الرئيسية التسجيل التحكم


اختيار تصميم الجوال

العودة   الهيـــــــــــــلا *** منتدى قبيلة عتيبة > المنتدى الإسلامي > شريعة الإسلام

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: البيت لاعجبني اجاريه باحساس (آخر رد :الريشاوي)       :: كل عضو او شاعر يسجل بيتين غزل الفهاا من قصائده .. بشرط ان تكون غزليه فقط .. (آخر رد :الريشاوي)       :: ودي ولا ودي وابيهم ولا ابيه (آخر رد :الريشاوي)       :: واكتبي هذا أنا أنا ليلى العامرية (آخر رد :الريشاوي)       :: البيت لاعْجَبني اجاريه باحساس (آخر رد :الريشاوي)       :: أنـا لا تلوموني ولو ملـت كل الميل (آخر رد :الريشاوي)       :: اوافق .. واقول النفس صعبه مطالبها (آخر رد :الريشاوي)       :: الحب اقفى في ديانا ودودي (آخر رد :الريشاوي)       :: امير قبيلة المحاقنة قبل الدولة السعودية (آخر رد :متعب الوحيدب)       :: امير قبيلة المحاقنة قبل الدولة السعودية (آخر رد :متعب الوحيدب)      

إضافة رد
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
غير مقروء 28-Aug-2011, 03:44 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الحميري
عضو نشيط
إحصائية العضو






التوقيت


الحميري غير متواجد حالياً

Post عواقب الخروج على الحكام عبر التاريخ

منقووووووول






عواقب الخروج على الحكام عبر التاريخ

بقلم

أحمد بن سليمان ابوبكرة الترباني





الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وبعد :



قال الشاعر :

إذا لم يكن للمرء في ظل دولة

جمال ولا مال تمنى إنتقالها


ومن هذا الباب فقد أحببت أن أكتب هذه الرساله التي تبين تاريخ كل من خرج على الحكام لم يحصد غير الويلات والفجائع .... ولم يجني غير ثمار الذل والهوان ......

ولهذا فإن منهج أهل السنة والجماعة الصبر على جور الحكام والسمع والطاعة مالم يأمروا بمعصية ...... ومن خالف هذا الإعتقاد وخرج على الحاكم بالسيف أو بالكلمة فعاقبته الندم ....


وقد ذكرت في رسالتي بعض الأحداث من التاريخ وبعض الأحداث من واقعنا المعاصر .... فإن الحاكم وإن كان ظالم وفاجر فلا يجوز الخروج عليه بل يجب الصبر .... لأن الحاكم وإن كان ظالم فهو كالسراج تجلس المرأة تخيط ملابسها في ظلة , فإن طفي السراج وخزت المرأة نفسها بالإبرة ......

وغياب الحاكم تعطل السبل ويكثر أهل الفساد فلا يستطيع الرجل أن يترك أهله خوفا من أهل الفساد ....

قال الإمام عبدالله بن المبارك :

لولا الخلافة لم تؤمن لنا سبل
و كان أضعفنا نهبا لأقوانا


قال النبي ـ علية الصلاة والسلام ـ : (( من رأى من أميره ما يكره؛ فلْيصبر، ولا ينـزعنَّ يدًا من طاعته ))

وأخرج إبن ابي عاصم في ( السنة ) عن أنس بن مالك ـرضي الله عنه ـ قال : (( أمرنا أكابرنا من أصحاب محمد ، أن لا نسب أمراءنا، و لا نغشهم، و لا نعصيهم، وأن نتقي الله و نصبر، فإن الأمر قريب )) .


أخرج البخاري عن نافع قال : (( لما خلع أهل المدينة "يزيد بن معاوية" جمع ابن عمر حشمه و ولده، فقال: (إني سمعت النبي ) يقول:« ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة »، و إنا قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله و رسوله، و إني لا أعلم غدراً أعظم من أن يبايع رجل على بيع الله و رسوله، ثم ينصب له القتال، و إني لا أعلم أحداً منكم خلعه و لا بايع في هذا، إلا كانت الفيصل بيني و بينه)) .

وأخرج ابن ابي عاصم في ( السنة ) عن أبي اليمان الهوزني عن أبي الدرداء قال : (( إياكم و لعن الولاة، فإن لعنهم الحالقة وبغضهم العاقرة، قيل يا أبا الدرداء : كيف نصنع إذا رأينا منهم ما لا نحب؟ قال: اصبروا فإن الله إذا رأى ذلك منهم حبسهم عنكم بالموت )) .


وأخرج ابن ابي حاتم في ( تفسيرة ) عن سماك بن الوليد الحنفي أنه لقي ابن عباس بالمدينة، وقال له (( ما تقول في سلطان علينا يظلموننا، و يشتموننا، و يعتدون علينا في صدقاتنا ألا نمنعهم ؟ )) قال: ابن عباس : لا، أعطيهم، الجماعة الجماعة، إنما هلكت الأمم الخالية بتفرقها، أما سمعت قول الله تعالى وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ) ...

واخرج ابن سعد في طبقاته (5/213) عن سليمان بن علي الرّبعي قال: لما كانت الفتنة فتنة "ابن الأشعث" إذ قاتل "الحجاج بن يوسف"، انطلق عقبة بن عبد الغافر و أبو الجوزاء و عبدالله بن غالب في نظر من نظرائهم، فدخلوا على الحسن فقالوا: يا أبا سعيد ما تقول في قتال هذا الطّاغية الذي سفك الدم الحرام، و أخذ المال الحرام، و ترك الصلاة و فعل و فعل؟ قال: و ذكروا ما فعل "الحجّاج"، فقال الحسن:" أرى أن لا تقاتلوا فإنها إن تكن عقوبة من الله فما أنتم رَادّيْ عقوبة الله بأسيافكم، و إن تكن بلاء فاصبروا حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين، قال : فخرجوا من عنده و هم يقولون نطيع هذا العِلْج، قال : و هم قوم عرب، قال: و خرجوا مع "ابن الأشعث" فقتلوا جميعاً. وقال مرة بن ذباب: أتيت عقبة بن عبد الغافر وهو صريع في الخندق، فقال: يا أبا المعذل لا دنيا و لا آخرة ....

قلت : وهذا هو منهج السلف في معاملة الحكام عبر التاريخ ... الصبر على جورهم وعدم الخروج عليهم بالسيف أو بالكلمة ....


( صور من التاريخ في عاقبة من خرج على الحاكم )

أخرج البخاري في ( التاريخ الكبير ) (1/343) عن مالك بن دينار قال: (( لقيت معبد الجهني بمكة بعد "ابن الأشعث" و هو جريح، و قد قاتل "الحجّاج" في المواطن كلها، فقال : لقيت الفقهاء و الناس، لم أر مثل الحسن ، يا ليتنا أطعناه كأنه نادم على قتاله الحجّاج )) .


( وقعة الحرة سنة 63هـ.)

قال ابن كثير رحمه الله في (البداية و النهاية ) ( 9/8) : (( وكان سببها أن أهل المدينة لما خلعوا يزيد بن معاوية وولّوا على قريش عبدالله بن مطيع، و على الأنصار عبدالله بن حنظلة بن أبي عامر، و على قبائل المهاجرين معقل بن سنان الأشجعي، فلما كان في أول هذه السنة أظهروا ذلك و اجتمعوا عند المنبر، و جعل الرجل منهم يقول: قد خلعت يزيد كما خلعت عمامتي هذه. و يلقيها عن رأسه، و يقول الآخر قد خلعته كما خلعت نعلي هذه. حتى اجتمع شيء كثير من العمائم و النعال هنالك، ثم اجتمعوا على إخراج عامل يزيد من بين أظهرهم، وهو عثمان بن محمد بن أبي سفيان ابن عم يزيد...، و اعتزل النّاس عليٌّ بن الحسين زين العابدين وكذلك عبدالله بن عمر بن الخطابلم يخلع "يزيد"، و لا أحد من أهل بيته، و قد قال ابن عمر لأهله: لا يخلعنّ أحد منكم "يزيد" فيكون الفيصل- و يروى: الصيلم- بيني و بينه...، و أنكر على أهل المدينة في مبايعتهم لابن مطيع و ابن حنظلة على الموت ...، وكذلك لم يخلع "يزيد" من بني عبدالمطلب أحد و قد سئل محمد بن الحنفية في ذلك و امتنع في ذلك و أبى أشد الإباء ...،- إلى أن قال- فبعث البريد إلى "مسلم بن عقبة المري" و هو شيخ كبير ضعيف، فانتدب لذلك – أي لقتال أهل المدينة – و أرسل معه "يزيد" عشرة ألف فارس و قيل اثني عشرة ألفا...، و سار "مسلم" بمن معه من الجيوش إلى المدينة فنزل شرقي المدينة في الحرة و دعا أهلها ثلاثة أيام، كل ذلك يأبون إلا المحاربة والمقاتلة، فلما مضت الثلاث قال لهم في اليوم الرابع - و هو يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من ذي الحجة سنة ثلاث و ستين – قال يا أهل المدينة مضت الثلاث، و أنّ أمير المؤمنين قال لي إنكم أهله و عشيرته، وإنه يكره إراقة دماءكم، و إنه أمرني أن أؤجلكم ثلاثا، فقد مضت فما أنتم صانعون؟ أتسالمون أم تحاربون، فقالوا بل نحارب، فقال: لا تفعلوا، بل سالموا، و نجعل جدنا، و قوتنا على هذا…، فقالوا يا عدو الله، لو أردت ذلك لما مكناك منه، أنحن نذركم تذهبون فتلحدون في بيت الله الحرام ؟! ثم تهيؤوا للقتال، و قد كانوا اتخدوا خندقاً بينهم و بين "مسلم بن عقبة" ، و جعلوا جيشهم أربعة أرباع، على كل ربع أمير....، ثم اقتتلوا قتالاً شديداً، ثم انهزم أهل المدينة إليها، و قد قتل من الفريقين خلق من السادات و الأعيان ...، ثم أباح "مسلم بن عقبة" الذي يقول فيه السلف : مسرف بن عقبة ،قبّحه الله المدينة، ثلاث أيام كما أمره يزيد لا جزاه الله خيراً،و قتل خلق من أشرافها و قرائها وانتهب أموالاً كثيرةً منها و وقع شر عظيم و فساد عريض، على ما ذكره غير واحد، -إلى أن قال – ، قال المدائني: عن شيخ من أهل المدينة، قال: سألت الزهري كم كان القتلى يوم الحرة، قال سبع مائة من وجوه الناس من المهاجرين و الأنصار و وجوه الموالي، و ممن لا يعرف من حر و عبد و غيرهم عشرة آلاف... )) .



( فتنة ابن الأشعث سنة 81 هـ.)


قال ابن كثير في ( البداية والنهاية ) (9/183 ) : (( و كان سبب هذه الفتنة، أنّ "ابن الأشعث" كان الحجّاج يبغضه، وكان هو يفهم ذلك و يضمر له السوء و زوال الملك عنه، فلما أمره الحجّاج على ذلك الجيش المتقدم ذكره، و أمر بدخول بلاد "رُتْبِيلْ" ملك الترك، فمضى و صنع ما قدم منه من أخذ بعض بلاد الترك، ثم رأى لأصحابه أن يقيموا حتى يتقووا إلى العام المقبل، فكتب إلى الحجّاج بذلك، فكتب إليه الحجّاج يستهجن رأيه في ذلك، و يستضعف عقله و يقرعه بالجبن و النكول عن الحرب و يأمره حتماً دخول بلاد رُتِْبيلْ، ثم أردف ذلك بكتابٍ ثان ثم ثالث، فلما تواردت كتب الحجّاج إليه يحثه على التوغل في بلاد "رُتْبيلْ"، جمع من معه، و قام فيهم، فأعلمهم بما كان رأى من الرأي في ذلك و بما كتب إليه الحجّاج من الأمر بمعاجلة "رُتْبِيلْ"، فثار إليه الناس، و قالوا : لا بل نأبى على عدو الله الحجّاج ولا نسمع له و لا نطيع ...، ثم ذكر خلع "ابن الأشعث" و من معه "الحجّاج" و مبايعة "ابن الأشعث"، و بعث "ابن الأشعث" إلى "رُتْبِيلْ" فصالحه على أنه إن ظفر "بالحجّاج" فلا خراج على رُتْبيلْ أبداً، ثم صار "ابن الأشعث" بالجنود الذين معه مقبلاً من سجستان إلى "الحجّاج" ليقاتله و يأخذ منه العراق، ثم لما توسّطوا الطريق، قالوا إن خلعنا "الحجّاج" خلعٌ "لابن مروان" فخلعوهما جميعاً و جددوا البيعة "لابن الأشعث"، فبايعهم على كتاب الله و سنة رسول الله r و خلع أئمة الضلالة و جهاد الملحدين، إذا قالوا نعم بايعهم ، فلما بلغ "الحجّاج" ما صنعوا من خلعه و خلع "ابن مروان"، كتب إلى "عبدالملك" يعلمه بذلك و يستعجله في بعثه الجنود إليه، و جاء "الحجّاج" حتى نزل البصرة، و بلغ "المهلب" خبر "ابن الأشعث"، و كتب إليه يدعوه إلى ذلك فأبى عليه، فبعث بكتابه إلى "الحجّاج"، و كتب "المهلب" إلى "ابن الأشعث" يقول له : إنك يا "ابن الأشعث" قد وضعت رجلك في ركاب طويل أبقي على أمة محمد ، الله الله أنظر لنفسك فلا تهلكها، ودماء المسلمين فلا تسفكها، و الجماعة فلا تفرقها، و البيعة فلا تنكثها، فإن قلت أخاف الناس على نفسي فالله أحق أن تخافه من الناس، و لا تعرضها لله في سفك دم أو استحلال محرم و السلام عليك".
"... ثم أخد "عبدالملك" في تجهيز الجنود من الشام إلى العراق في نصرة "الحجّاج"، و تجهز "الحجّاج" في الخروج إلى ابن "الأشعث"...، وجعلت كتب "الحجّاج" لا تنقطع عن "عبدالملك" بخبر "ابن الأشعث" صباحاً و مساءً، أين نزل، و من أين ارتحل"، و أي أسرع إليه"، و جعل الناس يلتفّون على "ابن الأشعث" من كل جانب، حتى قيل أنه سار معه ثلات وثلاثون ألف فارس و مائة عشرون ألف راجل...،- إلى أن قال - فالتقوا يوم الأضحى عند نهر دُجَيْل، وهزمت مقدمة "الحجّاج" و قتل أصحاب "ابن الأشعث" منهم خلقاً كثيراً، نحو ألف و خمسمائة، و احتازوا ما في معسكرهم من خيول و قماش و أموال، وجاء الخبر "للحجّاج" بهزيمة أصحابه، فأخذه ما دبّ و درج، و قد كان قائماً يخطب، فقال: أيها الناس ارجعوا إلى البصرة فإنه أرفق بالجند، و رجع الناس و اتبعتهم خيول "ابن الأشعث" لا يدركون منهم شاذاً إلا قتلوه و لا فاذاً إلا أهلكوه، و مضى "الحجّاج" هارباً لا يلوي على شيء حتى أتى الزاوية فعسكر عندها.
و أنفق "الحجّاج" على جيشه و هو بهذا المكان مائة وخمسين ألف ألف درهم، و خندق حول جيشه خندقاً )) .

ثم قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ في حوادث سنة 82 :
(( ففي المحرّم منها، كانت وقعة الزاوية بين "ابن الأشعث"والحجّاج في آخره، وكان أول يوم لأهل العراق على أهل الشام، ثم تواقعوا يوماً آخر، فحمل "سفيان بن الأبرد" أحد أمراء أهل الشام على ميمنة "ابن الأشعث" فهزمهم، وقتل خلقاً من القراء من أصحاب "ابن الأشعث" في هذا اليوم ...، ولما فر أصحاب "ابن الأشعث"، رجع "ابن الأشعث" بمن بقي معه و من اتبعه من أهل البصرة، فسار حتى دخل الكوفة، فعمد أهل البصرة على عبدالرحمن بن عامر بن ربيعة ابن الحارث فبايعوه فقاتل "الحجّاج" خمس ليالٍ أشد القتال، ثم انصرف فلحق "بابن الأشعث"، و تبعه طائفة من أهل البصرة فاستناب "الحجاج" على البصرة "أيوب بن الحكم"، و دخل "ابن الأشعث" الكوفة، فبايعه أهلها على خلع "الحجّاج" و"عبدالملك بن مروان" و تفاقم الأمر، وكثر متابعوا "ابن الأشعث" على ذلك و اشتد الحال و تفرقت الكلمة جداً، و عظُم الخطب و اتسع الخرق )) .
إلى أن قال ـرحمه الله ـ: (( و كان جملة من اجتمع مع "ابن الأشعث" مائة ألف مقاتل ممن يأخذ العطاء و معهم مثلهم من مواليهم، و قدم على "الحجّاج" في غضون ذلك إمداد كثير من الشام، و خندق كل من الطائفتين على نفسه و حول جيشه خندقاً يمتنع من الوصول إليهم، غير أنّ الناس يبرز بعضهم لبعض في كل يوم فيقتتلون قتالاً شديداً في كل يوم، حتى أصيب من رؤوس الناس خلق من قريش و غيرهم ن و استمر هذا الحال مدة طويلة و اجتمع الأمراء من أهل المشورة عند "عبدالملك بن مروان" و قالوا له :" إن كان أهل العراق يرضيهم أن تعزل عنهم "الحجّاج" فهو أيسر من قتالهم و سفك دمائهم، فاستحضر "عبدالملك" عند ذلك أخاه "محمد بن مروان" و ابنه "عبدالله بن عبدالملك بن مروان" و معهما جنود كثيرة جداً، و كتب معهما كتاباً إلى أهل العراق، إن كان يرضيكم مني عزل "الحجّاج" عنكم عزلته، و أبقيت عليكم أعطياتكم مثل أهل الشام، و ليختر "ابن الأشعث" أي بلد شاء يكون عليه أميراً ما عاش وعشتُ، وتكون إمرة العراق "لمحمد بن مروان"...، فتقدم "عبدالله"، فنادى يا معشر أهل العراق أنا عبدالله ابن أمير المؤمنين "عبدالملك بن مروان"، و إنه يعرض عليكم كيت و كيت ، فذكر ما كتب به أبوه معه إليهم من هذه الخصال.
و قال "محمد بن مروان": أنا رسول أخي أمير المؤمنين إليكم بذلك، فقالوا ننظر في أمرنا غداً و نرد عليكم الخبر عشيّةً، ثم انصرفوا فاجتمع جميع الأمراء على "ابن الأشعث" فقام فيهم خطيباً و ندبهم على قبول ما عرض عليهم من عزل "الحجّاج" عنهم و بيعة "عبدالملك" و إبقاء الأعطيات و إمرة "محمد بن مروان" على العراق بدل "الحجّاج"، فنفر الناس من كل جانب، و قالوا لا و الله لا نقبل ذلك، نحن أكثر عدداً و عُدداً، و هم في ضيق من الحال، و قد حكمنا عليهم و ذلوا لنا، و الله لا نجيب على تلك أبداً، ثم جددوا خلع "عبدالملك بن مروان" و اتفق على ذلك كلهم .
فلما بلغ "عبدالله بن عبدالملك" و عمه "محمد بن مروان" الخبر، قالوا للحجّاج شأنك بهم إذاً...، و تولى "الحجّاج" أمر الحرب و تدبيرها كما كان قبل ذلك، فعند ذلك برز كل من الفريقين للقتال والحرب...، و جعلوا يقتتلون في كل يوم و أهل العراق تأتيهم الميرة من الرساتيق و الأقاليم من العلف و الطعام و غيره، و أما أهل الشام الذين مع "الحجّاج"، ففي ضيق من العيش، و قلة من الطعام، و قد فقدوا اللّحم بالكلية فلا يجدونه، و ما زالت الحرب في هذه المدة كلها حتى انسلخت هذه السنة، وهم على حالهم وقتالهم في كل يوم أو يوم بعد يوم، و الدائرة لأهل العراق على أهل الشام في أكثر الأيام ..."
ثم دخلت سنة ثلاث و ثمانين:" استهلت هذه السنة و الناس متوافقون لقتال "الحجّاج" و أصحابه بدير قرة، و "ابن الأشعث" و أصحابه بدير الجماجم، و المبارزة في كل يوم بينهم واقعة، و في غالب الأيام تكون النصرة لأهل العراق، كسروا أهل الشام – هم أصحاب الحجاج – بضع و ثمانين مرة ينتصرون عليهم، و مع هذا فالحجّاج ثابت مكانه صابر و مصابر لا يتزحزح عن موضعه الذي هو فيه، فإذا حصل له ظفر في يوم من الأيام تقدم بجيشه إلى نحر العدو- و كان له خبرة بالحرب- و مازال ذلك دأبه و دأبهم حتى أمر بالحملة على كتيبة القراء - لأن الناس كانوا تبعاً لهم ، و هم الذين يحرضونهم على القتال و الناس يقتدون بهم -، فصبر القراء لحملة جيشه، ثم جمع الرماة من جيشه، و حمل بهم و ما انفك حتى قتل منهم خلقاً كثيراً، ثم حمل على جيش "ابن الأشعث" فانهزم أصحاب "ابن الأشعث"، و ذهبوا في كل وجه و هرب "ابن الأشعث" بين أيديهم و معه فلٌّ قليل من الناس، فأتبعه "الحجّاج" جيشاً كثيفاً مع "عمارة بن تميم اللخمي" و معه "محمد بن الحجاج"، والإمرة لعمارة، فساقوا وراءهم يطردونهم لعلهم يظفرون به قتيلاً أو أسيراً...، ثم "ابن الأشعث" دخل هو و من معه من الفلِّ إلى بلاد "رُتْبِيلْ" ملك الترك، فأكرمه "رُتْبِيلْ" و أنزله عنده و أمّنه و عظّمه...
ثم شرع "الحجّاج" في تتبع أصحاب "ابن الأشعث" و قتلهم مثنى و فرادا، حتى قيل إنه قتل منهم بين يديه صبراً مائة ألف و ثلاثين ألف )) .

قلت : وهذه عاقبة الخروج على ولاة الأمر ومخالفة سنة النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ .


قال شيخ الإسلام إبن تيمية في ( منهاج السنة ) ( 4/527) : (( فإن الله بعث رسوله بتحصيل المصالح و تكميلها، و تعطيل المفاسد و تقليلها، فإذا تولى خليفة من الخلفاء، كيزيد و عبدالملك و المنصور و غيرهم، فإما أن يقال يجب منعه من الولاية و قتاله حتى يولى غيره كما يفعله من يرى السيف، فهذا رأي فاسد، فإن مفسدة هذا أعظم من مصلحته، فقلَّ من خرج على إمام ذي سلطان إلا كان ما تولد على فعله من الشر أعظم مما تولّد من الخير، كالذين خرجوا على "يزيد" بالمدينة، كابن الأشعث الذي خرج على "عبدالملك" بالعراق، وكابن المهلب الذي خرج على ابنه بخراسان، كأبي مسلم صاحب الدعوة الذي خرج عليهم من خراسان أيضاً وكالذين خرجوا على "المنصور" بالمدينة و البصرة و أمثال هؤلاء.
و غاية هؤلاء إما أن يغلِبوا أو يُغلَبوا، ثم يزول ملكهم فلا يكون لهم عاقبة، فإن "عبدالله بن علي" و "أبا مسلم" هما اللذان قتلا خلقاً كثيراً، وكلاهما قتله "أبو جعفر المنصور"، و أما أهل الحرّة و"ابن الأشعث"و"ابن المهلب" و غيرهم، فهزموا و هزم أصحابهم، فلا أقاموا دينا ولا أبقوا دنيا و الله لا يأمر بأمر لا يحصل به صلاح الدين و لا صلاح دنيا، وإن كان فاعل ذلك من أولياء الله المتقين و من أهل الجنة فليسوا أفضل من علي و عائشة و طلحة و الزبير و غيرهم، و مع هذا لم يحمدوا ما فعلوه من القتال، و هم أعظم قدراً عند الله و أحسن نيّة من غيرهم.
و كذلك أهل الحرّة كان فيهم من أهل العلم و الدين خلق، وكذلك أصحاب "ابن الأشعث" كان فيهم خلق من أهل العلم و الدين، و الله يغفر لهم كلهم.
و قد قيل للشعبي في فتنة "ابن الأشعث" أين كنت يا عامر قال كنت حيث يقول الشاعر:
عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى
وصوّت إنسان فكدت أطير

أصابتنا فتنة لم يكن فيها بررة أتقياء و لا فجرة أقوياء.
و كان الحسن البصري رحمه الله يقول :" إنّ "الحجّاج" عذاب الله، فلا ترفعوا عذاب الله بأيديكم، ولكن عليكم بالاستكانة والتضرع فإن الله تعالى يقول: {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ }، و كان طلق بن حبيب يقول :" اتقوا الفتنة بالتقوى فقيل له أجمل لنا التقوى، فقال: أن تعمل بطاعة الله على على نور من الله ترجو رحمة الله، و أن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عذاب الله "، رواه أحمد و ابن أبي الدنيا.
و كان أفاضل المسلمين ينهون عن الخروج و القتال في الفتنة، كما كان عبدالله بن عمر و سعيد بن المسيب و علي بن الحسين و غيرهم ينهون عام الحرّة عن الخروج على يزيد، وكما كان الحسن البصري و مجاهد و غيرهما ينهون عن الخروج في فتنة "ابن الأشعث"، و لهذا استقر أمر أهل السنة على ترك القتال في الفتنة للأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي ، و صاروا يذكرون هذا في عقائدهم، و يأمرون بالصبر على جور الأئمة و ترك قتالهم- إلى أن قال-، و من تأمل الأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي في هذا الباب اعتبر أيضاً اعتبار أولي الأبصار، علم أن الذي جاءت به النصوص النبويّة خير الأمور، و لهذا لما أراد الحسين أن يخرج على أهل العراق، لما كاتبوه كتباً كثيراً، أشار عليه أفاضل أهل العلم و الدين، كابن عمر و ابن عباس و أبي بكر بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام أن لا يخرج و غلب على ظنهم أنه يقتل، حتى إن بعضهم قال: أستودعك الله من قتيل . و قال بعضهم لولا الشفاعة لأمسكتك و منعتك من الخروج، و هم في ذلك قاصدون نصيحته طالبون لمصلحته و مصلحة المسلمين. و الله و رسوله إنما يأمر بالصلاح لا بالفساد، لكن الرأي يصيب تارة و يخطئ أخرى.
فتبين الأمر على ما قاله أولئك، ولم يكن في الخروج لا مصلحة دين و لا مصلحة دنيا، بل تمكن أولئك الظلمة الطغاة من سبط رسول الله حتى قتلوه مظلوماً شهيداً، وكان في خروجه و قتله من الفساد ما لم يكن حصل لو قعد في بلاده، فإن ما قصده من تحصيل الخير و رفع الشر لم يحصل منه شيء، بل زاد الشر بخروجه و قتله، و نقص الخير بذلك، و صار ذلك سبباً لشر عظيم، و كان قتل الحسين مما أوجب الفتن، كما كان قتل عثمان مما أوجب الفتن.
و هذا كله مما يبين أن ما أمر الله به النبي من الصبر على جور الأئمة، و ترك قتالهم، و الخروج عليهم هذا أصلح الأمور للعباد في المعاش و المعاد، وأنّ من خالف ذلك متعمداً أو مخطئاً لم يحصل بفعله صلاح، بل فساد. و لهذا أثنى النبي على الحسن بقوله:« إن ابني هذا سيد و سيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين »، ولم يثني على أحد بقتال في فتنة، و لا بخروج على الأئمة، و لانزع يد من طاعة، و لا مفارقة الجماعة، و أحاديث النبي كلها تدل على هذا .... )) .



قلت : وقد وقعت فتنه في الأندلس في عهد الحكم بن هشام الربضي سنة202للهجرة وكان صاحب فسوق وفجور فخرج عليه العامه يريدون قتاله فخرج عليهم بجيش فقتلهم وهزمهم وشردهم وقتل منهم أكثر من أربعين الف شخصا ....
ثم سكنت النفوس ورجعت الأيام الى مجاريها ... فمات الحكم بن هشام ... فلو صبروا هؤلاء الناس وتمسكوا بسنة نبيهم محمد ـ عليه السلام ـ لما حصل ما حصل ....


وفي واقعنا المعاصر الثورات التي نسمعها ونشاهدها ماذا صنعت ؟!
هذه مصر الأمن يتقلص في المناطق القبليه وإقتصادها أصبح في الهاوية ... وهذه ليبيا أستعمرتها فرنسا وبريطانيا بيد الثوار الهمج .. بعدما كانت ليبيا بلد أمن وامان فيها أكثر من سبعة ملايين مصري يعتاش من خيرات ليبيا وفيها الملايين من الأفارقة والجزائريين والتوانسه والمغاربه يعتاشون فيها ....
وانتشر القتل وسفك الدماء .... الامس كانت بلاد أمن واليوم اصبحت بلادنا بلاد فتن ودماء وإقتصاد في الهاوية ...
وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا .... فتبا لهذه الثورات ....


كتبه :
أحمد بن سليمان ابوبكرة الترباني















رد مع اقتباس
غير مقروء 25-Sep-2011, 01:45 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
منبر اعلامي
عضو ذهبي
إحصائية العضو





التوقيت


منبر اعلامي غير متواجد حالياً

افتراضي

الله يجزاك بالخبر ولا يحرمك الأجر















رد مع اقتباس
غير مقروء 04-Oct-2011, 03:47 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
محمد الذيابـــي

مشرف منتدى قصائد الاعضاء


الصورة الرمزية محمد الذيابـــي

إحصائية العضو






التوقيت


محمد الذيابـــي غير متواجد حالياً

افتراضي

لاهنت يالغالي















التوقيع
التوقيع

محمد الذيابـــي
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن »01:56 AM.


 Arabization iraq chooses life
Powered by vBulletin® Version 3.8.2
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
اتصل بنا تسجيل خروج   تصميم: حمد المقاطي