بسم الله الرحمن الرحيم
احببت التطرق لموضوع ربما نسي ولاكن آثاره دولة اسمها المملكة العربية السعودية الا وهو دور البدو في انشاء الدول والممالك .
اعلم اخي القارئ ان لكل دولة مراحل عدة ربما تختلف من دولة لاخرى وتعتمد في بقاءها على التفاعل مع تلك المراحل التي تطيل او تقصر عمر الدولة .
لاتقوم الدول الا على ثلاث امور :
اولها / العقيدة
الثاني / القبيلة أو الشعب وهو اعم من القبيلة وهذا في الامم غير العرب والافارقة
الثالث / الدين
ولكن وهذه الامور لابد ان تكون ملازمة لبعضها وإلا لاتقوم الدول
اما الثاني منها فله شروط لابد ان تستوفيها الدعوة للدولة ومن الشروط البداوة ومن هنا المنطلق .
فالبداوة لها دور في التكوين للدول والممالك فبما ان البداوة تعتمد على القلة في الزاد وشظف العيش وطهارة القلب من الحضارة ونجاساتها سواء في المأكل والمشرب اوفي اللسان وثقافة الاسواق التي تفسد القلوب وتنجس العقول .
فللبدو مميزات لاتوجد الا لديهم وهي كالآتي :
1- طهارة العقول من الفلسفة والعلوم الدنيوية الانسانية المتوارثة من الامم السابقة كاليونان والفرس والفراعنة وغيرهم من الحضارات الفانية .
2-نقاء السريرة .
3-الصحة البدنية القوية والتي نمت في الاراضي القفار والجبال الشاهقة والبعيدة عن المدن.
4-القدرة على التحمل والعيش في مناخات صعبة وقاسية .
وغيرها الكثير من المميزات التي اختلفوا وتباينوا عن اهل الحضر فيها وميزهم في اكتسابها طيب المأكل والمشرب مع قلته والنظام الاجتماعي الذي يعيشونه من خلال القبلية المطلقة سواء في الحرب او في السلم واعتمادهم على قوانين وشرائع تسمى الاعراف في التعايش الاجتماعي مع القبائل الاخرى حفظت في صدورهم ووعيتها قلوبهم من خلال التجارب التي عاشوها في السلم والحرب مع التقيد المطلق بها والنظامية في الحفاظ على تلك الاعراف .
ومن خلال ماذكر اعلاه اصبحوا تربه خصبة للبناء مما جعلهم اقوياء في مبتغاهم الذي يريدونه ومن هذا المنطلق تنشا الدول والممالك من عقلاءهم او ممن يبحثون عن الملك من خلال مشاهداتهم للحضارة في اوقات معينة سواء في السفر او الاختلاط مع الحضر وابناء الممالك الحضرية ممن سبقوهم بالملك والدولة .
وهذا الامر ينطبق على الدولة السعودية الثالثه حيث استغل الملك عبدالعزيز رحمة الله تلك البداوة في انشاء الدولة بواسطة مشائخ القبائل الذين لايطمحون في ذلك الحين سوا للمال والجاه او اخذ الثارات من بعض القبائل دون التفكير في مابعد حروب الاخوان او مايسمى معارك التوحيد . وانتهى بهم الامر في النهاية الى النفي او السجن والتنكيل الذي يستحقونه ويبعد شرهم عن الملك والدولة وبهذا الفعل تم الملك والدولة على يد البدو ولكن لكل شيء نهاية فانتهى المطاف بأولائك الاعراب الى الحضارة المفروضة وذلك بانشاء مايسمى بنظام الهجر وليس المقصود به التمدن والحضارة ولكن المقصود به افساد الروح البدوية التي تشكل خطرا فانظر اخي القارئ الى ماتشاهده الآن من الفرق مابين ابناء مابقي من البدو وابناء القرى وابناء المدن تجد هناك بونا شاسعا في الفكر او في القوام الجسدي وغير ذلك .
فابن البادية اكثر ذكاءا من ابن القرية وكذلك ابن القرية اكثر ذكاء من ابن المدينة وليس ذلك الا بسبب نقاء العقل والفطرة السليمة التي لم تتأثر بالحضارة ومابها من لوثة فكرية مختلفة من بيئة الى اخرى .
وطبيعة التمدن والتغيير غريزة في البشر على مختلف مشاربهم ولكن مابعد ذلك يبدأ الزوال للملك والدولة بعد التحضر وهذا يسرع في وتيرة زوال الدول والممالك فان الحاضرة اقل اهتمام بالدولة وخصوصا في الاعمال المنوطة بهم لانهم لم يلاقوا المتاعب والمصاعب التي رافقت انشاء الدولة وانما حصدوا ثمار تلك التضحيات التي بنيت على جماجم البدو او اباءهم السابقين من البدو واقصد هنا ابناء البادية الذين نشأوا في الحضارة او من هو بحد ذاته حضريا .
ولكن لكل دولة شباب وشيخوخة وهرم وزوال وهذا من علم الغيب الذي لايتنبأ به ولكن هناك امور قد تطيل في عمر الدول والممالك ومن بين تلك الامور بث البداوة في اركان الدولة ومفاصلها من خلال الاعتماد على البادية في الادارة والوزارة وتصريف الامور مما يزيد باذن الله في بقاء الدول ولو لاحضنا في العصر الحديث في الدول الغربية على سبيل المثال :
الولايات المتحدة الامريكية اصبح الكثير من اصحاب القرار من المهاجرين الجدد وليس الاوائل وهؤلاء يطلق عليهم مجازا البدو او قريبي العهد بالبداوة وليس المقصود بالبداوة المتعارف عليه في زمننا باصحاب الابل والمواشي ولكن هؤلاء المهاجرين اتى اباءهم من ثقافات اقرب ماتكون الى البداوة منها الى الحضارة وذلك لبث روح الشباب في الدولة فالرئيس أو باما ابن احد المهاجرين من كينيا وكذلك عدد من القيادات في الحزب الديموقراطي من بيئات وقارات مختلفة من المهاجرين الآسيويين او من امريكا اللاتينية وغيرها من اقاليم الكرة الارضية .
الخلاصة ان كلما بعد العهد بالبداوة كلما دنا اجل الدول والممالك وأفول نجمها وذهاب ملكها فان في اغلب الدول الزائلة كلما بعد النسب عن المؤسس تسارع سقوط الدولة لعدم دراية الملوك الجدد بما عاناه الاوائل من نكد وشظف عيش وقلة موارد فكلما كثرة الموارد وكثر البذخ وافناء المال فاعلم انه قد قربت النهاية
في الختام ارجوا ان لا اكون مملا في الطرح الذي حدا بي الى كتابته تشدق البعض الذين استفادوا من الوطن ولم يستفد الوطن منهم شيئا سوى سوء الادارة والاستغلال للمناصب والنكوص على الاعقاب وهم مايسمون بالطروش وامثالهم من ابناء الموالي والمولدين والذين يتفاخرون بتمدنهم الذي لم يزدهم الا سوءا ودناءة وخسة فجعلوا من ابناء البادية اضحوكه لهم يخفونها في الكثير من الاحيان ويظهرونها بداعي النكتة والفكاهة وزلات لسان غير مقصودة .
كتبه / عيد السميري
7/ذي الحجة/1431هـ
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
14-Nov-2010, 01:39 AM
البدو حفظهم الله
العرض العادي
