إمام وخطيب المسجد الحرام فى خطبة الجمعة أمس :
وفاة النبي أعظم مصيبة نزلت بالمسلمين ..ومحبته من أصول الإيمان
اليوم - مكة المكرمة
اوصى امام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور صالح آل طالب المسلمين بتقوى الله عز وجل والاهتداء بهدى نبيه صلى الله عليه وسلم.
وقال فضيلته فى خطبة الجمعة التى القاها امس بالمسجد الحرام (دراسة سيرة النبى صلى الله عليه وسلم حتم لازم لمن اراد ترميم امته والعودة بها الى نبعها الاصيل وان كل جانب من جوانب حياته صلى الله عليه وسلم علم وحكمة وهدى ورحمة ودراسة وعبرة) وبين فضيلته انه عندما اشرقت الدنيا برسالة النبى صلى الله عليه وسلم وبلوغ دينه القويم مابلغ الليل والنهار واصبح الناس على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها الا هالك وبعد ان قضى ثلاثة وعشرين سنة فى عبادة ربه والجهاد فى سبيله وهداية الخلق نزلت بالمسلمين اعظم مصيبة واكبر فاجعة وذلك حين اذن الله تعالى لنبيه بفراق هذا العالم. وقال فضيلته // ان الحديث عن وفاة سيد البشر لاجل ما فيها من العظاة والعبر لا لاستدرار العواطف وكما كانت حياته صلى الله عليه وسلم دعوة وجهادا كانت كذلك وفاته هداية وارشادا ولقد اشار النبى صلى الله عليه وسلم الى اقتراب اجله حيث قال صلى الله عليه وسلم فى حجة الوداع (خذوا عنى مناسككم لعلى لاالقاكم بعد عامى هذا) وطفق يودع الناس.
وساق فضيلته العديد من الشواهد التى اوردها النبى صلى الله عليه وسلم لاهل بيته وصحابته الكرام الدالة على اقتراب اجله وحال رسول الله صلى الله عليه وسلم فى اخر ايامه فى الدنيا ومن ذلك استئذانه عليه افضل الصلاة والسلام من ازواجه فى ان يمرض فى بيت عائشة فأذن له مبينا فضيلته عدل النبى صلى الله عليه وسلم فى هذا الامر وحرصه على جبر الخواطر والعشرة الحسنة حتى فى الحال التى يعذر فيها. وقال امام وخطيب المسجد الحرام / انه مع ماكان بالنبى صلى الله عليه وسلم من شدة المرض الا انه كان يصلى بالناس فلما عجز يوما عن الخروج قال عليه الصلاة والسلام / اصلى الناس / قيل لا هم ينتظرونك يارسول الله فقال ضعوا لى ماء فى المنبر ففعلوا فاغتسل ثم غمى عليه ثم افاق فقال اصلى الناس قيل لا هم ينتظرونك فاغتسل ثانية ثم غمى عليه وثالثة كذلك وفى كل مرة يسأل عن الصلاة فارسل الى ابى بكر - رضى الله عنه - ان يصلى بالناس فصلى بهم اياما ثم لما وجد النبى صلى الله عليه وسلم فى نفسه خفة خرج يهادا بين رجلين هما العباس وعلى بن ابى طالب - رضى الله عنهما فلما راه ابو بكر - رضى الله - عنه ذهب ليتأخر فأومأ اليه النبى صلى الله عليه وسلم بالا يتأخر واجلس الى جنبه وأتمت الصلاة وفى هذا اشارة الى فضل ابى بكر - رضى الله عنه واحقيته فى الامامة بعد النبى صلى الله عليه وسلم. وتطرق فضيلته الى حرص النبى صلى الله عليه وسلم وتشديده على صلاة الجماعة واهتمامه بصلاة اصحابه واجتماعهم على امام واحد. وأكد فضيلته ان النبى صلى الله عليه وسلم رزق الشهادة مستشهدا بالاحاديث الدالة على ذلك وقال / انه مع مقاساة النبى للشدائد ومعاناته الا انه لم يبخل عن توجيه امته ولم يتوقف عن اداء رسالته بل اكد على القضية الكبرى وهى قضية التوحيد وسد ابواب الشرك وان النبى وهو فى الكرب العظيم يعرف حبائل الشيطان وما يمكن ان يسول به للامة وماكان من تحذير النبى صلى الله عليه وسلم للامة من قضايا الشرك بجميع انواعه. وأضاف الشيخ صالح ال طالب قائلا الى أن اخر ما أوصى به النبى الصلاة وانه ليس لمتهاون عذر وهو يسمع وصية الرسول بالصلاة وكذلك استنانه عليه السلام بالسواك حين حضرته الوفاة و نصب يده وهو يقول صلى الله عليه وسلم // اللهم فى الرفيق الاعلى // يرددها حتى قبض ومات وتسرب الخبر بين الصحابة فضجو بالبكاء ولم يعرفوا مايصنعون ولم يصدقوا خبر الوفاة لعظم المصيبة وحق لهم ذلك بموته صلى الله عليه وسلم حتى ان عمر كان يهدد من يقول بأن النبى قد مات.
واشار فضيلته الى توجه ابو بكر رضى الله عنه حتى دخل الحجرة الشريفة وقصد النبى صلى الله عليه وسلم وهو مسجى ثم اكب عليه فقبله وبكى ثم قال بابى انت وامى طبت حيا وميتا.. وفى هذا درس للتثبت من الاخبار ولو شاعت قبل اتخاذ المواقف وفيه جواز تقبيل الميت.
وقال امام وخطيب المسجد الحرام / خرج ابو بكر رضى الله عنه للناس وحمد الله تعالى واثنى عليه ثم قال / اما بعد فمن كان منكم يعبد محمدا فان محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فان الله حي لايموت / لافتا النظر الى ان فى هذا الامر فضيلة للعلم والعلماء وان العلم مقدم على العواطف وان قول العالم بكتاب الله المطلع على حقيقة الواقعة مقدم على قول غيره.
وأفاد فضيلته بأن وفاة النبى صلى الله عليه وسلم كانت فى يوم الاثنين الثانى عشر من ربيع الاول فى السنة الحادية عشرة من الهجرة وقد غسل النبى وعليه ثيابه ولم يجرد كرامة له ثم دخل الناس يصلون عليه افرادا ثم دفن فى موضعه الذى قبض فيه ليلة الاربعاء. وقال / ان النبى صلى الله عليه وسلم ترك الدنيا وهو اكرم مخلوق على الله ولم يترك دينارا ولا درهما ولا مالا الا بغلته البيضاء وسلاحه وتوفى صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودى توفى وماشبع ثلاثة اياما تباعا وتحمل اعباء الرسالة وواجه التكذيب والمطاردة وفراق الاوطان فى سبيل الله صبر وصابر وعفا وسامح وربى امة خالدة فيها الهداية والايمان والشريعة الباقية ترك امة هى خير الامم واوسطها وترك سيرة عطرة لتكون منهاجا للامة الى يوم القيامة / مؤكدا ان محبة النبى صلى الله عليه وسلم تعد من اصول الايمان. وأكد فضيلته انه بالبرغم من عظم المصيبة بموت النبى صلى الله عليه وسلم الا انها لم توهن الاسلام و لم تضعف المسلمين بل انطلق الاسلام الحق حتى بلغ مشارق الارض ومغاربها واظهره الله على الدين كله حتى وان ضعف حال المسلمين فى يوم فان الجولة الاخيرة للاسلام والنصر ات لامحالة.
| التوقيع |
|
دنيــــا ومــن يـــــدري كلــــ شــــئ يصـــير فيهــــا |
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
25-Mar-2006, 03:39 PM
وفاة النبي أعظم مصيبة نزلت بالمسلمين ..ومحبته من أصول الإيمان
العرض العادي
