الرئيسية التسجيل التحكم


اختيار تصميم الجوال

العودة   الهيـــــــــــــلا *** منتدى قبيلة عتيبة > المنتديات العامة > تاريخ قبائل الجزيرة العربية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: كل عضو او شاعر يسجل بيتين غزل الفهاا من قصائده .. بشرط ان تكون غزليه فقط .. (آخر رد :الريشاوي)       :: ودي ولا ودي وابيهم ولا ابيه (آخر رد :الريشاوي)       :: واكتبي هذا أنا أنا ليلى العامرية (آخر رد :الريشاوي)       :: البيت لاعْجَبني اجاريه باحساس (آخر رد :الريشاوي)       :: أنـا لا تلوموني ولو ملـت كل الميل (آخر رد :الريشاوي)       :: اوافق .. واقول النفس صعبه مطالبها (آخر رد :الريشاوي)       :: الحب اقفى في ديانا ودودي (آخر رد :الريشاوي)       :: امير قبيلة المحاقنة قبل الدولة السعودية (آخر رد :متعب الوحيدب)       :: امير قبيلة المحاقنة قبل الدولة السعودية (آخر رد :متعب الوحيدب)       :: الشيخ عبدالله ابن جزعاء العازمي جمع غير الفروسيه الحكمه والفكر السياسي وبعد النظر (آخر رد :متعب الوحيدب)      

إضافة رد
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
غير مقروء 02-Dec-2009, 03:21 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الادهم ابن وايل النجدي
عضو ماسي

الصورة الرمزية الادهم ابن وايل النجدي

إحصائية العضو





التوقيت


الادهم ابن وايل النجدي غير متواجد حالياً

افتراضي عرب الاحواز ..ودولة عربستان في ايران ..المنسية..!!

نبذه عن تاريخ الاحواز السياسي


يعيش عرب الأحواز على طول ساحل الخليج العربي , وخاصة في سهل خوزستان -المسمي الفارسي لإقليم الأحواز - الذي يمثل أكبر مساحة سهلية في كل إيران , وهى مناطق تكتسب أهمية خاصة لإيران حيث تعد معبر إيران للعالم لخارجي عبر الخليج العربي والبحرالعربي, بالإضافة إلى خصوبة الأرض الزراعية , و وجود ثمانية أنهار كبيرة تمر وتنبع من إقليم الأحواز هي أنهار “بهمنشير, وشاوور, وجوبال , وأبى ذر , والجراحي , والكرخة , والهنديان, وكارون“, فضلا عن وجود أغلب الموانئ الإيرانية في المناطق العربية مثل موانئ “جرون, وبندرعباس, وبوشهر , و بندرريغ و خمينى , وجزيرة خرج البترولي , وجزيرة ( قيس (كيش ), قاسم (قشم , كل ذلك إلى جانب احتواء أرض الأحواز على كميات كبيرة من النفط والغاز الطبيعي , والتي تعتبر من أكثر مناطق العالم إنتاجًا لهاتين المادتين الحيويتين . ويوجد في إقليم الأحواز أكثر من 28 مدينة يزيد عدد سكانها عن 100 ألف نسمة موزعه على مساحة الإقليم البالغة 65.000 كيلو متر مربع , بعد أن استقطعت الدولة الإيرانية أجزاءاً من الإقليم وضمتها إلى الأقاليم الإيرانية المجاور ة, إذ كانت المساحة الأصلية للإقليم تبلغ 185.000 كيلو متر مربع . العدد الأكبر من هذه المدن- حوالي 24 مدينة-يقع في القسم الشمالي من أرض الأحواز , و يغلب على سكان المدينة مهنة التجارة وممارسة المهن الحرفية ,وعمالة الموانئ ومصافي ومنشآت نقل النفط والغاز , حيث يشكل العاملون فيها ما يقرب من( %30 من مجموع الأيدي العاملة في المدن الأحوازية






ويتسائل العديد من الاخوة العرب عن ماضي و حاضر الاحواز بعد ان اصبح اسمه تتناوله بعض الصحافة العربية و الفضائية الشريفة ولكي نكشف وبشكل موجز وسريع للمواطن العربي جزء من بلدنا المغتصب قررت كتابة هذه النبذة اتمنا ان يستمر الاخوة الاحوازيون بمتابعتها.

الاحواز البلد السليب يمتد تاريخه السياسي لاكثر من سبعة الاف عام على ارض الاحواز و بنيت على اكتاف ابنائه اقدم الحضارات العيلامية اسوته بالحضارات البابلية و الاثورية و السومريية في بلاد ما بين النهرين و الى يومنا هذا الشواهد الحضارية العربية تتكلم عن مساهمت عرب الاحواز الجادة في تطور المجتمع و النمو الحضاري في الكثير من المجالات فبناء السدود و المعابد والصناعات الحرفية و غيرها التي اصبحت شاخصا للهوية العربية في ارض الاحواز و نذكر منها نماذج حيه صامدة على ارض الاحواز العربية اكثر من اربعة الاف عام قبل الميلاد و هي كلاتي: قلعة السوس(الشوش)التي يتواجد بها ايضا مقبرة نبي دانيال و من المهم ان ليومنا هذا يتواجد اسم عيلام على بعض العوائل الاحوازيه منها( صباح العيلامي),(ماهور عيلامي) قلعة كغا زنبيل التي استعمل فيها اول مصفاة لمياه الشرب و كانت تتواجد فيها المعابد و توالت الفترات السابقة من تواجد عرب الاحواز على ارضهم مثلهم مثل الشعوب التي كانت لها كيانات مستقلة حتى نزوح الفرس من جبال قفقاز و استقروا في بلاد فارس قديمآ(ايران ) المجاورة لارض الاحواز(عيلام)و استقوت شوكتهم وا جتاحوا دولة الاثوريين وهدموا حضارتهم و توجهوا بعد ذلك الى بلاد عيلام وشعبها(عرب الاحواز)التي كانت ناعمة بخيرات ارضها وبعد اجتياحهم اسقطوا حكومتها و بنوا على قصورهم وقلاعهم ابنيه ذات طابع فارسي في عهد قوروش و لكن بعد كل المحاولات لطمس هوية عرب الاحواز الحضاريه . صمدت تلك الحضارة بهمة شعبها و استمرت شامخة و اعيدت سيادتها بفترات عديدة الى اهلها عرب الاحواز وبعد ظهور الاسلام تحررت الاحواز على ايدي القوة العربية الاسلامية من مخالب الفرس الطامعين و استمرت سيادة الاحواز عربية و حكمها اول حاكم عربي في تلك الفترة القائد ابو موسى الاشعري(17هجري) (638ميلادي) في عهد الخليفة عمر بن الخطاب(رضي الله عنه)و بعد تلك الحقبة حكم الاحواز ابنائها المشعشعيين و اسسوا دولة الحويزة و استمرت تلك الدولة ما يقارب خمسمائة عام حتى استولوا الكعبيين على الحكم في الدورق و عاصمتهم مدينة الفلاحية و من ثمة في مدينة المحمرة التي سميت بوقتها لو لؤة الخليج و استمر حكم الكعبيين مع كل الهجمات الموجة اليهم من فبل الامبراطوريات انذاك مثل البرتغاليين و الهولنديين في منطقة الخليج العربي ونذكر اسم القائد الاحوازي البطل الشيخ سلمان الكعبي الذي احرق السفن البريطانية في مدخل شط العرب عندما كانت متجهتا من الخليج نحو الاحواز و استمر حكم الكعبيين حتى1925 بعد ما كانت بلاد فارس ممزقة سياسيا و كان للكعبيين اعتراف كامل على امارتهم من قبل البريطانيين ويتواجد وسيط تجاري من قبل حكومت بلاد فارس انذاك لتخليص التجارية في المحمره لبلادفارس مثل ماكان مندوبين للبريطانين و للروس وغيرهم في المحمرة ,وكانت معاهدات حماية حدود بين الحكومة القاجارية وشيخ خزعل الكعبي قبل و بعد انتصار ثورة 17اكتوبر في روسية و تخوفا من تلك الثورة و وصول حركت المد الشيوعي الى المنطقة العربية و دخولها المياه الدافئة للخليج العربي تامرت بريطانيا الحليفة للشيخ خزعل مع رضا خان لتكون ايران قلعة للدفاع عن مصالح الصهيونيه و البريطانيه انذاك امام ثورة 17 اكتوبر بعد اعلان وعد بالفور الميشؤم و وقوف شيخ خزعل الحاكم العربي الوحيد صاحب السيادة على ارض الاحوازامام قرار وعد بالفور بعد ما زاره الشيخ الحسيني انذاك طالب العون من الشيخ خزعل .

و في العشرين من نيسان عام (1925) احتلت) الاحواز عسكريآ ومن يومها حاولت ايران طمس الهوية العربية الاحوازيه على ارض الاحواز بشتى الطرق لكن الشعب العربي الاحوازي قاوم الاحتلال باول ثورة شعبية ضد قوات الاحتلال و سميت به (ثورة الغلمان) بعد ثلاث شهورمن الاحتلال واستمرت الانتفاضات و مثيلاتها لمقاومة الاحتلال بكل اشكالها السلمية منها و العسكرية حتى تشكل اول حزب سياسي منظم يسمى حزب السعادة و بعدها تشكلت حركات تحرر احوازية حاملتة رايت التحرير متاثرا بحركات التحرر العربية التي تشكلت قبل و بعد ثورةالضباط الاحرارفي مصربقيادة الزعيم الخالد جمال عبد الناصر و كان المد القومي البعثي و الناصري له الدور لامع في مقاومةالاحتلال الفارسي في الاحواز و استمرت جحافل الشهداء نبراسا من اجل استرجاع السيادة العربية الىارض الاحواز و شعبها و مع كل ما واجهة حركة تحرر العربية الاحوازية من عثرات . و بعد نجاح ثورة الشعوب في ايران و تسلط النظام المتلبس في الشريعة و استلموا السلطة زاد الجور جورآ فتعاملت سلطة الاحتلال الجدد بقسوة من التي سبقتها من طغاة و استعملت كل سياسات الارهاب و الاحتلال وعمليات الا ستيطان على ارض الاحواز و شعبها و هدم البيوت و سلب الاراضي من الفلاحين و سياسة الهجرة والهجرةالمعاكسة و سياست التفريس لابعاد شعبنا من محيطه العربي و ادخاله في مرحلة التمويع الثقافي لصهره في المجتمع الفارسي ولكن نرى ان في العقدين الاخيرين تزايدت صرخات شعبنا و ثوراته الشعبية حتى اصبحت ارض الاحواز معسكرا لجيوش الاحتلال خوفآ من ثورة عارمة تعم كافة الاقليم المحتل .



ابو نضال الاحوازي

27/2/2004















آخر تعديل الادهم ابن وايل النجدي يوم 02-Dec-2009 في 03:23 PM.
رد مع اقتباس
غير مقروء 02-Dec-2009, 03:22 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الادهم ابن وايل النجدي
عضو ماسي

الصورة الرمزية الادهم ابن وايل النجدي

إحصائية العضو





التوقيت


الادهم ابن وايل النجدي غير متواجد حالياً

افتراضي

يؤمن الكثير من عرب الاحواز بشرعية المقاومة والنضال ضد ما يسمونه بالاحتلال الإيراني الواقع على بلدهم منذ 24/04/1925، على يد الحاكم العسكري آنذاك، رضا خان بهلوي، الذي انتزع الحكم في إيران من سلفه نادر الدين شاه بالقوة، ونصب نفسه فيما بعد ملكا على إيران، بعد أن احتل إمارة عربستان العربية، وضم عدة أقاليم إلى الدولة المركزية في إيران.

ويؤمن العديد من الاحوازيون بتبني أسلوب المقاومة السياسية والعسكرية للسياسات الإيرانية، على أنها عدوانية وتستهدف الأرض والشعب على حد سواء، وطالب هذا التيار بالتحرير والانفصال وتحقيق الاستقلال، بينما نجد جماعات أخرى من الاحوازيين، قررت أن تكون معتدلة بعض الشيء في مطالبها التي حسرتها بين التأكيد على الحق في تقرير المصير أو الحكم الذاتي لإقليم الاحواز. وهناك تيار آخر، اعتمد النضال السلمي تجاه ما يسميه بالأمر الواقع المفروض عليه، اسمه إيران، ويرى هذا التيار، بأنه من الممكن الحصول على حقوقه القومية المسلوبة من قبل الأنظمة الإيرانية المتعاقبة، دون المطالبة بالاستقلال.

أدت قناعة التيار الأول، المطالب بالتحرير، إلى تضحيات جسيمة، انعكست سلبا على أسرهم وبيوتهم وأبنائهم، وتبنى هذا التيار مبدأ الثورات الشعبية والاحتجاجات العارمة، وتأسيس حركات تحرر وتنظيمات ولجان، تنوعت مهامها ونشاطاتها على عدة مستويات سياسيا وثقافيا، وبررت الكفاح المسلح ضد عدوتها إيران، مستمدة شرعية كفاحها من ميثاق الأمم المتحدة الذي ينبذ العنف بكافة أشكاله، إلا في حالة واحدة، والمتعلقة بالشعوب الرازحة تحت الاحتلال، التي يتيح لها الميثاق استخدام كافة الوسائل للتخلص من الاحتلال.

ولا تقل تضحيات التيار الثاني عن الأول، إذ طالته عمليات الاعتقال والخطف والإعدام، نتيجة مطالبته بالحق في تقرير المصير أو الحكم الذاتي، ولا يمكن إنكار كون هذا التيار، قام ببعض الاتصالات مع أطراف غير إيرانية، ويمكن الإشارة هنا إلى حركة التجمع الوطني في عر بستان(الاحواز)، التي أدرجت مبدأ الاتصال بحركات التحرر في العالم، ضمن برنامجها السياسي, ولكنها رفضت الاتصال بالأنظمة، محاولة بذلك الابتعاد عن التهم الإيرانية، كالعميل والخائن وغيرها التي غالبا ما يتخذها النظام ذرائع للإعدامات في صفوف الاحوازيين.

أما التيار الثالث، فيعتبر حديث النشأة والتطور بالمقارنة مع الأول والثاني، وقد انتهج أسلوب المعارضة لا المقاومة، وأقحم نفسه في الصراع بين التيارات السياسية المتنازعة على الحكم في إيران، التي يمثلها المحافظين الراديكاليين والمعتدلين الإصلاحيين، فوجد هذا التيار فرصة للعمل ضمن إطار ما يطرحه التيار المعتدل في إيران، ويعد حزب الوفاق الإسلامي، من ابرز مناصري هذا التيار.

وبالمقابل، فان كافة الأنظمة التي تعاقبت على الحكم في إيران منذ 1925 حتى ألان، ترى بان عرب الاحواز، البالغ عددهم أكثر من 5 ملايين نسمة، يشكلون مجرد قومية من القوميات الإيرانية المتمثلة في الآ ذريين الأتراك والأكراد والبلوش والتركمان والبختياريين واللر، الذين يشكلون 60% من تعداد سكان إيران البالغ 65 مليون نسمة الآن. ولا يشكل الفرس إلا أقلية إذا ما قارناهم بالقوميات الثمانية المذكورة, إلا أن السلطة والحكم في إيران, غالبا ما تختزلان في القومية الفارسية دون سواها.

ولكن كيف ما كان الأسلوب الذي يتبناه الاحوازيون من اجل الخلاص من وضعهم المأساوي، سلميا كان أو غير ذلك، فان الرد الإيراني جاء عنيفا وقاسيا، دون تمييز بين هذا وذاك، إذ أن عناصر النظام تلاحق وتطارد مناصري التيار الأول والثاني وحتى الثالث في الكثير من الحالات، وتلفق لهم التهم التي من شانها أن تؤدي إلى حد الإعدام, وفقا للقوانين والدساتير التي يشرعها أو يبطلها النظام كما يشاء, إذ لا توجد في إيران أية حرمات, لا للقانون ولا للدستور، إلى الدرجة التي أصبح فيها كل عربي متهم، حتى تثبت إدانته, هذا ما عبر عنه الأمين العام للحركة الثورية الاحوازية على الأقل، ولا نقول بان ذلك يعد شعار جميع الاحوازيين.

وبالرغم من الطرح الإيراني تجاه القوميات المذكورة، فأننا نلاحظ تمييزا واضحا بين القومية العربية من جهة، وبين القوميات الأخرى من جهة ثانية، على سبيل المثال، مازالت الأقاليم الإيرانية ذات القوميات غير الفارسية، تتمتع بأسمائها الحقيقية، على عكس إقليم الاحواز، الذي سلبت منه التسمية الدالة على عروبته, إذ أننا نجد أن اذربايجان وكردستان وبلوجستان وتركمنستان ولرستان، احتفظت بتسمياتها التاريخية، بيمنا تمنع وتحرم تسمية "عر بستان " على الاحواز، والتي أطلقها العثمانيون الأتراك على هذه الإمارة العربية، وتبناها الفرس حتى عام 1925، ثم استبدلوها بـ "خوزستان" في عام 1936 م.

ومن هنا يتبين لنا كيف أن الأنظمة الإيرانية تميز وتفرق بين القومية العربية والقوميات الإيرانية الأخرى, ناهيك عن المعاملات الدالة على مدى كراهية هذه الأنظمة لأبناء عر بستان، والتي سنبين البعض منها فيما بعد. وتجدر الإشارة إلى أن ذلك لا يعني بالضرورة أن القوميات الأخرى تتمتع بكافة حقوقها القومية داخل إيران التي لا يوجد فيها أدنى احترام لحقوق الإنسان بشكل عام, إذ أن اعتداءات النظام وبطشه طال الكثيرون، بما فيهم الفرس، عدى العناصر المدافعة عن النظام والمؤيدة له.

واتسمت معاملة الاحوازيين العرب، بالقمع الشديد والمجازر والتقتيل والتشريد والتهجير ألقسري والتجويع والإفقار الاقتصادي والإعدامات الواسعة النطاق في صفوفهم، إضافة إلى السجون والاعتقالات وأعمال السلب والنهب والتهديد والترهيب، وزرع المستوطنات الفارسية في المناطق العربية، والرامية إلى تفريس الاحواز ومحو هويتها العربية وطمس معالمها، والتي يمكن القول بان هذه السياسة بالتحديد (محو الهوية)، خص بها الاحوازيين دون سواهم من أبناء القوميات الأخرى.

وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار، جميع هذه الممارسات وغيرها تجاه عرب الاحواز، فمن الممكن أن تأخذ ردة الفعل الاحوازية، طابع المقاومة وليس المعارضة التي يقصد بها الأحزاب والجماعات السياسية التي تناضل للاستيلاء على الحكم، وتمارس في الإطار الشرعي وضمن المؤسسات الثابتة. والمعروف انه لا يوجد أدنى تشريع للمعارضة في إيران، عدى هامش الحرية التي هتف بها الرئيس محمد خاتمي ولكن دون التطبيق على ارض الواقع بسبب تعجرف التيار المحافظ بزعامة المرشد الأعلى للثورة في إيران، السيد خامنئي، الذي يسيطر على أكثر من 70% من مؤسسات الحكم في البلاد.

( l’oppression Résistance) أما المقاومة، فهناك نوعان: مقاومة للطغيان والاضطهاد

.(Résistance au Changement) والمقاومة من اجل التغيير

ويعني النوع الأول، الحق الذي يتمتع به الأفراد أو الجماعات، الذي يتيح لهم التصدي لكل التصرفات غير القانونية والجائرة، التي تصدر عمن هم في موقع المسؤولية، وقد أقرت العديد من العقائد والمذاهب السياسية مثل هذا الحق, (إعلان الحقوق الصادرة في فرنسا) ـ يوليو 1793. أما النوع الثاني من المقاومة، والذي يستهدف التغيير بكافة وجوهه، فيعني تلك المقاومة الفاعلة أو المعارضة الإرادية أو غير الإرادية التي يعتمدها جماعة من الناس بغية تغيير شامل يتناول الأفكار والسلوك وقواعد التنظيم. وفي الحقيقة يصعب الفصل بين هاتين النوعين من المقاومة بالنسبة إلى الحالة الاحوازية بشكل عام، إذ اعتمد نضال الاحوازيين كلتا الحالتين منذ نكبة عام 1925. كما اتخذت غالبية التنظيمات السياسية الاحوازية طابع المقاومة طوال السنوات الماضية، عدى حزب الوفاق الإسلامي الذي تم تأسيسه على عهد الرئيس محمد خاتمي، والذي حاول استغلال هامش الحرية المتاح له لينتزع اعترافا رسميا وتصريحا شرعيا للعمل ضمن نطاق إيران الواحدة، وقد استطاع هذا الحزب ولأول مرة من إدخال احد أعضائه المعروف بجاسم التميمي في البرلمان الإيراني, وبالرغم من مطاردة وملاحقة عناصر النظام المدفوعة من قبل التيار المحافظ في إيران، للبعض من أعضاء ومناصري الحزب المذكور، إلا انه لا يزال يمارس عمله ونشاطاته التوعوية والتثقيفية والسياسية، متحديا بذلك جميع المخاطر والصعوبات المحدقة به من قبل السلطات الإيرانية.

وقبل البعض من الاحوازيين بالأمر الواقع المفروض على بلدهم، فحاول الحصول على حقوقه المشروعة مثل السماح له بالحديث باللغة العربية وممارستها في المدارس والجامعات ووسائل الإعلام والاتصال، وطالب أنصار هذا التيار(الثاني) بتدريس اللغة الفارسية إلى جانب اللغة العربية بقصد تسهيل عملية الاتصال والتخاطب مع سائر الشعوب الإيرانية، وأعربوا عن أن عرب الاحواز هم عبارة عن قومية إيرانية شانهم شان أبناء القوميات الإيرانية الأخرى، وأصروا على تنفيذ مادتي 19 و 15 من الدستور الإيراني واللتان تنصان : "على السماح لأبناء القوميات بالدراسة بلغتهم الأصلية "، إلا أن استمرار النظام بممارسة سياسات التهديد والترهيب وأعمال الخطف والإعدام، حالت دون تحقيق أي من المطالب المذكورة، ويمكن الإشارة هنا بان مصير هؤلاء لا يختلف كثيرا عن مصير الوجه الروحي والنضالي البارز في الاحواز، الشيخ محمد الطاهر الخاقاني، الذي حمل مطالب عرب الاحواز، فور انتصار ثورة عام 1979، إلى روح الله الموسوي الخميني الذي راح يتباهى بقوميته الفارسية أمام الوفد الاحوازي فرفض الحديث معه باللغة العربية حفاظا على قوميته على حد تعبيره، وذلك بالرغم من إتقانه للغة العربية بحكم تعليمه بالحوزات العلمية في مدينة قم الإيرانية، وإقامته في العراق طوال 14 عاما حين أبعده الملك محمد رضا بهلوي من إيران. ولم يكتفي الخميني برفض مطالب الملايين من عرب الاحواز فحسب، بل أمر بوضع الشيخ الخاقاني، رئيس الوفد، تحت الإقامة الجبرية بمدينة قم إلى اجل لم يحدده، إلى أن اعدم الشيخ فيما بعد بواسطة عناصر النظام.

ويمثل اعتقال الخاقاني وإعدامه، أولى الضربات التي يتلقاها الاحوازيين بعد انتصار الثورة التي ساهموا في اندلاعها وفي انتصارها، من خلال الاضرابات الواسعة النطاق في قطاع النفط الذي يشكل الشريان الحياتي للاقتصاد الإيراني، والمؤكد أن الاحواز توفر90% من إجمالي المنتجات النفطية الإيرانية, وكميات هائلة من الغاز الطبيعي, وساهم توقف تدفق البترول في شل العجلة الاقتصادية في إيران, الشيء الذي عجل في سقوط نظام الشاه محمد رضا بهلوي, وبالتالي انتصار ثورة عام 1979.

ولكن مكافئة نظام ما بعد الثورة لعرب الاحواز لم تكن في مستوى التضحيات الجسيمة التي قدمها هذا الشعب، بل جاءت مغايرة تماما لتوقعاته وآماله المعلقة على انتصار الثورة، فبالإضافة إلى رفض مطالبهم وإعدام رئيس وفدهم، داهمت عناصر النظام، المراكز الثقافية العربية في المدن الاحوازية وخاصة مدينتي الاحواز والمحمرة، العاصمة السابقة لإمارة عر بستان(الدولة الكعبية)، واقترف الجنرال مدني الذي وصفه الخميني بأنه عينه اليمنى، مجزرة بشعة في مدينة المحمرة، راح ضحيتها المئات من القتلى وأضعافهم من الجرحى وآلاف المعتقلين في صفوف عرب الاحواز, وسميت هذه المناسبة الأليمة بالأربعاء السوداء عند الاحوازيين، ومحو آثار مثل هذه الجرائم الشنيعة من مخيلة الاحوازيين، يبدو أمراً صعباً للغاية.

لعل المثال الذي قدمناه، يعد جزءاً بسيطاً من آلاف الأمثلة والأحداث الوخيمة التي وقعت ولازالت تقع في الاحواز منذ أن ضمتها إيران إلى سيادتها قسرا، حتى يومنا هذا. وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار كيفية المعاملات الإيرانية لعرب الاحواز، ومدى شراستها وقسوتها وبشاعتها، ومدى الكراهية والحقد الدفين التي تكنه الأنظمة الإيرانية لهؤلاء، يمكن لنا أن نتذكر الطريقة المثلى عند ماكيافل، لاحتلال الشعوب، وبذلك تكون إيران قد اختارت أن لا تتصرف مع عرب الاحواز على أنهم مجرد قومية من القوميات الإيرانية، فأجبرتهم على انتهاج المقاومة لا المعارضة، وعليها أن تتحمل مسؤولية كافة ردود الفعل الاحوازية، سواء كانت سلمية أو غير سلمية.

إذا، هناك صراع حول مفهوم القومية بين الطرفان الإيراني من جهة، والاحوازي من الجهة الأخرى، وإذا كانت إيران تريد من عرب الاحواز الامتثال لشروطها ومفاهيمها للقومية، فعليها أن لا ترفض الجلوس معهم والاستماع إلى مطالبهم، وان تكف عن سلسلة اعتداءاتها عليهم. والمثير للانتباه في التصرفات الإيرانية تجاه عرب الاحواز، هو تسمية المطالبين بحقوقهم القومية وفقا للمعايير الدولية، بما يسمى بالفارسية بـ: "خلق عرب"، أي" الشعب العربي"، وبالنسبة للإيرانيين، تعد هذه التسمية تهمة كافية للاختطاف أو الاعتقال أو الإعدام، والمعروف أن العديد من الاحوازيين، دفعوا حياتهم ثمن انتسابهم إلى الشعب العربي، أو تشبثهم بهذا الانتساب. وإذا كانت مادتي 9 و15 من الدستور الإيراني تنصان على حقوق القوميات، فلماذا إذا ترفض إيران تنفيذ المادتين المشار إليها، وتعتقل وتعدم المطالبين بتطبيقها من عرب الاحواز؟ وانطلاقا مما تقدم، يتبين لنا التناقض الكبير بين ما تدعيه إيران حول القومية العربية، وبين ما تطبقه على ارض الواقع تجاه أبناء هذه القومية.

هذا هو المفهوم الإيراني للقومية، أما مفهوم غالبية الاحوازيين، فهو مختلف تماما عن الادعاءات الإيرانية، إذ يرى الاحوزيين بأنهم أصحاب قضية، وتتجاوز قضيتهم حدود الحقوق القومية ضمن السيادة الإيرانية، خاصة انه لم يسبق الاعتراف بهذه الحقوق من قبل أي من الأنظمة الإيرانية المتعاقبة على الحكم منذ عام 1925، ويستند أصحاب هذا الرأي على الواقع التاريخي والسياسي الذي استطاع أن يفرض نفسه في الحقبة الزمنية تلك، وكذلك الفترات الزمنية التي سبقت الاحتلال. ويرون أن إمارة عربستان كانت تتمتع بكافة المقومات التي من شانها إثبات حقوقهم ضمن جغرافيتها وتحت سيادتها، معتمدين بذلك على العديد من الاتفاقيات والنصوص التي تثبت بان الإمارة قد حافظت على سيادتها ضمن فترات زمنية متباعدة، وحاولت جاهدة الإبقاء على السيادة والاستقلال حتى أثناء التكالب الدولي والحملة الاستعمارية الشرسة على المنطقة بشكل عام.

والقراءة الدقيقة لتاريخ إمارة عر بستان، تبين بوضوح أن حكامها قد استطاعوا فعلا الحفاظ على سيادتها ووحدة ترابها، وحال الصراع القائم بين العثمانيين الأتراك الذين فرضوا سلطانهم على معظم الأقطار العربية، وبين الفرس المتلهفين على ابتلاعها، وبين البريطانيين المتعطشين على ثرواتها، دون استطاعة أي من الأطراف المذكورة، فرض هيمنته على عر بستان. إذ تصارع الفرس والعثمانيون الأتراك والبريطانيين طويلا على الإمارة بسبب كثرة ثرواتها الطبيعية واستراتيجية موقعها الجغرافي، حيث تعد الجسر الرابط بين العالم العربي من جهة وبلاد فارس وآسيا الصغرى من جهة أخرى، فموقعها في فم الخليج العربي، يمكن له أن يسهل أو يعرقل حركة الملاحة الدولية والإقليمية في تلك المنطقة.

ومن الناحية القانونية، يحاول الاحوازيون الاستناد على عدة براهين للمطالبة بالاستقلال، أهمها المرسوم الملكي الصادر من نادر الدين شاه قاجار(حاكم فارس) في أواخر عام 1857، الذي يعترف بموجبه باستقلال إمارة عر بستان وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وذلك أثناء فترة حكم الشيخ جابر بن مرداو، وتلاه الاعتراف البريطاني عام 1905، باستقلال الإمارة والمعاهدة المبرمة مع آخر حكامها الشيخ خز عل والتي تبدي فيها بريطانيا رغبتها بتقديم المساعدات العسكرية إلى الشيخ خز عل عند تعرضه لأي اعتداء. ولعل المشكلة التي تواجه الاحوازيين في إثبات حقوقهم في السيادة، تكمن في كون الاحتلال وقع على بلدهم قبل تأسيس منظمة الأمم المتحدة أو مجلس الأمن أو الجمعية العامة، كما لم تكن جامعة الدول العربية قد تأسست بعد، ناهيك عن أن غالبية البلدان العربية سواء كانت في المشرق أو في المغرب العربي، لم تكن قد تحصلت على استقلالها في تلك الحقبة الزمنية.

وبقي وضع الاحوازيين على ما هو عليه حتى جاء ما هو أسوا في بداية الأربعينات، إذ شهد العالم حربا عالمية ضروس، انتهت بانتصار الأقوياء وقضت على أحلام الضعفاء والشعوب الصغيرة, فبشاعة تلك الحرب وانتهاك المحرمات فيها، أدت إلى إنشاء المنظمة الدولية فور انتهائها، إلا أن ما يعيب المنظمة هو عدم التأكيد على قضايا القوميات بسبب المفاهيم والأوضاع الدولية السائدة في الفترة تلك. ولاحظنا كيف تحالفت الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وأوروبا لهزيمة ألمانيا النازية واليابان العسكرية، فعقدت الصفقة بين المعسكرين الشرقي والغربي، ليعترف الغرب بكافة جمهوريات ما كان يعرف بالاتحاد السوفيتي على أنها قوميات هذا الاتحاد وليست بدول مستقلة ذات سيادة كما هي الآن، وبالمقابل يلتزم الاتحاد السوفيتي الصمت وان لا يثير قضايا القوميات التي كانت ولازالت تعاني أوروبا من قضاياها, كما هي الحال بالنسبة إلى القوميات في البلقان أو بريطانيا والنور مندي، أو فرنسا وجزيرة كورسيكا، أو أسبانيا وإقليم إلباسك.

وبعد انتهاء الاتحاد السوفيتي، رأينا كيف تدخلت اكبر دولة في العالم(أمريكا) لتقود أقوى آلة عسكرية واكبر تحالف(الناتو)، بغية تحرير إحدى قوميات البلقان(الكوسوفو)، فأمطرت يوغسلافيا (جمهورية صربيا والجبل الأسود) بالقنابل والصواريخ وأسقطت نظام الحكم فيها وقادت رئيسها إلى محكمة العدل الدولية بلاهاي، على انه ارتكب جرائم شنيعة في حق أبناء القوميات، في الوقت الذي لم تكن فيه الكوسوفو معروفة حتى من قبل بعض الشعوب المجاورة لها في أوروبا، والقصد هنا، ليس إسقاط حق مسلمي الكوسوفو ولا إنكار كون الرئيس اليوغسلافي سلوبودان ميلوزوفيتش قد ارتكب جرائم فظيعة في حق أبناء القوميات، يستحق تهمة مجرم حرب المنسوبة إليه ومحاكمته لينال جزائه من قبل العدالة الدوليةّ، بل المقصود بذلك هو كيف أن التطورات الدولية تغير المفاهيم والمعايير، وكيف أن العلاقات الدولية القانون الدولي تحكمها موازين القوى الدولية والاستحقاقات السياسية في العالم، وكيف تبدلت المعطيات والأوضاع الدولية بعد انهيار المعسكر الشرقي وتفكيكه بسقوط جدار برلين عام 1989، لتصبح هناك حقوقا للقوميات وصارت مطالبة أبنائها بالانفصال والاستقلال وتحقيق السيادة، أمرا مشروعا ومدعوما من قبل ما تسمى بالأسرة الدولية التي أسسها الأقوياء المنتصرون في الحرب العالمية الثانية على حساب الضعفاء!

ومن هنا يتبين لنا كيف أن مقاومة أبناء القوميات من اجل الحصول على حقوقهم يمكن لها أن تكون شرعية أو غير شرعية أي تمرد، وذلك حسب التطورات الدولية، إذ لو قاوم مسلمو الكوسوفو وناضلوا من اجل الاعتراف بحقوقهم القومية ودخلوا في صراع مع الحكومة المركزية اليوغسلافية قبل انهيار الاتحاد السوفيتي، لوصفهم العالم بالمتمردين، ولأباح للحكومة المركزية معاقبتهم وربما قتلهم على أن ذلك شانا يوغسلافيا داخليا وليس من حق الآخرين التدخل فيه.

وكذلك هي الحال بالنسبة إلى مناطق أخرى مثل تيمور الشرقية ذات القومية المسيحية التي انسلخت من اندونيسيا بدعم وتأييد دولي بشكل عام وغربي بشكل خاص، أو نمور التاميل في سريلانكا الذين عرفوا بأنهم متمردين على الحكم، والآن نلاحظ كيف أن الحكومة السريلانكية قد جلست معهم على طاولة المفاوضات، وما يعرف بمتمردي جنوب السودان المسيحي بزعامة جون قرنق، حيث تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية للوساطة بينهم وبين الحكومة السودانية والضغط عليها للاعتراف بهم ومشاركتهم في الحكم في السودان، أو الجيش الجمهوري الايرلندي المعروف بالشين فين، وقد لاحظنا كيف أن أمريكا استضافت جيري آدامز، زعيم الجناح العسكري للتنظيم، في عهد الرئيس كلينتون، والتي كانتا بريطانيا والحكومة الايرلندية تعتبرهم على أنهم متمردين.

إذ تبدو الفترة الحالية هي الأفضل بالنسبة للقوميات للمطالبة في حقها في تقرير المصير وفقا للأعراف الدولية حتى وان كانت هذه الأعراف مرهونة بموازين القوى الدولية. وبالعودة إلى القضية الاحوازية فأننا نلاحظ انه تم طرح هذا الحق من قبل التنظيمات الاحوازية، ابتدءا من الجبهة القومية لتحرير عر بستان، ومرورا بالجبهة الشعبية والعربية لتحرير الاحواز وحركة الشباب العربي الاحوازي وحركة التجمع الوطني في عر بستان (الاحواز) واللجنة الثقافية الاحوازية والجبهة الديموقراطية الشعبية للشعب العربي الاحوازي، وانتهاء بحزب التضامن الديموقراطي الاهوازي، ولكن يبدو أن هذا الحق له مقوماته وشروطه من وجهة نظر القانون الدولي، ولا يناله إلا الشعوب المطالبة به، ومن اجل الحصول عليه فلابد من توفر عاملي الشعب والإقليم، وهذا ما نجده في الحالة الاحوازية لسببين، هما:

أولا: الشعب: إذا كان حق تقرير المصير يشمل كل الشعوب التي حرمت من ممارسة مظاهر سيادتها على إقليمها بالقوة غير المشروعة، فان شعب الاحواز مشمول بهذا الحق:

1 ـ يخضع هذا الشعب حاليا لسيادة الدولة الإيرانية الفعلية، وقد التزمت هذه الدولة بحق تقرير المصير واحترام تطبيقه باعتبارها دولة عضو في الأمم المتحدة.

2 ـ باشر شعب الاحواز مظاهر سيادته على إقليمه بكل حرية حتى عام 1925، وحرم من ذلك على اثر احتلال الدولة الإيرانية لإقليم الاحواز نتيجة لحرب غير مشروعة.

ثانيا: الإقليم: هو ذلك الإقليم المعين والمحدد الذي كانت الدولة الكعبية تباشر عليه وفي داخل حدوده مظاهر سيادتها حتى عام 1925، إلى أن قامت الدولة الإيرانية باحتلاله وتغيير مركزه القانوني خلافا لقواعد القانون الدولي العام.

وإذا كانت إيران تعامل الاحوازيين على أنهم أقلية، فان واقع المجتمع الدولي في الوقت الحاضر يؤكد أن الأقلية ترغب دائما في الانفصال عندما تواجه باضطهاد الأغلبية, ففي الهند نرى بعض الولايات الهندية تقوم بمحاولات للانفصال عنها، وفي المملكة المتحدة (بريطانيا) نرى إصرار الكاثوليك الايرلنديين على الانفصال عنها والانضمام إلى الجمهورية الايرلندية، وفي الباكستان رأينا أن البنغاليين رفضوا العيش ضمن دولة واحدة (الباكستان) مع البنجابيين فانفصلوا عنهم بدولة البنغلادش. وبالتالي فان الاضطهاد الإيراني الشديد لعرب الاحوازيين يبرر لهم مطالبهم المتمثلة في الحق في تقرير المصير أو الانفصال. وإذا كان القانون الدولي يحمي الشعوب وحقها في الحرية والاستقلال، تقرير المصير، ويعادي القومية كسياسة عدوانية، إذا كانت تهدف إلى إخضاع القوميات الأخرى لسيطرتها، فان معنى ذلك أن القانون الدولي يرفض ـ كمبدأ عام ـ تطبيق فكرة الدولة متعددة القوميات حينما يقصد بها حرمان الشعوب من شخصيتها القومية وإخضاع الأقلية لاضطهاد الأغلبية في تلك الدولة.

هناك من يرى بان الحق في تقرير المصير ينطبق على المناطق المتنازع عليها بين دولتين أو أكثر، كما هي الحال بالنسبة إلى الصحراء الغربية المتنازع عليها بين كل من الجزائر والمغرب منذ عقود عدة، أو إقليم الكشمير المتنازع عليه بين كل من الباكستان والهند، ولحل مثل هذه القضايا يطرح مبدأ الحق في تقرير المصير لإنهائها وبالتالي التوصل إلى حل سلمي، يرضي سكان الأقاليم قيد النزاع، وكذلك الأطراف المتنازعة عليها. ولكننا نرى أن مثل هذه الرؤية، وبالرغم من جدواها، إلا أنها لا يمكن أن تقتصر على مثل هذه الأقاليم دون سواها من المناطق والأقاليم والشعوب التي كانت تتمتع بالسيادة ضمن محيطها الجغرافي كما هي الحال بالنسبة إلى الشعب الفلسطيني مثلا، والذي يطالب بالحق في تقرير المصير. إذ لا تتنازع الدول على ارض فلسطين بقدر ما يتنازع عليها شعبين، الأول هو الشعب الفلسطيني صاحب الأرض والسيادة الفعلي قبل الاحتلال، والثاني هو الشعب اليهودي المحتل لأرض فلسطين، والقادم من أوروبا واسيا وأفريقيا وأمريكا، وقد فرض وجوده بالقوة، بعد أن شن حربا عدوانية تفتقر للشرعية ومخالفة تماما للقوانين الدولية.

وهنا يمكن الإشارة إلى الجزائر التي احتلتها فرنسا عام 1830، والتي كانت مستقلة قبل هذا التاريخ. وحين طرحت القضية الجزائرية على مجلس الأمن من قبل 14 دولة عضو في الأمم المتحدة لأول مرة عام 1955، عارض المندوب الفرنسي ذلك على أن هذه المسالة تقع ضمن الاختصاص الداخلي لفرنسا، باعتبار أن كل جزائري يعتبر مواطنا فرنسيا له كافة حقوق المواطنة الفرنسية. إلا أن عدد الدول المعارضة للقرار الفرنسي والمؤيدة لحق الشعب الجزائري في تقرير مصيره، اخذ يتزايد يوما تلو الآخر، بسبب الممارسات العنصرية الفرنسية تجاه الشعب الجزائري واعتماد سياسة الإفقار الاقتصادي والثقافي، وهي نفس السياسة التي تمارسها إيران تجاه الشعب الاحوازي بعد الاحتلال. وبعد مفاوضات طويلة اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا تعترف فيه بحق الشعب الجزائري في تقرير المصير والاستقلال في عام 1957، وأكدت هذا الحق مرة أخرى عام 1961، إلى أن توصل ممثلو جبهة التحرير الوطنية الجزائرية إلى اتفاق مع الحكومة الفرنسية في 21/02/1962، وتم إعلان حق الجزائر في تقرير مصيرها وطلب من الشعب الجزائري الإجابة على سؤال: "تريد للجزائر أن تصبح مستقلة".. وكانت نتيجة الاستفتاء أن 99% من الأصوات الصالحة أجابت بالإيجاب، وعلى هذا الأساس وقع ديغول، في العام ذاته، تصريحا رسميا يعترف فيه بالجزائر كدولة مستقلة ذات سيادة.

وبناء على ما تقدم، فان ليس للدولة الإيرانية الحق في أن ترفض السماح للشعب الاحوازي من تقرير مصيره، بحجة أن ذلك يعتبر من شؤونها الداخلية، لان الوجود الإيراني في الاحواز يعود بالأساس إلى خرق متعمد للقانون الدولي العام، وعليه، فان استمرار بقاء المشكلة الاحوازية دون حل، يعد خرقا واضحا لميثاق الأمم المتحدة الذي يعترف بحق تقرير المصير لكل الشعوب، كما يعتبر إنكارا لحقوق الإنسان الأساسية وإعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة الصادر من الجمعية العامة عام 1960، ويقف عائقا أمام تقدم السلام والتعاون الدولي.

لعل ما يعيب المقاومة الاحوازية، كونها لم توحد صفوفها، وقد تعددت الحركات والتنظيمات السياسية المطالبة باسترجاع حقوقها، فحتى وان كانت هذه التنظيمات نشطة وفاعلة، إلا أنها لم تكن موحدة كما هي الحال بالنسبة إلى حركة التحرير الوطنية الجزائرية أو(م ت ف)، منظمة التحرير الفلسطينية، التي استطاعت أن تضم العديد من القوى الفلسطينية وتوحيدها تحت هذا العنوان بزعامة الرئيس ياسر عرفات، والواضح أن م ت ف، تمكنت من انتزاع اعترافا عربيا ودوليا كونها الممثل الشرعي والوحيد للقضية الفلسطينية، على عكس المقاومة الاحوازية التي ظلت تفتقرالى ذلك التنظيم أو الزعيم حتى يومنا هذا.

وتكمن المشكلة عند الاحوازيين، في عدم تبني قضيتهم في المحافل الدولية أو الإقليمية أو الإسلامية، ولا حتى في المحافل العربية، وبالرغم من أنهم علقوا الكثير من الآمال على أشقائهم العرب في تبني قضيتهم الجديرة بالاهتمام، إلا انه لا يوجد بلدا عربيا واحدا حاول الأخذ بأياديهم، وطرح قضيتهم على أي من المحافل المذكورة، حتى بعد تأسيس جامعة الدول العربية. فحالت الأوضاع العربية المتردية، والغطرسة الإيرانية المشبعة بالأفكار العنصرية والشوفينية، إلى أن الملايين من عرب الاحواز، منذ تاريخ الاحتلال حتى يومنا هذا، تحت رحمة الأنظمة القمعية المتعاقبة على الحكم في إيران، وعلى الرغم من ذلك، فان تشبثهم بهويتهم العربية، وإصرارهم على مقاومة السياسات الإيرانية الجائرة، يزداد يوما بعد يوم. وبالتالي فان هذا الشعب، يمتلك كافة المقومات الحضارية والثقافية، والمقاييس القومية والإقليمية والتاريخية والجغرافية والقانونية، التي تأهله إلى أن يختار وضعه الدولي دون تدخل جهة أجنبية، وان هذا الاختيار، يبرر له الأساليب والوسائل المعتمدة في مواجهة الحكم العنصري الإيراني، سواء كان ذلك من خلال ما يطرحه التيار الأول، أي المقاومة المسلحة، أو ما يطرحه التيار الثاني الذي يقاوم الاحتلال بالأساليب السلمية والديموقراطية، أو ما يتبناه التيار الثالث من أسلوب، والذي يمكن وصفه بالمعارضة.



عباس عساكرة الكعبي

20/01/2004















رد مع اقتباس
غير مقروء 02-Dec-2009, 04:30 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
العــــــــابر
مشرف القسم الإسلامي والاقسام العامة
التميز 
إحصائية العضو





التوقيت


العــــــــابر غير متواجد حالياً

افتراضي

الادهم بن وايل النجدي

ماشاء الله تبارك الله

معلومات ماكنت اعرفها ابد

الله يجزاك خير .

ارض عربيه وعرب ارضهم مغتصبه منىقبل ايران ولحد يتكلم ولحد يدري

والله مصيبه .

ياليت تزيدنا عن اخبارهم اكثر واكثر















التوقيع
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي


سبحان والحمدلله ولااله الا الله والله اكبر ولاحول ولاقوة الا بالله



اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن »11:35 AM.


 Arabization iraq chooses life
Powered by vBulletin® Version 3.8.2
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
اتصل بنا تسجيل خروج   تصميم: حمد المقاطي