هناك هجمات صوفية على المنتديات فهل من مشمر

[أبو عبد الملك الرويس]

أخي الكريم ـ كما تعلم ـ فإنّ الردّ على المذاهب والأفكار المنحرفة بالحكمة والموعظة الحسنة بيانًا للحقّ وإعذارًا للخلق وهداية إلى سبيل الخالق تعالى واجب أهل العلم في كلّ زمان ومكان ، بل لهذا الأمر أرسل الرسل .. إلا أنّ على الرادّ أن يحذر مِن أنّ بعض الردّ قد ينشر الفكر المنحرف خاصّة في هذا الزمن الذي عمّت فيه وسائل الإعلام ، فصار ميدانًا لكلّ مَن ضلّ وأراد أن يُضلّ أو كره الحق ولو اتّضح له أن يشوّش عليه بوسائل عدّة منها الإغراق الفكريّ بالتكرار والإكثار وترداد المقال حتى يُعتاد عليه فيجدّ له مدخلاً إلى العقول ومِن ثمّ القبول ، فيكون مِن الحكمة ـ أحيانًا ـ ترك هذا الرد والإنكار .

وحقيقة فإنّ فكر التصوّف خطره في هذا العصر محدود الأثر ؛ لأنّه غير مدعوم الدعم الذي يحظى به أخطر فكر في هذا العصر ، وهو فكر ( التغريب ) براياته وشعاراته ومسمّياته المتعدّدة مِن : عَلمانيّة ، وليبراليّة ، وتنوير ، وحداثة ، ومدنيّة ، وتقدّمية ، وعصرانيّة ، ووسطيّة التي أخذ بعض دعاته الآن يرفعها شعارًا له ، هذا الوسطيّة التي أصبحت مطيّة كلّ متاجر بالفكر كـ ( ليلى ) في قول الشاعر :

وكلّ يدّعي وصلاً بليلى .. وليلى لا تقرّ لهم بذاكا

ومِن الطريف هنا أنّ بعضهم يورد شاهدًا على هذه الوسطيّة الآية الكريمة : (( وكذلك جعلناكم أمّةً وسطًا )) ، ظانًّا أنّ ( وسطًا ) التوسّط بين الأمرين ، غافلاً على أنّه يعني ( خيار عدول ) ، وهذا ما لا يُريده مِن وسطيّته هذه ؛ لأنّ الخيريّة والعدول يستلزم التقوى ونهي النفس عن الهوى ، وهذا ما لا يريده البتّة !


وفكر التغريب خطره شديد وأثره بعيد لا ينكر عند التدبّر وإعادة النظر ؛ لأنّه يدغدغ الشهوات المتنوّعة عند بني آدم ، ويفسح المجال لها كليّةً ؛ فالتأثّر به وتأثيره خطر مُضرّ ، ومدعوم دعمًا لا كلّل فيه ولا ملل ولا حدّ له بأساليب متعدّدة وطرق متنوّعة مِن جهات عدّة فرديّة ومؤسّساتيّة وحكوميّة ، ولأنّه يهدم الدين أو يشوّهه ، ويطمس الهُويّة ، ويثبّت التبعيّة ، وبذا ينسلخ المرء والمجتمع المتّبع له مِن دينه شعر أو لم يشعر ، ويفسخ لباس هويّته وتميّزه واستقلاله بيده ، ويجعل ربق التبعيّة والعبوديّة في رقبته ؛ فيصبح تابعًا لغيره لا ندًّا له ، و مسخًا مِن غيره بلا حقيقة له مؤثّرة ومنتجة وفاعلة ومتميّزة ، بل يصبح اسمًا بلا جسم ، وشجرة بلا أصل ، وأثرًا بعد عين ، وفردًا وشعبًا بلا قيمة ، فتنقطع السُبل بينه وبين الثبات والبقاء والصمود والكرامة ، وبينه وبين الرقيّ والتقدّم والحضارة بطمس هويّته ؛ كما هو الآن مشاهد في كثير مِن البلدان الإفريقيّة التي أخذت بفكر التغريب مِن عشرات السنين ، بل بعضها مِن قرنين فأكثر إلا أنّ شعوبها ـ مع هذا الأخذ ـ تقبع مِنذ ذلك الأخذ إلى الآن في مؤخّرة الركب ، وستظلّ ـ كذلك ـ ولو بقيت قرونًا وقرونًا أخرة إن لم ترجع إلى هويّتها الكاملة السالمة النابعة من ثقافتها الأفريقيّة الأصليّة والأصيلة وإلى بيئتها الطبيعيّة والعميقة ، وبهذا ستستقلّ حسيًّا ومعنويًا مِن التبعيّة لغيرها ، وسترتقي في السلّم الحضاريّ ؛ لأنّها بهذا ستنطلق المنطلق الصحيح وهو الهويّة التي تنضح فخرًا بالكرامة والحريّة وتفيض تضحيةً وخدمة لهذه الهويّة مِن أفراد المجتمع كلّه .


وخلاصة القول تقدّر الحاجة للردّ والوقوف بحزم على قدر خطر أيّ فكر على ما له مِن أثر سيّئ في أيّ دعائم الهُويّة الرئيسة ، وهي : الدين ، والقيم ، واللغة ، والزيّ ، والعرق ، والوطن .. وما هو ظاهر في هذا العصر أنّ فكر ( التغريب ) هو الخطر الذي يجب أن يُعدّ له كامل العدّة مِن ردّ بحكمة ، وتقويّة علميّة لأفراد الأمّة وزياد وعي شامل ناضج ، وغير ذلك .


هذا . والله الجليل الهادي إلى سواء السبيل .

وتحيّة طيّبة .

[بناخي الكعاري]

بسم الله، والحمد لله ، وبه نستعين .


أُضيف إلى ما تفضلت به أنه لا بد أن تُقّدر الأمور بمقادير العدل والإنصاف .

فالأمر ليس عابر ليمر مرور الكرام ، فهذه ثلاث سنوات تقريباً والمنتدى يُزخ بالفكر الصوفي والكتابات الفلسفية ، وعدم الرد قد يكون على من كان عابراً حكمة ، فلا يعار الاهتمام لعدم خدمة ما يدعو إليه .

- ولم يفتني ذلك -

بل قد كتبت للإدارة سرياً وقامت مشكورة بحذف بعض المواضيع ، ولكن عاد طائشهم وكأن شيئاً لم يحصل .

فهل مدة ثلاث سنوات تقريباً غير مجدية في المساعدة في نشر مقالات وأفكار هؤلاء المنحرفين ؟!

ومقالاتهم لا تخلو من قدح في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وتأويلات باطلة ما أنزل الله بها من سلطان .

ثم إن وجود مثل هذه المواضيع بين أبناء السنة وتركها لا ردا ولا حذفاً يوهم بصدقها ،وتأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز لإيهامه صحة المكتوب أو المنقول !

أُنظر جميع منتديات القبائل السعودية وستعرف بنفسك أن الأمر يحتاج لإعادة النظر !

فهو غزو متعمد واعلم أن الصوفية مفتاح من مفاتيح التغريب .

وأما من لا يسطيع الرد فلا يقحم نفسه فيكون عالةً على السنة المطهرة من حيث لا يشعر!

ولا أخالك منهم ، وفيكم الخير والبركة بإذن الله .


هذا والله أعلم

[أبو عبد الملك الرويس]

بارك الله بك .

وأتفق معك في أن التصوف وظف أداة من أدوات فكر التغريب في جانب ترك ممانعة الأفراد والشعوب الإسلامية له ومدافعته . ومن صفة التصوف ترك الممانعة للأفكار الدخيلة وأصحابها ومنها التغريب ، فتجده ينتشر لهذا الأمر في المجتمع الصوفي أكثر من غيره ؛ ولذا أبرز دعاة التغريب صوفيو المذهب في الأصل .

وحقيقة ما كنت أقصد في ردي السابق الحديث عن حال هذا المنتدى وما يرد عليه من مقالات صوفية وما يرتبط بها من رد أو حذف أو أي تصرف حكيم مناسب ، بل قصدت الحديث في مجال الرد على الأفكار الضالة عموما ؛ ولذا فأنا أؤيدك فيما ذهبت إليه من وجوب اتخاذ موقف مناسب تجاه هذه المقالات من الرد أو الحذف وغيرها وألا تترك على ما فيها .

وهذا سؤال دفعني إليه إيرادك الفلسفة والعقل في حديثك عن التصوف والمتصوفة :
هل التصوف الذي تقصده التصوف التقليدي ، أو أنك تريد به فكر المعتزلة الجدد - كما يسمون - الذين أبرز دعاته صوفية ؟

[بناخي الكعاري]

وفيك بارك الله .

ولا بد من معرفة أن الصوفية لا حصر لها وكل فترة يخرج من يقوده عقله إلى إختراع طريقة

ولكن الذي أراه ساد هو الصوفية الفلسفية مع موافقة المعتزلة في بعض إعتزالياتهم !

فهي مزيج لا بد من منقاش يُنْتَقَشُ به ما يوجد من الضلال ؛

والغريب العجيب أنك إذا سألت صاحب هذا الفكر عن أصول مذهبه لا يجيب .

بل قد يقول أنه غير مذهبي - على قولت العامة ماله مذهب!!-

فإن دل فهو يدل على دخوله في مذاهب ضالة مع إنتقاء ما يحلو له .

بل قد يوافق أهل السنة في أشياء وهذا من جملة ما يحلو له وليس تقيدا بالحق !

فيختلط على العامة ما لديه من مزيج وبضاعة مزجاة !

هذا والله أعلم

[أبو عبد الملك الرويس]

هلا ذكرت - مشكورا - بعض أسماء أبرز منظري هذا الفكر الصوفي الذي تقصده ودعاته غير ( أبو زيد ) هذا المذكور سابقا .

[بناخي الكعاري]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبد الملك الرويس

هلا ذكرت - مشكورا - بعض أسماء أبرز منظري هذا الفكر الصوفي الذي تقصده ودعاته غير ( أبو زيد ) هذا المذكور سابقا .

http://www.otaibah.net/m/showthread.php?t=147620