الرئيسية التسجيل التحكم


اختيار تصميم الجوال

العودة   الهيـــــــــــــلا *** منتدى قبيلة عتيبة > المنتدى الإسلامي > شريعة الإسلام

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: البيت لاعجبني اجاريه باحساس (آخر رد :الريشاوي)       :: كل عضو او شاعر يسجل بيتين غزل الفهاا من قصائده .. بشرط ان تكون غزليه فقط .. (آخر رد :الريشاوي)       :: ودي ولا ودي وابيهم ولا ابيه (آخر رد :الريشاوي)       :: واكتبي هذا أنا أنا ليلى العامرية (آخر رد :الريشاوي)       :: البيت لاعْجَبني اجاريه باحساس (آخر رد :الريشاوي)       :: أنـا لا تلوموني ولو ملـت كل الميل (آخر رد :الريشاوي)       :: اوافق .. واقول النفس صعبه مطالبها (آخر رد :الريشاوي)       :: الحب اقفى في ديانا ودودي (آخر رد :الريشاوي)       :: امير قبيلة المحاقنة قبل الدولة السعودية (آخر رد :متعب الوحيدب)       :: امير قبيلة المحاقنة قبل الدولة السعودية (آخر رد :متعب الوحيدب)      

إضافة رد
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
غير مقروء 04-Sep-2009, 09:55 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عاصم الثقيل
عضو نشيط
إحصائية العضو





التوقيت


عاصم الثقيل غير متواجد حالياً

افتراضي التحذير من الخروج عن الجماعة وعلى إمام المسلمين والتحذير من منهج الخوارج

أيها الأحبة هذه خطبة عن التحذير من الخروج عن الجماعة وعلى إمام المسلمين والتحذير من منهج الخوارج خطبت بها في مسجدي جامع الحامد بالرياض اليوم 14/9/1430 أرجو أن ينفع بها الله تعالى.
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ألا إله ألا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد :
أيّها المسلمون، الأمنُ مطلبٌ عزيزٌ وكنـزٌ ثمينٌ، هو قِوام الحياة الإنسانيّة كلّها، وأساس الحضارة المدنيّة أجمعها، تتطلّع إليه المجتمعات، وتتسابق لتحقيقِه السّلطات، وتتنافس في تأمينه الحكومات، تُسخَّر له الإمكانات الماديّة والوسائلُ العلميّة والدراسات الاجتماعيّة والنفسيّة، وتُحشَد له الأجهزة الأمنيّة والعسكرية، وتُستنفَر له الطاقات البشريّة.
مطلبُ الأمن يسبق طلبَ الغذاء، بغيرِ الأمن لا يُستساغ طعام، ولا يهنَأ عيش، ولا يلذُّ نوم، ولا يُنعَم براحة، قيل لحكيم: أينَ تجِد السّرور؟ قال: في الأمن، فإنّي وجدتُ الخائفَ لا عيشَ له.
في ظلِّ الأمن تحفَظ النفوس، وتُصان الأعراض والأموال، وتأمن السبل، وتُقام الحدود، ويسود العمران، وتنمو الثّروات، وتتوافر الخيرات، ويكثر الحرثُ والنّسل. في ظلّ الأمن تقوم الدعوة إلى الله، وتُعمَر المساجد، وتُقام الجُمَع والجماعات، ويسود الشّرع، ويفشو المعروف، ويقلُّ المنكَر، ويحصل الاستقرار النفسيّ والاطمئنان الاجتماعيّ.
وإذا اضطرب الأمن ـ عياذًا بالله ـ ظهرت الفتَن، وتزلزلت الأمّة، وتخلخَلت أركانُها، وكثُر الخبث، والتبَس الحقّ بالباطل، واستعصى الإصلاح على أهلِ الحقّ. إذا اختلَّ الأمن ـ عياذًا بالله ـ حكم اللّصوص وقطّاع الطريق، وسادت شريعةُ الغاب، وعمّت الفوضى، وهلك النّاس. وتأمّلوا بلدانًا من حولِكم اختلَّ فيها الأمن، فهلك فيها الحرث والنّسل، وسُلِبت الأموال، وانتُهكت الأعراض، وفسد المعاش، فلا حول ولا قوة إلاّ بالله.
ومِن أجل هذا فإنّ كلَّ عملٍ تخريبيّ يستهدف الآمنين ومعصومي الدّماء والنّفوس فهو عملٌ إجراميّ محرّم، مخالفٌ لأحكام شرع الله، فكيف إذا كان القتل والتخريبُ والإفساد والتدمير في بلدٍ مسلم، بلدٍ يُعلي كلمةَ الله، وترتفع فيه راية الدِّين والدعوة وعلمُ الشرع وحكمُ الشّرع؟! ثمّ كيف إذا كان التخطيط والتخبيط في مهبط الوحي ومبعَث الرسالة المحمّدية، في الحرَم الحرام، في أقدس المقدّسات؟! وبجانب الكعبة المشرفة ، وفي شهرٍ عظيمٍ من أعظم الشهور, شهر رمضان, إنّ ذلك كلّه يزيد الحرمَة حرمةً والإلحاد إلحادًا، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
فكم من نفس مسلمة بريئة بهذا الفكر المنحرف أزهِقت، وكم من أموالٍ وممتلكات محتَرمة أتلِفت، وكم من نفوس آمنة رُوِّعت. مفاسدُ عظيمة، وشرور كثيرة، وإفساد في الأرض، وترويع للمؤمنين والآمنين، ونقضٌ للعهود، وتجاوزٌ على إمام المسلمين. جرائمُ نكراء، في طيّها منكرات. أين يذهَب هؤلاء من قول الله عزّ وجلّ: ((وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)) [النساء:93]؟! وأين يذهبون من قوله: ((لزوال الدّنيا أهون عند الله من قتلِ رجل مسلم)) أخرجه النسائي والترمذي، ومن قوله عليه الصلاة والسلام: ((لا يزال المسلم في فسحةٍ من دينه ما لم يصِب دمًا حرامًا))؟!.
ناهيك عمّا وقعوا فيه من شقِّ عصا الطاعةِ ومفارقةِ الجماعة، فذلك كبيرةٌ من كبائر الذنوب، ففي الحديث الصحيح: ((من خرج من الطاعة وفارق الجماعةَ فمات مات مِيتةً جاهلية)) ، فلا حولَ ولا قوّة إلا بالله العليّ العظيم.
جرائمُ لا يُقدِم عليها إلاّ مَن طُمِسَت بصيرتُه وزُيِّن له سوءُ عمله فرآه حسنًا، ((قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا)) [الكهف:103، 104]، وقال سبحانه: ((أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ)) [فاطر:8].

أعمالٌ سيّئة شرّيرة، تثير الفتنَ، وتولِّد التحزّب الذي يدمّر الطاقات، ويشتِّت الجهود، ويهدر المكتسَبات، ويؤخِّر مسيرةَ الإصلاح، ويخذل الدعوةَ والدعاة، ويفتح أبوابَ الشرّ أمام ألوانٍ من الصّراعات، بل ربّما هيّأ فرَصًا للتّدخّلات الخارجيّة والمحاولات الأجنبيّة، فلا حول ولا قوّة إلاّ بالله.
إنّ الموقفَ الصّريح الذي لا لبسَ فيه، ولا يُختَلف عليه هو إنكارُ هذا العملِ واستنكاره ورفضُه وتجريمه وتحريمه، ولْيحذر مَن أراد الخيرَ لنفسه من عمَى البصيرة وتزيين الشيطان، فيرى الحقّ باطلاً، والباطل حقًّا عياذًا بالله.
إنّ من المعلوم أنَّ الخوارجَ كانوا أهلَ عبادة، وفيهم مظاهرُ الصّلاح وإظهارٌ لبعض الشعائِر كما جاء من أوصافِهم في الحديث: ((تحقِرون صلاتكم عند صلاتهم، يقرؤون القرآن، لا يجاوِز حناجرَهم)). هؤلاء الخوارجُ ظهروا في خير القرون وأفضلها، في عهدِ صحابة نبيّنا محمّد فوصل بهم الحال، إلى أن حاربوا الصّحابة والمسلمين، بل قتلوا الخليفتَين الرّاشدَين عثمان و عليًّا رضي الله عنهما.
ألا يكفي زيفًا وضلالاً أن يُجهِّل الخوارج صحابةَ رسول الله  ويكفِّروهم ويحاربوهم؟! لقد كان عند الخوارج شيءٌ من حماس و نوع من حب الخير وإرادته، ولكن لم يكن عندَهم عِلمٌ صحيح ولا فِقه عميق، حاربوا الصحابةَ، وقتلوا الخلفاء، زاعمين أنَّ هذا هو طريق الإصلاح. حارب الخوارج مِن أجل القضاء على حُكم بني أميّة زاعمين أنّ هذا هو الطريق إلى الخلافة الراشدة، والذي حصل أن جاء حُكم بني العباس على أنقاضِ بني أميّة وجُثَث الخوارج على حدٍّ سواء، ومَن تجاهل التاريخ تجاهله الواقع، فافقهوا سننَ الله، واستقيموا على الحقّ، وخُذوا بالعلم الصّحيح مِن أهله.
سبحانَ الله، إنّ إخلاصَ الأمِّ الجاهِلة لا يفيدها في تربية ابنها على نحو سليم، وإنّ لوعة الأب وخوفَه على ابنِه لا يغنيه عن علاج الطبيب، وبعضُ محبِّي الإسلام اليومَ لا ينقصهم إرادة الخير ومحبته، ولكن ينقصُهم العلم الصحيح والفقه الدقيقُ وحسنُ التديُّن، حب الخير وإرادته يولَد في زمنٍ قريب، أمّا العلم والفقه فيحتاج إلى وقتٍ طويل وتعليم وتدريب وسلامَةِ حواسّ وكفاءَة معلِّم, وأخذ العلم من منابعه الصافية ألا وهم كبار العلماء وصلحائهم, فقد صح عن ابن مسعود أنه قال: ( البركة مع أكابركم ).
أيّها المسلمون، إنّ من أعظم أسباب انحراف هؤلاء الجهلَ والعزلة عن المجتمع وعدمَ أخذِ العلم من أهله وغفلةَ الأسرة عنهم, وتضليل العلماء واحتقار الأئمة والقدح فيهم والحط من قدرهم, فإذا اجتمعت هذه الأمور الثلاثة في إنسان فقد فارق الجماعة وانزلق في سرادب العمى والضلال، وإنّ في بعضهم إعجابًا بالنّفس كبيرًا، وهذه كلّها من الصوارِف عن الحقّ والفقهِ وأخذ العلم من أهله وأبوابه.
معاشرَ المسلمين، وثمّةَ سببٌ في الانحراف كبير، ذلكم هو الوقوعُ في دائرة الغلو. إنّ الغلوّ في دين الله هو ـ والله ـ سببُ الهلاك، فلقد قال عليه الصلاة والسلام: ((إيّاكم والغلوّ، فإنّما أهلك من كان قبلكم الغلوّ)) أخرجه مسلم وغيره.
الغلوّ مشاقّة حقيقيّة لهدي الإسلام، وإعراضٌ عن منهجه في الوسط والاعتدال والرحمَة واليسر والرِّفق. الغلوّ ظلمٌ للنّفس وظلمٌ للنّاس، بل فيه صدّ عن سبيل الله لِما يورثه من تشويه وفتنةٍ وتنفير. الغلاةُ يتعصّبون لجماعتِهم، ويجعلونَها مصدرَ الحقّ، ويغلُون في قادتِهم ورؤسائِهم ، ويتبرّؤون مِن مجتمعات المسلمين، ويكفّرون بالمعاصي، ويكفّرون أهلَ الإسلام وحكّامَ المسلمين، ويقولون بالخروج على أئمّة المسلمين، ويعتزلون مجتمعاتِ المسلمين، ويتبرّؤون منهم، لا يصلّون خلفَ أئمّة المسلمين في مساجدِ المسلمين, ولكل قوم وارث.
لقد وصفهم نبيّنا محمّد _ _بوصفَين ظاهرين خطيرَين في قوله عليه الصلاة والسلام: ((يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرَهم، يقتُلون أهلَ الإسلام ويدَعون أهلَ الأوثان)) أخرجه البخاري ومسلم .
الوصف الأول: يقرؤون القرآن ولا يفقهونَه ولا يدركون مقاصدَه، يقول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: (إنّهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار، فجعلوها على المؤمنين ) .
الوصف الثاني: استحلالُ دماءِ المسلمين: ((يقتلون أهلَ الإسلام، ويدَعون أهلَ الأوثان))، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "إنّهم يكفّرون بالذّنب والسيّئات، ويترتّب على تكفيرهم بالذّنوب استحلالُ دماء المسلمين وأموالِهم، وأنّ دارَ الإسلام دارُ كفر، ودارهم دار الإسلام"، ولقد قال أبو قلابة: "ما ابتدَع رجلٌ بدعةً إلا استحلّ السيف"، فلا حول ولا قوة إلا بالله. ومالاعتداء على سمو مساعد وزير الداخلية الأميرِ محمد بن نايف قبل أيام إلا دليل على ذلك الضلال الذي قد أشربته قلوبهم وأفكارهم وعقولهم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
يجمعون بين الجهل بدين الله وظلمِ عباد الله، وبِئس الطّامّتان الدّاهيتان.
إنّ مصيرَ الغلاة هو الهلاك بنصّ حديث رسول الله : ((هلك المتنطِّعون، هلك المتنطِّعون، هلك المتنطِّعون)) .
أيّها المسلمون، وإنّ ممَّا يجب التنبيهُ له والتّحذير منه خطورةَ ما تثيره بعضُ الكتابات والبرامج مِن توسيع دائرةِ الاتِّهام ومحاولة الزّجِّ بجهاتٍ وأطراف، وكأنّها تصفّي حسابات شخصيّة، أو مِن أجل اختلافاتٍ في الفكر والرّؤى.
إنّ من الحِكمة والإحساس بالمسؤوليّة حصرَ الحادث نطاقه، وعدمَ توسيع دائرة التّهمة؛ لأنّ هذا التّوسيع يولِّد تعاطفًا معه ومع ممثِّليه.
وعلى وسائلِ الإعلام أن تعينَ أهلَ العلم وتشجِّع أصحابَ الرأي المعروفين بالمنهج المستقيم المعتدل من أهلِ الثقة والرسوخ والاعتدال ليكشِفوا الغامضَ ويزيلوا الشّبَه، وينبغي الابتعادُ عن الاستفزاز في الكتاباتِ والانحرافِ في التأويلات والتعسُّف في التّفسيرات والجُنوح في التّحليلات، ممّا يقود إلى النّيل من الدّعاة وأهل العلم والصّلاح والذين يأمرون بالقِسط من النّاس، فهذا استفزازٌ يؤدِّي إلى الاضطرابِ وتمزيقِ المجتمع وتفكيك العُرى.
وعلى المعلِّمين أن يقدِّموا مع العلم التربيةَ، فالتّربية من المقاصد الكبرى في منهج التعليم، ولا سيّما في مراحلِ الدراسة الأولى.
وعلى الآباءِ والأمّهات الاهتمامُ بأبنائهم فلا يتركونَهم لأصحاب الأفكار الهدّامة والمناهج المنحرفة, فيرسلونهم إلى استراحات مشبوهة, أو رحلات لا يعلم ما فيها, مع أفراد ليسوا من أهل العلم ولا أهل العقل والصلاح.
وبعدُ: أيّها المسلمون، فالأمر لا تحصره كلماتٌ، والموضوع لا تحدّه صفَحات، ولكنّه يحتاج إلى وقفةٍ جادّة ووقفاتٍ وبرامجَ مدروسة تتجاوز حدودَ الأقوال إلى الأفعال، فمصلحةُ الدّين والأمّة فوق مصلحةِ الأفراد والهيئات.
وإننا لنحمد الله على ما منَّ به من توفيق في الأيام السالفة القريبة، من القبض على بعض ما ادُّخِر من أسلحة ومتفجرات من بعض من شقوا عصا الطاعة، ونزعوا البيعة، وتنكروا لمجتمعهم ولولاة أمرهم بل وتنكروا لآبائهم وأمهاتهم, وأكنَّوا للبلاد وأهلها الشر العظيم، وأرادوا إهلاك الحرث والنسل, كل ذلك بحجة الجهاد في سبيل الله والنصرة لدينه والانتقام لمن مات من أسلافهم, وما منّ الله به على سمو مساعد وزير الداخلية من النجاة من موتٍ محقق, فلله الحمد من قبل ومن بعد على أن كفانا شرهم, ووقانا خطرهم, وإن لرجال الأمن وفقهم الله وسددهم وأعانهم من الجهد الكبير والعمل الدؤوب في الإطاحة بهؤلاء الشرذمة المنحرفة الضالة ما لا يخفى على كل ذي عقل ولب, وصاحب إنصاف وحق, فنسأل الله جل في علاه أن يسددهم وأن يوفقهم, وأن يعينهم, وأن ينصرهم على أهل الضلال والزيغ والانحراف, فإنهم والله على ثغر عظيم من ثغور الجهاد كما أفتى به جمع من أهل العلم والحق من علمائنا الكبار كابن باز وابن عثيمين وابن فوزان وغيرهم, وذلك لحمايتهم أعراض المسلمين ودمائهم وأموالهم وأمنهم, ولحفاظهم وذبّهم عن الحرمين الشريفين, وعن هذه البلاد التي هي مهبط الوحي ومنبع الرسالة, ومأوى أفئدة المسلمين من مشارق الأرض ومغاربها.
ولا بدّ /إخواني في الله _ من الاعتصامِ بحبل الله والحذَر من التفرّق حتى يكونَ الحقّ هو البغية، والاستقامة والاعتدال هما المسلك، والشورى هي الوسيلة، وتخليص الأمّة من عدوِّها هو الهدَف، والحفاظ على شرعِ الله هو الغاية. فخذوا الأمر ـ رحمكم الله ـ بجدّ، واستغفروا ربّكم وتوبوا إليه، وتضرّعوا بين يديه, فهو نعمَ المولى ونعمَ النصير.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم......)) الآية
نفعني الله وإيّاكم بالقرآن العظيم وبهدي محمّد صلى الله عليه وسلم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كلّ ذنب و خطئية، فاستغفروه إنّه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية /
الحمد لله، أنقذنا بالوَحي من درَك الضلالة، أحمده سبحانه وأشكره، أكرَمنا بنورِ العِلم المبدِّد لظلماتِ الجهالة، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، أكرمَه بالنبوة وشرّفه بالرسالة، صلى الله وسلّم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا كثيرًا.
أمّا بعد: فإنّ المسؤوليةَ ـ أيّها المسلمون ـ عظمى، والجميع في سفينةٍ واحدة، ومَن خرقها أغرقَ الجميع.
أخرج البخاري في صحيحه النعمان بن بشير عن النبي  قال: ( مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا ).
إنّ التهاونَ والتساهلَ يؤدِّي إلى انفلاتٍ وفوضى لا يمكِن ضبطها أو السيطرةُ عليها. إنّ هذا الإحساس الجادَّ بالمسؤوليّة وعِظم النتائج وخطورتِها هو الذي يحمِل كلَّ عاقل على رفضِ هذه الأعمال وعدم قبول أيّ مسوّغ لها ولزوم فضح آثارها ونتائجها. ولْيحذرِ المسلم أن يصدرَ منه شيءٌ يثير الفتنة، أو يسوِّغ لهؤلاء وأمثالِهم ضلالَهم وجَهلهم وإجرامَهم، عليه أن يكونَ صالحًا مُصلحًا، يجمع الشّمل ويوحِّد الكلمة، يقوم على الحقّ ويلتفّ حولَ ولاّة الأمر.
عليه الرّجوع إلى أهلِ العِلم العارفين وأهلِ الدّراية والحكمة في السؤال عمّا أشكَل وتوضيحِ ما التبس، وليحذَر أن يجتهد اجتهادًا فرديًا أو شخصيًا يؤدّي به وبمن حولَه إلى أمورٍ لا تُحمَد عقباها.
ومع يقين المؤمِن أنّ الله حافظٌ دينَه ،ومُعلٍ كلمتَه وجاعلٌ كيدَ الكائدين في تضليل إلاّ أنّ المسؤوليةَ عظيمة، فلا بدّ من الوقفةِ الصّادقة من أجلِ وضع الأشياء في مواضعها، والأسماء في مسمّياتها، فالإسلام إسلام، والإجرامُ إجرام، والإصلاح غيرُ الفساد، وإيذاء المؤمنين وانتهاك المقدّسات والحرمات غيرُ التّضحية والجهاد والفِداء.
ألا فاتّقوا الله رحمكم الله، واستشعِروا الخوفَ من الله، وحاسِبوا أنفسكم، فللذّنوب شؤمُها، وللمعاصي أثرُها، وأكثروا مِن الدّعاء والاستغفار والتضرّع.
ثم صلّوا وسلّموا على نبيّ الرحمة والهدى، فقد أمركم بذلك المولى جلّ وعلا فقال سبحانه قولاً كريمًا: ((إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً)) [الأحزاب:56].















رد مع اقتباس
غير مقروء 04-Sep-2009, 09:58 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
خلف الروقي

رابطة محبي الهيلا

إحصائية العضو





التوقيت


خلف الروقي غير متواجد حالياً

افتراضي

جزااااااااااااااااااااااااااك الله خير















رد مع اقتباس
غير مقروء 06-Sep-2009, 01:18 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
فهيد الايدا المورقي

مشرف منتدى الصحافة

إحصائية العضو






التوقيت


فهيد الايدا المورقي غير متواجد حالياً

افتراضي

عاصم الثقيل جزاك الله خير


نعم هؤلاء هم الخوارج كفانا الله شرهم اخرجهم لنا اسامه بن لادن


اللهم اجعل كيدهم في نحورهم وتدبيرهم في تدميرهم واحفظ بلاد الحرمين واحفظ ولاة امره



تحيتي















التوقيع
حسابي في تويتر


faheed_1234
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن »10:53 AM.


 Arabization iraq chooses life
Powered by vBulletin® Version 3.8.2
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
اتصل بنا تسجيل خروج   تصميم: حمد المقاطي