|
02-Feb-2011, 11:42 AM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
الصديق
بسم الله الرحمن الرحيم خاطرة : الصديق . الصديق هو مَن إذا كلّمتَه فكأنّك تكلّم نفسك ؛ فلا تتحفّظ في حضرته حينما تتلفّظ ، ولا تتحفّز حذار أن تُلمز ، ولا تتصنّع خشية أن تُمنع ، ولا تتردّد خوف أن تُنقد ؛ فأنت ـ دائمًا ـ آمن مكره ، ومستبعد كرهه . ترى سرّك عنده محفوظًا ، وعيبك مستورًا ، وقدرك لديه موفورًا ، وسعيك مشكورًا . إن زللتَ صفح مِن دون اعتذار ، وإن أسأتَ عفا مع الاقتدار . عثرة لسانك لا يُحصيها ، وخطأ رأيك لا يُبديها . مِن إحسانك وثنائك قنوع ، ومِن خطئك وغلطك غير جزوع . صدقَ في مودّتك ؛ حتّى كأنّه نفسك ، وصفا لك ؛ حتّى كأنّه مرآتك . وهذا الصديق نادر عزيز ؛ حيث إنّ مثل هذه الصداقة الصادقة ، والعلاقة السامقة لا تأتي إلا مِن التقبّل التامّ ، والتقارب والالتئام ، وهو أمر نابع من ائتلاف الأرواح الذي دليله تماثل الطبع ، وتوافق الخلق . هذا الائتلاف الذي يكدّره ويشوّهه عند بعض الناس مع التقارب في الأخلاق ، والتآلف في الأرواح التعارضُ في المصالح ، أو التنافس في المقاصد ، أو الحسد والحقد ، أو اختلاف المِلل والنحل ، أو تباين التنشئة والتربية . بقلمي ، مع مودّتي . * البيت منسوب للشافعيّ ـ رحمه الله ـ . آخر تعديل أبو عبد الملك الرويس يوم 02-Feb-2011 في 11:49 AM.
|
|||
|
العلامات المرجعية |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|