أكد أهمية استمرار الامدادات بأسعار متوازنة
الامين العام لمنظمة أوبك: متمسكون بسياستنا لضمان استقرار السوق
حسين عون (الأمم المتحدة- فيينا)
وصفت منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) العام 2006، بأنه العام الذي شهدت فيه أسواق النفط العالمية تقدماً كبيراً في التأقلم مع مجموعة من الاحداث والتطورات غير المسبوقة خلال العامين السابقين. و أكد الأمين العام لمنظمة الأوبك عبد الله سالم البدري (ليبيا) في الكلمة التي قدم فيها التقرير السنوي/2006، أن “ المنظمة واصلت التمسك والالتزام بسياستها الرامية إلى تحقيق استقرار السوق وتوازن الأسعار عند مستويات معقولة ومقبولة من الدول المنتجة والمستهلكة للنفط وبما يدعم نمو الاقتصاد العالمي على حد سواء”. اشار التقرير السنوي للأوبك الذي وزعته الأمانة العامة أمس إلى أن أسعار النفط استقرت في نهاية العام الماضي عند نفس المستوى الذي بدأته في بداية العام، على الرغم من وصولها إلى معدل قياسي في بعض الأحيان ولفترة مؤقتة. وأكد أن المنظمة “ مع الأخذ في الاعتبار آثار التضخم وعدم استقرار أسعار صرف العملات، فقد ظل معدل سعر سلة خامات الأوبك تحت المستوى الذي تم تسجيله خلال الفترة ما بين 1980-1985، على الرغم من أن معدل سعر سلة خامات المنظمة في العام 2006، ارتفع بنسبة
20 % عن السنوات الماضية ووصل سعر النفط الخام إلى 61.08 دولار للبرميل الواحد”. وأشار الأمين العام للأوبك إلى أن الاقتصاد العالمي في العام 2006، سجل نمواً قوياً ووصل إلى معدل 5.4 % مقارنة بـ 4.8 % خلال العام السابق، على الرغم من مظاهر القيود النقدية، وارتفاع أسعار النفط الخام التي شهدها الربع الثالث من العام، بالإضافة إلى استمرار توتر العوامل الجيو/سياسية. ولاحظ أن استمرار الجدل حول الأسباب الكامنة وراء عدم استقرار أسعار النفط خلال الفترة من العام 2004 و2006. ورأى البدري أن “مزيجاً من عدة عوامل خارجية خارجة عن إرادة المنظمة وسياستها المعتمدة، وفي طليعتها ارتفاع الطلب العالمي على النفط والطاقة، والتراجع النسبي في نمو معدل الإمدادات من الدول الأعضاء في الأوبك، والعجز في مستوى أداء قطاع التكرير والمصافي لدى عدد من الدول الصناعية الكبرى المستهلكة للنفط، بالإضافة إلى وقوع عدد من الكوارث الطبيعية الناجمة عن الأعاصير والفيضانات التي ضربت بعض المناطق، والمتغيرات المناخية والعوامل الجيو/سياسية وتفاقم المضاربات في البورصات العالمية المعنية انعكست آثارها السلبية على السوق العالمية وأسعار النفط”.واعرب البدري عن اعتقاده بان تداعيات العوامل الخارجية وآثارها مجتمعة أو منفردة على قطاع النفط ما تزال تتصدر الجدل القائم حول أسبابها ومعرفة ما إذا كانت مؤقتة او موسمية، وقال “إن تحديد ذلك متروك للمؤرخين والخبراء في شؤون الطاقة، وذلك انطلاقاً من أنهم يتابعون عن كثب وبشكل يومي تطورات الأحداث والأولويات واستراتيجيات الاستثمار في المجال النفطي، وتطورات السوق في المرحلة الراهنة والمقبلة”. وشدّد الأمين العام للأوبك على القول بأن “كل ذلك ينطلق من التأكد أن السوق تسير بشكل هادئ وسلس، مع أهمية ضمان الإمدادات النفطية وبأسعار متوازنة ومقبولة وعائدات نفطية معقولة الآن وفي المستقبل”. وفي هذا السياق، أشار البدري إلى أن “تحقيق مثل هذه الأهداف كان ولا يزال في صلب السياسة التي اعتمدتها الاوبك خلال العام 2006، حيث عكف المسؤولون المختصون في المنظمة على متابعة تطورات السوق النفطية عن قرب، ومعرفة ما إذا كانت تعمل بشكل كفء وفعال ومتجانس اقتصاديا ودولياً”.
وذكرّ الأمين العام للأوبك بمبادرات اتخذها وزراء النفط والطاقة في الدول الأعضاء خلال العام 2006، فقال “لقد تبنى المؤتمر الوزاري المنعقد في الدوحة في أكتوبر اتفاقاً تم بموجبه تخفيض الإنتاج بمعدل 1.2 مليون برميل في اليوم اعتباراً من أول نوفمبر من نفس العام، وقراراً قضي بتخفيض الإنتاج بمعدل نصف مليون برميل في اليوم اعتباراً من فبراير 2007”. واوضح بأن “هذا حدث بعدما تأكدت المنظمة من وجود كميات كبيرة من المخزونات النفطية في السوق، وهو ما دفع الأوبك إلى اتخاذ كافة التدابير المناسبة من أجل استقرار السوق من خلال المواءمة بين العرض والطلب، ولما فيه المصلحة المشتركة للدول المنتجة والمستهلكة للنفط على حد سواء”.
كما أشار عبد الله سالم البدري إلى أهمية المنتدى الدولي للطاقة الذي نظمته الأوبك في سبتمبر 2006، والذي انعقد تحت عنوان (حقبة جديدة من الطاقة: التحديات والفرص)، وشارك فيه عدد كبير من وزراء النفط والطاقة في الدول الأعضاء وأكثر من 500 مندوب وخبير دولي في شؤون النفط والطاقة، وركزوا على العوامل المؤثرة في الصناعة النفطية على المدى البعيد، وفي طليعتها ضمان الإمدادات وأمان النقل ومواجهة المتغيرات المناخية ومكافحة التلوث البيئي وتخفيض انبعاث الغازات السامة.
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
13-Oct-2007, 08:24 AM
العرض العادي
