قرآت فيما كتب عن جزيرة العرب

[لــيــل]

بسم الله الرحمن الرحيم



بوكهارت رحاله سويسري زار الحجاز عام 1814م.

سجل ملاحظاته عن البدو وعن جزيرة العرب وعن الوهابيه وحروبهم مع باشوات مصر.

وكذلك الرحاله الالماني سيتزن الذي ادعى الاسلام وحج عام 1810م ورسم مخططاً للمدينه المنوره وكتب مذكراته وكيف ولي محمد علي باشا الانجليزي توماس كيث امارة المدينه المنوره.


وهذه ايها الاخوه قرآت ستكون في حلقات عن ماكتبه الرحاله والمستشرقون عن بلادنا.







كتب بوكهارت السويسي الذي زار الحجاز عام 1814م:



ان سكان جده على غرار سكان مكه والمدينه يكادون يكونون من الغرباء. فابناء العرب القدماء الذين كانوا يقطنونها قتلهم الحكام او نزحوا الى اماكن اخرى.والسكان الذين يمكن ان يطلق عليهم اسم(ابناء البلاد الاصلاء)هو ابناء اسر الاشراف وجميعهم من العلماء ومن المرتبطين بالمساجد والمحاكم. اما ما تبقى من سكان جده فهم اما غرباء او من اصل غريب.ومعظم هؤلاء السكان اصلهم من حضرموت واليمن وقد استقرت جاليات في كل مدينه, ومن كل اماره في جده, وهم يقومون بتجاره نشيطه مع الاماكن التي جاءوا منها, وقد استقر ايضا ما يقارب المائة اسره هنديه معظمها من سورت وبعضها من بومبي, تضاف اليها بعض الاسر من ماليزيا ومسقط.
ان اختلاط الاجناس البشريه في جده ناتج عن الحج الذي يصل في موسمه الى الحجاز عدد من اغنياء التجار ومعهم كميات كبيره من السلع التجاريه ويظطر بعضهم في حال عدم تمكنهم من تصفية حساباتهم الى الانتظار سنة اخرى, خلال هذه المده يساكنون حسب عادة البلاد جواري من بلاد الحبشه لا يلبثوا ان يتزوجوهن, وينتهي بهم الامر ان يجدوا انفسهم في عائله قد تألفت فيغريهم ذلك بالاستقرار.وهكذا يضيف كل موسم حج عدداَ من الناس ليس الى سكان جده فحسب بل الى سكان مكه ايضاً.
ويعطي بوكهارت معلومات لانهاية لها عن التجاره,من الملاحظات العامه الى تفحص اصغر الحوانيت وعددها والسلع التي تباع وجنسية كل تاجر, ويذكر الاسعار وتقلبها, ورأس مال الاعمال التجاريه الكبرى, وحركة ارتفاع الاسعار وهبوطها.
ويبعث الحياه في هذه اللوحه مجرد ذكر المعلومات المفيده والدقيقه,فان وصف الحوانيت بحد ذاته وثيقه عن معيشة السكان ادق واكثر موضوعيه من اي شيء آخر, فيرى القارىء مدينه فيها خمسة وعشرون مقهى, يتناول فيها المرتاد اليها من ثلاثة فناجين من القهوه يومياً.
وسكان هذه المدينه يدخنون كثيراً, ففيها واحد وثلاثون تاجراً لايتعاطون الا تجارة التبغ, اذ ان الوهابيين قد جلوا عنها, ويلعب الزبائن بالمنقل او بالداما , لان معظمهم من تجار الصنف الثالث, ومن البحاره,اما الاشراف فلا يلعبون الا بالشطرنج وفي منازلهم.
ويذكر فيها واحداً وعشرين شخصاً من باعة اللبن الرائب,واذا كانت هذه التجاره ناشطه فما ذلك الا لان السكان قد درجوا على عادة شرب فنجان من اللبن الرائب في كل صباح يتبعونه بالقهوه الممتازه, وهناك ثماني عشر حانوتاً لبيع الخضر والفواكه الوارده من الطائف, وحوانيت عسل الحجاز, والتمور. ثم تجار الحلويات الخمسه, وتجار السكاكر والفول,واثنا عشر بائعاً للخبز, واثنان للبن الخاثر, واثنان لبيع الحساء, ولكن فيه ثمانية عشر تاجراً هندياً يبيعون اصنافاً مختلفه كالورق والشمع والسكر والعطور والبخور والقرنفل والبهار وورود الطائف


(يتبع ان شاء الله)