العفو في قضايا القتل واجره واجر من سعي فيه - الهيـــــــــــــلا *** منتدى قبيلة عتيبة

عتيبي فزاع · 23-Apr-2009, 03:42 PM

"بسم الله الرحمن الرحيم"

[ العفو ]

محتوى هذا الموضوع هو :
_ مقدمة هامة ومؤثرة .
_ رسالة عاجلة .
_ قصة رائعة جدا .
_ اختصار وتعليق .

الحمد لله حمدا يملأ أرضه وسماه ، والصلاة والسلام على خيرة خلقه ومصطفاه نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه .
وحياكم الله في هذا الملتقى الجديد بوروده وزهوره الإيمانية وشذاه الفواح ونسماته العطرة ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته " :

أخي المسلم المبتلى صبرك الله وعافاك وأحسن عزائك في أحب الناس إليك وأعظم أجرك فيه ، فإن لله ما أخذ وله ما اعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى ، فلتصبر ولتحتسب ،

إنا لله وإنا إليه راجعون .

أخي الحبيب يا من ابتليت بموت ولدك أو أخوك أو أبوك أو أقرب الناس إليك .
قضاء وقدر فأين المفر !! " كل نفس ذائقة الموت .. وكل من عليها فان .. وإنك ميت وإنهم ميتون
< تعددت الأسباب.. والموت واحد >
فلا يصبك قلق من موت أب أو أخ أو ابن أو قريب فإن الباري قد قدر ، والقضاء قد حل ، والإختيار هكذا ، والخيرة لله ، والأجر حصل ، والذنب كفر ، هنيئا لأهل المصائب صبرهم ورضاهم عن الآخذ المعطي القابض الباسط .. لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ..
فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر
ومع هذا الإبتلاء والبلاء العظيم ، والذنب الكبير _ قتل النفس المعصومة_ ممن ارتكبه ووقع فيه وقدره الله عليه وكتبه وحصل بسبب أو بآخر ، ألا وإنهم أولئك القوم يعيشون آلاما" رهيبة ،وهموما" كبيرة ، وزفرات وحسرات أليمة ، ونفسيات متقلبة وأمراض متعددة ، كل ذلك كالجبال عليهم لا يهناؤن بعيش وزاد ولا يتلذذون بشراب ، ولا يكتحلون بنوم ، يموتون كل يوم مرات ومرات ، بل كل ساعة مرار" ومرار" ..
إي وربي ، ينتظرون فرج الله ورحمته ، وينظرون ويتطلعون إلى عفو العظماء من الناس من أولياء القتيل والقصر ، فإن أولياء الدم وورثته لهم الحق فيما يختارونه من حكم الله عز وجل وحكم رسوله _ كتابا وسنة _ من :
" قصاص حدا _ أو عفو ودية " .

والعفو عن الجاني كما هو معلوم عند أهل العلم والمعرفة شيء عظيم قد يصل بصاحبه إلى دخول الجنة بغير حساب ولاعذاب لمن جعله لله ثم احتسبه ايمانا ويقينا وثقة بموعود الله جل وعلا ، بل ويصب في موازين الميت وأوليائه إلي قيام الساعة والجزاء والحساب ، فما أعظم العفو مع القدرة على القصاص والإنتقام ولا إله إلا الله صاحب العفو والمغفرة والتجاوز عن عباده المذنبين ... إنها صفة الرحمن الجميلة وما أعظمها وأجلها من صفة وما أسمى معناها وأزكاها_ والذي لم يزل ولا يزال سبحانه بالعفو معروفا وبالغفران والصفح عن عباده موصوفا _
وما أجمل كلمة "عفو"
وما أحسن قائلها ، وما أكرم صاحبها ، وما أطيب مهديها ، وما أكبر قلب ناطقها ، إنها صفات الرجال النبلاء وأبناء الرجال العظماء ،أهل الشيم والجود والكرم ،
" وأن تعفوا أقرب للتقوى "
" من أعتق رقبة أعتقه الله من النار "
" ولا يزيد عبدا بعفو إلا عزا "
" فمن عفا وأصلح فأجره على الله ".

والعفو من سمات الأقوياء والعظماء والأولياء والأتقياء بل من سمات أهل الإيمان والقرآن والصلاة والتقوى والإحسان ، وقتل النفس عند الله عظيم بلا شك ، والأمر جسيم ، والفعل كبير ، ولكن ماذا بعد الموت إلا الحياة ، وبعد الذنب إلا التوبة ، وبعد الخوف إلا الأمن والأمان ، وبعد الضيق إلا السعة ، وبعد الهم إلا الفرج ، وبعد القصاص إلا العفو ..
والله يحب المحسنين

أيها الأخ المصلي الصائم القائم الصابر المحتسب القارئ لكتاب الله المحب لرسول الله
_ أناشدك الله ثم أناشدك الله ثم أناشدك الله _ بالعفو والصفح والتسامح والتجاوز لله عز وجل دون النظر إلى غيره ،
" لكن الله أمرني أن أعفو عمن ظلمني ، وأن أصل من قطعني ،
وأن اعطي من حرمني "
ومن وشي الوشاة والسمع لهم _ الذين قال الله فيهم وقال رسوله الرحيم بأمته:
" لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو اصلاح بين الناس ... " .
" طوبي لمن كان مفتاحا للخير مغلاقا للشر ، وويل لمن كان مفتاحا للشر مغلاقا للخير "
" صاحب القلب الرحيم قريب من الله . قريب من الناس . قريب من الجنة . بعيد من النار ، وصاحب القلب القاسي بعيد من الله ، بعيد من الناس ، بعيد من الجنة ، قريب من النار "
" الجزاء من جنس العمل "
" وهذا نبيك محمد أوذي وسب وشتم وطرد من أرضه وقوتل وقتل أصحابه وحوصر في الشعاب كل ذلك حصل له من أقاربه وأعمامه وأهل قبيلته ودون ان يؤمنوا به وبما أنزل _ فقال لما فتح مكة منتصرا ، بعد أن قالوا : أخ كريم وابن أخ كريم _ اذهبوا فأنتم الطلقاء !! ما أطيبك يارسول الله حيا" وميتا"..
" وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" .
فأعتبروا يا أولي الألباب والأبصار _ " إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد"
" وكما قيل: من قدم السبت وجد الأحد.. وهكذا
" فمن وجد خيرا فليحمد الله . ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه" .
واعلم أيها المسلم يارعاك الله
: أن الكلمة الطيبة صدقة وخير وأجر جاري عليك تجده في نفسك وأهلك وولدك ومالك وحالك ومآلك..
" اتقوا النار ولو بشق تمرة"
ولو بكلمة طيبة" وأعلم كذلك ياعبدالله : أن الأيام دول ، والليالي حبالى ، والغيب مستور ، والحكيم كل يوم هو في شأن ، "
وما تدري نفس ماذا تكسب غدا" .
ولا حول ولا قوة إلا بالله .

( رسالة عاجلة )

إلى العلماء والدعاة والقضاة والمشائخ والأمراء والوزراء ومشائخ القبائل وساداتها وأهل القلم والكلمة والصلح والسعي

قال تعالي: لاخير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقه او معروف او اصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه اجرا عظيم
وقال تعالي : " انما المؤمنون اخوه فأصلحو بين اخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون "

_ وقوله _صلي الله عليه وسلم _ الا أخبركم بأفضل من درجه الصيام والصلاه والصدقه قالو بلي يارسول الله قال اصلاح ذات البين وفساد ذات البين الحالقه .

فتقوا الله عز وجل وأجتهدوا في هذا الأمر العظيم لإخوانكم المبتلين ، وألا تفتروا لحظة واحدة في هذا العمل العظيم سعيا وصلحا وعفوا ودعوة ومتابعة.. دون كلل ولا ملل..
فإنه من أعظم أبواب الجهاد والأعمال والقربات ،وإن لكم دورا كبيرا وفعال ، وكلمة مسموعة تقال ، وقلما مؤثرا يشاد ، وجاها مقبولا يزاد ،

جعل منهو يبذل الجهد في عتق الرقاب _ يحفظه ربي نهار الصراط وزلته

والمثوبة له من الله يا نعم الثواب _ واتبع منهاج عفو النبي وملته

والله من وراء القصد والنية والمراد .
( إن أريد إلا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب ) .

*****

" قصة رائعة"

والآن مع القصة :

حدث في عهد عمر بن الخطاب أن جاء ثلاث أشخاص ممسكين بشاب ؟ وقالوا يا أمير المؤمنين نريد منك أن تقتص لنا من هذا الرجل فقد قتل والدنا..
قال عمر بن الخطاب : لماذا قتلته ؟
قال الرجل : إني راعي ابل _ وأعز جمالي أكل شجرة من أرض أبوهم فضربه أبوهم بحجر فمات _ أي الجمل _ فأمسكت نفس الحجر وضربته به فمات _ أي أبوهم _
قال عمر بن الخطاب: إذا سأقيم عليك الحد
قال الرجل : امهلني ثلاثة أيام فقد مات أبي وترك لي كنزا أنا وأخي الصغير فإذا قتلتني ضاع الكنز وضاع أخي من بعدي..
فقال عمر بن الخطاب : ومن يضمنك ؟ أي من يكفلك
فنظر الرجل في وجوه الناس فقال هذا الرجل
فقال عمر بن الخطاب : يا أبا ذر تضمن هذا الرجل؟
فقال أبو ذر: نعم يا أمير المؤمنين
فقال عمر بن الخطاب : إنك لا تعرفه وإن هرب أقمت عليك الحد ..
فقال أبو ذر أضمنه يا أميرالمؤمنين
ورحل الرجل القاتل ومر اليوم الأول والثاني والثالث وكل الناس كانت قلقة على أبو ذر حتى لا يقام عليه الحد وقبل صلاة الفريضة بقليل جاء الرجل وهو يلهث وقد اشتد عليه التعب والإرهاق ووقف بين يدي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
قال الرجل : لقد سلمت الكنز وأخي لأخواله وأنا تحت يدك لتقيم علي الحد _ يعني القصاص
فاستغرب عمر بن الخطاب وقال : ما الذي أرجعك كان ممكن أن تهرب ؟؟
فقال الرجل : خشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء بالعهد من الناس !!!
فسأل عمر بن الخطاب أبو ذر لماذا ضمنته ؟
فقال أبو ذر : خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من الناس !!! فتأثر أولاد القتيل بما حصل فقالوا لقد عفونا عنه
فقال عمر بن الخطاب : لماذا ؟
فقالوا نخشى أن يقال لقد ذهب العفو من الناس !!!
ا لله أكبر ما أروع هذه النفوس العظيمة والأفعال الأبية من هؤلاء الرجال أصحاب رسول الله الأتقياء الأمناء الأخيار خير القرون المفضلة ، وما أعظمها من قصة تحي الفال في النفوس اليائسة وتدعو إلى الأمل المفقود ، والرجاء المنشود والعمل الصالح المطلوب ، وهنيئا لمن علم وعمل ، وقال وفعل ، وسمع وطبق ، وأسرع بالعفو وبشر ،
"فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتببعون أحسه.. "
" بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها.. " الخلاصة باختصار:
* الوفاء بالعهد من مكارم الأخلاق والدين الحنيف.
* فعل الخير لا ينقطع وهو في أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى قيام الساعة .
* العفو لا يفقد ولا يموت ، ولا ينتهي ، لأن له رجاله وأولياؤه وعظماؤه.
*****

" خشيت أن يقال ذهب الوفاء بالعهد من الناس _ فلن يذهب!!
* خشيت أن يقال ذهب الخير من الناس _ فلن يذهب!!
* نخشى أن يقال ذهب العفو من الناس _ فلن يذهب!!
وصلى الله على محمد وآله وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

"البينة"
بقلم محبكم/
[ صالح الناصري ] .
غفر الله لنا وله ولوالديه وإخوانه وذرياتهم والمسلمين جميعا.

تم اضافه بعض الآيات والاحاديث _ دعاكم