لم يستطع الإرهابيون أن يقنعوا أحداً بأن ما يقومون به من أعمال ذات صلة بالإسلام.. ولن يستطيعوا ذلك؛ فقط بموجب تلك السلوكيات يمكن أن يساء فهم الإسلام وتشوه صورته.. وقد حدث بالفعل حينما صار البعض يتطاولون على الدين ويتجرأون بالإساءة إلى نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم، نكاية بهؤلاءالمعتوهين القتلة المجرمين.
سلوكيات الإرهابيين غير سوية.. ولا يقبل العقل البشري نسبتها إلى أي دين ؛ناهيك عن دين الرحمة وخاتم الرسالات.. لكن رؤوس الفتنة الذين غرروا بالفتية الصغار، وبعض الشباب «التائهين» عزفوا على وتر الدين توهماً باستعطاف قلوب المسلمين، ورغبة في دغدغة مشاعر السذج والبسطاء الذين إذا ذكرت الشهادة والنصر هبوا.. حتى لو كان الأمر مخالفاً لدين الله.. مثل قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق.. والتي جعل عقوبتها الخلود في نار جهنم، بعض هؤلاء الجهلاء انبهروا ببعض فتاوى القتلة السفاحين.. لكن سرعان ما ندم البعض، وتراجعوا، وقتل البعض وخسروا، واعتقل البعض في مواقع شتى في العالم، منهم من كان نصيبه أن يقع تحت أيدي من لا يرحمون؛ ومنهم من تمت إعادتهم إلى حضن الوطن بجهود ولاة الأمر «حفظهم الله»..رؤوس الفتنة الذين يقدمون الشباب إلى المحرقة ويعدونهم بأحلام كاذبة عن النصر المزعوم والجنة التي لا تنال إلا بالعمل الصالح وما جاء به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وليس بسفك دماء الأبرياء وترويع الآمنين، هؤلاء هم من يتحملون العبء الأكبر والوزر الأعظم.. لأنهم غرروا بالبسطاء واختفوا في تجاويف الجبال ونأوا بأنفسهم عن مواجهة النيران..
لقد انكشف الغطاء وسقط القناع الزائف ووعى الناس، وجففت منابع الفكر الضال، ودخلت الجرذان إلى مخابئها مقهورة.. ولم يعد زيف المراهنة على الدين يجدي بعد أن عرف كل الناس أن ما يقوم به الإرهابيون مخالف للإسلام جملة وتفصيلاً.. وأول من كشف ذلك الزيف.. المغرر بهم الذين تراجع بعضهم واعترفوا أنهم حادوا عن طريق الحق، وأن فتاوى الفكر الضال انطلت عليهم بعض الوقت؛ ولكنها انكشفت إلى الأبد..
لقد سقط القناع الكاذب، وبارت البضاعة الفاسدة بفضل الله تعالى ثم بوعي رجال الأمن وجهودهم المخلصة وفي مقدمتهم رجل الأمن الأول صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز الذي جسد حكمة القيادة وسياستها الرشيدة من خلال ضبطه للأمن بشكل عام.. ووضع خطة محكمة لمواجهة الإرهاب لا مثيل لها.. وكذلك كان لتعاون المواطنين وتفهمهم ووعيهم، وإبلاغهم عن الكثير من حالات الاشتباه دور مهم وفاعل في دحر دعاة الفتنة والضلال.
ومن العوامل التي أسهمت في كشف زيف وضلال الإرهابيين فشل خطط رؤوس الفتنة، وانهيار فكرهم، ونضب معينهم؛ حيث تشتت أفكار المغرر بهم، وعجزوا عن التصرف أمام واقع مواجهة الناس لهم، ومكاشفتهم بالحقائق.
كما أن الخطط الاستباقية والضربات المفصلية الموجعة التي تلقوها قبل تنفيذ العديد من مؤامراتهم، أثبتت تفكك الشبكة وانهيار بعض حلقات الاتصال في منظومتها المتهالكة، فأصابهم اليأس والقنوط، وصاروا يتساقطون كما تتساقط الحشرات المسمومة.
وكان تعامل الممكلة مع هذه الظاهرة تعاملاً فريداً اتسم بالحكمة والحزم في ذات الوقت، وكانت أكثر الدول تعاملاً مع الإرهاب بأسلوب حكيم ومدروس راعى كل الملابسات والظروف؛ حيث اتبعت الدولة مع الإرهابيين سياسة النفس الطويل وعدم تعجل القبض عليهم أو ضربهم إلا بعد جمع الحقائق الكافية والدامغة بشأن نشاطهم.. كما اتبعت أسلوب المناصحة والمراجعة والمناقشة حتى داخل السجون، وهو منهج إنساني وإسلامي رفيع وأسلوب حديث لم تتوصل إليه دول العالم حتى الآن، وبالفعل أثبت جدواه وآتى ثماره وظهرت نتائجه الإيجابية؛لذا استطاعت قوات الأمن الباسلة أن تفكك هذه الشبكة وتبعثر خططها وتفشل مخططاتها وتربك كل حركتها وتشل تفكيرها.. ولو كان فلول القاعدة يستندون إلى فكر قوي وحجة مقنعة.. لما نسفت كل أحلامهم وأصبحت قاعاً صفصفاً..
كما أن هشاشة فكر القاعدة، ومراهنة دهاقنتها على اللعب بمشاعر البرسطاء والعزف على وجدان المسلمين.. أثبت للناس يوماً بعد يوم أن هؤلاء يضحكون على العقول.. ويستصغرون فهم الناس..
ما قام به أتباع القاعدة من تجار الموت من قتل وتدمير وترويع وتزوير وانتهاك حرمات.. ودمار منشآت، وما أعلنوه من حرب على المجتمع والاقتصاد الوطني، ورجال الأمن .. لا يمت للإسلام بأي صلة.. بل الإسلام منه براء.. بل هذه السلوكيات أشد حرمة، وأكثر خطراً من سلوكيات أهل الجاهلية التي جاء الإسلام من أجل محاربتها وتصحيحها.
أفبعد هذا من يزعم أن للقاعدة حجة باسم الإسلام؟!.. لقد سقط القناع وفسدت البضاعة.
م
ر
و
ر
ي
كل الود
| التوقيع |
|
دنيــــا ومــن يـــــدري كلــــ شــــئ يصـــير فيهــــا |
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
23-May-2008, 02:51 PM
رؤوس الفتنة الذين يقدمون الشباب إلى المحرقة ويعدونهم بأحلام كاذبة
العرض العادي
