محمد البرازي
13-Dec-2010, 09:38 PM
من الذكريات الجميلة والتي انطلق منها عشقي لفن المحاورة تلك الظهرية التي كنتُ فيها مع عمّي «أبو مشعل» داخل مجلسه في محافظة الجهراء عندما قام بتشغيل جهاز الفيديو وإذا بمحاورة تجمع بين خلف بن هذال وصياف الحربي.. ومنها..
يقول صياف :
قالوا إنه مع العربان مطلق لسانه
كل ما مر له وادي لصق في شعيبه
ويقول خلف :
وألسنتنا لها فالحق فرض وضمانة
ما نسوق الشباري فالعظام الصليبة
قد لا أكون وقتها متصورا مقاصد الشعراء ومراميهم البعيدة.. لكن ما زلت أذكر التعابير التي تصدر عن « أبو مشعل» والإشارات التي تعبر عن رضاه وعن امتعاضه من بعض توجهات الشعراء لكن يغلب على المحاورة الرضا والإعجاب عمَّ قدمه الشعراء..
المحاورة أو «القلطة» فن شعري يقوم على ركني الفتل و نقض المعنى وهذا الفن يحتاج لقدرة شعرية هائلة وسرعة بديهة يتنافس من خلالها الشاعران..
هذا الفن يحمل من القيّم الاجتماعية الشيء الكثير فيتطرق لكل موضوعات الحياة حتى أنه في بعض الأحيان يصل الشاعران إلى ما وراء الخط الأحمر لكن بطريقة نقد محببة للنفس..! وهذا الفن الشعري في تطور مستمر فتم إضافة الموّال كأحد فنون المحاورة و هو فن محبب للجماهير أكثر منهُ للشعراء..!
منذُّ العشر سنوات تقريباً بدأ فن المحاورة في انحدار لاختلاف المضامين والتوجهات فالقيّم السامية والمواضيع التي كان الشعراء ُ يتطرقون لها تبدلت كليّا ليتوجه الشعراء مع المنحدر إلى مستوى «السب و الشتيمة» و أغلب الظن أنهم انخدعوا في صراخ فئة المراهقين وقفزهم في ساحة المحاورة ليظن الواحد من الشعراء أنّه أجاد أيما إجادة..!
حتى أنَّ كل محاورة تكاد تخلو من ركني المحاورة الأساسيين «الفتل والنقض» لتصبح المعاني المطروقة جليّة و لا تحتاج إلى تفكير عميق للوصول إلى المقصود..
حتى أن لسان الشاعر أصبح سلاحا يستخدم ضد الآخر وقبيلته لا يتورع هذا اللسان عن استخدام المصطلحات التي لا يسع المكان لذكرها..!
أطال الله في عمرك يا «فلاح بن سعيد» عندما جالستك في أحد الأفراح وكانت المحاورة لا تحمل من المضامين إلا صراخ المراهقين وقفز الصفوف حتى خُيّل لي أنها مدرجات جماهير كرة القدم.. ومازلت ُ أذكر جملتك عندما قلت : «الرجل في كل منطوقه إن لم يحترم نفسه لا يحترمه الناس» شعرت وقتها بعدم رضاك عمَّ يقدمه الشعراء وسخطك على واقع المحاورة بشكلٍ عام في الفترة الأخيرة..!
يقول أحدهم :
وأنته سوات اللي لا شاف التونة
يصير مثل القفل والمفتاحي
ويرد عليه الآخر:
والله لا تعصر عصرة الليمونة
و إني ما أفكك لو تصيح صياحي
لم أجد تصنيف يمثل المحاورة في هذا الوقت خير تصنيف إلا :
«شل أبوك حط أبوك .. و خلوها..»
ويصرخ الجمهور : عيد.. عيد.. عيد.. عيد..!
فالمعذرة يا عمّي « أبو مشعل « لا أتوقع أن هناك محاورة تستحق متابعتك لها فأنا أكرّم مسامعك عن مثل هذه المحاور..!
لكم خالص الود والتقدير
كتبها أخي : فواز عبدالله .
.
يقول صياف :
قالوا إنه مع العربان مطلق لسانه
كل ما مر له وادي لصق في شعيبه
ويقول خلف :
وألسنتنا لها فالحق فرض وضمانة
ما نسوق الشباري فالعظام الصليبة
قد لا أكون وقتها متصورا مقاصد الشعراء ومراميهم البعيدة.. لكن ما زلت أذكر التعابير التي تصدر عن « أبو مشعل» والإشارات التي تعبر عن رضاه وعن امتعاضه من بعض توجهات الشعراء لكن يغلب على المحاورة الرضا والإعجاب عمَّ قدمه الشعراء..
المحاورة أو «القلطة» فن شعري يقوم على ركني الفتل و نقض المعنى وهذا الفن يحتاج لقدرة شعرية هائلة وسرعة بديهة يتنافس من خلالها الشاعران..
هذا الفن يحمل من القيّم الاجتماعية الشيء الكثير فيتطرق لكل موضوعات الحياة حتى أنه في بعض الأحيان يصل الشاعران إلى ما وراء الخط الأحمر لكن بطريقة نقد محببة للنفس..! وهذا الفن الشعري في تطور مستمر فتم إضافة الموّال كأحد فنون المحاورة و هو فن محبب للجماهير أكثر منهُ للشعراء..!
منذُّ العشر سنوات تقريباً بدأ فن المحاورة في انحدار لاختلاف المضامين والتوجهات فالقيّم السامية والمواضيع التي كان الشعراء ُ يتطرقون لها تبدلت كليّا ليتوجه الشعراء مع المنحدر إلى مستوى «السب و الشتيمة» و أغلب الظن أنهم انخدعوا في صراخ فئة المراهقين وقفزهم في ساحة المحاورة ليظن الواحد من الشعراء أنّه أجاد أيما إجادة..!
حتى أنَّ كل محاورة تكاد تخلو من ركني المحاورة الأساسيين «الفتل والنقض» لتصبح المعاني المطروقة جليّة و لا تحتاج إلى تفكير عميق للوصول إلى المقصود..
حتى أن لسان الشاعر أصبح سلاحا يستخدم ضد الآخر وقبيلته لا يتورع هذا اللسان عن استخدام المصطلحات التي لا يسع المكان لذكرها..!
أطال الله في عمرك يا «فلاح بن سعيد» عندما جالستك في أحد الأفراح وكانت المحاورة لا تحمل من المضامين إلا صراخ المراهقين وقفز الصفوف حتى خُيّل لي أنها مدرجات جماهير كرة القدم.. ومازلت ُ أذكر جملتك عندما قلت : «الرجل في كل منطوقه إن لم يحترم نفسه لا يحترمه الناس» شعرت وقتها بعدم رضاك عمَّ يقدمه الشعراء وسخطك على واقع المحاورة بشكلٍ عام في الفترة الأخيرة..!
يقول أحدهم :
وأنته سوات اللي لا شاف التونة
يصير مثل القفل والمفتاحي
ويرد عليه الآخر:
والله لا تعصر عصرة الليمونة
و إني ما أفكك لو تصيح صياحي
لم أجد تصنيف يمثل المحاورة في هذا الوقت خير تصنيف إلا :
«شل أبوك حط أبوك .. و خلوها..»
ويصرخ الجمهور : عيد.. عيد.. عيد.. عيد..!
فالمعذرة يا عمّي « أبو مشعل « لا أتوقع أن هناك محاورة تستحق متابعتك لها فأنا أكرّم مسامعك عن مثل هذه المحاور..!
لكم خالص الود والتقدير
كتبها أخي : فواز عبدالله .
.