الرئيسية التسجيل التحكم


اختيار تصميم الجوال

العودة   الهيـــــــــــــلا *** منتدى قبيلة عتيبة > المنتدى الإسلامي > منتدى الدفاع عن النبي ( صلى الله عليه وسلم )

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: البيت لاعجبني اجاريه باحساس (آخر رد :الريشاوي)       :: كل عضو او شاعر يسجل بيتين غزل الفهاا من قصائده .. بشرط ان تكون غزليه فقط .. (آخر رد :الريشاوي)       :: ودي ولا ودي وابيهم ولا ابيه (آخر رد :الريشاوي)       :: واكتبي هذا أنا أنا ليلى العامرية (آخر رد :الريشاوي)       :: البيت لاعْجَبني اجاريه باحساس (آخر رد :الريشاوي)       :: أنـا لا تلوموني ولو ملـت كل الميل (آخر رد :الريشاوي)       :: اوافق .. واقول النفس صعبه مطالبها (آخر رد :الريشاوي)       :: الحب اقفى في ديانا ودودي (آخر رد :الريشاوي)       :: امير قبيلة المحاقنة قبل الدولة السعودية (آخر رد :متعب الوحيدب)       :: امير قبيلة المحاقنة قبل الدولة السعودية (آخر رد :متعب الوحيدب)      

إضافة رد
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
غير مقروء 26-Apr-2008, 07:46 PM رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
عبدالله الجريسي

رابطة محبي الهيلا


الصورة الرمزية عبدالله الجريسي

إحصائية العضو





التوقيت


عبدالله الجريسي غير متواجد حالياً

افتراضي

غزوة الخندق



ملأ الحقد قلوب اليهود من بني قينقاع وبني النضير ، عندما طردهم رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم من المدينة المنورة ، وازدادوا حقدا بعد الانتصارات المتلاحقة التي حققها المسلمون ، فلجؤوا إلى المكيدة الخداع وحياكة المؤامرات ورأوا أن كل قبيلة بمفردها لا تستطيع محاربة المسلمين فشكلوا وفدا ذهب إلى أبي سفيان ، واتفقوا معه على ضرورة التخلص من الدعوة الإسلامية وأهلها ، ثم اتجهوا نحو القبائل العربية ، يوغرون صدورهم ويملؤه بالعداوة والبغضاء على النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وأصحابه ن واستطاعوا تشكيل جيش عرف باسم الأحزاب ، مؤلف من ستة آلاف مقاتل ، ولما سمع رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، نبأ المشركين وتحزب الأحزاب ، جمع أصحابه من مهاجرين وأنصار ومن بينهم سلمان الفارسي ن وطلب منهم المشورة ، عندئذ قام سلمان الفارسي وعرض على رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، أن يحفر المسلمون خندقا حول المدينة ، يمنع المشركين من احتلال المدينة أو دخولها ، فلاقت هذه الفكرة استحسانا من رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وأمر بحفر الخندق ، وساهم المسلمون جميعا بهمة عالية ، في حفر الخندق ، وكان رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، يحفر بنفسه ، حتى صادفته صخرة قاسية ن عجز المسلمون عن تحطيمها ، فأمسك رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، المعول ، وقال : " باسم الله " ثم ضربها ضربة ، فخرج منها نور شديد ، ثم ضربها الضربة الثانية ، فتفتت ، ثم وبعد انتهاء حفر الخندق ، أصبحت المدينة كالحصن الحصين ، جلس خلفها ألف مقاتل ، ينتظرون قدوم الأحزاب ، وفي الخامس من شوال من السنة الخامسة للهجرة ، تقدم جيش الأحزاب المؤلف من عشرة آلاف مقاتل ، بعد أن انضم إليه أربعة آلاف قرشي ، ودهشوا عندما رأوا الخندق يحيط بالمدينة كما يحيط السوار بالمعصم ، فباءت خططهم بالفشل ، إلا أنهم قرروا حصار المدينة ، ولم يبق أمامهم أمل لدخول المدينة ، سوي بني قريظة ، الذين نقضوا العهود والمواثيق ، فبات المسلمون في خطر محدق ، إلا أن الله سبحانه وتعالى رد كيد بني قريظة إلى نحورهم عندما خافوا من جيش المسلمين ، وخشوا أن يحل بهم مثلما حل ببني النضير وبني قينقاع ، ثم دارت بين المتحاربين مناوشات بالنبال والسهام ، واقتحم عدد من المشركين الخندق ، إلا أن أبطال الإسلام ، كعلي بن أبي طالب وغيره كانوا لهم بالمرصاد ، ويئس المشركون من طول الحصار دون أن يتمكنوا من دخول المدينة ، وخاصة بعد فقدان الثقة بين قريش وبني قريظة ، حتى توقع رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، أن ينسحب المشركون بين لحظة وأخرى ، إلا أن الله سبحانه وتعالى أجبرهم على الانسحاب ، بعد أن أرسل عليهم ريحا عاتية ، اقتلعت خيامهم وقلبت قدورهم ، وأعمت عيونهم ، فبدأ الخوف والجزع ، ، يدب في أوصالهم ، فما كان من قائد هم الأعلى أبو سفيان بن حرب ، إلا أن سارع في الانسحاب ، عائدا إلى مكة يجر ذيول الخيبة والخسران ، هذا وبعد خروج الأحزاب توجه رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، إلى بني قريظة ، لمعاقبتهم فحاصرهم في حصونهم حتى استسلموا ، فخرجوا صاغرين {4} ، فحكم عليهم سعد بن معاذ بالقتل ، ونفذ هذا الحكم العادل ، في سبعمائة يهوي أو يزيد . وهكذا كفى الله المسلمين القتال وغلب الأحزاب وحده ، هذا وقد اشترك المسلمون في غزوات أخرى ، في السنة السادسة من الهجرة حتى كانت غزوة الحديبة ، ثم تلاها غزوات وسرايا أخرى ، حتى كان يوم الفتح المبين





صلح الحديبيه



أراد رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، أن يزور بيت الله الحرام ، ولم يأت إليه مقاتلا بل جاء إليه معتمرا ، ومبايعة {1} بني النجار من الخزرج لرسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، على القتال حتى الموت ، خشيت قريش أن يحصل مالا يحمد عقباه فرضيت بالصلح الذي نص : أن يرجع رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، هذا العام من غير عمرة ، على أن يأتي العام المقبل ، وأن لا تقع حرب بين الجانبين لمدة عشرة سنوات ، وأن يرد محمد من يأتيه مؤمنا إلى قريش ن فإذا ارتد مؤمن عن الإسلام فعلى أهل مكة أن يتركوه فيما بينهم ولا يردوه ، وإذا أرادت القبائل أن تدخل في حلف مع محمد فلتدخل دون معارضة من قريش ، وإذا أرادت أن تدخل في حلف مع قريش فلتدخل دون معارضة من محمد ، صلى الله عليه وآله وسلم ، عندئذ عاد رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة ، بعد أن حقق فوزا مؤزرا ، وبعد غزوة الحديبية هذه




مراسلة الملوك والأمراء


عاد رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة ، بعد أن حقق فوزا مؤزرا ، وبعد غزوة الحديبية هذه ، التفت المسلمون ن بعد أن أمنوا شر المشركين والمنافقين ، إلى نشر الدعوة الإسلامية ، في العالم الخارجي عن قريش ، فبعث رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، بعد أن اتخذ خاتما لختم رسائله ، إلى الملوك والأمراء ، يدعوهم إلى الإسلام ، وبدأ بقيصر الروم قائلا له






بسم الله الرحمن الرحيم : من محمد بن عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم ، سلام على من أتبع الهدى ، أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم ، أسلم يؤتك الله أجرك مرتين ، فإن توليت فإنما عليك أثم الأريسيين {2} ويا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا أربابا من دون الله ، فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون






ثم توجه رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، الحارث بن عمير الأزدي بكتاب إلى أمير بصرى ، فخرج الحارث حتى بلغ مؤتة ، فتعرض له شرحبيل بن عمرو الغساني ، بعد أن عرف أنه رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فقتله ، كما وجه ، صلى الله عليه وآله وسلم ، كتابا إلى أمير دمشق من قبل الروم ، دعاه فيه إلى الإسلام ، ثم بعث رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، عبد الله بن حذافة بكتاب إلى كسرى أبرويز ملك الفرس قال فيه :




بسم الله الرحمن الرحيم : من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس ، سلام على من اتبع الهدى وآمن بالله ورسوله ، وشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله ، أدعوك بدعاية الله عز وجل ، فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة لأنذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين ن أسلم تسلم ، فإن أبيت فعليك إثم المجوس



كذلك أرسل رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، كتبا مماثلة إلى النجاشي ملك الحبشة ، وإلى هوذة بن علي ملك اليمامة ن وإلى المنذر التميمي ملك البحرين ، وإلى المقوقس عظيم القبط في مصر ن الذي أرسل مع رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، مجموعة من الهدايا وجاريتين بينهما مارية القبطية التي تزوجها رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وأنجب منها إبراهيم ، الذي توفي ولما يتجاوز السنتين . وهكذا استطاع رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، من خلال هذه الرسائل ، أن يحقق مكاسب جديدة ، فمن هؤلاء الذين أرسل لهم من دخل في الإسلام ، ومنهم استطاع رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، من خلال ردهم على رسائله ، أن يعرف سياسة هؤلاء الملوك والأمراء نحوه . والذين أطيح بهم جميعا فيما بعد






غزوة خيبر


في شهر محرم من السنة السابعة الهجرية ، خرج رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، على رأس ألف وأربعمائة مقاتل ، بعد أن سلم الراية لسعد بن عبادة سيد الخزرج ، يريد غزو خيبر ، التي كان أهلها من اليهود الذين فروا إليها بعد غزوة بني النضير وبني قينقاع وبني قريظة ، والذين أخذوا يحرضون العرب ويحالفونهم ، أمثال قبيلة غطفان ، على حرب النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وما إن وصل جيش المسلمين إلى حصون خيبر ، حتى أرتفعت أصواتهم بالتكبير والدعاء ، ولما رأى بعض اليهود ، جيش محمد وهو يحاصر قريتهم ، انطلقوا هاربين إلى حصونهم فنادى رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : " الله أكبر ، خرجت خيبر ، الله أكبر هلكت خيبر ، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين " . ثم بدأت المعركة بين الجانبين ، واستطاع المسلمون أن يقتلوا أحد قادة اليهود وهو : سلام بن مشكم ، وأن يفتحوا بعض الحصون ، ثم أعطى رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، الراية إلى علي بن أبي طالب ، وتوجه لفتح باقي حصون اليهود ، وهناك في ساحة الوغى ، جندل {3} علي بن أبي طالب ، عددا كبيرا من فرسان اليهود وأبطالهم ، حتى استطاع المسلمون دخول حصون اليهود وفتحها ، عندئذ نزل كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق ، صاحب حصن القموص ، وطلب الصلح من رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فقبله على أن يجلى اليهود ويطردوا ، وأن يأخذوا معهم من الأموال ما تستطيع حملها جمالهم ، أما الباقي فتبقى غنيمة المسلمين ، وبعد استقرار النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم ، في خيبر تقدمت إليه : زينب بنت الحارث ، وزوجة سلام بن مشكم ، وقدمت إليه : ذراع شاة مسمومة ، انتقاما منه لقتل زوجها وأخيها وأبيها قائد اليهود الحارث بن أبي زينب ، وما إن وضع رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم اللقمة في فمه ، حتى أخبره العظم بأنها مسمومة ، فلفظ رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم اللقمة قبل أن يبتلعها ، كذلك أمر أصحابه أن يلفظوا ما أكلوه ، إلا أن بشر بن البراء ابتلع اللقمة فمات ، رضي الله عنه وعندما استدعى رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، زينب وسألها عن سبب فعلتها النكراء تلك ، أجابت بقولها : إن كنت نبيا حقا يطلعك الله تعالى ، وإن كنت ملكا كاذبا أرحت الناس منك ، ولما أطلعك الله عرفت أنك نبي مرسل ، وها أنا ذا أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أنك رسول الله . فعفا عنها ، وكذلك عفا عنها أولياء بشر بن البراء





عمرة القضاء


عندما دخل شهر ذي القعدة ، في العام السابع للهجرة ن أخذ رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، بالاستعداد للذهاب إلى مكة المكرمة ، ليعتمر عمرة القضاء {1} في الشهر الذي صده فيه المشركون بالحديبية في العام السادس من الهجرة من قابل ، ثم أمر ألا يتخلف أحد ممن شهد الحديبية ، وخرج ، بعد أن أحرم من باب مسجده الشريف ، في ألفي رجل ، واختار مئة فرس ، وأخرج منها مفرزة ، جعل قيادتها لمحمد بن مسلمة الأوسي ن وبذل سعد بن عبادة سيد الخزرج ، أموالا كثيرة لإطعام المعتمرين ، وبدأ المسلمون بالتلبية ومعهم رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وهم يقولون : لا إله إلا الله ، صدق وعده ، ونصر عبده ن وأعز جنده ، وهزم الأحزاب وحده ، ودخل رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، إلى الحرم ثم طاف ومعه المسلمون يطوفون حول البيت سبع مرات ، ثم خرج إلى الصفا وسعي بينه وبين المروة ، ثم رأسه ونحر هديه ، وأتم المسلمون طوافهم بالبيت آمنين محلقين رؤوسهم ومقصرين كما قال تعالى

لقد صدق الله رسوله بالرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحا (2) قريبا 3

وأقام رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، في مكة المكرمة ثلاث أيام ، حسب شرطه مع قريش في الهدنة المعقودة بينه وبينهم في الحديبية ، ولم يمهله المشركون ، حتى يتم زواجه من ميمونة في منطقة سرف القريبة من مكة المكرمة . ومن ثم رجع إلى المدينة المنورة















رد مع اقتباس
غير مقروء 26-Apr-2008, 07:47 PM رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
عبدالله الجريسي

رابطة محبي الهيلا


الصورة الرمزية عبدالله الجريسي

إحصائية العضو





التوقيت


عبدالله الجريسي غير متواجد حالياً

افتراضي

غزوة الفتح الأعظم




سبق هذه الغزوات أخرى ، إلا أن أهم غزوة سبقت غزوة الفتح الأعظم ، هي غزوة مؤتة {4} ، وذلك أن رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، غضب غضبا شديدا عندما قتل شرحبيل بن عمرو الغساني رسول النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم ، إلى أمير بصرى ن في السنة السادسة للهجرة . فصبر عليه الصلاة والسلام حتى تهيأت له أسباب القصاص ، عندئذ ، حض المسلمين على الخروج ، فاجتمع له ثلاثة آلاف مقاتل ، ووقف فيهم قائلا : " زيد بن حارثة أمير الناس ، فإن أصيب زيد فالأمير جعفر بن أبي طالب ، وإن أصيب جعفر فالأمير عبد الله بن رواحة ، وإن أصيب عبد الله فليرتض المسلمون رجلا من بينهم " . ثم أمرهم بأن يدعوا الناس هناك للإسلام ، فإن رفضوا قاتلوهم ، وقال صلى الله عليه وآله وسلم قبل رحيل الجيش : " أويكم بتقوى الله وبمن معكم من المسلمين خيرا غزوا باسم الله في سبيل الله ، فقاتلوا من كفر بالله ، ولا تغدروا ولا تغلوا ، ولا تقتلوا وليدا ولا امرأة ، ولا كبيرا فانيا ، ولا منعزلا بصومعة ، ولا تقربوا نخلا ، ولا تقطعوا شجرة ، ولا تهدموا بناء ، وإذا لقيتم العدو فادعوه إلى الإسلام فإن قبلوه فأخبروهم ما لهم وما عليهم ، وإن أبوا فاستعينوا بالله عليهم وقاتلوهم ..... " . وانطلق جيش المسلمين حتى وصل إلى مؤتة ، فلما سمع شرحبيل بن عمرو الغساني بمقدم جيش المسلمين ، قام وجمع أكثر من مئة ألف محارب من الروم ، وضم إليهم خمسين ألف من القبائل العربية المنتصرة ، وخلف الجميع كان هرقل نفسه ، يراقب سير الأحداث . وكانت ساعة الصفر ، حيث بدأ القتال بين قوتين غير متكافئتين عددا وعددا ، فاستشهد زيد بن حارثة طعنا برماح الروم ، فأخذ اللواء جعفربن أبي طالب ، وخاض غمار الحرب ببسالة منقطعة النظير ، حتى جاءته ضربة قطعت يمينه ، فأخذ اللواء بشماله ، فجاءته ضربة أخرى قطعت شماله ، فحمل اللواء بعضديه حتى استشهد ، فأخذ اللواء عبد الله بن رواحة ، وخاض المعركة القاسية التي يشيب من هولها الغلمان ، حتى استشهد ن وسقط اللواء ، فهرب المسلمون ، إلا أنهم عادوا عندما رفع الراية خالد بن الوليد {5} ، رضي الله عنه ، الذي استطاع بحنكته الحربية ، أن يجمع شمل المسلمين وينقذهم ، بعد أن قرر الانسحاب من هذه المعركة الغير متكافئة ، وشكل قوة لحماية الانسحاب ، وعندما نظر الروم إلى جيشه الذي عاد ثانية إلى القتال ظنوا بأن المدد قد وصل إلى المسلمين ، فدخل الرعب إلى قلوبهم ، ثم رجع خالد بن الوليد بالمسلمين إلى الوراء ، ورجع الروم ، وكفى الله المسلمين شر هذه المعركة ، وعادوا إلى المدينة بالنصر المؤزر . والآن عزيزي القارئ تعال إلى حديث الفتح الأعظم ، الذي كان حدثا تاريخيا أزال وإلى الأبد ، عبادة الأوثان والأصنام ، وفتح الباب أمام انطلاق الإسلام إلى ربوع الجزيرة العربية كلها ، ومن ثم إلى خارج نطاق الجزيرة العربية . فقد نقضت قريش بنود معاهدة الحديبية {6} ، عندما نصرت بني بكر على بني خزاعة ، الذين كانوا بيت نصح لله ورسوله وللمؤمنين وهم الذين قال فيهم رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : " خزاعة مني وأنا منهم " . شعرت قريش بالحرج ، وتوقعت أن يغزوها رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وأن لم يتداركوا الأمر ، فبعث أبا سفيان بن حرب ، ليفاوض الرسول الكريم ، صلى الله عليه وآله وسلم ، ويتفق معه على تجديد المعاهدة وتمديدها إن أمكن ذلك ، ولكن أبا سفيان عاد إلى مكة خائبا ، فلقي من المشركين ومن زوجته هند بنت عتبة تعنيفا وتوبيخا ، عندئذ أوعز رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم إلى جميع القبائل بالقدوم إلى مكة ، حتى تكامل العدد الذي يريد ، ليزحف به على مكة ، ثم جمع قادة جيشة من المهاجرين والأنصار ، واستشارهم في غزو مكة ، بعد أن أوضح لهم ، أن قريشا نقضت عهدها وغدرت بحلفائه بني خزاعة ، فوافقوه جميعا ومن بينهم عمر بن الخطاب الذي وقف قائلا : يا رسول الله إن قريشا رأس الكفر ، والله لا تدين العرب بدينك إلا إذا دانت قريش .. ثم انصرف الصحابة يتجهزون حتى يصدر رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، أمره بالخروج . وفي يوم الاثنين وفي التاسع من رمضان وفي السنة الثامنة للهجرة ، خرج رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، على رأس جيش مؤلف من عشرة آلاف مقاتل يريد مكة ، بعد أن جعل كلثوم بن حصين الغفاري أميرا على المدينة المنورة لحفظها وحمايتها ، واستخلف على الصلاة عبد الله ابن أم كلثوم ، وأعطى اللواء الأعظم للزبير بن العوام ، وراية المهاجرين لعمر بن الخطاب ، وراية الخزرج لسعد بن عبادة ، وراية الأوس لأسيد بن حضير ، وتابع مسيره حتى وصل إلى مشارف مكة ، حيث قدم إليه مخرمة ابن نوفل وعمه العباس بن عبد المطلب ، فآمنا وأعلنا إسلامهما ، وتابع رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، إلى أن وصل إلى منطقة قريبة من مكة تدعى : مر الظهران ، فعسكر هناك للاستراحة ، بعد أن أشعل المسلمون نيرانا كثيرة ، فأسرع أبو سفيان بن حرب ، وحكيم بن حزام ، وبديل بن ورقاء ، ليستطلعوا الأمر ، وكان أن هداهم الله تعالى إلى هذا ، ليعلنوا إسلامهم وإيمانهم ، وهنا قال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم قولته المشهورة : " من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ، ومن دخل المسجد فهو آمن ، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن ، ومن ألقي سلاحه فهو آمن " . ولهذا انطلق أبو سفيان ن وقبل دخول المسلمين إلى مكة ، وهو مبهور مذعور ، ليحذر قريشا قائلا : يا معشر قريش هذا محمد قد جاءكم فيما لا قبل لكم به ، فمن دخل داري فهو آمن ، ومن دخل المسجد فهو آمن ... فخاف الناس وارتعدوا وتفرقوا إلى دورهم ، وإلى المسجد الحرام ، وإلى دار أبي سفيان ، ودخل جيش الهدى والإيمان ، جيش الرحمة والإنسانية ، إلى مكة مظفرا ن دون أن يلقى أية مقاومة تذكر ، في العشرين من شهر رمضان عام ثمانية هجرية ، يتقدمهم رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم على ناقته القصواء {7} ، يحف به كبار الصحابة من المهاجرين والأنصار ، حتى بلغ الكعبة ، ثم كبر فكبر المسلمون ، ثم طاف بالبيت سبعا ، ثم انهال على الأصنام المنصوبة حول الكعبة ، وأخذ يكسرها ويحطمها وهو يقول

قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا 8

ثم اتجه إلى المسجد أمام الكعبة وقال مخاطبا أهل مكة : يا معشر قريش ما تظنون أني فاعل بكم ؟ قالوا : خيرا ، ، أخ كريم وابن أخ كريم فقال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم الذي لم يكن يغضب لنفسه ، بل كان غصبه وضاه لله تعالى : اذهبوا فأنتم الطلقاء أحرارا آمنون ولا أقول إلا ما قال يوسف لإخوته

لا تثريب (9) عليكم ، اليوم يغفر الله لكم ، وهو أرحم الراحمين 10

ثم بايع أهل مكة ، رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، على السمع والطاعة لله ولرسوله ، ومن جملتهم معاوية ويزيد ابنا أبي سفيان ، أما النساء فقد بايعن رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم

على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن (11) ولا يعصينك في معروف 12





غزوة حنين


أقام النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم في مكة يبعث السرايا لهدم الأصنام ، ونشر الإسلام ، ومنها سرية خالد بن الوليد إلى نخلة {1} لهدم العزى ، وسرية عمرو بن العاص لهدم سواع ، وسرايا أخرى لنشر الإسلام ، لكن أشهر غزوة بعد فتح مكة ، كانت غزوة حنين ، التي وقعت يوم العاشر من شوال في السنة الثامنة . إذ اعتقدت قبيلة هوزان ، وقبيلة ثقيف ، أن محمدا لا يستطيع التغلب على جميع العرب ، ولذلك اختار هؤلاء المشركون القتال على الإسلام ، فحشدوا حشودهم التي بلغت عشرين ألف محارب ونزلوا في وادي حنين ، أما المسلمون فقد بلغ عددهم اثنا عشر ألفا ، والذين توجهوا نحو أرض المعركة ، بقلوب عامرة بالإيمان ، فشن خالد بن الوليد ، رضي الله عنه الغارة على المشركين ، فانهزم بنو هوزان ، إلا أن بعض المسلمين انشغلوا عن المعركة ، فأمطرهم المشركون بوابل من النبل السخي ، فانهزم بعض المسلمين ، وأصيب خالد بن الوليد بجراحات بليغة ، إلا أن رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وقف رابط الجأش ، ثابت الجنان {2} ، يفكر بخطة ينقذ فيها المسلمين ، فأمر عمه العباس أن ينادي بالأنصار ، أصحاب بيعة الشجرة يوم الحديبية ، فاجتمع حوله عدد من أبطال الأنصار فتقدمهم نحو المشركين قائلا

اقتباس:




أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب



فدب الرعب في قلوب الأعداء ، بعد أن أنزل الله ملائكته ، يذودون {3} عن رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم وعن المسلمين ، حتى ولى المشركون هاربين ، وفي ذلك يقول الله سبحانه وتعالى

لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ، ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين 4

وهكذا دانت القبائل العربية لرسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم بأسرها ، وأعلنت إسلامها فانتهى بذلك عهد الصراع والقتال






حجة الوداع




بعد أن أتم النبي صلى الله عليه وسلم إبلاغ الرسالة ، وفُتحت مكة ، ودخل الناس في دين الله أفواجاً ، فرض الله الحج على الناس وذلك في أواخر السنة التاسعة من الهجرة ، فعزم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الحج ، وأعلن ذلك ، فتسامع الناس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يريد الحج هذا العام ، فقدم المدينة خلق كثير كلهم يريد أن يحج مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأن يأتم به.

فخرج من المدينة في الخامس والعشرين من ذي القعدة من السنة العاشرة للهجرة ، وانطلق بعد الظهر حتى بلغ ذي الحليفة ، فاغتسل لإحرامه وادهن وتطيب ، ولبس إزاره ورداءه ، وقلد بدنه ، ثم أهل بالحج والعمرة وقرن بينهما ، وواصل السير وهو يلبي ويقول: ( لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك ) ، فلما قرب من مكة ، نزل بذي طوى ، وبات بها ليلة الأحد من اليوم الرابع من ذي الحجة ، وصلى بها الصبح ، ثم اغتسل ، ودخل مكة نهاراً من أعلاها ، فلما دخل المسجد الحرام طاف بالبيت ، وسعى بين الصفا والمروة ، ولم يحل من إحرامه ، لأنه كان قارناً وقد ساق الهدي معه ، وأمر من لم يكن معه هدي من أصحابه أن يجعلوا إحرامهم عمرة ، فيطوفوا بالبيت وبين الصفا والمروة ، ثم يحلوا من إحرامهم ، وأقام النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه بمكة أربعة أيام من يوم الأحد إلى يوم الأربعاء .

وفي ضحى يوم الخميس الثامن من ذي الحجة توجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمن معه من المسلمين إلى منى ، فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر ، ثم مكث قليلاً حتى طلعت الشمس ، وأمر بقبة من شعر تضرب له بنمرة - وهو موضع بالقرب من عرفات وليس من عرفات - ، فسار رسول الله - صلى الله عليه وسلم -حتى نزل بنمرة ، ولما زالت الشمس أمر بالقصواء فرحلت له ، فأتى بطن وادي عرنة ، وقد اجتمع حوله الألوف من الناس ، فخطب الناس خطبة جامعة ذكر فيها أصول الإسلام ، وقواعد الدين ، وكان مما قاله -صلى الله عليه وسلم -:


( إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم ، كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ، ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع ، ودماء الجاهلية موضوعة ، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث ، كان مسترضعا في بني سعد فقتلته هذيل ، وربا الجاهلية موضوع ، وأول ربا أضع ربانا ربا عباس بن عبد المطلب ، فإنه موضوع كله ، فاتقوا الله في النساء ، فإنكم أخذتموهن بأمان الله ، واستحللتم فروجهن بكلمة الله ، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه ، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح ، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف ، وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به ، كتاب الله ، وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون ؟ قالوا : نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت ، فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس : اللهم اشهد ، اللهم اشهد ، ثلاث مرات ) .


ثم أذن المؤذن ثم أقام فصلى بالناس الظهر ، ثم أقام فصلى العصر ، ولم يصل بينهما شيئاً ، ثم ركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أتى موقف عرفات ، فاستقبل القبلة ، ولم يزل واقفاً حتى غربت الشمس ، وهنالك أنزل عليه قوله تعالى: { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا } ( المائدة 3) .
فلما غربت الشمس أفاض من عرفات، وأركب أسامة بن زيد خلفه ، ودفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول : ( أيها الناس عليكم السكينة ) ، حتى أتى المزدلفة ، فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين ، ولم يصل بينهما شيئاً ، ثم نام حتى أصبح ، فلما طلع الفجر صلاها في أول الوقت ، ثم ركب ، حتى أتى المشعر الحرام - وهو موضع بالمزدلفة - ، فاستقبل القبلة ، ودعا الله وكبره وهلله ووحده ، ولم يزل واقفاً حتى أسفر الصبح وانتشر ضوء ه ، ثم دفع إلى منى قبل أن تطلع الشمس ، وهو يلبي ولا يقطع التلبية ، وأمر ابن عباس أن يلتقط له حصى الجمار سبع حصيات ، فلما وصل إلى منى رمى جمرة العقبة راكباً بسبع حصيات ، يكبر مع كل حصاة .

ثم خطب الناس خطبة بليغة أعلمهم فيها بحرمة يوم النحر وفضله عند الله وحرمة مكة على غيرها ، وأمرهم بالسمع والطاعة ، وأن يأخذوا عنه مناسكهم ، ويبلغوا عنه ، ونهاهم أن يرجعوا بعده كفاراً يضرب بعضهم رقاب بعض . ثم انصرف إلى المنحر فنحر ثلاثاً وستين بدنة بيده ، ثم أمر علياً أن ينحر ما بقي من المائة .

فلما أكمل - صلى الله عليه وسلم - نحر الهدي استدعى الحلاق فحلق رأسه ، وقسم شعره بين من حوله من الناس .

ثم أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة راكباً ، وطاف بالبيت طواف الإفاضة ، وصلى بمكة الظهر ، ثم رجع إلى منى في نفس اليوم ، فبات بها ، فلما أصبح انتظر زوال الشمس ، فلما زالت ودخل وقت الظهر أتى الجمرات ، فبدأ بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم جمرة العقبة ، يرمي كل جمرة بسبع حصيات ، ويكبر مع كل حصاة ، وفعل ذلك في بقية أيام التشريق ، وأقام النبي - صلى الله عليه وسلم - أيام التشريق بمنى يؤدي المناسك ، ويعلم الشرائع ، ويذكر الله ، ويقيم التوحيد ، ويمحو معالم الشرك .

وفي اليوم الثالث عشر من ذي الحجة ، نفر النبي صلى الله عليه وسلم من منى ، فنزل بخيف بني كنانة من الأبطح ، وأقام هناك بقية يومه وليلته ، وصلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء ، ونام نومة خفيفة ، وبعدها ركب إلى البيت ، فطاف به طواف الوداع ، ثم توجه راجعاً إلى المدينة .

وهكذا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حجه ، بعد أن بين للمسلمين مناسكهم ، وأعلمهم ما فرض الله عليهم في حجهم ، وما حرم عليهم ، فكانت حجة البلاغ ، وحجة الإسلام ، وحجة الوداع















رد مع اقتباس
غير مقروء 26-Apr-2008, 07:47 PM رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
عبدالله الجريسي

رابطة محبي الهيلا


الصورة الرمزية عبدالله الجريسي

إحصائية العضو





التوقيت


عبدالله الجريسي غير متواجد حالياً

افتراضي

وفـــاته صلى الله عليه وسلم:



قبل وفاة الرسول كانت حجة الوداع، وبعدها نزل قول الله عز وجل


( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا (


فبكي أبو بكر الصديق عند سماعه هذه الآيه.. فقالوا له ما يبكيك يا أبوبكر أنها آية مثل كل آيه نزلت علي الرسول .. فقال : هذا نعي رسول الله .وعاد الرسول .. وقبل الوفاه بـ 9 أيام نزلت آخر ايه من القرآن

( واتقوا يوما ترجعون فيه الي الله ثم توفي كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ) .

وبدأ الوجع يظهر علي الرسول فقال : أريد أن أزور شهداء أحد فذهب الي شهداء أحد ووقف علي قبور الشهداء وقال : ( السلام عليكم يا شهداء أحد، أنتم السابقون وإنا إنشاء الله بكم لاحقون ، وإني إنشاء الله بكم لاحق )

وأثناء رجوعه من الزياره بكي رسول الله ( ص) قالوا ما يبكيك يا رسول الله ؟
قال : اشتقت إلي إخواني ، قالوا : أولسنا إخوانك يا رسول الله ؟
قال : لا أنتم أصحابي، أما إخواني فقوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني) . اللهم أنا نسالك أن نكون منهم
وعاد الرسول ، وقبل الوفاه بـ 3 أيام بدأ الوجع يشتد عليه وكان في بيت السيده ميمونه ، فقال: ( اجمعوا زوجاتي ) ، فجمعت الزوجات ، فقال النبي: أتأذنون لي أن أمرض في بيت عائشه ؟ ) فقلن: أذن لك يا رسول الله فأراد أن يقوم فما استطاع فجاء علي بن أبي طالب والفضل بن العباس فحملا النبي وخرجوا به من حجرة السيدة ميمونه الي حجرة السيدة عائشة فرآه الصحابة على هذا الحال لأول مره .. فيبدأ الصحابه في السؤال بهلع:
ماذا أحل برسول الله.. ماذا أحل برسول الله. فتجمع الناس في المسجد وامتلأ و تزاحم الناس عليه.
فبدأ العرق يتصبب من النبي بغزاره، فقالت السيدة عائشة : لم أر في حياتي أحد يتصبب عرقا بهذا الشكل . فتقول: كنت آخذ بيد النبي وأمسح بها وجهه، لأن يد النبي أكرم وأطيب من يدي. وتقول : فأسمعه يقول : ( لا اله إلاالله ، إن للموت لسكرات ). فتقول السيده عائشه : فكثر اللغط ( أي الحديث )
في المسجد اشفاقا علي الرسول فقال النبي : ( ماهذا ؟ ) . فقالوا : يارسول الله يخافون عليك . فقال : ( احملوني إليهم ) . فأراد أن يقوم فما استطاع، فصبوا عليه 7 قرب من الماء حتي يفيق . فحمل النبي وصعد إلي المنبر.. آخر
خطبه لرسول الله و آخر كلمات له:فقال النبي : ( أيها الناس، كأنكم تخافون علي ) فقالوا : نعم يارسول الله .
فقال : ( أيها الناس، موعدكم معي ليس الدنيا، موعدكم معي عند الحوض.. والله لكأني أنظراليه من مقامي هذا. أيها الناس، والله ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشي عليكم الدنيا أن تنافسوها كما تنافسها الذين من قبلكم، فتهلككم كما أهلكتهم ) .

ثم قال : ( أيها الناس ، الله الله في الصلاه ، الله الله في الصلاه ) بمعنى أستحلفكم بالله العظيم أن تحافظوا علي الصلاه ، وظل يرددها ، ثم قال : ( أيها الناس، اتقوا الله في النساء، اتقوا الله في النساء، اوصيكم بالنساء خيرا )

ثم قال : ( أيها الناس إن عبدا خيره الله بين الدنيا وبين ما عند الله ، فاختار ما عند الله ) فلم يفهم أحد قصده من هذه الجمله ، وكان يقصد نفسه ،سيدنا أبوبكر هو الوحيد الذي فهم هذه الجمله ، فانفجر بالبكاء وعلي نحيبه ، ووقف وقاطع النبي وقال : فديناك بآبائنا ، فديناك بأمهاتنا ، فديناء بأولادنا ، فديناك بأزواجنا ، فديناك بأموالنا ، وظل يرددها ..
فنظر الناس إلي أبو بكر ، كيف يقاطع النبي .. فأخذ النبي يدافع عن أبو بكر قائلا

(أيها الناس ، دعوا أبوبكر ، فما منكم من أحد كان له عندنا من فضل إلا كافأناه به إلا أبوبكر لم أستطع مكافأته ، فتركت مكافأته إلي الله عز وجل ، كل الأبواب إلى المسجد تسد إلا باب أبوبكر لا يسد أبدا )

وأخيرا قبل نزوله من المنبر .. بدأ الرسول بالدعاء للمسلمين قبل الوفاه كآخر دعوات لهم ، فقال : ( أوآكم الله ، حفظكم الله ، نصركم الله ، ثبتكم الله ، أيدكم الله ) .. وآخركلمه قالها ، آخر كلمه موجهه للأمه من على منبره قبل نزوله ، قال : ( أيها الناس ، أقرأوا مني السلام كل من تبعني من أمتي إلي يوم القيامه ) .
وحمل مرة أخرى إلي بيته. وهو هناك دخل عليه عبد الرحمن بن أبي بكر وفي يده سواك، فظل النبي ينظر الي السواك ولكنه لم يستطيع ان يطلبه من شدة مرضه. ففهمت السيده عائشه من نظرة النبي، فأخذت السواك من عبد الرحمن ووضعته في فم النبي، فلم يستطع أن يستاك به، فأخذته من النبي وجعلت تلينه بفمها وردته للنبي مره أخرى حتى يكون طريا عليه فقالت : كان آخر شئ دخل جوف النبي هو ريقي ، فكان من فضل الله علي أن جمع بين ريقي وريق النبي قبل أن يموت .

تقول السيده عائشه : ثم دخلت فاطمه بنت النبي ، فلما دخلت بكت ، لأن النبي لم يستطع القيام ، لأنه كان يقبلها بين عينيها كلما جاءت إليه .
فقال النبي : ادنو مني يا فاطمة فحدثها النبي في أذنها ، فبكت أكثر .
فلما بكت قال لها النبي : ادنو مني يا فاطمة فحدثها مره أخري في اذنها ،
فضحكت .....
( بعد وفاته سئلت ماذا قال لك النبي ، فقالت : قال لي في المره الأولي : يا فاطمه ، إني ميت الليله فبكيت ، فلما وجدني أبكي قال : يا فاطمه ، أنتي أول أهلي لحاقا بي فضحكت .

تقول السيده عائشه : ثم قال النبي : أخرجوا من عندي في البيت
وقال : ادنو مني يا عائشه فنام النبي علي صدر زوجته
ويرفع يده للسماء ويقول : ( بل الرفيق الأعلي، بل الرفيق الأعلي ) ..
تقول السيده عائشه: فعرفت أنه يخير.

دخل سيدنا جبريل علي النبي وقال : يارسول الله ، ملك الموت بالباب ،
يستأذن أن يدخل عليك ، وما استأذن علي أحد من قبلك .
فقال النبي : ( ائذنله يا جبريل )

فدخل ملك الموت علي النبي وقال : السلام عليك يا رسول الله ، أرسلني الله أخيرك ، بين البقاء في الدنيا وبين أن تلحق بالله . فقال النبي بل الرفيق الأعلى ، بل الرفيق الأعلى )
ووقف ملك الموت عند رأس النبي وقال : أيتها الروح الطيبه ، روح محمد بن عبد الله ، أخرجي إلي رضا من الله و رضوان ورب راض غير غضبان ...
تقول السيده عائشه: فسقطت يد النبي وثقلت رأسه في صدري ، فعرفت أنه قد مات ... فلم أدري ما أفعل ، فما كان مني غير أن خرجت من حجرتي وفتحت بابي الذي يطل علي الرجال في المسجد وأقول مات رسول الله ، مات رسول الله .::
تقول: فانفجر المسجد بالبكاء. فهذا علي بن أبي طالب أقعد، وهذا عثمان بن عفان كالصبي يؤخذ بيده يمني ويسري وهذا عمر بن الخطاب يرفع سيفه ويقول من قال أنه قد مات قطعت رأسه، إنه ذهب للقاء ربه كما ذهب موسي للقاء ربه وسيعود ويقتل من قال أنه قد مات
أما أثبت الناس فكان أبوبكر الصديق رضي الله عنه دخل علي النبي واحتضنه
وقال : وآآآ خليلاه ، وآآآصفياه ، وآآآ حبيباه ، وآآآ نبياه . وقبل النبي وقال:
طبت حيا وطبت ميتا يا رسول الله.::
ثم خرج يقول : من كان يعبد محمد فإن محمدا قد مات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ... ويسقط السيف من يد عمر بن الخطاب، يقول: فعرفت أنه قد مات... ويقول: فخرجت أجري أبحث عن مكان أجلس فيه وحدي لأبكي وحدي....:
ودفن النبي والسيده فاطمه تقول : أطابت أنفسكم أن تحثوا التراب علي وجه النبي ... ووقفت تنعي النبي وتقول:["]يا أبتاه ، أجاب ربا دعاه ، يا أبتاه ، جنة الفردوس مأواه ، يا أبتاه ،الى جبريل ننعاه



وهكذا انتهت سيرة خاتم الأنبياء والمرسلين ، بعد أن أدى الأمانة خير أداء ، عن عمر يبلغ ثلاثا وستين سنة ، فصل الله عليك يا حبيبي يا رسول الله ، وعلى آلك وأصحابك أجمعين















رد مع اقتباس
غير مقروء 26-Apr-2008, 07:48 PM رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
عبدالله الجريسي

رابطة محبي الهيلا


الصورة الرمزية عبدالله الجريسي

إحصائية العضو





التوقيت


عبدالله الجريسي غير متواجد حالياً

افتراضي

المعجزات


مقدمة

أيد الله سبحانه وتعالى أنبياءه ، الذين أرسلهم لهداية البشرية ، وانتشالهم من مستنقع الضلالة والعمى ، بالمعجزات الخارقة للعادة ، والخارجة عن المألوف ، وكانت هذه المعجزات تلائم وتنسجم ، مع ما يشتهر به القوم أو يفخرون به ، ومع مسنوى تفكيرهم ونضج عقولهم . فنوح عليه السلام أيده الله تعالى ، بأن مكنه من صناعة سفينة ضخمة ، أنقذته هو وأهله من الطوفان العظيم ، الذي أغرق الكافرين ، أما هود عليه السلام ، نبي قوم عاد الذين حسبوا عندما بنوا الحصون والقلاع ، أن لن يستطيع الله هلاكهم ، فقد أيده الله عز وجل بالرياح الشديدة ، التي اقتلعت قصورهم من جذورها ، وحطمت حصونهم وكأنها لم تكن ، أما النبي صالح عليه السلام فقد أيده الله عز وجل ، بأن أخرج من صخرة صلدة ، ناقة ضخمة ولودا ، وذلك بناء على طلب قومه ثمود ، وإبراهيم الخليل عليه السلام ، جعل الله تعالى ، النار التي ألقاه فيها قومه ، بردا وسلاما ، فلم تؤذه ولم يصبه أي مكروه ، ويوسف عليه السلام ، الذي أيده الله عز وجل بالقدرة على تفسير وتأويل الأحلام ، أما موسى عليه السلام ، فكان قومه مشهرون بالسحر ، فأيده الله عز وجل بالعصا التي تحولت عندما ألقاها أمام قومه ، إلى ثعبان يسعى ويلتهم ثعابين الكفرة ، أما عيسى عليه السلام فقد أيده الله عز وجل بمعجزات كثيرة ، ومنها أنه كان يخلق من الطين الطير ، ويشفي الأعمى والأبرص ، ويحي الموتى بإذن الله تعالى ، عندما أنزل على قومه من السماء مائدة عامرة بأطيب الطعام والشراب .... أما رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فقد كان قومه معرفون بفصاحتم وقوة بيانهم ، فهم قوم بلاغة وفصاحة ، وقوم شعر وأدب ، حتى قيل بأن الشعر ديوان العرب ، ولا تكاد قبيلة من القبائل العربية تخلو من شاعر مجيد ، أو خطيب مفوه ، ولذلك أيده الله عز وجل بمعجزات ، وقف أمامها الناس حائرين ، فهم قد سمعوا كلاما لم يسمعوا مثله قط ، ورأوا من الآيات والبراهين ، ما عجزت عقولهم عن تصورها ، ومعجزات رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم تنقسم إلى قسمين ، معجزات معنوية ، ومعجزات حسية

المعجزات المعنوية

أعظم المعجزات إطلاقا ، معجزة إنزال القرآن الكريم على رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ن فهو أبهر الآيات ، وأبين الحجج الواضحات ن لما اشتمل عليه من التركيب المعجز ، الذي تحدى به الله عز وجل الإنس والجن أن يأتوا بمثله فعجزوا عن ذلك ، على الرغم من فصاحة العرب وبلاغتهم ، ثم تحداهم بعشر سور منه فعجزوا ، ثم تحداهم بسورة واحدة من مثله ، فعجزوا ، وهم يعملون عجزهم وتقصيرهم ، وأن هذا مالا سبيل لأحد إليه أبدا ، فلن يستطيع أحد على وجه الأرض أن يأتي ولو بآية واحدة من مثله قال الله تعالى

قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا (1) . صدق الله العظيم 2

وزعم الكافرون كما يزعم كثير من أعداء الإسلام اليوم ، أن القرآن الكريم هو من ابتداع رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وهو من البشر وهم أيضا من البشر ، فإن كنتم أيها الكافرون ، واثقين مما تقولون فأتوا بحديث من مثله . يقول الله عز وجل

أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون . فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين 6

فالقرآن الكريم ، أوحى به الله عز وجل عن طريق جبريل عليه السلام إلى النبي العربي الأمي ، الذي كان لا يحسن الكتابة ، ولا يعلم شيئا عن أخبار الماضي فقص الله تعالى عليه خبر ما كان ، وما هو كائن ، وأني لرسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم أن يعرف ما كان قبل مئات بل آلاف السنين ؟ يقول الله تعالى

تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين 7

ففي هذا القرآن العظيم من الأخبار الصادقة عن الله وملائكته وعرشه ومخلوقاته العلوية والسفلية كالسماوات والأرضين وما بينهما ، وعن حوادث علمية كثيرة أثبتها العلم الحديث ، ما يبرهن على أن هذا القرآن من كلام الله عز وجل . يقول الله عز وجل

ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون . قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون 8

ولعل وصف رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، للقرآن الكريم ، يغني عن كل وصف . يقول عليه الصلاة والسلام : (( كتاب الله فيه نبأ من قبلكم ، وخبر ما بعدكم ، وحكم ما بينكم هو الفصل ليس بالهزل ، من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله ، هو حبل الله المتين ، وهو الذكر الحكيم ، وهو الصراط المستقيم ، وهو الذي لا تزيغ {9} به الأهواء ، ولا تلتبس به الألسنة ن ولا يشبع منه العلماء ولا يخلق {1.} على كثرة الرد ، ولا تنقضي {11} عجائبه ، وهو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا : ( إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ... ) من قال به صدق ومن عمل به أجر {12} ، ومن حكم به عدل ن ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم )) {13} . ونخلص من ذلك إلى أن القرآن الكريم هو : كلام الله المعجز المنزل على خاتم الأنبياء والمرسلين ، بوساطة الأمين جبريل عليه السلام ن المكتوب في المصحف ، والمنقول إلينا بالتواتر ، المتعبد بتلاوته ، المبدوء بسورة الفاتحة ، المختتم بسورة الناس . وهكذا فالقرآن الكريم هو المعجزة الخالدة التي تتحدى الأجيال والأجيال والأمم على مر الأيام والزمان . وسيرة رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وأخلاقه وأقواله وأفعاله من معجزاته ودلائل نبوته ن فإنه عليه الصلاة والسلام كان من أشرف أهل الأرض نسبا ، فهو من سلالة إبراهيم عليه السلام الذي جعل الله في ذريته النبوة والكتاب ودعا إبراهيم لذرية ولده إسماعيل بأن يبعث الله فيهم رسولا منهم ، والرسول ، صلى الله عليه وآله وسلم من قريش صفوة بني إبراهيم ، ومن بني هاشم صفوة قريش ، ومن مكة أم القرى ، وبلد البيت الذي بناه إبراهيم ، وحج إليه الناس وما يزالون ، والرسول ، صلى الله عليه وآله وسلم من أكمل الناس تربية ونشأة ، لم يزل معروفا بالصدق والبر ، ومكارم الأخلاق ، والعدل ، وترك الفواحش والظلم ، مشهودا له بذلك عند جميع من يعرفه قبل النبوة ، ومشهودا له بذلك عند جميع من آمن به ومن كفر بعد النبوة ، لا يعرف له شيء يعاب به ، لا في أقواله ، ولا في أفعاله ، ولا في أخلاقه . وهو إلى جانب ذلك ، كان حسن الصورة والخلق ، وكان أميا من قوم أميين ، لا يعرف هو ولا قومه ما يعرفه أهل الكتاب من التوراة والإنجيل ، وعندما بلغ الأربعين من عمره ، أتى بأمر هو أعجب الأمور وأعظمها ، وبكلام لم يسمع الأولون والآخرون نظيرا {14} له ، ثم أتبعه ، أتباع الأنبياء ، وهم ضعفاء الناس ، وكذبه أهل الزعامة والرياسة وسعوا في هلاكه وهلاك من أتبعه ، والذين اتبعوه ، لم يتبعوه لرغبة أو رهبة ، فإنه صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن غنيا ولم يطلبه ، ولم يكن ظالما ذا سطوة ، وإنما ذاقت قلوبهم حلاوة الإيمان ، فصبروا على الأذى كما صبر معهم رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، إلى أن اجتمع بأهل يثرب ، فآمنوا به وبايعوه على هجرته وهجرة أصحابه إلى بلدهم ، وعلى الجهاد معه ضد المشركين ،حتى ظهرت الدعوة في جميع أرض العرب ، التي كانت مملوءة بالأوثان ، ومعروفة بسفك الدماء المحرمة ، وقطيعة الأرحام {15} ، لا يعرفون آخره ولا بعثا ، فصاروا في ظل راية الإسلام ، أعلم أهل الأرض وأعدلهم وأفضلهم ، ومات رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم

كل نفس ذائقة الموت 16

مات ولم يخلف درهما واحدا ولا شاة ولا بعيرا ، إلا بغلته وسلاحه ودرعه . مرهونة عند يهودي على ثلاثين وسقا {17} من شعير ، اشتراها لأهله طعاما لهم ، وهو إلى جانب ذلك ، يخبر قومه بما كان وبما يكون ، يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ، يحل لهم الطيبات ، ويحرم عليهم الخبائث ، ويكمل الشريعة شيئا بعد شيء حتى أكمل الله تعالى دينه الذي بعث به

اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا 18



المعجزات الحسية

انشقاق القمر

طلب المشركون من رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، أن يأتيهم بآية أو دليل على صدق دعوته ، وذلك قبل الهجرة إلى المدينة المنورة فطلبوا منه أن يشق القمر فرقتين ، فأعطاه الله تعالى هذه المعجزة ، التي تعتبر من أعظم المعجزات الحسية ، وعندما رأى المشركون المعاندون هذه الآية العظيمة قالوا : لقد سحركم ابن أبي كبشة {1} . وقد ذكر الله تعالى هذه المعجزة في كتابه العزيز إذ قال

اقتربت الساعة وانشق القمر وإن يروا أية يعرضوا ويقولون سحر مستمر 2

وقد روى قصة انشقاق القمر ، عدد من الصحابة الكرام منهم : عبد الله بن عباس وعبد الله بن مسعود ، فعن ابن مسعود قال : " انشق القمر على عهد رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم شقتين حتى نظروا إليه فقال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : اشهدوا

تكثير الماء

كانت مكة المكرمة ، كما هو معروف ، أرضا جدباء لا ماء فيها ولا زرع ، ولهذا كان رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه ، يفقدون الماء في كثير من الأوقات . فقد حدث أنس بن مالك رضي الله عنه ، أن رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، خرج ذات يوم لبعض مخارجه معه ناس من أصحابه فانطلقوا يسيرون ، فحضرت الصلاة {3} فلم يجد القوم ما يتوضئون به فقالوا : يا رسول الله ، ما نجد ما نتوضأ به ، ورأى في وجوه أصحابه كراهية لذلك ، فانطلق رجل من القوم ، فجاء بقدح من ماء يسير ، فأخذ نبي الله ، فنوضأ منه . ثم مد أصابعه الأربع على القدح ، ثم قال : هلموا {4} فتوضؤا ، فتوضأ القوم حتى بلغوا فيما يريدون من الوضوء

تكثير الطعام

ومما يروى في ذلك ، أن أبا هريرة كان يقول : والله إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع ، وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع ، ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي يخرجون منه فمر أبو بكر ، فسألته عن آية من كتاب الله عز وجل ، ما سألته إلا ليستتبعني {5} فلم يفعل ، فمر عمر رضي الله عنه فسألته عن آية من كتاب الله ، ما سألته إلا ليستتبعني فلم يفعل ، فمر أبو القاسم ، صلى الله عليه وآله وسلم فعرف ما في وجهي ، وما في نفسي فقال : أبا هريرة ، قلت له : لبيك يا رسول الله . فقال : الحق استأذنت فأذن لي ، فوجدت لبنا {6} في القدح ، قال : من أين لكم هذا اللبن ؟ قالوا : أهداه لنا فلان ، قال : أبا هريرة {7} : قلت : لبيك يا رسول الله ، قال : انطلق إلى أهل الصفة ، فادعهم لي ، قال أبو هريرة : وأهل الصفة أضياف الإسلام ، لم يأووا إلى أهل ولا مال {8} ، إذا جاءت رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، هدية أصاب منها ، وبعث إليهم منها ، وإذا جاءته الصدقة أرسل بها إليهم ولم يصب منها . ويتابع أبو هريرة رضي الله عنه حديثه فيقول : وأحزنني ذلك {9} ، وكنت أرجو أن أصيب من اللبن شربة أتقوى بها بقية يومي وليلتي ، وقال أبو هريرة رضي الله عنه : أنا الرسول {10} فإذا جاء القوم كنت أنا الذي أعطيهم وقال ك ما يبقي لي من هذا اللبن ، ولم يكن من طاعة الله ورسوله بد ، فانطلقت فدعوتهم فأقبلوا فاستأذنوا فأذن لهم رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فأخذوا مجالسهم من البيت ، ثم قال : أبا هر {11} خذ فأعطهم ، فأخذت القدح فجعلت أعطيهم ، فيأخذ الرجل القدح فيشرب حتى يروي ، ثم يرد القدح حتى أتيت على أخرهم ، ودفعت إلى رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فأخذ القدح فوضعه في يده وبقي فيه فضلة {12} ، ثم رفع رأسه ونظر إلي وتبسم وقال : أبا هر ، فقلت : لبيك يا رسول الله ، قال : بقيت أنا وأنت ، فقلت : صدقت يا رسول الله ، قال : فاقعد فاشرب ، فقعد أبو هريرة فشرب ، ثم قال : اشرب ، فشرب أبو هريرة فما زال يقول لي : اشرب فأشرب حتى قلت : لا والذي بعثك بالحق ما أجد له في مسلكا ، قال : ناولني القدح ، فرددت إليه القدح ، فشرب من الفضلة

انقياد الشجر

يحدثنا جابر بن عبد الله ، رضي الله عنه فيقول : سرنا مع النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم ، حتى نزلنا واديا أفيح {13} ، فذهب رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم يقضي حاجته فاتبعته بإداوة {14} من ماء ، فنظر فلم ير شيئا يستتر به ، وإذا شجرتان بأسفل الوادي فانطلق إلى إحداهما ، فأخذ بغصن من أغصانها ، وقال : " انقادي علي بإذن الله " ، فانقادت معه ... حتى أتي الشجرة الأخرى فأخذ بغصن من أغصانها ، وقال : انقادي علي بإذن الله ، فانقادت معه ، حتى إذا كان بالمنتصف فيما بينهما ، قال التئما علي بإذن الله فالتأمتا .... وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : كنا مع رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم في سفر ، فأقبل أعرابي ، فلما دنا منه قال له رسول الله : أين تريد ؟ قال : إلى أهلي ، قال : هل لك إلى خير ؟ قال : ما هو ؟ قال : تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، قال : هل من شاهد على ما أقول ؟ قال : هذه الشجرة ، فدعاها رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وهي على شاطئ الوادي ، فأقبلت تخذ {15} الأرض خدا ، فقامت بين يديه ، فاستشهادها ثلاثا ، فشهدت أنه كما قال ، ثم إنها رجعت إلى منبتها ، ورجع الأعرابي إلى قومه وقال : إن يتبعوني أتيتك بهم ن وإلا رجعت إليك وكنت معك

حنين الجذع

كان النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم ، قبل صنع المنبر الشريف ، يخطب قائما ، معتمدا على جذع نخل ، فإذا طال وقوفه ، صلى الله عليه وآله وسلم ، أو شعر بتعب ، وضع يده الشريفة على ذلك الجذع . فلما كثر عدد المصلين وضاق المسجد بأهله ، كان كثير من الناس ، لا يرون رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وخاصة من كان يجلس في آخر المسجد ، إضافة إلى تقدم العمر برسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فأشفق عليه الصحابة ، فاقترحوا عليه أن يصنعوا له منبرا ، فصنعوه ، فلما كان يوم الجمعة ، خرج رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، يريد المنبر ، ليخطب عليه ، فلما تجاوز الجذع الذي كان يخطب عنده ، صرخ الجذع صرخا شديدا ، شوقا وحنينا إلى رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فنزل رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم عن المنبر ، فوضع يده الشريفة على الجذع ومسحه ، فهدأ الجذع ، ثم خيره رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، بين أن يكون شجرة في الجنة ، وبين أن يعود شجرة مثمرة في الدنيا ن فاختار الجذع أن يكون شجرة في الجنة ، ثم قال عليه وآله الصلاة والسلام : والذي نفسي بيده لو لم التزمه لبقي يحن إلى قيام الساعة

استجابة جبل أحد

عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، كان على حراء ، هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير ، فتحركت الصخرة ، واهتز الجبل ، فقال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : هدأ ، فما عليك إى نبي أو صديق أو شهيد 16

إخبار الشاة المسمومة

لما انتهت غزوة خيبر ، وانتصر رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم على اليهود ، ودخل حصونهم ، وغنم غنائمهم ، تقدمت اليهود وسألت عن أحب الأعضاء إلى رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم من الشاة ، فلما أخبرت بذلك ، عمدت إلى الشاة فذبحتها ثم طبختها وسمتها وزادت السم في الذراع ، وقدمتها لرسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فلما جلس ومعه بعض أصحابه ، وهم بأن يأكل من الذراع ، أخبرته الذراع بأنها مسمومة ، وإن الشاة كلها مسمومة ، فقال لأصحابه : ارفعوا أيديكم ، ثم دعا اليهودية فسألها عن فعلتها . فقالت : أردت الوثوق منك ، فإن كنت نبيا أخبرتك الشاة ، وإن كنت كاذبا أرحت الناس منك ، ثم قالت : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله .. وهناك عزيزي القارئ معجزات أخرى كثيرة ، أردنا فقط أن نضرب لك مثلا لتكون على علم بما منح الله عز وجل رسوله محمدا بن عبد الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، من معجزات دالة على صدق نبوته ورسالته















رد مع اقتباس
غير مقروء 26-Apr-2008, 07:50 PM رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
عبدالله الجريسي

رابطة محبي الهيلا


الصورة الرمزية عبدالله الجريسي

إحصائية العضو





التوقيت


عبدالله الجريسي غير متواجد حالياً

افتراضي

السلام عليكم
نرجو منكم ابغلي عندى حصول خطا في الموضوع
وشكرا لكم















رد مع اقتباس
غير مقروء 26-Apr-2008, 08:06 PM رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
محب الهيلا
عضو ممـــيز

الصورة الرمزية محب الهيلا

إحصائية العضو






التوقيت


محب الهيلا غير متواجد حالياً

افتراضي

مشكور وماقصرت















رد مع اقتباس
غير مقروء 26-Apr-2008, 08:15 PM رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
/عبد العزيز الجذع/

رابطة محبي الهيلا

إحصائية العضو





التوقيت


/عبد العزيز الجذع/ غير متواجد حالياً

افتراضي

جزاك الله خير...















رد مع اقتباس
غير مقروء 26-Apr-2008, 09:18 PM رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
عبدالله الجريسي

رابطة محبي الهيلا


الصورة الرمزية عبدالله الجريسي

إحصائية العضو





التوقيت


عبدالله الجريسي غير متواجد حالياً

افتراضي

مشكور محب الهيلا على المرور















رد مع اقتباس
غير مقروء 26-Apr-2008, 09:18 PM رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
عبدالله الجريسي

رابطة محبي الهيلا


الصورة الرمزية عبدالله الجريسي

إحصائية العضو





التوقيت


عبدالله الجريسي غير متواجد حالياً

افتراضي

مشكور عبدالعزيز الجذع على المرور















رد مع اقتباس
غير مقروء 29-Apr-2008, 01:36 AM رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
الـذيب

رابطة محبي الهيلا


الصورة الرمزية الـذيب

إحصائية العضو





التوقيت


الـذيب غير متواجد حالياً

افتراضي

اللهم صلي وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين .

جزاك الله خير اخوي .















رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن »12:34 PM.


 Arabization iraq chooses life
Powered by vBulletin® Version 3.8.2
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
اتصل بنا تسجيل خروج   تصميم: حمد المقاطي