بقعاء الكرم والفزعه والشجاعة

[عبدالرحمن الهيلوم]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

((هديه للغالي ابن الغالين / غازي مجزع البقعاوي (ابوحسام ) 0))


المساحة الإجمالية :
7200 كيلو متر مربع .


كانت قرية صغيرة تعتبر من أقدم قرى منطقة حائل تقع على بعد 95 كم تقريبا شمال شرق مدينة حائل

وعلى بعد 12 كم تقريبا جنوب صحراء النفود ، أرضها صخرية ، يتوفر فيها الماء بكثرة وعلى مسافات قليلة من سطح الأرض .
كانت القرية مكونة من جزئين : الجزء الأول الشمالي الغربي منها ويسمى ( بقـعاء اللويمي )للأساعده من عتيبة والجزء الثاني الجنوبي الشرقي منها ويسمى ( بقعاء الشرقية )للجعفر من شمر ومعهم بعض الأساعده ويفصل بينهما ( قاع الملح ) الذي يصب فيه جزء من وادي الأديرع الذي يأتي من غرب مدينة حائل ويستخلص منه ملح الطعام .
وترجع تسميتها إلى عدة أقاويل فقيل أنها ( نقعاء ) أي مجمع للسيول . . وقيل أنها ( بقعاء ) لكثرة بقع الخيام البيضاء وسط بيوت الشعر السوداء ويسميها البعض «الصفات» نسبة الى أرضها الصخرية. وقيل أنها اللوى ( اللواء ) فقد ذكرها امرؤ القيس في أحد أبيات شعره , فقال :

قفا نبكي من ذكر حبيب ومنزل :: بسقط اللوى بين الدخول فحومل

كما ذكرها أحد شـعراء بني هلال بعد نزوحهم من نجد , فقال :

رحلنـا ولا خلينـا بنجـد حسـوفه :: يـا كـود قليب بين اللوى وزرود

تقول احد الاعرابيات وقداشتاقت لبقعاء
من يهد لي من ماء بقعاء شربة**فإن له من ماء لينة اربعاً
لقد زادني وجدأ ببقعاء وأنني**وجدت مطايانا بلينة ضلعاً

واشتهر سكان هذه القرية قديما,وحاضراً بالكرم والأصالة وحسن الضيافة ، رغم قلة موارد المعيشة وصعوبة المواصلات فكانوا يحرمون أنفسهم على أمل قدوم الضيوف وتقديم ما يجب تقديمه لهم .ولقد سطروا أروع القصص بالكرم والشجاعة والفزعه حفضها ودونها لهم التاريخ.

وكانت معيشتهم على تمر النخيل ، من أشهرها ( الحلوة ، دقلة شويش ) وكانت البيوت من الحجر والطين مسقوفة بأشجار النخيل والإثل منها ما هو موجود إلى الآن ، ومنها ما أصبح أطلالا وأكوام من الحجر .. وما زالت المتاريس والأبراج موجودة حتى الآن .. وصارت القرية مدينة ثم أضحت محافظة بفضل الله ثم بفضل الدعم الكبير الذي تقدمه حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين .. وأصبحت بقعاء مدينة كبيرة تواكب المدن الكبرى في بلادنا الغالية من حيث التطور العمراني والكثافة السكانية والنشاط التجاري والزراعي وما تتمتع به من خدمات تعليمية وصحية وزراعية وهاتفية بالإضافة لتواجد جميع الدوائر الحكومية التي تخدم المواطن ، وإزاء التطور السريع وتنامي زيادة عدد السكان وما صاحبه من الاتساع العمراني وبتوجيه من صاحب السمو الملكي أمير منطقة حائل تحولت إلى محافظة فئة ( أ ) يتبعها حوالي 55 مدينة وقرية وهجرة بالأمر السامي الكريم بتاريخ 10/11/1414هـ

والله ايوفق لابتي فوق كل ارض وتحت كل سماء

ابوداحم