الرئيسية التسجيل التحكم


اختيار تصميم الجوال

العودة   الهيـــــــــــــلا *** منتدى قبيلة عتيبة > المنتديات العامة > الأسرة والمجتمع

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: البيت لاعجبني اجاريه باحساس (آخر رد :الريشاوي)       :: كل عضو او شاعر يسجل بيتين غزل الفهاا من قصائده .. بشرط ان تكون غزليه فقط .. (آخر رد :الريشاوي)       :: ودي ولا ودي وابيهم ولا ابيه (آخر رد :الريشاوي)       :: واكتبي هذا أنا أنا ليلى العامرية (آخر رد :الريشاوي)       :: البيت لاعْجَبني اجاريه باحساس (آخر رد :الريشاوي)       :: أنـا لا تلوموني ولو ملـت كل الميل (آخر رد :الريشاوي)       :: اوافق .. واقول النفس صعبه مطالبها (آخر رد :الريشاوي)       :: الحب اقفى في ديانا ودودي (آخر رد :الريشاوي)       :: امير قبيلة المحاقنة قبل الدولة السعودية (آخر رد :متعب الوحيدب)       :: امير قبيلة المحاقنة قبل الدولة السعودية (آخر رد :متعب الوحيدب)      

إضافة رد
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
غير مقروء 08-Apr-2004, 07:51 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ناصر العصيمي
عضو ممـــيز

الصورة الرمزية ناصر العصيمي

إحصائية العضو





التوقيت


ناصر العصيمي غير متواجد حالياً

إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى ناصر العصيمي
افتراضي الاسرة والمجتمع ( ماذا تعني ؟؟؟)

بسم الله الرحمن الرحيم



البحث الأول : المقصود بالأسرة والمجتمع والتفكك الأسري

أ – الأسرة :-

1- لغة :-

" الأسرة " الدرع الحصينة ، وأهل الرجل وعشيرته ، والجماعة يربطها أمر مشترك ، الجمع " أسر "

وأسرة الرجل : عشيرته ورهطه الأدنون ، لأنه يتقوى بهم ، وفي الحديث " " .. في أسرة من الناس : ، الأسرة عشرية الرجل وأهل بيته.



2- اصطلاحا :-

جاء في حوليات كلية الآداب أن الأسرة تجمع طبيعي لأشخاص إنتظمتهم روابط الدم ، فألفوا وحدة مادية ومعنوية .

أورد الكاتب محمود حسن مجموعة من التعاريف للأسرة ، فقال الأسرة هي الوحدة الأساسية للنمو والخبرة للنجاح أو الفشل ، وهذا كذلك الوحدة الأساسية للصحة أو المرض .

الأسرة هي جماعة من الأشخاص يلتفون حول هدف واحد وهو إيجاد مجموعة من القواعد الاجتماعية الفعالة .

الأسرة هي الوحدة الأساسية للمجتمع التي تؤدي إلى اتحاد الذكر والأنثى لإنجاب النسل ، والسهر على تربية الأطفال وإعدادهم لتحمل مسؤولياتهم الاجتماعية .

الأسرة هي الأداة البيولوجية التي تحقق إنجاب النسل واستمرار حياة المجتمع ،وهي الوسيلة التي تنتقل من خلالها الخصائص الوراثية من جيل إلى آخر .

ويعرفها الدكتور محمد عقلة فيقول :-

الأسرة هي الوحدة الأولى للمجتمع وأولى مؤسساته التي تكون العلاقات فيها – في الغالب – مباشرة ويتم داخلها تنشئة الفرد اجتماعيا ، ويكتسب منها الكثير من معارفه ومهاراته وميوله وعواطفه واتجاهاته في الحياة ، ويجد فيها أمنه وسكنه .

والأسرة من وجهة نظر علم الاجتماع هي عربة الوعي الجمعي .

وتعرفها الدكتورة سناء الخولي بأنها جماعة اجتماعية أساسية دائمة ، ونظام اجتماعي رئيسي ، وليست أساس وجود المجتمع فحسب ، بل هي مصدر الأخلاق والدعامة الأولى لضبط السلوك والإطار الذي يتلقى فيه الإنسان أول دروس الحياة الاجتماعية .

يقول نيمكون أنها ارتباط يدوم قليلاً أو كثير للزوج والزوجة بأطفال أو بلا أطفال ، أو هو ارتباط رجل أو امرأة فقط بلا أطفال .

ويعرف بيرجس ولوك الأسرة أكثر تفصيلاً بقولهما : أنها جماعة من الأشخاص يتحدون الزواج أو الدم أو التبني ، فيكونون سكنا مستقلاً ، ويتفاعلون في تواصل مع بعضهم البعض بأدوارهم الاجتماعية المختصة كزوج وزوجة ، أم وأب ، ابن وابنة ، أخ وأخت ، الأمر الذي ينشئ لهم ثقافة مشتركة .

وخلاصة القول أن الأسرة هي ثمرة الاقتران بين الرجل والمرأة ، وهي المدرسة الأولى للنشئ التي ينهل منها المعارف العامة التي يعرف بها الخير فيتبعه ويعرف الشر فيجتنبه ، وهي النواة الأولى لبناء المجتمع .



ب- تعريف المجتمع :-

1- لغة :

المجتمع : هو موضع الإجماع والجماعة من الناس

2- اصطلاحا

نظر القدامى من الفلاسفة إلى كلمة " مجتمع " على أنها مرادفة لكلمة " الإنسانية" أو النوع الإنساني .. أما اليوم فيرى فريق من علماء الاجتماع أن كلمة " مجتمع " يجب أن تقتصر على المجموعة التي تجمع بينها وحدة ثقافية ، ثم أصبح من المعترف به أخيراً بعج تقدم الدراسات الاجتماعية وتشعب نواحي البحث فيها أن تطلق كلمة " مجتمع " على أي مجموعة من الناس تربط بينها مصالح دائمة ، فالأسرة مجتمع ، والعشيرة مجتمع ، والقرية مجتمع ، والطائفة المهنية مجتمع ، والطائفة الدينية مجتمع ،وقد حدد اليود هذه الصلات أو الروابط النفسية العلاقات المتبادلة التي يتم عن طريقها تبادل المنفعة ، والوحدة في المزاج ، والتطلع نحو آمال مشتركة .

إن المجتمع طائفة من الناس يخضعون لسلطة واحدة وتجمع ينهم تقاليد وعادات ونظم واحدة .

ويقول محمد الرابع الحسيني الندوي في تعريفه للمجتمع ك-

* المجتمع البشري ( هو ) مجموعة من الأفراد يتعايشون في إطاره فيما بينهم في مختلف نواحي حياتهم على أساس رابطة من الروابط تكون فيها وحدة اللغة أكبر من عواملها .

" فالمجتمع في مصطلح علم النفس يطلق على المجموعات البشرية التي تجمعها وتعمل فيها الوحدة الفرية بعواملها المختلفة .



جـ - تعريف التفكك الأسري :-

1- لغو :-

( تفكك ) إنفك ، ويقال : تفككت شخصية فلان ، ضعفت ، وفلان يتفكك في مشيته وكلامه يضطرب فيهما

فالتفكك في اللغة معناه الضعف والاضطراب .

( تصدع ) أي ( تفرق ) يقال : تصدع القوم : أي تفرقوا ، قال منحم بن نويرة يرثي أخاه مالكاً :-

وكنا كندماني ذجيمة حقبة من الدهر حتى قيل لن يتصدعا

لما تفرقنا كأنـــــي ومالكاً لطول اجتماع لم نبت ليلة معا

وعلى هذا فمعنى التفكك في اللغة يدور حول الضعف والاضطراب والتفرق والتمزق والتصدع .



2- تعرف الدكتورة سناء الخولي التفكك بقولها :-

" التفكك هو عبارة عن أزمات ومشاكل تستولي على الأسرة فتؤدي إلى تمزقها ، وتجعل أفراد الأسرة يعيشون منفصلين .

ويشير التفكك الأسري إلى انهيار الوحدة الأسرية وانحلال بناء الأدوار الاجتماعية المرتبطة بها عندما يفشل عضو أو أكثر في القيام بالتزامات دوره مرضية .

ويقول الدكتور محمد عاطف غيث في حديثه عن التفكك الأسري " التفكك الأسري يشير إلى وهن أو سوء تكيف وتوافق أو انحلال يصيب الروابط على ما قد يصيب العلاقة بين الرجل والمرأة بل يشمل أيضاً علاقات الوالدين بأبنائهما .

ويرى الدكتور محمد صبري النمرة في مقابلة أجريتها معه ، بأن التفكك الأسري هو وجود خلل في البناء الأسري ، لعدم قيام الأسر بوظائفها من حيث إشباع الحاجات الأساسية للأبناء .

معنى ذلك أن التفكك الأسري هو نتيجة عدم قيام أحد أعضاء الأسرة بدوره على المستوى المطلوب ، وذلك يؤدي على اضطراب الأسرة ، وبالتالي يكون مصيرها التفكك ، لاهتمام كل فرد بما يخصه ويهم مصلحته لا بما يهم استقرار الأسرة وتماسكها .

قد يصيب العلاقة بين الرجل والمرأة بل يشمل أيضاً علاقات الوالدين بأبنائهما .

ويرى الدكتور محمد صبري النمرة في مقابلة أجريتها معه ، بأن التفكك الأسري هو وجود خلل في البناء الأسري ، لعدم قيام الأسر بوظائفها من حيث إشباع الحاجات الأساسية للأبناء .

معنى ذلك أن التفكك الأسري هو نتيجة عدم قيام أحد أعضاء الأسرة بدوره على المستوى المطلوب ، وذلك يؤدي على اضطراب الأسرة ، وبالتالي يكون مصيرها التفكك ، لاهتمام كل فرد بما يخصه ويهم مصلحته لا بما يهم استقرار الأسرة وتماسكها .



المبحث الثاني : عناية الإسلام بالأسرة

لقد جاء في النصوص الشرعية ما يدلنا دلالة واضحة على عناية الإسلام بالأسرة ، حيث شرع من الأحكام ما يكفل لها البقاء والاستمرار .

قال الله تعالى :-

{ ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا . حرمت عليكم أمهاتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة وأمهات نسائكم وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم وإن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف إن الله كان غفوراً رحيما والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم كتاب الله عليكم ... } .سورة النساء / 22 - 24

وقال عز من قائل : { الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله . اللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان علياً كبيرا وإن خفتم شقاق بينهما حكما من أهله وحكما من أهلها . إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليماً خبيراً } .النساء 34 – 35

ففي الآيات الأولى بين الله سبحانه وتعالى لنا أنه على الرجل إذا أراد أن يختار شركة حياته أن يجتنب مجموعة من النساء لأنهن المحارم فلا يجوز له الاقتران بأي واحدة منهن تربطه أي علاقة بها من العلاقات المذكورة في الآيات كالأمهات والبنات والأخوات والعمات والخالات وبنات الأخوات وبنات الأخوة وزوجات الأب وزوجات الأبناء والأمهات من الرضاعة والأخوات من الرضاعة والربيبة – وهي ابنة الزوجة – إن كان دخل بأمها ، وكذلك يحرم الجمع بين الأختين ، وقد جاءت السن النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام بما جاء في كتاب الله تعالى ، كما أنها جاءت بأحكام مبينة لأحكام القرآن الكريم ومضيفة إليها فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول :" لا تجمع المرأة على عمتها ولا المرأة على خالتها ".

وما ذلك إلا دليل على عناية الإسلام بالأسرة ، وأي عناية ! فهذه عناية بالأسرة وهي في إطار التكوين ، فما أجل الإسلام . وما أعظمه ! وإذا عناية بالأسرة وهي في إطار التكوين ، فما بالك بعناية الإسلام بالأسرة بعد أن يربط الرجل بالمرأة عقد صحيح ويكونا بيتا يخرجان منه الأجيال . فعناية الإسلام لها مظاهر عديدة واضحة للعيان ، ومنها :-

1- وضع الأحكام والضوابط والآداب التي تحكم الأسرة بصورة مفصلة تكفل نجاحها وأداء وظيفتها وتحقق أغراضها .

فقد رتب الله تعالى على كل من الزوجين حقوقا للآخر ، قال تعالى : { ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة } .

ومن الأحكام والضوابط التي تكفل للأسرة نجاحها والتي جاء بها الإسلام بر الوالدين ورعايتهما . قال تعالى : { وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا } . ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما سأله أحد الصحابة : من أحق الناس بحسن الصحبة ؟ قال أمك ، قال ثم من ؟ قال أمك قال ثم من ؟ قال أمك ، قال ثم من ؟ قال أبوك ، ثم الأقرب فالأقرب .

وغير هذه الأحكام التي وردت في الكتاب والسنة موضحة حقوق الآباء على الأبناء وحقوق الأبناء على الآباء ، فإن الإنسان {رجلاً كان أو إمرأة ) إذا تبع هذه الضوابط يعيش في سعادة وطمأنينة ، وبذلك يضمن لأسرته السعاة .

2- الإعلاء من شأن هذه الرابطة بما نجده من حث للزوجين على الوفاق وحسن المعاشرة ، كما أن كتاب الله سماها ميثاقاً غليظاً . قال الله تعالى { وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً } .

وقال عز وجل :{ وإن أردتم استبدال زوج وآتيتم إحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا، وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقاً غليظاً } .

فالأمر بحسن المعاشرة ، وتسمية العقد الزوجي بالميثاق الغليظ دليل على العناية الكبيرة التي أولاها الإسلام للأسرة .

3- حث الإسلام على الزواج ، ودعوة القادرين إليه ، وتحذيره من العزوبة لمن ملك أسبابه .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا معشر الشباب ، من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإن له وجاء "

وقال عليه أفضل الصلاة والسلام " تناكحوا تناسلوا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة "

قال تعالى : { وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله } .

4- اختصاص عقد الزواج – نواة الأسرة – وتفرده ببعض الأحكام دون سائر العقود ، وذلك صيانة له وحرصاً على دوامه واستقراره .

وفي المجموعة الثانية من الآيات تظهر عناية الإسلام بالأسرة من خلال هذه الآيات أن الله تعالى جعل للرجل حق القوامة ، فالرجل من واجباته الإنفاق على زوجته وأولاده وكل من يعوله واهتمام الإسلام يجعل قائم يقوم بحق الأسرة وهو الزوج دليل على العناية الكبيرة التي أولاها الإسلام للأسرة .

ومن مظاهر العناية بالأسرة المستفادة من الآيات أن الله تعالى لنشوز الزوجة علاجاً يحفظ للأسرة تماسكها ، وهذا العلاج على مراحل لا ينتقل إلى المرحلة الثانية إلا إذا لم تصلح المرحلة الأولى ، ومراحل العلاج كالتالي :-

1- الوعظ .

2- الهجر في المضجع .

3- الضرب غير المبرح ، والذي لا يترك أثراً بشرط إجتناب الوجه .

4- الحكمين .

واهتمام الإسلام بعلاج المشاكل دليل واضح على العناية الفائقة التي أولاها الإسلام للأسرة ، فلم يجعل الإسلام العلاج هو الانفصال بين الزوجين ،وإنما جعل الانفصال آخر الحلول ، ولك إذا تعذرت وتعذر الوفاق بين الزوجين ولم يكن هناك سبيل لجمع كلمتهما .

وتستفيد من ذلك قيمة كبيرة في نظر الإسلام ، فيجب المحافظة عليها مما يؤدي بها إلى التفكك والتصدع والتمزق حتى نحمي الأجيال من الانحراف والفساد .

ويقول الأستاذ مصطفى السباعي في كتابه أخلاقنا الاجتماعية في معرض حديثه عن الأسرة وعناية الإسلام بها :-

" جسم الأمة كائن يتعرض لما يتعرض له جسم الرد من أمراض وعلل ، وكما تهتم الحكومة بوقاية الأفراد والجماهير من الأمراض الفتاكة والعلل الخبيثة تهتم الشرائع والحضارات الإنسانية بوقاية المجتمعات من الأمراض الاجتماعية والخلقية حتى يظل الإنسان الراقية بوقاية المجتمعات من الأمراض الاجتماعية والخلقية حتى يظل بنيان قويا متماسكاً ينهض بالواجب بقوة ومضاء ، ويثبت للكوارث بجلد وإباء ، ويعيش في الحياة موفور الكرامة ، منيع الحنى ، نبيل الغاية كريم الخلق والسمعة ، يأوى إلى ظل ظليل من أمن شامل ، وسعادة تغمر الناس جميعا حتى لكأنهم في طمأنينتهم وسمو أروحهم كملائكة السماء لا خوف عليهم ولا هم يحزنون "

وقال : .." ... ولعل الإسلام وهو أوفى الأديان والشرائع عناية بتوازن القوى المختلفة في المجتمع ، وبناء الأمم بناءً متراصاً لا وهن فيه ثغرة ولا اختلال ... إنك لتراه يعنى بتنظيم حياة الناس المادية كأتم ما تعنى بذلك المذاهب الاقتصادية ، ويهتم بتقويم الأخلاق الاجتماعية كأقوى ما تهتم بذلك الدعوات الأخلاقية ويبالغ في تطهير الروح وتهذيب النفس أشد مما تبالغ في ذلك الأديان الروحية ... } .

المبحث الثالث :- مقومات الأسرة الصالحة

الأسرة ينبغي أن تؤوى وترعى وتصان وتحفظ من عوادي الحياة الخارجية ، فإذا هيأت الأسرة ذلك للزوجين بتكافلهما وتعاونهما وتفاهمهما فيزيولوجيا وروحيا كان ذلك سنداً كبيراً للأفراد في نشاطهم الخارجي وقوة كبيرة تمدهم في أعمالهم وجهودهم ، يعتمدونه إذا عصت بهم العواصف الخارجية يبتون به ويتماسكون في الغمرات ، قال تعالى " { ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة } .



وقالت عائشة ( رضي الله عنها ) : " النساء شقائق الرجال "



ومعنى ذلك أن النساء نظائر الرجال وأمثالهم في النشأة والأخلاق والطباع ، شقوا جميعا من جبلة واحدة فهم متتامون .

ومن خلال تتبع آيات كتاب الله تعالى وما جاء في سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بالأسرة المسلمة وأسس تكوينها ، وجميع ما يتعلق بها استطعنا أن نتنبط بعض المقومات والأسس التي تضمن للأسرة تماسكها وبقاءها ، ومنها :

أولا :-ً الاتصال الصحيح بالله تعالى :-

إن الإنسان لا يتسنى له الاتصال الصحيح بالله تعالى إلا إذا تتبع الله تعالى فأتبعها ونواهي الله تعالى فأجتنبها وذلك من خلال النظر في كتاب الله العزيز ، والنظر في سنة سيد الأولين والآخرين محمد عليه وعلى آله وأصحابه والتسليم.

فالقرآن الكرم ضم بين دفتيه ما يتعلق بحياة الإنسان في جميع مراحل هذه الحياة ، ففيه بيان الأسس تكوين الأسر ، وبيان للضوابط التي تحمي الأسرة من المشاكل والتفكك ، فإذا كان اتصال الزوجين بالله سبحانه وتعالى صادقا ، عاملين بأوامره ، مجتنبين لنواهية وفقهم الله سبحانه وتعالى في حياتهما ، فيعيشان حياة سعيدة بعيدة عن التفكك والتصدع .

هذا من حيث الزوجين أما من حيث أفراد الأسرة الآخرين ، فإذا عملوا بأوامر الله تعالى و اجتنبوا نواهية فإنهم يرتقون بأسرهم إلى المستوى الأعلى والمقام الأسمى الذي يؤهلهم لتنزل الرحمات والبركات من الله سبحانه وتعالى ، أما إذا كان اتصالهم بالله سبحانه وتعالى ضعيفاً بحيث لا يقوم كل فرد من أفراد الأسرة بما أوكل عليه الأمور فإنه يقود الأسرة إلى التشتت والدمار ، وبالتالي الخيبة والخسران .

فالاتصال الصحيح بالله تعالى يعتبر من أهم المقومات التي تضمن للأسر سعادتها في الدار الدنيا والدار الآخرة ، لأن أساسه هو المنهج الرباني الذي بين ما يجب على كل فرد من أفراد الأسرة من واجبات ، وأرشد إلى طريق السعادة في الأسر والمجتمعات .

ثانياً : حسن اختيار الزوج :-

تعيش الأسرة في سعادة وتماسك إذا سلك الزوجان ما يجعلهما يعيشان في سلام ووئام بعيداً ع المشكلات ، وهذا الطريق لا يوفقان إليه إلا إذا تتبعا كتاب الله تعالى وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم حيث إن الله تعالى بيّن لنا أسس الحياة السعيدة ، وهذه الأسس ليست بعد الاقتران بين الرجل والمرأة فحسب وإنما منذ أن يبدأ كل من الرجل والمرأة ببناء القاعدة الأساسية التي تحمي الأسرة من التفكك والدمار ، وتسعى بها إلى الصلاح حينما يفكر كل من الرجل والمرأة في الاقتران بالطرف الآخر .

هذه القاعدة هي الاختيار الصحيح لشريك الحياة . قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز "{ فأنكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع } .

ففي هذه الآية علق الله سبحانه وتعالى بما تطيب إليه النفس ، لأنه مما لا يخفى على عاقل – أن ما تطيب إليه النفس لا يمكن أن يفرط فيه شخص طابت نفسه إليه وإنما تجد يحافظون عليه فالرجل الذي تطيب نفسه في إمرأة عليه أن يحافظ عليها ، لأنه قد أختارها لتكون أماً لأولاده .

وبالتالي فعليه أن يبتعد عن كل ما يؤثر على الحياة الزوجية تأثيراً سلبياً يؤدي بها إلى التمزق والتفكك ، والنبي صلى الله عليه وسلم بين هذا الأساس فقال : " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ، ألا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ".

ففي هذا التوجيه النبوي جعل الرجل الذي ترضى به المرأة دينا وخلقا هو الرجل الذي يحفظ للأسرة كيانها . وذلك واضح من قوله صلى الله عليه وسلم في آخر الحديث : ... فزوجوه ... " والابتعاد عن هذا المنهج يؤدي إلى وقوع الفساد ، والدليل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : " .. ألا تفعلوا تكن فتنة في الأرض .. " .

" .... وإن إختيار الزوج لأجل خطراً وأعظم شأنا من إختيار الزوجة وذلك لأن التخلص من سوء إختيار الزوجة ممكن بالطلاق أو بالإنفصال أو بالهجر أو أن يتزوج عليها وهي غير راضية عن الزواج الثاني ( فتحدث بينهما مشاكل قد تؤدي إلى حدوث التفكك الأسري ).

5- التوافق البيئي أو أن تكون بيئاتهما متقاربة ، فلو كانت الزوجة من بيئة ريفية والزوج من بيئة حضرية محضة ، فهذا قد يؤدي إلى إختلافات في طريقة الحياة والمعيشة والإحتفال بمواسم معينة وإختلاف في العادات والتقاليد . هذا كله يتلافى إذا كانا من بيئة متقاربة فلا يكون هناك إختلاف شائع في البيئة التي عاشت فيها المرأة والبيئة التي عاش فيها الرجل .

" فقد أوصى الإسلام بمراعاة التكافؤ الاجتماعي بين الزوجين ، فالمتقاربان تتحد اتجاهاتهما ، وتتفق مشاربهما ، وتتقارب وجهات نظرهما ، فتحلوا حياتهما ، ويظلل الأمن والهدوء والتفاهم بينهما ، وقد ترضى فتاة – إرضاء لنزوة عابر – أن تربط مصيرها بمصير رجل أقل منها في المستوى الخلقي أو العقلي أو البيئي ، فإذا بعلها هدف لسهام النقد الصحيح ، فإذا هي أرجح منه عقلا ، وأوفر علماً ، وأمتن خلقا ، وأعلى منزلة ، فلا تلبث أن تتنمر وتتمرد عليه وعلى العيش معه والسكن إليه ، فتكلل حياتهما بالحقد والكراهية والاضطراب .



ثالثاً : الحفاظ على سرية الحياة الزوجية :-

وذلك لأن حياة الأسرة خاصة جداً فما يحدث في المنزل يترك في المنزل ، فلا يخرج الرجل أو المرأة بذلك خارج المنزل ، فقد يخبر الرجل صديقه بالمشكلة ثم يخبر الصديق الناس فتكبر وتصل إلى الأسرة بصورة كبيرة ، وهذه قد تكون بداية لتصدع الأسرة بسبب إفشاء سر الحياة الزوجية .

ويستثنى من المجتمع أن يتدخل أب الزوج في حل مشاكل الأسرة ، لأنه لا يعقل أن يفعل ما يضر بابنه وما يضر بزوجة أبنه .



رابعاً : السكون النفسي :-

قال تعالى :{ ومن آياته أن خلق لكم أزواجا لتسكنوا إليها ... } .

وهذا السكون يتحقق لكلا الزوجين من خلال إتصالهما وإفضاء أحدهما للآخر ، وبه يزول أعظم إضطراب فطري في القلب والعقل ، لا ترتاح النفس وتطمئن في سريرتها بدونه .

وحتى يمكن للزوجين أن يحققا هذا السكون لا بد أن يتبعا المنهج القويم الذي أرشد الله تعالى إليه ، فيقصد كل منهما بما يحصل من الإفضاء إلى الآخر إحصاناً للطرف الآخر وإعفافاً عن الحرام .

قال تعالى : { وأحل لكم ما وراء ذلكم أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسفحين ... } وقال تعالى :{ فانكحوهن بإذن أهلهن وآتوهن أجورهن بالمعروف محصنت غير مسفحت ولا متخذات أخدان } .

وقال تعالى :{ والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن محصنين غير مسفحين ولا متخذي أخدان ...}.

خامساً الرحمة والمودة :-

فالإسلام قد حرص على أن تقوم حقوق الزوجين وواجباتهما عى أساس من المودة والرحمة ، فقد ربط الإسلام بين الزوجين برباط المحبة يضمهما كما يضم اللباس الجسد فيكون كل منهما لباساً للآخر وفي ذلك يقول الله تعالى :{ هن لباس لكم وأنتم لباس لهن ... } . ولم يذكر الله تعالى الحب ، ولم يجعله رباطا بل ذكر المودة والرحمة وجعلهما الرباط ، لأن الحب نزوة جسدية تشبهها الشهوة ، ولا يصلح أساسا لدوام العشرة ، وغالبا ما تنطفئ جذوته بعد الزواج فهو ليس من عناصر الثبات في الحياة الزوجية ، فكم رأينا رباطا قام على الحب ثم ما لبث أن تراخى وأنتهى بالفرقة ، أما المودة والرحمن فهما رباط روحي ، منهما تنشأ المحبة لتلائم بين جسدين تعدهما لحياة مستقرة ومستمرة ومشاركة في إنشاء الأسرة.

وقد روي أن عمر بن الخطاب قال لرجل همَّ بطلاق زوجته : لم تطلقها قال : لا أحبها ، فقال له عمر : أوكل البيوت بنيت على الحب . أين الرعاية والذمم ؟

" إن دوام الحياة الزوجية رهن بدوام المحبة بين الزوجين ، والمحبة هي الحب السليم ، يتحول بعد الزواج إلى إحساس بتبادل المودة والرحمة بين الزوجين ، وشعور بالواجب الملقى عبر كل منهما بحيث يسود الحياة الزوجية تفاهم وتسامح ورضا .

وقد عبر زوج عن الوسيلة التي تستديم بها زوجته مودته فخاطبها قائلاً :-

خذي العفو مني تستديمي مودتي ولا تنطفي في ثورتي حين أغضب

ولا تكثري الشكوى فتذهب بالهوى فيأباك قلبي والقـلـــوب تقـــــلب

فإني رأيت الحب في القلب والهوى إذا اجتمعا لـــم يلبث الحب يذهب



وقد قال الله تعالى :{ وجعل بينكم مودة ورحمة } . فحتى تعيش الأسرة في سعادة لا بد وأن تكون المعاملة بين الزوجين تسودها المودة والاحترام ، ويجب أن يكون هناك تعاون مشترك في كل متطلبات الحياة الزوجية ، ومن حيث التعامل مع الأسر ( أسرة الزوج وأسرة الزوجة ) لا بد أن تكون بمودة واحترام .

ومن حيث معاملة الزوجين للأولاد لا بد أن تخيم الرحمة عليهما فيتمكنان من القيام بتربيةالأولاد تربية إسلامية صحيحة ، ورحمتهم هذه للأولاد سبيل إلى السعادة للأسرة والمجتمع ، فعدم التربية الصحيحة يؤدي بالأولاد إلى الأنحراف ويكونون فساد في المجتمع ، أما تربيتهم تربية إسلامية فهي تنتج أجيالا أقوياء يحمون من الانحراف والفساد " فالإحترام المتبادل بين الزوجين أحد أسرار السعادة الزوجية "



سادساً : التعاون في تدبير النفقات :-

تشغل المشاكل المادية جزءاً كبيراً من خلافات الأزواج بصفة عامة ، وغالبا ما تثير الزوجة هذه المشاكل إما بإتهام الزوج بالإسراف أو بإتهامه بعدم توفير الدخل الكافي .

فالزوجان إذا كانا يعملان فعليهما أن يكونا يداً واحدة في توفير لقمة العيش لأبنائهم ولأفراد الأسرة ، وعليهما التعاون في توفير متطلبات الأسرة ، وإذا كانت المرأة تعمل في بيتها فعليها أن تراعي زوجها في الطلبات ، فلا تطلب كل الأشياء التي تراها في بيوت جاراتها أو بيوت صديقاتها وإنما عليها أن تراعي الدخل الشهري لزوجها ، لأنها إذا غالت في الطلبات غير الضرورية ساءت العلاقة بينها وبين زوجها وبالتالي تحدث المشاكل التي قد تكون سببا في تفكك الأسرة وتمزقها ، أما إذا راعت المرأة زوجها واقتنعت بما رزقها الله تعالى ولم تنظر إلى شهوات الحياة الدنيا فإن ذلك يكون سببا من أسباب السعادة ، فالتعاون بين الزوجين في تدبير النفقات له دور كبير في حماية الأسرة من التصدع والتمزق .

" وقد عدد هيل ( HEEL ) العوامل المذدية إلى التوافق مع الأزمة فيما يلي:-

1- مدى إستعداد الأسرة لمواجهة الأزمة .

2- تكامل الأسرة .

3- مدى العلاقة العاطفية بين أعضاء الأسرة .

4- التوافق الزواجي القوي بين الزوجين .

5- علاقات الصداقة الحميمة بين الآباء والأبناء .

6- مشاركة مجلس الأسرة في إتخاذ القرارات.

7- المشاركة الإجتماعية للزوجة .

8- الإستفادة من التجارب السابقة في الأزمات .

وترى الدكتورة إحسان زكي عبد الغفار وغيرها أن العلاقات الأسرية تعتمد في نجاحها على عدة أمور هي :-

1- إتفاق الأب والأم على معاملة الأبناء .

2- العدل بين الأبناء في كل شيء .

3- إلتزام الوالدين بالأخلاق والقيم الإسلامية .

4- تساوي الهدف المنشود من الأسرة بين الوالدين .

5- مشاركة الأبناء في توفير إحتياجات الأسرة .



ويرى بيرجس ووالين أن الأسرة لا تكون متماسكة إلا إذا توفرت فيها ضوابط في مختلف العلاقات بين الزوجين ، فمثلاً في العلاقات الودية ، فترى أنه إذا كان الحب المتبادل بين الزوجين على معناه الحقيقي لا تشوبه شائبه الحيلة والخداع يكون ذلك سبيلا من سبل السعادة الأسرية ، وكذلك إذا كان هناك إشباع لكل طرف من الطرفن من حيث العلاقات الجنسية ، فهذا من الضوابط التي تحفظ كيان الأسرة من التفكك والمشاكل الأسرية ومن حيث العواطف فالرجل يسعى إلى إراحة زوجته الراحة النفسية ويكون ذلك من أسباب التآلف بينهما ، وكذلك المرأة إذا كانت تسعى إلى إسعاد زوجها وإراحته نفسياً وبدنيا فذلك يؤدي بهما إلى حماية الأسرة من التفكك الأسري .

أما من حيث نمو الروابط بين الزوجين ، فحتى تعيش الأسرة في تماسك للأبد وأن يكون كل من الزوجين موافقا للآخر في الثقافة والميول والقيم ، ومشاركاً له فيما يخص المحيط الأسري سواء أكان ذلك فيما يتعلق بالأبناء أم بالبيت أم بغيرهما من شؤون الأسرة .

ومن حيث رابطة الزواج نفسها وما ينبني عليها ، فعلى كل واحد من الزوجين ألا يستبد برأيه ، وإنما عليه أن يلتزم المبدأ الإسلامي وهو الشورى ، فيتشاور مع الطرف الآخر ، ويشاركه في حل القضايا حتى لا يحس أحد الطرفين بالغربة عن الآخر ، فيكون ذلك دافعا إلى السعي في تفكيك الأسرة والسعي إلى تدميرها .



المبحث الرابع : اثر الأسرة المتماسكة على الأجيال

لقد حفظ الإسلام الإنسان في جميع مراحل ونظم له علاقاته ، ومن هذه العلاقات علاقة الآباء بالأبناء، فنجد الإسلام يضع الجانب العاطفي والروحي في المقام الأسمى من هذه العلاقة ، فإن الأطفال يحتاجون إلى العطف والحنان ، وقد جعل الله سبحانه وتعالى المرأة أكثر عاطفة من الرجل ، لأنها هي تحضن الطفل وترعاه في البيت ومنها يستقي الحنان ، وحاجة الطفل إلى عواطف الأم تبدأ وهو جنين في بطنها حيث يتغذى في أحشائها بما تتغذى به ولذلك أمرت الحامل بالحفاظ على صحتها وصحة جنينها ، والطفل لا يتغذى في حضن أمه بالحليب فحسب ، بل هو إلى جانب ذلك يكتسب انفعالاتها من رضى وغضب وفرح وحزن وحب وكره .... من هنا استحقت نساء الأنصار ثناء وتقدير المصطفى صلى الله عليه وسلم لما يتمتعن به من عطف غامر على فلذات الأكباد ، علاوة على استشعارهن حال الأزواج وتعاطفهن مع إمكاناتهم ومقدراتهم المادية حيث يقول :" خير نساء ركبن الإبل ، صالح نساء قريش ، أحناه على ولد في صغره ، وأرعاه على زوج في ذات يده ".

كما جاءت دعوته الصريحة إلى الرحمة بالطفولة الضعيفة المفتقرة إلى العطف والراية حيث يقول صلى الله عليه وسلم : في غير ما حديث :"ليس منا من لم يرحم صغيرنا " ، وروي عن أبي هريرة قال : قبّل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي وعنده الأقرع إبن حابس التميمي ، فقال الأقرع : إن لي عشرة من الولد ما قبّلت منهم أحداّ ، فنظر إليه رسول الله ثم قال :" من لا يرحم لا يُرحم " .

وها هو خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) يخاطب عمر حين خاصم إليه زوجته أم عاصم ليسترد ولده منها فيقول " ريحها ومسها ومسحها وريقها خير له من اشهد عندك ".

ولقد ذكرت الدكتورة عائشة اليسار – وكيل الوزارة المساعد بوزارة التربية والتعليم بدولة الإمارات العربية المتحدة – في بحث ألقته في المؤتمر الإقليمي الرابع المنعقد في مسقط بسلطنة عُمان في الفترة ( 15 – 18 / 12 / 1986م) مجموعة من التوصيات التي تؤدي إلى حماية الأسرة من التفكك الأسري ومنها :-

1- السعادة الزوجية تؤدي إلى تماسك الأسرة مما يخلق جواً يساعد على نمو الطفل وإكتمال شخصيته .

2- الوفاق والعلاقات السوية بين الوالدين تؤدي إلى إشباع حاجة الطفل من الأمن النفسي والتوافق الإجتماعي .

3- العلاقات والإتجاهات المشبعة بالحب والقبول والثقة تساعد الطفل في أن يصير شخصاً يحب ويتقبل الآخرين ويثق فيهم .

4- العلاقات المنسجمة بين الإخوة الخالية من تفضيل طفل على طفل ، الخالية من التنافس تؤدي إلى النمو النفسي السليم للطفل .

وقد أجمل الدكتور مصطفى رجب – في مقال له نشرته مجلة الوعي الإسلامي بعنوان امسؤولية التربوية للآباء – هذه المسؤولية في عدة نقاط وأهمها :-

أولاً : النصح لهم : وذلك ببيان طريق السعادة أمامهم ولفت إنتباهم إلى ما إلى ما ينفعهم في الدنيا والآخرة كما نرى في قوله تعالى :{ أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد الهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحق إلها واحدا ونحن له مسلمون }.وهذا النصح والتوجيه لا ينتج إلا من الأسرة المتماسكة ، لأن الوالدين مهتمان بالأولاد متعاونان في إصلاحهما .

ثانياً : تربيتهم على الفضائل.

من واجب الآباء أن ينشؤوا أبناءهم تنشئة صالحة وذلك بتعويدهم على الإستقامة في السلوك وبيان طرق الكسب الحلال أمامهم ، وتطبيعهم بالطبائع الخيرة كما يظهر ذلك في وصية لقمان لأبنه في القرآن الكريم ، قال تعالى على لسان لقمان { يا بني أقم الصلوات وأمر بالمعروف وأنه على المنكر وأصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور . ولا تصغر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور }

إلى غير ذلك من الفضائل التي لا يتأتى للأولاد الحصول عليها إلا من الأسرة الصالحة المتماسكة .



ثالثاً : تعليمهم آداب السلوك

إن الوظيفة التربوية للآباء تعليم الأبناء آداب السلوك الإجتماعي المقبل ، ويدل على ذلك قوله تعالى مخاطباً المؤمنين { يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلوات الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلواة العشاء ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن ... }.

ويتصل بهذا أيضاً ما فصلته آيات القرآن الكريم فيما يتعلق بإبداء الزينة بين المحارم ، وتنظيم دخول وخروج الأفراد في الأسرة ، فإذا خرجنا خارج دائرة الأسرة وجدنا من واجب الآباء التربوي أن يعلموا أبناءهم صلة الرحم والإهتمام بذوي القربى والعطف على المساكين وأبناء السبيل ومن شابههم. إلى غير ذلك من السلوك الذي أمر بها الإسلام سواء أكان بالتعاون مع أفراد الأسرة أو مع المجتمع ، فتماسك الأسرة له دور كبير في أداء هذه الوظيفة التربوية ن لأن جهد أحد الوالدين يكُملهُ جهد الآخر .

وخلاصة القول في أثر الأسرة الصالحة المتماسكة على الأجيال أن من يعيش في بيئة عائلية متوازنة سعيدة ، مغمورة بدفء العطف ، والشعور بالراحة والحرية والأمان يصبح مسالماً ، محباً للمجتمع والأصدقاء والحياة معتمداً على نفسه ، عائشا في عالم الواقع ومتفائلا















رد مع اقتباس
غير مقروء 08-Apr-2004, 08:31 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ابو وعيل
مراقب سابق
إحصائية العضو





التوقيت


ابو وعيل غير متواجد حالياً

افتراضي

يعطيك الف عافيه اخوي ناصر

موضوع مفيد يستحق الشكررر .















رد مع اقتباس
غير مقروء 09-Apr-2004, 03:39 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ناصر العصيمي
عضو ممـــيز

الصورة الرمزية ناصر العصيمي

إحصائية العضو





التوقيت


ناصر العصيمي غير متواجد حالياً

إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى ناصر العصيمي
افتراضي الاستاذ ابووعيل

بعد التحيه

اشكرك على المرور الكريم


ودمت سالماً ...















رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن »05:22 AM.


 Arabization iraq chooses life
Powered by vBulletin® Version 3.8.2
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
اتصل بنا تسجيل خروج   تصميم: حمد المقاطي