من قتل اللواء عبد الفتاح؟ عملاء القذافي أم بعض الثوار المتنطعين؟
التصريح الصحفي الذي نعى فيه "السيد عبد الجليل" مقتل " اللواء عبد الفتاح يونس" لم يحدد 100% وبشكل واضح الجهة التي وراء إغتياله ! فهو – ربما بحكم أنه رجل قضاء - بدا حذرا في تحديد الجهة المسؤولة التي إرتكبت العملية حيث ذكر أن التحقيق لا يزال جارٍ مع أحد أفراد "العصابة" التي نفذت عملية الإغتيال ولكنه وبشكل عام وغير مباشر ومن مفهوم كلامه وجدناه وكأنه يلمح أنه قد يكون وراء هذه العملية بعض الثوار المتطرفين وكأنه غير متأكد بعد من أن القتلة من الطابور الخامس المندسين وسط الثوار! لهذا وجدناه يتحدث عن أن "عبد الفتاح" كان في طريقه لمقابلة لجنة قضائية طلبت التحقيق معه حين تعرض لعملية الإغتيال؟ ولهذا وجدناه أيضاًيحذر المسلحين المتواجدين في المدن وغير المنضوين تحت لواء القيادة العسكرية للجيش الوطني ويخيرهم بين الإنضمام للجيش او الأمن الوطني أو الذهاب للجبهة للقتال أو أن قبائل وشباب الشعب الليبي - كما قال - ستتعامل معهم وتضع لهم حداً! فهذا التحذير يشير بشكل غير صريح وغير مباشر أن وراء مقتل اللواء "عبد الفتاح" بعض الثوار المتطرفين ممن يعتقدون بأنه "خائن" ومن "الطابور الخامس" ! وهم بفعلتهم هذه يحسبون أنهم يُحسنون صنعاً ويخدمون الثورة بينما هم بتنفيذهم هذه العملية وبهذه الطريقة إنما يخدمون القذافي من حيث لا يشعرون!.
ولو كان السيد "عبد الجليل" يعتقد أن "اللواء عبد الفتاح" خائن بالفعل ما نعاه بحزن ولم يعلن بمناسبة وفاته الحداد ثلاثة أيام ؟ كيف يعلن الحداد على خائن؟ إلا إذا كان البعض يعتقد أن السيد عبد الجليل نفسه هو خائن أيضاً ومن "الطابور الخامس"! فتلك قصة أخرى!.
إن الظاهر أمامنا حتى الآن هو أن عبد الفتاح قـُتل مغدوراً من قبل إما أحد عملاء القذافي أو بعض الثوار الموتورين غير المتزنين ممن يعتقدون أنهم هم حماة الثورة وأنهم بمثابة لجان التطهير والتصفية لكل من يشتبه فيه بعض الثوار أنه خائن وعميل للقذافي!.
وأما الشائعات التي تتردد حول اللواء عبد الفتاح - منذ بداية إنشقاقه عن نظام القذافي وإلتحاقه بالثوار - فهي مجرد شائعات وتخمينات لا دليل عليها وقد يكون ورائها القذافي وطابوره الخامس وليس هناك دليل ثابت ضده ولو كان هناك دليل فأين هو؟ ومثل هذه الأمور الكبيرة والخطيرة لا ينفع فيها الظن والشك والشائعات بل لابد من دليل ثابت وإلا فهو البهتان والسيد عبد الجليل يفهم ذلك جيداً فهو رجل قضاء! فهؤلاء الذين قتلوه إذا كانوا من الثوار فما هو دليلهم على خيانته أم قتلوه لمجرد الظن والإشتباه والشائعات والشكوك التي تسري بين الناس وتجري كجريان النار في الهشيم؟ .
والشاهد هنا ومن خلال قراءتي لتصريح السيد "عبد الجليل" فإن قتلة اللواء "عبد الفتاح" إما أن يكونوا من عملاء القذافي والطابور الخامس المندسين وسط الثوار أويكونوا من بعض الثوار الموتورين الموسوسين المتنطعين الذين يحكمون على الآخرين بالظن والشكوك والشبهات ويسارعون بالتصرف على أساس هذه الظنون والشبهات والشائعات دون وجود أدلة وبراهين دامغة أو على الأقل أدلة ظرفية جامعة! ومثل هؤلاء المتنطعين المستعجلين ممن تعوزهم الحكمة السياسية والوعي الأمني والإتزان يسهل إختراقهم من قبل عملاء مخابرات القذافي والطابور الخامس حيث يتم تهييجهم وتوجيههم لإرتكاب مثل هذا العمل الأرعن وهم يحسبون أنهم من المحسنين!.
طبعا كلامي هذا بحسب الظاهر وحسب معلوماتي وتحليلاتي ومن خلال تصريحات السيد عبد الجليل أما إذا ظهرت أدلة وبراهين وتصريحات جديدة للمجلس الوطني وليس مجرد ظنون وتخمينات وشائعات فعندها لكل حادث حديث! أما الآن فكلام السيد عبد الجليل يدل على أن عبد الفتاح مات غدراً وهو "شهيد" لذا أعلن عليه الحداد ثلاث أيام وأشار - بطريقة غير مباشرة - أن قاتليه قد يكونون من الثوار المتطرفين والجماعات المسلحة ممن يعتقدون أنهم يحسنون صنعاً ويخدمون الثورة بينما في الحقيقة ومن حيث لا يشعرون هم يقدمون خدمة مجانية للقذافي!.
فهذه هي قراءتي للتصريح والنعي الذي أدلى به السيد "عبد الجليل" حول مقتل اللواء "عبد الفتاح" ولهذا من هنا حتى ظهور نتائج التحقيق فهذا هو الرأي السديد القائم على الحقائق والمعطيات لا الظنون والشبهات والشكوك والشائعات فلا تعطوا فرصة للقذافي وطابوره الخامس أن يعبثوا بعقولكم يا عباد الله!.
للكاتب الليبي / سليم نصر الرقعي
2011/07/29