الرئيسية التسجيل التحكم


اختيار تصميم الجوال

العودة   الهيـــــــــــــلا *** منتدى قبيلة عتيبة > المنتديات العامة > مجلس الهيلا العام

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: البيت لاعجبني اجاريه باحساس (آخر رد :الريشاوي)       :: كل عضو او شاعر يسجل بيتين غزل الفهاا من قصائده .. بشرط ان تكون غزليه فقط .. (آخر رد :الريشاوي)       :: ودي ولا ودي وابيهم ولا ابيه (آخر رد :الريشاوي)       :: واكتبي هذا أنا أنا ليلى العامرية (آخر رد :الريشاوي)       :: البيت لاعْجَبني اجاريه باحساس (آخر رد :الريشاوي)       :: أنـا لا تلوموني ولو ملـت كل الميل (آخر رد :الريشاوي)       :: اوافق .. واقول النفس صعبه مطالبها (آخر رد :الريشاوي)       :: الحب اقفى في ديانا ودودي (آخر رد :الريشاوي)       :: امير قبيلة المحاقنة قبل الدولة السعودية (آخر رد :متعب الوحيدب)       :: امير قبيلة المحاقنة قبل الدولة السعودية (آخر رد :متعب الوحيدب)      

إضافة رد
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
غير مقروء 25-Jun-2012, 10:52 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ابو ضيف الله
مشرف عـام

الصورة الرمزية ابو ضيف الله

إحصائية العضو





التوقيت


ابو ضيف الله غير متواجد حالياً

افتراضي صور مشرقة من بطولات ثورة الشام المباركة


صور مشرقة من بطولات ثورة الشام المباركة

لأبي عبدالرحمن الشامي


أبو عبيدة الحمصي

إنها الساعة السادسة صباحاً حسب التوقيت المحلي لمدينة حمص , الشمس لازالت تنشر أشعتها الذهبية على هذه المدينة الجريحة , أصوات الرصاص متقطعة تسمع من هنا وهناك .... الشوارع تكاد تكون خالية من المارة , لا شيء يبعث على الارتياح فرائحة الموت تزكم الأنوف ، هناك كوة واحدة ينبعث منها الأمل في نفوس الناس ، إنها كوة الإيمان بالله العزيز الحميد ، فهو وحده القادر على حسم الأمور ، ونصر عباده المؤمنين .... العالم كله يتفرج ... وأهل حمص يستغيثون ولا مجيب ، إذاً ليس لهم إلا الله , وها هي ذي حناجرهم تدوي بصوت واحد : مالنا غيرك يا الله – عجِّل نصرك ياالله ...

هكذا كانوا يرددون في مظاهراتهم وأهازيجهم الشعبية بألسنتهم ، ولكن أعماق قلوبهم تصدق ما تنطق به الألسنة .

لم يعد شبح الموت يخيف أحداً منهم ، لقد استوت عندهم الحياة والموت ، لقد أصبحوا كالجسد الواحد أمام هذا الطاغوت ، ابتعد عنهم الأنا .. وها هم يتقاسمون رغيف الخبز في مشاهد عجيبة عزَّ نظيرها ويضربون أروع الأمثال في الإيثار ، وما قصة أبي عبيدة عنا ببعيدة .... لقد اعتقل الأمن السوري ابنه عبيدة الذي رباه كما يقول المثل السوري (كل شبر بنذر ) , وكان له معه كل يوم قصة وحديث وحنين ، تألم وقتها كثيراً ، تمنَّى وقتها لو مات عبيدة ولم تقبض عليه قوات أمن هذا النظام المجرم, ذلك لأنه يعلم ما معنى الاعتقال في سجون هذا النظام ، بكت والدته وإخوته , كانوا كل يوم يرفعون أكفهم له بالدعاء .... لكن قدر الله كان هو النافذ ، لقد قام هذا النظام بتصفيته , شأنه في ذلك شأن كل المعارضين الذين لهم بصمات واضحة في مسيرة الثورة السورية ، وسرعان ما ألقي به مع عدد من رفاقه في ثلاجة الموتى في المشفى الوطني بحمص ، كان أبو عبيدة وقتها ينتظر ارتفاع الشمس قدر رمح ليصلي الضحى يوم قُرع باب داره ، انتابه شعور من الفرح في البداية , قال في نفسه : لعله عبيدة قد أُفرج عنه ، لكن شعوراً آخر انقبضت له نفسه , وعبس وجهه سرعان ما تسلل إلى أعماقه ، لا شك أنهم أزلام النظام ، تماسك قليلاً ثم صاح :


- من الطارق .

- افتح .... افتح .

علم أنهم رجال الأمن ، لكن ماذا يعمل ؟ إنه إذا لم يفتح بسرعة فقد يفتح الباب بالرصاص .

فتح الباب قائلاً:

- خير إن شاء الله .

- أنت أبو عبيدة ؟

- نعم , أنا هو .

- ابنك عبيدة في المشفى الوطني ، اذهب فخذه وواره التراب دون أن تُعلم أحداً ، وإياك إياك أن تقيم له مأتماً, أو تُخرج له جنازة يشارك فيها الكثيرون .

تركوه وهم يقهقهون ، فأغلق الباب وأخذ يتمتم : إنا لله إنا إليه راجعون .... اللهم أجرني في مصيبتي .

ذرف دموعاً حرّى , وذرفت أم عبيدة وإخوانه دموعاً أشد حرارة !... قال في نفسه : لن يحلموا بتنفيذ ما طلبوه مني ... سأجعل له جنازة يشارك فيها جميع أحرار حمص .

انطلق مسرعاً بسيارته إلى المشفى الوطني ، سأل عن ثلاجة الموتى فَذُل عليها ، وجد لفيفاً من الناس هناك كل يبحث عن فقيده ، ليس هناك ما يدل على أن الفقيد هو ابن فلان أو فلان ... قال في نفسه : فوضى النظام وصلت إلى هذا الحد . إنهم يقولون لك : تعرَّفْ على ميتك وخذه ، وقف في زاوية مهملة من زوايا ذلك المكان ينتظر .... لقد أنساه هول المنظر شيئاً من أساه .. كان يقول في نفسه : كلنا في الهمِّ شرق ! ، ابتعدت به الذاكرة قليلاً .. أخذ يعيد شريط الذكريات عندما كان عبيدة صغيراً .. كم من ضحكة طفولية سمعها منه ، كم من رحلة رافقه فيها , كم من صلاة كان إلي جانبه ... كم ... كم ولم يقطع عليه هذا الشريط سوى صوت يقول له : لم يبق غيرُك ... هيا تعرَّف على فقيدك وخذه عنا ... تقدم بخطاً وئيدة إلى الثلاجة, أخذ ينظر بين القتلى علّه يجد عبيدة ، لكن عينه وقعت على ما لم يكن بالحسبان .. تأمل المشهد ثانية وثالثة ، لقد دُهش مما رآه حتى إنه كاد لا يصدق نفسه ، كان عامل الثلاجة يصيح فيه ، أما وجدت فقيدك ؟ معقول أنك لا تعرف ابنك ؟ ، لقد رأى شابأً في الثلاجة جفنه يطرف أكثر من مرة ، فعلم أنه لا يزال حياً ،ونظر في الأدراج الأخرى فرأى ابنه وقد ظهرت عليه آثار التعذيب ، وقف حائراً لا يدري ماذا يقول ! وماذا يعمل ! وعامل الثلاجة يقول له : أما وجدت فقيدك ؟ أمعقول لا تعرف ابنك ؟ قال له : أمهلني بعض الشيْء حتى أتعرف عليه جيداً ، ألقى على ابنه نظرة الوداع ، ثم قال : هذا ابني وأشار إلى من كانت عينه تطرف ، حمله في السيارة التي كانت معه وعاد به إلى البيت ، حاول تدفئته بعض الشيْء ، فأخذ يتحرك شيئاً فشيئاً , ثم أسرع به إلى أحد أطباء الثورة, حيث قام على علاجه فترة من الزمن ، وفي كل يوم كان الشاب يأخذ بالتحسن إلى أن شفاه الله .

فرح أبوعبيدة بشفائه فرحاً لا يوصف ...انتابه شعور داخلي بأن عبيدة لا يزال حياً ، ثم ما برح أن نسي مصابه الجلل عندما علم أن هذا الشاب قد استبدل باسمه اسم عبيدة ، وجاء إليه وهو يناديه : أبي !!



أبو العز الحمصي

ما سجد لله سجدة واحدة قط , ولم يكن يكتفي بذلك , بل كان يجاهر بالمعاصي , إذ لا يمر يوم إلا ويحتسي فيه الخمرة ( أم الخبائث ) وما خفي كان أعظم , لكن النزعة الإنسانية كانت لاتفارقه , فعلاقاته مع أهله وجيرانه وأصدقائه وأهل حيه

( باب السباع ) طيبة , فها هو ذا يفرح لفرحهم , ويحزن لحزنهم , وكثيراً ما كان يحمل من يراه في الطريق من العجزة والفقراء منهم بشاحنته الصغيرة من نوع

( سوزوكي ) يحملهم إلى حيث يريدون دون أجرة .

وهذه الشاحنة الصغيرة كان قد اشتراها بكد اليمين وعرق الجبين , منذ سنوات عدة , لتكون عوناً له على إعالة أسرته , هكذا كانت حياة ( أبو العز ) قبل انطلاق الثورة السورية , ولكن حياته سرعان ما تغيرت عندما كان عائداً من العمل , فقد أوقفه بعض المتظاهرين , وطلبوا منه أن يحمل اثنين من رفاقهم الجرحى إلى أحد المشافي الميدانية , فقام على الفور بالمساعدة , وانطلق بهما مسرعاً , لكن الآجل المحتوم كان قد وافاهما قبل الوصول .

تأثر بما رآه , أخذت دموعه تتساقط , أخذ يتساءل : شابان في عمر الزهور لاذنب لهما سوى التظاهر يطلق عليهما الرصاص . قال في نفسه : ما هذه الوحشية ؟ ... تذكر الموت الذي لم يكن يحسب له حساباً. عندما رجع بهما سمع عويل الأمهات والأخوات , ورأى بأم عينيه دموع الآباء والإخوة والأصدقاء والجيران , عادت به الذاكرة إلى أنه سيلقى مصيره المحتوم في قادم الأيام , وسيبكي عليه الأهل والأصدقاء ... لم يذهب إلى بيته , انتظر التشييع , وها هم أهالي حي باب السباع يأتون من كل حدب وصوب ليشاركوا في مراسم الدفن ..... صلى معهم صلاة الجنازة لأول مرة ... استمع إلى كلمة ألقاها شيخ الحي أنس السويد , كانت كلمة مؤثرة أعادته إلى رشده , أضمر في نفسه أشياء كثيرة كان أولها التوبة , وفي صلاة المغرب كان في الصف الأول خلف الإمام , بعد الصلاة سلَّم على الإمام وقال ياشيخ : اسأل الله لي الشهادة , أخذ في المحافظة على صلاة الجماعة , لم يكتف بذلك ففي كل يوم أخذ يرافق المظاهرة بسيارته إلى أن تنتهي خوفاً من وقوع مصابين برصاص النظام الغادر .

مضى الأسبوع الأول على توبته وهو فرح بما أقدم عليه , بعده بيوم همس في أذن الشيخ بعدة صلاة الفجر . يا شيخ : إنني أدعو الله أن يميتني شهيداً , فلماذا لا يستجيب ؟ يظهر أنني لا أستحقها فسجلي حافل بالمعاصي !! أليس كذلك ؟ يا شيخ ادع الله لي بالشهادة الآن .... أريد أن أسمعك .... هيا أسمِعْني ...

أخذت عيناه تذرفان بالدموع , تابع كلامه أرجوك يا شيخ أنس : أسمعنيها, فأنت رجل صالح ... رأى الشيخ منه صدقه في المقال , فقال : اللهم ارزقه الشهادة .

ودع الشيخ فرحاً ... قال الشيخ لمن حوله : من صدق الله صدقه , وفي اليوم الثاني تحققت الأمنية , فقد أُصيب بطلق ناري وهو يمضي بسيارته خلف المظاهرة غير آبه ولا خائفٍ من أحد .

رحم الله أبا العز الحمصي ! وكتبه عنده من شهداء هذه الأمة الذين هم أحياء عند ربهم يُرزقون .


أبو حوران

هناك في أحد مشافي عمان , لا يزال أبو عبد الرحمن ( محمد الشريف ) يقيم منذ تسعة أشهر , لم يكن وصوله إلى ذلك المشفى سهلاً , لقد حُمِلَ إليه ليلاً عبر طرق جبلية وعرة , لقد اجتاز به الشباب حقول الألغام والأسلاك الشائكة بين سورية والأردن إلى أن أوصلوه ذلك المشفى . عندما وضع أمام أطباء قسم الطوارئ كان الدم قد غطَّى بعض أعضاء جسمه النحيل , كيف لا !؟ ورصاصات الغدر والخيانة لازالت تستقر في تلك الأعضاء . لكن لماذا ضُرب بتلك الرصاصات ؟

هذا سؤال ما فتئت ألسنة الناس في درعا المحاصرة تتناقله , إنه رجل في السبعين من العمر ....عندما أصيب لم يكن يحمل سلاحاً , حتى سكيناً لم يكن يحملها , ليس بينه وبين أحد عداوة . إذاً ما قصته ؟ يتساءل بعض الناس ... هناك بضعة رجال في درعا يعرفون لماذا أُطلق عليه الرصاص , إنهم أولئك الشباب الذين حملوه إلى الأردن وغابوا عن أنظار الناس , أما أهل درعا البلد فلم يكونوا يعرفونه من قبل , بل لم يكن يرونه مطلقاً , تُرى ما الذي جعله يُصاب بين ظهرانيهم ؟ وما الذي أتى به في ظل الحصار الأمني الخانق على البلد؟ .

حار الناس في الإجابة عن هذه الأسئلة , لكنهم في نهاية المطاف وجدوها عندما سألوا عن صاحب تلك السيارة القديمة المحملة بالخبز والخضار والفواكه وبعض الأطعمة فلم يعثروا عليه , فعلموا أنه هو ! وعلموا بعدها أن أخلاقه الإسلامية السامية , لم تكن تسمح له أن يقبع في قريته المجاورة لدرعا وهو يسمع أن إخوانه في درعا محاصرون , لا طعام لديهم ولا شراب , وقد استطاع هذا الرجل السبعيني بهمته القوية أن يخترق جميع الحواجز عَبر طرق فرعية , لإيصال ما تحمله سيارته إلى المحاصرين .

واجه إطلاقاً للنار عليه عند آخر حاجز .. حيث تقف تلك السيارة ... وزاد عجبهم ودهشتهم عندما علموا أنها لم تكن أول مرة أتى بسيارته المتهالكة لمساعدتهم , إنما كانت المرة الثلاثين , هناك أكثروا له من الدعاء بالشفاء , وأطلقوا عليه لقباً لم يطلقوه على أحد من قبله , نعم لقد لقبوه : ( أبو حوران)



قاشوش حرستا الشهيد بإذن الله ( أيمن الدحدوح )

ها هم المتظاهرون في مدينة حرستا القريبة من دمشق يتوقفون عن سيرهم البطيء وإنشادهم المستمر ليأخذوا بالهتاف : أبو سعيد ... ( تكبير ) ... الله يحميك ... ( تكبير )

كان ذلك قبل أن يقول من يقوم بالهتاف لهم أن أبا سعيد على الخط عبر الموبايل .... صمت الجميع ليسمعوا صوت حبيبهم ومشعل ثورتهم ( أبي سعيد ) : ألقى أبو سعيد تحية الإسلام عليهم , وحياهم وطلب منهم متابعة ثورتهم ... وضبح هؤلاء مرة أخرى بالتصفيق والهتاف : أبو سعيد ... الله يحميك , فمن يا ترى أبو سعيد؟ :

- إنه قاشوش حرستا ( أيمن الدحدوح ) , منشد الثورة في حرستا لعدة أشهر , بعدها أصبحت حنجرته مطلوبة للأمن السوري كما طلبت حنجرة قاشوش حماة.

لقد أصبح اسمه في رأس قائمة المطلوبين , والأمن لا يغادر حيَّه بحثاً عنه , أما بيته فيتعرض كل يوم إلى اقتحام إثر اقتحام , ومداهمة إثر مداهمة .

فما كان منه إلا أن غادر مدينته الحبيبة ميمماً وجهه إلى الأردن ...

ويبقى أبو سعيد شهوراً عديدة في منفاه , وفي كل يوم يمني النفس بالعودة إلى أحضان الوطن , ويشتد شوق أبي سعيد للثورة , وتشتاق حنجرته للهتاف والإنشاد , فيعود أدراجه لينشد مرة أخرى :


سألتنا أم الشهيد *** سألتنا عن يوم العيد
قلنا ما عاد بعيد *** بكره جايه الحرية


ويفرح الثوار برجوعه إليهم ويرددون خلفه تلك الهتافات , ودموع الفرح تذرفها أعينهم لعودته , وما هي إلا ثلاثة أيام بعد عودته حتى دوهم المنزل الذي يتوارى فيه , ويسمع الجيران صوت الرصاص , فيعلمون أن قاشوش مدينتهم هو المطلوب, وبعد فترة وجيزة أعلن أهلوه نبأ مقتله فبكته زوجته وأطفاله الثلاثة وجميع من عرفه من مدينة الزيتون ( حرستا ) وغيرها من المدن السورية الثائرة , وتمضي الثورة في حرستا قدماً بدون قاشوشها هذه المرة , لكن أصداء صوته العذب تزال تقرع أسماع أهلها في كل آن وفي كل حين .


البطل الذي نعى نفسه

ولد لأبوين كريمين ، والده كان فلاحاً بسيطاً ، أما والدته فكانت ربة منزل ،تقوم على تربية أولادها ، وتعين زوجها في أعماله الزراعية ، أما مسقط رأسه فكان مدينة الرستن الواقعة وسط الطريق بين حمص وحماة , ذلك هو الملازم أول أحمد الخلف .

نشأ أحمد في مدينته الوادعة (( الرستن )) تلك المدينة التي يخترقها نهر العاصي الذي يضفي الى جمالها جمالاً قل نظيره ، ويزيدها جمالاً أيضاً تلك البحيرة الزرقاء التي تطل على الرائي من وراء السد البازلتي الأسود ، إضافة الى تلك السهول الخصبة الممتدة على ضفتي النهر والملونة باللون الأخضر , والتي تجعل أسراب الطيور عندما تمر بها تتوقف عن الهجرة إلى غيرها من المناطق ، و مما يجعل اللوحة تكتمل وتتسق تلك الزهور المبثوثة هنا وهناك من شقائق النعمان وأخرى من القرنفل والجوري والنسرين .

هذه الطبيعة الساحرة جعلت في قلبه حباً كبيراً لمدينته , وكثيراً ما كان يخاف عليها من المحتل الصهيوني الذي احتل الجولان كما قال لهم معلم التاريخ ذات يوم ، وهذا ما جعله يضمر في نفسه شيئاً ، وما إن أنهى دراسته الثانوية حتى انتسب إلى الكلية الحربية ليكون ممن يذودون عن حياض الوطن ، وبعد ثلاث سنوات يتخرج أحمد ليزدان كتفاه بنجمتين طالما حلم بهما عندما كان صغيراً , بعدها حصل على إجازة استطاع من خلالها أن يتزوج أحمد من إحدى فتيات القرية . ثم التحق بمكان عمله الجديد في إحدى قرى مدينة درعا القريبة من مرتفعات الجولان ، وهناك أخذ يعد العدة مع رفاقه لاستعادة تلك الأرض الحبيبة ، ولكنه فوجئ ذات يوم بقائد فرقته يطالبه ورفاقه بالتوجه إلى مدينة درعا لضرب عصابات مسلحة هناك ...

في درعا لم يجدوا مسلحاً واحداً , ولكن وجدوا الكثير من الشباب يتظاهرون ضد تصرفات نظام الأسد القمعي ..

قال أحدهم للقائد : أين العصابات المسلحة !؟ لانرى إلا أناساً مسالمين يهتفون بأصواتهم للحرية , رد عليه : هؤلاء سيشكلون خطراً على الحزب والثورة , هؤلاء عملاء لإسرائيل , لا مناص من القضاء عليهم , ثم ما لبث أن أعطى أوامره بإطلاق النار ...

أخذ أحمد يحدث نفسه عندما انتسب إلى هذا الجيش, كان الهدف تحرير الجولان واستعادة فلسطين ، ولم يكن قتل الابرياء !!

نظر أحمد إلى المتظاهرين فوجد بينهم الصغار والنساء ، فقال في نفسه : هؤلاء ما ذنبهم ؟ إن كان كلام القائد صحيحاً , نظر نظرة أخرى فرأى بينهم من ترتدي لباساً يشبه لباس أمه وأخته , ورجالاً يضعون على رؤوسهم الكوفية والعقال ، وأطفالاً في عمر الزهور , فتذكر والده ووالدته وإخوته وأقاربه وجيرانه ، فقال : والله لا أفعلها ! أيقتل الانسان أهله ؟!. وسرعان ما قام بحركة كر وفر ، اختفى بعدها .

انتهت المعركة بين الجيش الأسدي والمواطنين العزَّل بعشرات القتلى وعدد كبير من الجرحى من المواطنين السوريين .

رجع أحمد إلى بلدته الرستن, فالتقى بوالده ووالدته وإخوته وزوجته وأولاده الثلاثة وأعلمهم بما جرى , ثم ودَّعهم لينضم إلى كتائب الجيش السوري الحر في مدينته .

أَوْكل إليه الرائد عبد الرحمن الشيخ قائد الكتيبة مهمة حماية المدخل الشرقي للمدينة فكان ومن معه خير من يقوم بهذا العمل . فقد استطاعوا صد هجوم بري بالدبابات والأسلحة الثقيلة وكبدوا الجيش الأسدي خسائر فادحة بالأرواح والمعدات ، وفي يوم الأربعاء 28/ 9/ 2011 قام جيش الطاغية بهجوم ثان ، وصمد الملازم أول أحمد الخلف ومن معه ، وبقي الصمود لمدة أسبوع الى أن كان الأربعاء الثاني حيث أصيب الملازم أحمد برصاصة غادرة لم يزل ينزف إثرها حتى مات .

بعدها استطاع الجيش السوري دخول الرستن ، وما إن تم الاختراق حتى تذكر الرائد عبد الرحمن الشيخ قائد كتائب الجيش الحر في الرستن ما قاله أحمد عندما كلفه بالمهمة : إذا رأيتم الجيش الأسدي يدخل المدينة من جهة الشرق فاعلموا أنني قد استشهدت .

رحمك الله يا أحمد ، وجعل روحك في أعلى عليين ، وزوجك من الحور العين .



المجاهد الصامت

لم يترك مظاهرة في كفر سوسة إلا وشارك فيها ... كان ينتظر بزوغ فجر الثورة بفارغ الصبر ، فقد عانى من ظلم النظام في أقبية السجون طيلة ستة وخمسين يوماً في فرع الأمن العسكري ، لم يترك حياً من أحياء العاصمة دمشق إلا وترك فيه بصمته ، وفي الليل عندما يخلد الناس للنوم كان له شأن آخر .

إنه يحمل بخاخه وينطلق إلى شوارع دمشق ليكتب على جدرانها كلمات هي أشد من الرصاص على النظام ، حاول النظام معرفته لكن دون جدوى , فقد كان ينتقل بحركة عجيبة بين أحياء دمشق ليقوم بهذه المهمة وقد وضع غطاء على رأسه ، يخفي به وجهه ، وكان مما يساعده في ذلك حركته السريعة جداً، فهو شاب في مقتبل العمر لم يتجاوز الثالثة والعشرين سنة .

كان النظام يتمنى أن يعرف اسمه وبقي يتتبع آثاره سنة كاملة كي يقبض عليه ، وجهز لذلك جيشاً من عيونه وأتباعه لكنه باء بالفشل والفشل الذريع .

ومما زاد النظام غيظا عليه تلك العبارات المقذعة المنتقاة التي يكتبهاهذا المجاهد الصامت ، والتي كانت تشعل جذورة الثورة في نفوس الناس عند قراءتها . إضافة إلى أن مايكتبه يحتاج إلى ورشة من العمال لا عمل لها سوى مسح تلك العبارات.

وفي الرابع من نيسان من عام ألفين واثني عشر للميلاد ، وبينما كان هذا البطل في إحدى المظاهرات يصدح بالهتاف لإسقاط نظام بشار ، أطلق الأمن السوري النار على تلك المظاهرة فأصابت أحد المتظاهرين ممن كان بجواره ، فقام على الفور محاولاً إسعافه فاستهدفته رصاصة من أحد الشبيحة مما أدى إلى استشهاده , وهناك علمت أجهزة النظام من خلال نَعْي الوفاة أن اسمه نور ... ، وأنه هو الرجل البخاخ الذي أتعبها على مدار عام كامل ، ولم ينس أهل حي كفر سوسة هذا المجاهد الصامت فخرجوا جميعاً وفاء له لتشييعه الذي لم يشهد ذلك الحي تشييعاً مهيباً مثله منذ عشرات السنين .

رحمك الله يا نور وجعل الجنان مثواك .



إنها خنساء سورية

إنها بحق خنساء سورية , بل لقد فاقتها في صبرها ورباطة جأشها , هناك في مدينة في جسر الشغور التابعة لإدلب الخضراء ولدت أمينة , و بها ترعرعت , ومن أحد رجالاتها المؤمنين المخلصين تزوجت , لم تكن تحلم أن تقطن قصوراً ولا أن تملك أموالاً طائلة , لقد كان هدفها في هذه الحياة أن تنجب أولاداً تربيهم في طاعة الله ليكونوا جسراً لها ولأبيهم إلى جنات عدن , فقد كانت تقنع باليسير من الطعام , وتوصي زوجها أن يبتغي الرزق الحلال ولو كان قليلاً , وكثيراً ما كانت تقول له : نصبر على جوع الدنيا ولا نصبر على نار الآخرة , وكان زوجها يثمن لها هذا التعامل وهاتيك الأخلاق , فيتعامل معها بكل ود واحترام .

لقد أمضى معها ما يقارب من خمس عشرة سنة لم تسمع منه خلالها كلمة تؤذيها , وها هي تنجب له أربعة أولاد كأنهم أقمار مضيئة , وهذا ما جعل المحبة بينهما تزداد وتكبر , لكن دوام الحال من المحال . ففي عام اثنين وثمانين وتسعمائة وألف اشتعلت الثورة على الطاغية حافظ الأسد , فما كان منها إلا دفعت به إلى أتونها , ويقتل زوجها في إحدى المواجهات مع جيش النظام.

ويبدأ عهد جديد لهذه المرأة بعد فقدان زوجها , لقد أصبحت هي الأم والأب , فكانت تقوم على تربيتهم التربية الإسلامية القويمة , وفي كل يوم كانت تذكرهم بقتل أبيهم والكثير من أمثاله على أيدي زبانية هذا النظام الجائر . ويشب الأولاد وتفرح بزواجهم الواحد تلو الآخر , وتُمْضي معهم ومع صغارهم أجمل الأوقات , وهي لا تدري ماذا يخبَّأ لهم , وفي عام ألفين وأحد عشر للميلاد قامت ثورات الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا , ثم انتقل ربيع هذه الثورات إلى سورية سريعاً , وفي ظل هذه الثورة تذكر الأولاد أباهم وكيف قتله هذا النظام الجائر ظلماً وعدواناً مع الكثيرين , فاجتمعوا ومضوا إلى أمهم يستأذنونها بالخروج في المظاهرات والوقوف في وجه نظام الطاغية الابن , فما كان منها إلا أن قالت لهم : امضوا ولا أحد يتأخر منكم وإن شاء الله سننتصر عليهم .... ويصل إلى مسامع النظام قيادتهم للمظاهرات ضده ,فيستدعي الأم المجاهدة ويطلب منها عودة أبنائها عن الاشتراك في المظاهرات , ويهددها بقتلهم جميعاً , فترد عليهم : اقتلوهم ! فأمرهم بيد الله , فنحن لانخاف , وأنتم بظلمكم هذا أشعلتم فتيل هذه الثورة .

عندها علم النظام أنه لن يفتَّ من عضدها إلا بقتلهم , فبدأ بقنصهم الواحد تلو الآخر , وفي كل مرة تخر أمينة ساجدة شكراً لله , وتراها واقفة كالطود الشامخ صابرة محتسبة مشجعة من بقي من أولادها على المضي في هذا الطريق قائلة النصر أو الشهادة )

نعم لقد ماثلت هذه المرأة خنساء العرب ( تماضر بنت عمرو ) , بل كثيراً من الرجال , وليس غريباً أن يُطلِق عليها الناس اليوم بحق : خنساء سورية .





أول شهيد في تلبيسة


إنه أبو المعتصم , هكذا كان أهل بلدته يكنونه ، لم يؤت شهيدنا حظاً من العلم ، ولا بسطة في المال ، مات والده وهو لا يزال في المرحلة المتوسطة ، فاضطره ذلك إلى ترك المدرسة ، والبحث عن عمل هنا وهناك ليقوم بأعباء الأسرة . فوالده ترك له أماً وعدداً من الإخوة والأخوات هو أكبرهم . عمل مدة من الزمن في بلدته في شتى المهن ، لكن دخله ما كان ليسد الرمق ، فكر طويلاً إلى متى سيبقى على هذه الحال ,ومتى سيتزوج ويبني أسرة كما هو حال الشباب الذين في مثل سنه ,فأخذ يتطلع إلى العمل في بلدان الخليج ليجني ربحاً أوفر ، وكان له ذلك , فعندما طلب منه أحد مالكي السيارات الكبيرة أن يعمل سائقاً لسيارته في السعودية. وافق مباشرة وبدأ العمل ، وما هي إلا سنوات حتى أصبح ميسور الحال ، وكأي شاب أخذ يفكر بالزواج ، فطلب من أمه أن تبحث له عن ابنة الحلال ، سعدت الأم برؤية ابنها وهو يتطلع إلى بناء أسرة ، وسرعان ما وجدت له شريكة العمر.

وبعد شهر العسل عاد أبو المعتصم إلى عمله الشاق , لكنه هذه المرة داخله شعور غريب , فقد كان في المرات السابقة لا يرجع من سفره إلى أمه وإخوته إلا بعد شهرين أو ثلاثة , أما الآن فلا يدري متى سيرجع , كيف لا و قد زادت التكاليف وكثرت الأعباء ... أبعد عنه هذا الهاجس قول الشاعرالذي حفظه من شيخ المسجد في إحدى خطبه :

دع المقادير تجري في أعنتها *** ولا تبيتن إلا خالي البال
ما بين طرفة عين وانتباهتها *** يغير الله من حال إلى حال


وينخرط أبو المعتصم من جديد في عمله وتمضي أشهر سبعة , وفي كل يوم يمر خيال زوجه وأمه وإخوته أمام عينيه .

وذات يوم تعطَّلت سيارته فجأة فما كان منه إلا أن أخذ بها إلى ورشة الإصلاح , ورجع إلى بيته المستأجر ليجلس وحيداً , وهناك كان أشد تذكراً لهم واشتياقاً إليهم, ولم يقطع عليه هذا التذكر إلا سماعه جرس الهاتف وهو يدق قام بسرعة ...أخذ سماعة الهاتف :


- نعم , من معي ؟

-السلام عليكم , أنا زوجتك أم المعتصم .

-أهلاً ....أهلاً

-كيف حالك ؟ وكيف حال أمي وإخوتي ؟

-بخير .

-قولي هل هناك من جديد لديكم ؟

- لا لا ... ولكن أردت ان أعلمك بأني حامل وأن عليك المجيء قبل الولادة بعشرة أيام على الأقل .

-الحمد لله ..سأصل قبل ذلك..إن شاء الله .

انتشى بهذا الخبر , تُرى ماذا سيُسميه ؟ ... أخذ يتخيل ابنه الصغير بين يديه , وهو يقوم بمداعبته , ثم تخيله أيضاً وهو يبتسم له , واستشعر وكأن أذنيه تسمع قهقهته وضحكاته الطفولية البريئة فيدخل السرور إلى قلبه مرة ثانية.

قال في نفسه : إذاً تحدد موعد النزول , سأنزل قبل شهر لاستقبال ابني الصغير القادم من عالم الغيب, لم يبق أمامي إلا شهر , أسألك يارب أن تعينني عليه وأن تعيدني إلى أهلي وإخوتي وأمي سالماً غانماً , بدأ يستشعر طول الأيام المتبقية , وتذكر بيتاً سمعه من معلم اللغة العربية للشاعر أبي فراس الحمداني:


تمر بي الساعات وهي قصيرة *** وفي كل دهر لا يسرك طولُ

أخذ يردد هذا البيت عندما يخلو بنفسه , انهمك مرة أخرى في زحمة العمل , نسي وعده لزوجه , بالرجوع قبل عشرة أيام من وضعها لجنينها , لم ينتبه لهذا إلا باتصال هاتفي آخر من الزوجة , وهي تقول اقترب الموعد أين أنت ....؟

حزم حقائبه وهداياه هذه المرة , وركب سيارته وقفل عائداً إلى تلبيسة , وما هي إلا أيام قليلة حتى كان في منزله , وفرحت به أمه وزوجه وإخوته أيما فرح ,اطمأن من زوجه على الجنين .

كان اليوم التالي لوصوله , يوم جمعة , استيقظ لصلاة الفجر كعادته , قرأ أذكار الصباح ثم سورة الكهف , رجع إلى بيته , تناول طعام الفطور , جلس مع زوجه تجاذبا أطراف الحديث عن المولود القادم , عن اسمه ولباسه وعقيقته وغير ذلك ....

أخذ بعدها غفوة من النوم ... ولم يستيقظ إلا والمؤذن ينادي لصلاة الجمعة , توضأ وانطلق إلى المسجد , بعد الصلاة رأى الناس يتجمعون سأل عن السبب , أُجيب بأنها مظاهرة ضد النظام , وتذكر معاناته على الحدود من قبل رجال الأمن , تذكر غربته التي كان النظام سبباً فيها ... تذكر عدم متابعته للدراسة بعد وفاة والده ...لم يجد نفسه إلا وسط المظاهرة يهتف مع المتظاهرين بسقوط النظام المجرم , رصدته عين قناص للنظام كان في منطقة مرتفعة مطلة على المظاهرة , صوب بندقيته نحوه ثم أطلق رصاصة غادرة استقرت في رأسه , كان هناك خيالٌ لصورة ابنه الذي لم يولد بعد بقي ماثلاً أمام عينيه ... بعدها رفع سبابته لينطق الشهادة .. ثم فارق الحياة .



بائع البقدونس


أدهشني منظره على شاشات التلفاز وهو يرفع عكازه إلى أعلى ويمضي مع المتظاهرين بحركات شعبية وكأنه في عرس حقيقي صادحاً بهذين البيتين للشاعر السوري شفيق جبري اللذين خاطب بهما الثوار السوريين إبَّان الاحتلال الفرنسي لسورية , فقد استعارهما هذا الرجل الثمانيني من شاعر دمشق ليخاطب بهما فتية الشام الذين وقفوا في وجه النظام الأسدي المجرم , فالصورة في ذهنه متشابهة فذاك احتلال دولة كبيرة لدولة صغيرة وهذا احتلال أسرة بل عصابة لدولة . تعجبت يومها كيف يحفظ هذا الرجل الذي تظهر عليه سمات الفلاحين وهو يرتدي سرواله الفضفاض ويضع على رأسه الكوفية والعقال لهذين البيتين , وكان عجبني أشد في طريقة إلقائهما أمام المتظاهرين , هذه الطريقة التي جذبت إليه كل من سمعه , وشدت معها أنظار مشاهدي الشاشة الصغيرة , وما أجمله وما أعذب صوته وهو ينشد في ذلك الحشد الجماهيري :


يا فتية الشام للعلياء ثورتكم *** وهل يضيع مع العلياء مجهود
جدتم فجادت على الثورات أنفسكم *** علمتم الناس في الثورات ما الجود ؟

بعدها حاولت أن أعرف من أي منطقة هو فإذ به من منطقة دوما عاصمة ريف دمشق , هذه المدينة التي قدمت للثورة السورية الكثير الكثير من الشهداء , وتتبعت صفحات الشبكة العنكبوتية لأكحل عيني مرات ومرات برؤية هذا الشيخ المجاهد و لأطرب أذني بما قاله و لأتعرف عليه عن كثب , فكان مما عرفته عنه أن اسمه ...

( أبو صبحي الدرة ) وأن عمله بائع للبقدونس في أحد أسواق مدينته دوماً.

ولكن مما آلمني أشد الألم وجعلني أذرف الدموع مدراراً هي رؤيتي في اليوتيوب صورة هذا الشيخ مقتولاً إلى جانب بسطته المتواضعة التي يضع عليها عشرات الحزم من البقدونس.

قلت في نفسي يومها : حتى هذا الفلاح المسن البسيط لم يرق للنظام السوري الجبان أن يتكلم , ولكن هل يستحق من يتفوه ضدك بكلمة لا تعجبك أن ترد عليه برصاصات غادرة قاتلة ؟!!

لكن لا غرابة و لا عجب , فالنظام الاستبدادي هذه حاله وهذا ديدنه مع معارضيه .

رحمة من الله واسعة عليك يا أبا صبحي , وجعل روحك عنده في أعلى عليين .


بلبل الثورة السورية


إنه أحد أبطال الكرة السورية , عرفه الناس من خلال الشاشة الصغيرة , وتناقلت البرامج والجرائد الرياضية اسمه هنا وهناك , فإذا ما ذكر نادي الكرامة السوري ذكر معه حارسه البطل عبد الباسط الساروت .

لم يكن حارس المرمى هذا كبير السن كما يتخيله الكثيرون , فعمره لم يتجاوز العشرين ربيعاً , بقي عبد الباسط ينال إعجاب المشاهدين بعروضه الرياضية الرائعة أمامهم إلى عام ألفين وأحد عشر للميلاد , لكنه فجأة توقَّف , والتفت إلى أمر آخر يهم شعبه ووطنه .

فعندما قامت الثورة السورية ضد النظام المجرم في دمشق نحى الكرة والأضواء جانباً وأبدى معارضته للنظام وتأييده للمتظاهرين في حمص , ثم انتقل بعد ذلك إلى قيادة هذه المظاهرات بما لَه من حنكة ومهارة وصوت جهوري , وكثيراً ما رآه السوريون وغيرهم على صفحات الفيس بوك وتويتر يصدح بصوته الجميل مطالباً برحيل الأسد وأعوانه , وكان من نشاطه السياسي أنه كان ينتقل من حي إلى حي في مسقط رأسه حمص ليشارك في تلك المظاهرات منشداً ومحمساً للجماهير وحاثاً لهم على متابعة الثورة حتى النصر , وهذا ما جعل النظام يغضب عليه ويحاول اغتياله عدة مرات محاولة منه لإخماد صوته الحر , وقد نجحت إحدى المحاولات الدنيئة بإصابته بجروح جراء إطلاق النار عليه في مظاهرة بحي البياضة , ولم تكتف الأجهزة الأمنية للنظام السوري القاتل بذلك , بل استهدفت منزله مما أدى إلى استشهاد أخيه وليد . وكل هذا لم يفت في عضده , فبعد أن اندملت جروحه عاد مرة أخرى إلى ساحات الثورة , فما كان من النظام إلا أن أعلن عن جائزة مالية ضخمة لمن يُجهز عليه وينهي حياته , إلا أن هذه الإجراء زاد من نشاطه , وكان آخر ما قام به إسعافه بعض الجرحى في قصف عشوائي بالهاون على مدينته حمص مما أدى إلى إصابته مرة ثانية بجراح , لكن جراحه هذه المرة كانت أبلغ وأخطر من إصابته الأولى , وها هو ذا يُحمل إلى مشفى ميداني تابع للثوار ليعالج هناك , ودعوات من كل من عرفه أو سمع به ترتفع إلى خالق الأرض والسماوات أن يكتب لبلبل الثورة السورية الشفاء العاجل .



خالد أبو صلاح أعجوبة الثورة السورية

إنه المطلوب الأول للنظام الأسدي المجرم في حمص , وأحد أبرز وجوه الثورة السورية , ذلكم هو البطل خالد أبو صلاح الذي نذر نفسه في سبيل إسقاط بشار الجزار وحزبه اللعين , إنه شاب في مقتبل العمر لايزيد عمره عن خمسة وعشرين عاماً , دارس للغة العربية , إنه الرجل الأعجوبة , إنه أُمَّةٌ في رجل , ورجل في أمة , فلا يكاد يمر يوم من أيام الثورة السورية المباركة إلا وله فيه صولة وجولة وقصة وجهاد.

فهو الإعلامي النشط , والثائر الذي لا يهدأ , والفارس الذي لم يترجل يوماً من الأيام , فهو من رآه الناس على شاشات التلفزة مع المراقبين الذين بعثت بهم الجامعة العربية إلى سورية , ومدافعاً عن الثوار , وهو الذي كان ينتقل بهم ومعهم من مكان إلى آخر في الأحياء الثائرة , يكشف لهم زيف النظام , ويفضح جرائمه دون خوف أو وجل , وهو الذي يقود المظاهرات ويحركها ليل نهار , وهو الذي كان يضع في برنامجه مواساة أهل الشهداء وإسعاف الجرحى إلى المشافي الميدانية , إضافة إلى متابعته لأعمال الجيش السوري الحر ودعمه بكل مايملك , وهو من كان يتصل بالقنوات الفضائية ليكشف للعالم الحقائق الموجودة على أرض حمص عموماً وحي ( بابا عمرو ) خصوصاً , وباختصار حيثما يكون القصف والقتل في حمص نجد هذا الرجل يدافع عن قضيته برباطة جأش وقوة عزيمة وثقة بنصر الله .

كذلك فقد استطاع هذا البطل المغوار أن يجند أخاه ( أحمد ) في الثورة , وهو ابن الأربعة عشر ربيعاً , لكنه قتل وهو في طريقه إلى أحد المخابز , فبكاه خالد بكاءً مراً , ورثاه بأجمل الكلمات , لكنه حمد الله , وقال : حسبنا الله ونعم الوكيل . وتذكر جملته التي قالها ذات يوم : ( لقد كنت أخشى أن تنتصر الثورة دون أن تُقَّدم أسرتي شهيداً ) , وتابع قوله : أنا لست أفضل من الكثيرين الذين فقدوا أحبتهم , ثم عاد بعد دفنه مباشرة إلى ميادين المواجهة .

لكنه ما لبث أن أُصيب بعد أسابيع بشظايا قنابل جراء قصف على مدينة حمص . وهناك في المشفى الميداني الذي نُقل إليه حَمل رفاقه الثوار عنه أربع رسائل :

الأولى , إلى رب العباد يقول فيها : ياربِّ اخترنا الموت على المذلة , والشكوى لغيرك مذلة , يا أرحم الراحمين إن لم تنصرنا فمن ينصرنا ؟ يا الله .. ما لنا غيرك يا الله .

أما الرسالة الثانية فكانت إلى المسلمين في أنحاء العالم قائلاً : أيها المسلمون لا تخذلوا الشعب السوري.

وأما الرسالة الثالثة فكانت إلى الثوار : الموت ولا المذلة , ( إياكم أن تضعفوا أو تستكينوا , تابعوا الثورة حتى النصر ) .

وأما الرسالة الرابعة فهي إلى المجرم بشار يقول له فيها : لا تظن أيها المجرم أننا سنستسلم , والله لو قتلنا كلنا لن نستسلم .

بارك الله فيك أيها البطل المقدام لقد كنت بحق أحد صناع هذه الثورة المباركة , بل كنت أعجوبتها .















التوقيع
قال الشافعي رحمه الله: أركان الرجولة أربع: الديانة والأمانة والصيانة والرزانة.

قال الخليل ابن أحمد: التواني إضاعة, والحزم بضاعة, والإنصاف راحة, واللجاجة وقاحة.


اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي

اللهم أنصر من نصر الدين وأخذل من خذل الدين
رد مع اقتباس
غير مقروء 25-Jun-2012, 02:24 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ابو فيصل العطاوي
اللجنة الإعلامية
إحصائية العضو





التوقيت


ابو فيصل العطاوي غير متواجد حالياً

افتراضي

اسأل الله ان ينصر اخواننا السنه في وسوريا عاجلا غير اجل


وهذا هو الحال دائما
لو كانت القوة متكافئة لما كان هذا هو حال السنه هناك

لكن الله لا يخلف وعده


والنصر قادم ان شاء الله تعالى

الصبر ثم الصبر ثم الصبر ثم النضال الى اخر قطره من دماء السنه

ابو ضيف الله















التوقيع
الوعي في العقول !!!
وليس في ألأعمار !!!
ألأعمار مجرد عداد لأيامك ؟
والعقول حصاد فهمك وقناعاتك للحياة ,,
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن »07:51 PM.


 Arabization iraq chooses life
Powered by vBulletin® Version 3.8.2
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
اتصل بنا تسجيل خروج   تصميم: حمد المقاطي