري و عمرك يا أخي وأختي:
مجموعة أيام ، و مجموعة ليالي ، كلما مضي يوم أو انقضت ليلة
كلما نقصت أعمارنا ، كلما نقص رصيد أيامنا في هذا الحياة حتى ينتهي
ذلك الرصيد ، ثم نغادر هذه الدنيا .
واه لنا ثم واه لنا ، ما أشد غفلتنا عن هذه الحقيقة .
أخي وأختي في الله :
ربما يكره كثير منا ذكر الموت ، وربما يقول لك : لا نريد أن تكدر علينا حياتنا
و سبحان الله
و الله لو نسينا الموت فإنه لن ينسانا،
و لو تشاغلنا عنه لما تشاغل عنا .
أيه الإخوة والأخوات:
إنّ تذكر الموت هو وصية الحبيب الشفوق علينا الرحيم بنا،
فقد صح عنه صلى الله عليه و سلم أنه قال :
( تذكروا هادم اللذات )
و قال :
( أكثروا من ذكر هادم اللذات )
ترى أيها الإخوة والأخوات:
لو سألنا أنفسنا الآن : هل نحن نحدث أنفسنا بالموت ؟
أم أننا الآن نحدثها بأنها لن تموت إلا بعد سنوات و سنوات
أيه الإخوة والأ[خوات:
بقول الله تعالى :
( قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم )
نعم إن الموت ليس وراءنا ، بل هو أمامنا ، و نحن نقطع المراحل إليه ،
نحن نسير سيرا حثيثا إليه ، و يوشك أن نبلغ الساعة
التي كتب الله أن نغادر فيها هذه الدنيا .
أيها الإخوة والأخوات:
يقول الحسن البصري :
( يا آدم إنما أنت أيام ؛ فإذا ذهب يوم فقد ذهب بعضك )
إنا لفرح بالأيام نقطعها و كل يوم مضى يدني من الأجل
أيها الإخوة والأخوات:
عام تولى و انصرم ، ودّعنا فيه أحبة و فقدنا فيه أعزة .
و و الله كما ودعت فسوف تُودع ، و كما بكيت فسوف يُبكى عليك
و كما حملت فسوف تُحمل .
أيها الإخوة والأخوات:
إن الموت يأتي فجأة ، ويأتي بغتة ، و العبرة كل العبرة أن تموت
على عمل صالح ، أن يختم لك بخاتمة حسنة ،
وهذا والله لن يكون إلا لمن استعد لتلك اللحظة
وجعل الموت نصب عينه ، وشمر في طاعة الله .
أما من سّوف ، و أمّل في أن يعيش طويلا و أهمل الاستعداد لتلك اللحظة
فيوشك والله أن تأتيته منيته و هو على عمل لا يرضي الله ،
فيكون حاله كحال ذلك الذي و صفه الله تعالى :
( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت
كلا إنها كلمة هو قالها و من ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ).
أخوانــي وأخواتي ::
ها هو عام سوف يأتى لا تدري لعلك قد نقلت من سجل الأحياء
إلى سجل الأموات
لعل ساعة رحيلك من الدنيا في هذا العام القادم .
ها هو مدرس يدرس في إحدى مدارس جدة خرج كعادته من بيته
إلى مدرسته حتى وصل إليها و أوقف سيارته في مواقف السيارة ،
و جاءه ملك الموت ليوقف حياته في تلك اللحظة، لقد انتهى عمره
و حانت ساعته ، فخر على وجه فوق مقود القيادة ،
و عندما تأخر عن زملائه أخذوا في السؤال عنه ،
هذا يقول : لقد رأيته في الصباح ، ثان يقول : لقد أوقف سيارته
و رأيته فيها ، فانطلقوا إلى سيارته ليجدوه قد فارق الحياة و ودع الدنيا .
فيا أحبائــي :
بادروا وقبل أن تبادر وأسرعوا قبل أن يسرع بك ، وعجلوا في التوبة
قبل أن يعجل بك إلى قبرك ، حيث لا أنيس و لا جليس إلا عملكم ،
فإن كان صالحا فنعم الأنيس ، و إن كان سيئ فبئس الجليس .
أخوانــي وأخواتي::
كم من القصص سمعت ، و كم الحكايات مرت عليك ، أين قلبك ،
أين فكر لماذا هذه الغفلة ؟
إن السعيد من وعظ بغيره و لم يكن هو عبرة لغيره .
اللهم إنا نسألك أن تختم لنا بالخاتمة الحسنى و أن تجعل
خير أيام يوم نلقاك و أنت راض عنا .
من خير أو شر .
أيه الإخوة والأخوات:
إن في مرور هذه الأعوام و تتابع السنين
و انقضاء الأيام و الليالي عبرة و عظة .
يقول الله تعالى :
( إن في خلق السماوات و الأرض و اختلاف الليل و النهار لآيات لأولي الألباب )
( آل عمران 190 )
و قال تعالى :
( وهو الذي جعل الليل و النهار خِلفة لمن أراد أن يذّكر أو أراد شكورا )
( الفرقان 62 )
ترى أيها الاخوة والأخوات : ما هي العبرة التي نأخذها من مرور السنين وتتابع الأيام ؟
لو سألنا أنفسنا هذا السؤال لأجاب أكثرنا : أن أعمارنا سوف تزيد ،
و حياتنا سوف تطول ، فنحن قد زاد في أعمارنا عام كامل .
هذا هو ظن كثير منا ، لا يرى في تتابع الأيام و الليالي إلا أنها زيادة في عمره .
و لكن – و الله – أيها الإخوة : إن الحقيقة بعكس ذلك ،و بضد ذلك .
فما هذه الأيام التي تمر ، و ما هذه الأعوام التي تمضي
إلا نقص في حياتنا و هدم في أعمارنا .
أيها الإخوة والأخوات:
إن الأعمار مضروبة ، و الآجال مقسومة ، و كل واحد منا قد قسم له نصيبه
في هذه الحياة ، فهذا يعيش خمسين سنة ،
و ذاك يعيش ستين سنة ، و ذاك يعيش عشرين سنة .
و أنت منذ أن خرجت إلى الدنيا ، و أنت تهدم في عمرك و تنقص من أجلك
أ رأيت يا أخي لو أن أنسانا سافر من مدينة إلى أخرى ، فإنه كلما قطع
مسافة سوف تقصر المسافة التي بينه و بين تلك المدينة التي يريد الذهاب
إليها .
أ رأيت إلى هذا التقويم الذي نضعه فوق مكاتبنا في بداية كل عام ،
إنه مليء بالأوراق ، وفي كل يوم نأخذ منه ورقة واحدة فقط ،
وفي نهاية العام لا يبقى منه إلا الجلدة فقط .
هكذا عمري و عمرك يا أخي وأختي:
مجموعة أيام ، و مجموعة ليالي ، كلما مضي يوم أو انقضت ليلة
كلما نقصت أعمارنا ، كلما نقص رصيد أيامنا في هذا الحياة حتى ينتهي
ذلك الرصيد ، ثم نغادر هذه الدنيا .
واه لنا ثم واه لنا ، ما أشد غفلتنا عن هذه الحقيقة .
أخي وأختي في الله :
ربما يكره كثير منا ذكر الموت ، وربما يقول لك : لا نريد أن تكدر علينا حياتنا
و سبحان الله
و الله لو نسينا الموت فإنه لن ينسانا،
و لو تشاغلنا عنه لما تشاغل عنا .
أيه الإخوة والأخوات:
إنّ تذكر الموت هو وصية الحبيب الشفوق علينا الرحيم بنا،
فقد صح عنه صلى الله عليه و سلم أنه قال :
( تذكروا هادم اللذات )
و قال :
( أكثروا من ذكر هادم اللذات )
ترى أيها الإخوة والأخوات:
لو سألنا أنفسنا الآن : هل نحن نحدث أنفسنا بالموت ؟
أم أننا الآن نحدثها بأنها لن تموت إلا بعد سنوات و سنوات
أيه الإخوة والأ[خوات:
بقول الله تعالى :
( قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم )
نعم إن الموت ليس وراءنا ، بل هو أمامنا ، و نحن نقطع المراحل إليه ،
نحن نسير سيرا حثيثا إليه ، و يوشك أن نبلغ الساعة
التي كتب الله أن نغادر فيها هذه الدنيا .
أيها الإخوة والأخوات:
يقول الحسن البصري :
( يا آدم إنما أنت أيام ؛ فإذا ذهب يوم فقد ذهب بعضك )
إنا لفرح بالأيام نقطعها و كل يوم مضى يدني من الأجل
أيها الإخوة والأخوات:
عام تولى و انصرم ، ودّعنا فيه أحبة و فقدنا فيه أعزة .
و و الله كما ودعت فسوف تُودع ، و كما بكيت فسوف يُبكى عليك
و كما حملت فسوف تُحمل .
أيها الإخوة والأخوات:
إن الموت يأتي فجأة ، ويأتي بغتة ، و العبرة كل العبرة أن تموت
على عمل صالح ، أن يختم لك بخاتمة حسنة ،
وهذا والله لن يكون إلا لمن استعد لتلك اللحظة
وجعل الموت نصب عينه ، وشمر في طاعة الله .
أما من سّوف ، و أمّل في أن يعيش طويلا و أهمل الاستعداد لتلك اللحظة
فيوشك والله أن تأتيته منيته و هو على عمل لا يرضي الله ،
فيكون حاله كحال ذلك الذي و صفه الله تعالى :
( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت
كلا إنها كلمة هو قالها و من ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ).
أخوانــي وأخواتي ::
ها هو عام سوف يأتى لا تدري لعلك قد نقلت من سجل الأحياء
إلى سجل الأموات
لعل ساعة رحيلك من الدنيا في هذا العام القادم .
ها هو مدرس يدرس في إحدى مدارس جدة خرج كعادته من بيته
إلى مدرسته حتى وصل إليها و أوقف سيارته في مواقف السيارة ،
و جاءه ملك الموت ليوقف حياته في تلك اللحظة، لقد انتهى عمره
و حانت ساعته ، فخر على وجه فوق مقود القيادة ،
و عندما تأخر عن زملائه أخذوا في السؤال عنه ،
هذا يقول : لقد رأيته في الصباح ، ثان يقول : لقد أوقف سيارته
و رأيته فيها ، فانطلقوا إلى سيارته ليجدوه قد فارق الحياة و ودع الدنيا .
فيا أحبائــي :
بادروا وقبل أن تبادر وأسرعوا قبل أن يسرع بك ، وعجلوا في التوبة
قبل أن يعجل بك إلى قبرك ، حيث لا أنيس و لا جليس إلا عملكم ،
فإن كان صالحا فنعم الأنيس ، و إن كان سيئ فبئس الجليس .
أخوانــي وأخواتي::
كم من القصص سمعت ، و كم الحكايات مرت عليك ، أين قلبك ،
أين فكر لماذا هذه الغفلة ؟
إن السعيد من وعظ بغيره و لم يكن هو عبرة لغيره .
اللهم إنا نسألك أن تختم لنا بالخاتمة الحسنى و أن تجعل
خير أيام يوم نلقاك و أنت راض عنا .