الرئيسية التسجيل التحكم


اختيار تصميم الجوال

العودة   الهيـــــــــــــلا *** منتدى قبيلة عتيبة > المنتديات الأدبية > الشعر الفصيح

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: البيت لاعجبني اجاريه باحساس (آخر رد :الريشاوي)       :: كل عضو او شاعر يسجل بيتين غزل الفهاا من قصائده .. بشرط ان تكون غزليه فقط .. (آخر رد :الريشاوي)       :: ودي ولا ودي وابيهم ولا ابيه (آخر رد :الريشاوي)       :: واكتبي هذا أنا أنا ليلى العامرية (آخر رد :الريشاوي)       :: البيت لاعْجَبني اجاريه باحساس (آخر رد :الريشاوي)       :: أنـا لا تلوموني ولو ملـت كل الميل (آخر رد :الريشاوي)       :: اوافق .. واقول النفس صعبه مطالبها (آخر رد :الريشاوي)       :: الحب اقفى في ديانا ودودي (آخر رد :الريشاوي)       :: امير قبيلة المحاقنة قبل الدولة السعودية (آخر رد :متعب الوحيدب)       :: امير قبيلة المحاقنة قبل الدولة السعودية (آخر رد :متعب الوحيدب)      

إضافة رد
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
غير مقروء 11-May-2008, 02:08 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محب الهيلا
عضو ممـــيز

الصورة الرمزية محب الهيلا

إحصائية العضو






التوقيت


محب الهيلا غير متواجد حالياً

افتراضي ديوان الفرزدق


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الفرزدق

هو همام بن غالب بن صعصعة التميمي الدارمي، أبو فراس

من شعراء العصر الأموي

ولد سنة 38 هـ / 658 م ـ توفي سنة 110 هـ / 728 م

شاعر من النبلاء، من أهل البصرة، عظيم الأثر في اللغة.

يشبه بزهير بن أبي سلمى وكلاهما من شعراء الطبقة الأولى،

زهير في الجاهليين، والفرزدق في الإسلاميين.

وهو صاحب الأخبار مع جرير والأخطل، ومهاجاته لهما أشهر من أن تذكر،

كان شريفاً في قومه، عزيز الجانب، يحمي من يستجير بقبر أبيه.

لقب بالفرزدق لجهامة وجهه وغلظه، وتوفي في بادية البصرة،

وقد قارب المئة.





سَقَى الله قَبراً


سَقَى الله قَبراً يا سَعيـدُ تَضَمّنَـتْ

نَوَاحِيـهِ أكْفَانـاً عَلَيْـكَ ثِيَابُهَـا

وَحْفْـرَةَ بَيْتٍ أنْتَ فِيـهَا مُوَسَّـدٌ

وَقَدْ سُدّ منْ دُونِ العَـوَائدِ بابُهـا

لَقَدْ ضَمِنَتْ أرْضٌ بإصْطَخـرَ ميّتـاً

كَرِيـماً إذَا الأنْوَاءُ خَفّ سَحَابُهـا

شَديداً على الأدنَينَ منك إذا احتَوَى

عَلَيْكَ من الُّترْبِ الهَيـامِ حِجابُهـا

لِتَبْكِ سَعيـداً مُرْضِـعٌ أُمُّ خَمْسَـةٍ

يَتامى ، وَمنْ صِرْفِ القَرَاحِ شَرَابُهـا

إذا ذَكَرَتْ عَيْني سَعيـداً تحَـدّرَتْ

على عَبَـرَاتٍ يَسْتَـهِلُّ انْسِكابُهـا





تَضَاحَكَتْ


تَضَاحَكَتْ أنْ رَأتْ شَيبـاً تَفَرّعَنـي

كأنّها أبصَرَتْ بَعَـضَ الأعاجيـبِ

مِنْ نِسْوَةٍ لبَنـي لَيْـثٍ وَجيرَتِهـمْ

بَرّحنَ بالعينِ من حُسنٍ وَمن طيـبِ

فَقُلْـتُ إنّ الحَـوَارِيّـاتِ مَعْطَبَـةٌ

إذا تَفَتّلْـنَ مِنْ تَحْـتِ الجلابيـبِ

يَدْنُونَ بالقَوْلِ ، والأْحشَـاءُ نَائِيَـةٌ

كدأبِ ذي الصَّعنِ من نأيٍ وَتقرِيبِ

وَبالأمانـيّ، حَتَّـى يَخْتَلِبْـنَ بِهَـا

مَن كانَ يُحسَبُ منّا غيرَ مَخلـوبِ

يأبَى ، إذا قلتُ أنسَـى ذِكرَ غانِيَـةٍ

قلَبٌ يَحِنّ إلـى البِيضِ الرّعابيـبِ

أنْتِ الهَوَى ، لَوْ تُوَاتِينـا زِيَارَتُكُـمْ

أوْ كانَ وَلْيُكِ عَنّا غَيـرَ محْجُـوبِ

يا أيّها الرّاكِـبُ المُزْجـي مَطِيّتَـهُ

يُرِيدُ مَجْمَـعَ حاجاتِ الأرَاكِيـبِ

إذا أتَيْـتَ أميـرَ المُؤمِنيـنَ فَقُـلْ

بالنّصْحِ وَالعِلْمِ، قَوْلاً غيرَ مكـذوبِ

أمّا العِرَاقُ فَقَـدْ أعطَتـكَ طاعَتَـها

وَعَادَ يَعْمُـرُ مِنْـهَا كُلُّ تَخْرِيـبِ

أرْضٌ رَمَيْتَ إلَيـها ، وَهْيَ فاسِـدَةٌ

بِصَـارِمٍ مِنْ سُيُـوفِ الله مَشْبُـوبِ

لا يَغْمِـدُ السّيـفْ إلاّ مَا يُجَـرِّدُهُ

على قَفَا مُحْرِمٍ بِالسّـوقِ مَصْلـوبِ

مُجَـاهِـدٍ لِعُـداةِ الله، مُحْتَسِـبٍ

جِهادَهُمْ بِضِـرَابٍ ، غَيـرَ تَذْبيـبِ

إذا الحْرُوبُ بَدَتْ أنيابُـهَا خَرَجَـتْ

ساقَا شِهابٍ ، على الأعداء ، مَصْبوبِ

فـالأرْضُ لله وَلاّهَـا خِلِيـفَـتَـهُ

وَصَاحِبُ الله فِيـهَا غَيـرُ مَغْلُـوبِ

بَعْدَ الفَسَـادِ الّذي قَد كانَ قامَ بـهِ

كَذّابُ مكّةَ من مَكْـرٍ وَتَخرِيـبِ

رَامُوا الخِلافَةَ فِي غَدْرٍ ، فأخطأهُـم

مِنْهَا صُدُورٌ ، وَفَـازُوا بالعَرَاقِيـبِ

كانوا كسالِئَةٍ حَمقـاءَ إذْ حَقَنَـتْ

سِلاءَهَا فِي أديـمٍ غَيـرِ مَرْبُـوبِ

والنّاسُ فِي فِتنَـةٍ عَمياءَ قد تَركَـتْ

أشرَافَهُمْ بَيـنَ مَقْتُـولٍ ومحـرُوبِ

دَعَوْا لِيَسْتخْلفَ الرّحـمنُ خيرَهُـم

والله يَسْمَعُ دَعَـوى كُلّ مكْـرُوبِ

فَانقَضّ مِثْلَ عَتِيـقِ الطّيـرِ تَتْبَعُـهُ

مَساعِرُ الحَرْبِ مِنْ مُرْدٍ وَمن شيـبِ

لا يَعْلِفُ الخَيْلَ مَشـدوداً رَحائِلُـها

فِي مَنْـزلٍ بِنَـهَارٍ غَيـرَ تَأوِيـبِ

تَغْدُو الجِيادُ وَيَغـدو وَهوَ فِي قَتَـمٍ

مِنْ وَقْعِ مُنَعَلَـةٍ تُزْجـى وَمجْنـوبِ

قِيدَتْ لَهُ من قُصُورِ الشّامِ ضُمّرُهـا

يَطلُبْـنَ شَرْقـيَّ أرْضٍ بَعْدَ تَغرِيـبِ

حتَّى أناخَ مَكانَ الضّيْـف مُغْتَصِبـاً

فِي مُكْفَهرَّينِ مِثْلَيْ حـرّةِ اللُّـوبِ

وَقد رَأى مُصْعَبٌ فِي ساطِعٍ سَبِـطٍ

مِنْـهَا سَوَابِـقَ غـارَاتٍ أطانِيـبِ

يَـوْمَ تَرَكْـنَ لإبْـرَاهِيـمَ عَافِيَـةً

مِنَ النّسُـورِ وُقُوعـاً وَاليَعَاقِيـبِ

كَأنّ طَيـراً مِنَ الرّايَـاتِ فَوْقَهُـمُ

فِي قَاتِمٍ ، لَيْطُها حُمـرُ الأنابيـبِ

أشْطانَ مَوْتٍ تَرَاهـا كُلّمـا وَرَدَتْ

حُمراً إذا رُفِعَـتْ من بَعدِ تَصْوِيـبِ

يَتْبَعْنَ مَنصُـورَةً تَـرْوى إذا لَقِيَـتْ

بقانىءٍ من دَمِ الأجـوَافِ مَغصُـوبِ

فَأصْبَـحَ الله وَلّى الأمْـرَ خَيرَهُـمُ

بَعدَ اختِلافٍ وَصَدعٍ غَيرِ مَشعـوبِ

تُرَاثَ عُثمانَ كانـوا الأوْلِيَـاءَ لَـهُ

سِرْبالَ مُلْكٍ عَلَيْهِمْ غيـرَ مسلـوبِ

يَحْمي، إذا لَبِسوا، المـاذِيُّ مُلكَهُـمُ

مِثْلَ القُـرُومِ تَسَامَـى للمَصَاعيـبِ

قَـوْمٌ أبُوهُمْ أبُو العاصي أجادَ بـهمْ

قَـرْمٌ نَجِيـبٌ لِحُـرّابٍ مَناجِيـبِ

قَوْمٌ أُثِيبُوا على الإحسانِ إذْ مَلكـوا

وَمِنْ يَـدِ الله يُرْجـى كُلُّ تَثْوِيـبِ

فَلَوْ رَأيْتَ إلى قَوْمـي إذا انْفَرَجَـتْ

عن سابِقٍ وَهوَ يجرِي غيرِ مَسبـوبِ

أغَرَّ يُعْـرَفُ دُونَ الخَيْـلِ مُشتَرِفـاً

كالغَيْثِ يَحفِشُ أطْرَافَ الشآبيـبِ

كادَ الفُؤادُ تَطِيـرُ الطّائِـرَاتُ بـهِ

مِنَ المَخافَـةِ ، إذْ قال ابـنُ أيّـوبِ

في الدّار: إنّكَ إن تُحدثْ فقد وَجَبتْ

فيكَ العُقُوبَـةُ مِنْ قَطْـعٍ وَتَعذيـبِ

فِي مَحْبَسٍ يَتَـرَدّى فيـه ذو رِيَـبٍ

يُخشَى عَليّ ، شديدِ الهَوْلِ مَرْهـوبِ

فقُلتُ: هل يَنفَعَنّـي إن حضرْتُكُـمْ

بِطاعَـةٍ وَفُـؤادٍ مِنـك مَرْعُـوبِ

ما تَنْهَ عَنه ، فإنّـي لَسْـتُ قارِبَـهُ

وَما نَهَى منْ حَلِيمٍ مِثْـلُ تَجْرِيـبِ

وَما يَفُوتُـكَ شَـيْءٌ أنْـتَ طالِبُـهُ

وَما مَنَعْتَ فَشَـيءٌ غَيـرُ مَقْـرُوبِ







هَذا الّذي تَعرِفُ البَطْحـاءُ


هَذا الّذي تَعرِفُ البَطْحـاءُ وَطْأتَـهُ

وَالبَيْـتُ يعْرِفُـهُ وَالحِـلُّ وَالحَـرَمُ

هذا ابنُ خَيـرِ عِبـادِ الله كُلّهِـمُ

هذا التّقـيّ النّقـيّ الطّاهِرُ العَلَـمُ

هذا ابنُ فاطمَةٍ ، إنْ كُنْتَ جاهِلَـهُ

بِجَـدّهِ أنْبِيَـاءُ الله قَـدْ خُتِمُـوا

وَلَيْسَ قَوْلُكَ : مَن هذا ؟ بضَائـرِه

العُرْبُ تَعرِفُ من أنكَرْتَ وَالعَجـمُ

كِلْتا يَدَيْـهِ غِيَـاثٌ عَـمَّ نَفعُهُمَـا

يُسْتَوْكَفانِ ، وَلا يَعرُوهُمـا عَـدَمُ

سَهْلُ الخَلِيقَةِ ، لا تُخشـى بَـوَادِرُهُ

يَزِينُهُ اثنانِ : حُسنُ الخَلقِ وَالشّيـمُ

حَمّالُ أثقالِ أقـوَامٍ ، إذا افتُدِحُـوا

حُلوُ الشّمائلِ ، تَحلُو عنـدَهُ نَعَـمُ

ما قال : لا قـطُّ ، إلاّ فِي تَشَهُّـدِهِ

لَوْلا التّشَهّـدُ كانَـتْ لاءَهُ نَعَـمُ

عَمَّ البَرِيّةَ بالإحسـانِ ، فانْقَشَعَـتْ

عَنْها الغَياهِبُ والإمْـلاقُ والعَـدَمُ

إذ رَأتْـهُ قُـرَيْـشٌ قـال قائِلُهـا

إلـى مَكَـارِمِ هَذا يَنْتَهِي الكَـرَمُ

يُغْضِي حَياءً ، وَيُغضَى من مَهابَتِـه

فَمَـا يُكَلَّـمُ إلاّ حِيـنَ يَبْتَسِـمُ

بِكَفّـهِ خَيْـزُرَانٌ رِيـحُـهُ عَبِـقٌ

من كَفّ أرْوَعَ ، فِي عِرْنِينِهِ شـمَمُ

يَكـادُ يُمْسِكُـهُ عِرْفـانَ رَاحَتِـهِ

رُكْنُ الحَطِيمِ إذا ما جَـاءَ يَستَلِـمُ

الله شَـرّفَـهُ قِـدْمـاً ، وَعَظّمَـهُ

جَرَى بِـذاكَ لَهُ فِي لَوْحِـهِ القَلَـمُ

أيُّ الخَلائِـقِ لَيْسَـتْ فِي رِقَابِهِـمُ

لأوّلِـيّـةِ هَـذا، أوْ لَـهُ نِـعـمُ

مَن يَشكُـرِ الله يَشكُـرْ أوّلِيّـةَ ذا

فالدِّينُ مِن بَيتِ هذا نَالَـهُ الأُمَـمُ

يُنمى إلى ذُرْوَةِ الدّينِ التـي قَصُرَتْ

عَنها الأكفُّ ، وعن إدراكِها القَـدَمُ

مَنْ جَدُّهُ دان فَضْـلُ الأنْبِيـاءِ لَـهُ

وَفَضْلُ أُمّتِـهِ دانَـتْ لَـهُ الأُمَـمُ

مُشْتَقّـةٌ مِـنْ رَسُـولِ الله نَبْعَتُـهُ

طَابَتْ مَغارِسُـهُ والخِيـمُ وَالشّيَـمُ

يَنْشَقّ ثَوْبُ الدّجَى عن نورِ غرّتِـهِ

كالشمس تَنجابُ عن إشرَاقِها الظُّلَمُ

من مَعشَرٍ حُبُّهُـمْ دِينٌ ، وَبُغْضُهُـمُ

كُفْرٌ، وَقُرْبُهُـمُ مَنجـىً وَمُعتَصَـمُ

مُقَـدَّمٌ بعـد ذِكْـرِ الله ذِكْرُهُـمُ

فِي كلّ بَدْءٍ ، وَمَختومٌ بـه الكَلِـمُ

إنْ عُدّ أهْلُ التّقَى كانـوا أئِمّتَهـمْ

أوْ قيل من خيرُ أهل الأرْض؟ قيل هم

لا يَستَطيعُ جَـوَادٌ بَعـدَ جُودِهِـمُ

وَلا يُدانِيهِـمُ قَـوْمٌ ، وَإنْ كَرُمُـوا

هُمُ الغُيُوثُ ، إذا ما أزْمَـةٌ أزَمَـتْ

وَالأُسدُ أُسدُ الشّرَى ، وَالبأسُ محتدمُ

لا يُنقِصُ العُسرُ بَسطاً من أكُفّهِـمُ

سِيّانِ ذلك : إن أثَرَوْا وَإنْ عَدِمُـوا

يُستدْفَعُ الشـرُّ وَالبَلْـوَى بحُبّهِـمُ

وَيُسْتَـرَبّ بِهِ الإحْسَـانُ وَالنِّعَـمُ







وَكَيْفَ بنَفْسٍ


وَكَيْفَ بنَفْسٍ كُلَّما قُلـتُ أشرَفَـتْ

عَلى البُرْءِ من حَوْصَاء هَيض اندمَالُها

تُهاضُ بِـدارٍ قَـدْ تَقـادَمَ عَهْدُهَـا

وَإمَّـا بِأمْـواتٍ ألَـمّ خَـيَـالُهـا

وَمَا كُنتُ مَا دَامَتْ لأهْلي حَمُولَـةٌ

وَمَا حَمَلَتْهُمْ يَـوْمَ ظَعْـنٍ جِمالُهـا

وَمَا سَكَنَتْ عَنِي نَـوَارُ فَلَـمْ تَقُـلْ

عَلامَ ابن لَيْلى، وَهْي غُبْـرٌ عيالُهـا

تُقِيـمُ بِـدَارٍ قَـدْ تَغَيَّـرَ جِلْدُهَـا

وَطالَ، وَنيِرَانُ العَـذابِ، اشْتِعالُهـا

لأقَرَبَ أرْض الشَّأمِ، والنَّاسُ لَم يَقـمْ

لَهُمْ خَيْرُهُـمْ مَا بَلّ عَيْنـاً بِلالُهـا

ألَسْتَ تَرَى من حَوْلِ بَيتِـكَ عائـذاً

بِقَدْرِكَ قَدْ أعْيَـا عَلَيْـها احتِيالُهـا

فكَيْفَ تُرِيدُ الخَفضَ بَعدَ الَّذِي تَـرَى

نِسَـاءٌ بِنَجْـدٍ عُيَّـلٌ وَرِجَـالُهـا

وَسَوْداءَ فِي أهْـدامِ كَلِّيَـن أقْبَلَـتْ

إلَينا بِهـمْ تَمْشِـي وَعَنّـا سُؤالُهـا

على عاتِقَيْها اثْنَـانِ مِنْهُـمْ، وإنّهـا

لَتُرْعَدُ قد كـادَتْ يُقِـصّ هُزَالُهـا

وَمِنْ خَلْفِها ثِنْتَـانِ كِلْتَاهُمـا لَهـا

تَعَلّـقَ بِالأهْـدامِ، وَالشّـرُّ حَالُهـا

وفِي حَجْرِها مَخزُومَـةٌ من وَرَائِهـا

شُعَيْثاءُ، لَمْ يَتْمِـمْ لحَـوْلٍ فِصَالُهـا

فَخَـرّتْ، وألْقَتْهُـمْ إلَيْنَـا كَأنَّهـا

نَعامَـةُ مَحْـلٍ، جَانَبَتْهَـا رِئالُهـا

فَخـرّتْ، وَألْقَتْهُـمْ إلَيْنـا كَأنَّهـا

نَعامَـةُ مَحْـلٍ، جَانَبَتْـهَا رِئَالُهـا

إلَى حُجّـرَةٍ كَمْ مِنْ خِبَـاءٍ وَقُبّـةٍ

إلَيْـها، وَهُـلاّكٍ كَثِيـرٌ عَيَـالُهـا

وَبالمَسجِدِ الأقصَى الإمامُ الذِي اهتَدَى

بِهِ مِنْ قُلُـوبِ المُمْتَرِيـنَ ضَلالُهـا

كَشَـفَ الله البَـلاءَ، وَأشْـرَقَـتْ

لَهُ الأرْضُ والآفاقُ نَحْـسٌ هلالُهـا

فَلَمَّا اسْتهَلَّ الغَيثُ للنَّاسِ وانْجَلـتْ

عَنِ النَّاسِ أزْمـانٌ كَوَاسِـفُ بَالُهـا

شَدَدْنا رِحالَ المَيْسِ وَهْيَ شَـجٍ بِهـا

كَوَاهِلُهـا، مَـا تَطْمَئِـنّ رِحَالُهـا

فأصْبَحَتِ الحاجاتُ عنـدكَ تنتَهِـي

وَكُـلّ عَفَـرْنَـاةٍ إلَيْـكَ كَلالُهـا

حَلَفْتُ لئنْ لَمْ أشتَعْب عَن ظهورِهـا

لَيَنْتَقِيَـنْ مُـخَّ العِظَـامِ انْتِقَـالُهـا

إلَى مُطلِقِ الأسْرَى سُلَيمـان تَلتَقِـي

خَذارِيفُ بَيـنَ الرّاجِعـاتِ نِعالُهـا

كَـأنّ نَعَـامَـاتٍ يُنَتِّفْـنَ خُضْـرَةً

بِصَحْرَاءَ مِمْـرَاحٍ، كَثيـرٌ مَجالُهـا

يُبادِرْنَ جُنْحَ اللَّيـلِ بيضـاً وَغُبْـرَةً

ذُعِرْنَ بِها، والعِيسُ يُخشَى كَلالُهـا

كَأنّ أخَا الـهَمّ الَّذِي قَـدْ أصَابَـهُ

بِهِ مِنْ عَقابيـلِ القَطِيـفِ مُلالُهـا

وَقُلْتَ لأهْـلِ المَشْرِقَيـنِ ألَمْ تَكُـنْ

عَلَيكُمْ غُيُومٌ، وَهِي حُمْـرٌ ظلالُهـا

فَبُدّلْتُـمُ جَـوْدَ الرَّبِيـعِ، وَحُوّلَـتْ

رَحىً عنكُمُ كانَـتْ مُلِحّـاً ثِفالُهـا

ألا تَشْكُـرُونَ الله إذْ فَـكّ عنْكُـمُ

أداهِـمَ بِالمَهْـدِيّ، صُمّـاً ثِقالُهـا

هَنَـأناهُـمُ حَتَّـى أعَـانَ عَلَيْهِـمُ

من الدّلْو أوْ عَوّا السّمـاكِ سِجالُهـا

إِذا مَا العَـذَارَى بالدّخـانِ تَلَفّعَـتْ

وَلَمْ يَنْتَظِرْ نَصْبَ القُـدُورِ امتلالُهـا

نَحَرْنَا، وَأبْرَزْنا القُـدُورَ، وَضُمّنَـتْ

عَبيطَ المَتالِي الكُومِ، غُـرّاً مَحالُهـا

إذا اعتَرَكَتْ فِي رَاحَتَيْ كلّ مُجمِـدٍ

مُسَـوَّمَـةً، لاَ رِزْقَ إلاَّ خِصَـالُهـا

مَرَيْنا لِهُمْ بالقَضْبِ مِن قَمَعِ الـذَّرَى

إذا الشَّوْلُ لَمْ تُـرْزِمْ لـدَرٍّ فِصَالُهـا

بَقَرْنا عَنِ الأفْلاذِ بالسَّيـفِ بَطنَـها

وَبالسَّـاقِ مِن دُونِ القِيـامِ خَبالُهـا

عَجِلْنا عَنِ الغَليِ القِرَى مِن سَنامهـا

لأضيْافِنـا، والنَّـابُ وَرْدٌ عِقالُهـا

لَهُمْ أوْ تَمُوتَ الرِّيـحُ وَهيَ ذَمِيمَـةٌ

إِذَا اعْتَـزّ أرْوَاحَ الشِّـتَاءِ شَمَالُهـا

وَصَارِخَةٍ يَسْعَـى بَنُوهَـا وَرَاءَهـا

عَلى ظَهْرِ عُرْيٍ زَلّ عَنْـهُ جِلالُهـا

تُلَـوِّي بِكَفّيْـها عَنـاصِـيَ ذِرْوَةٍ

وَقَدْ لحِقَتْ خَيْـلٌ تَثُـوبُ رِعَالُهـا

مُقاتِلَـةٍ فِي الحَـيّ مِـنْ أكْرَمَيْهِـمُ

أبُوها هُو ابنُ العَـمّ لَحّـاً وَخالُهـا

إِذَا التَفَتَتْ سَـدّ السَّمَـاءَ ورَاءَهَـا

عَبِيطٌ، وَجُمْهـورٌ تَعـادَى فِحالُهـا

أناخَتْ بِهَا وَسْطَ البُيُـوتِ نِساؤنَـا

وَقَد أُعجِلَتْ شدَّ الرِّحالِ اكتِفالُهـا

أنَخْنَـا، فأقْبَلْنـا الرِّمَـاحَ وَرَاءَهَـا

رِمَاحـاً، تُسَاقِـي بِالمَنَايـا نِهَالُهـا

بَنُو دَارِمٍ قَوْمـي تَـرَى حُجُزاتِهِـمْ

عِتاقـاً حَوَاشِيـها، رِقَاقـاً نِعَالُهـا

يَجُرّونَ هُـدَّابَ اليَمانِـي، كَأنّهُـمْ

سُيُوفٌ جَلا الأطبَاعَ عَنها صِقالُهـا

وَشِيمَتْ بِهِ عَنكُمْ سُيـوفٌ علَيَكـمُ

صَباحَ مَسـاءً بالعِـرَاقِ اسْتلالُهـا

وَإذْ أنْتُـمُ مَنْ لَمْ يَقُـلْ أنَـا كَافِـرٌ

تَرَدَّى، نَهَـاراً، عَشْـرَةً لاَ يُقالُهـا

وَفَـارَقَ أُمَّ الـرَّأسِ مِنـهُ بضَرْبَـةٍ

سَـرِيـعٍ لِبَيْـنِ المَنْكِبَيْـنِ زِيَالُهـا

وَإنْ كانَ قَدْ صَلّى ثَمانيـنَ حِجّـةً

وَصَامَ وأهْدَى البُدنَ بيضـاً خِلالُهـا

لَئِـنْ نَفَـرُ الحَـجَّـاجِ آلُ مُعَتِّـبٍ

لَقُوا دَوْلَـةً كـانَ العـدُوُّ يُدالُهـا

لَقَدْ أصْبَـحَ الأحْيَـاءُ مِنْهُـمْ أذِلّـةً

وفِي النَّارِ مَثوَاهُمْ كُلُوحـاً سِبالُهـا

وَكَانُوا يَـرَوْنَ الدَّائِـراتِ بغَيْرِهِـمْ

فَصَارَ عَلَيهِـمْ بالعَـذابِ انْفِتالُهـا

وَكَانَ إِذ قِيـلَ اتّـقِ الله شَمَّـرَتْ

بِـهِ عِـزّةٌ، لا يُسْتَطَـاعُ جِدالُهـا

ألِكْنِي إلَى مَنْ كَانَ بالصِّينِ إِذ رَمَـتْ

بالـهِنْدَ ألْـوَاحٌ عَلَيْـها جِـلالُهـا

هَلُمَّ إلَى الإسْـلامِ وَالعَـدْلُ عِنْدَنـا

فَقَدْ مَاتَ عَن أرْضِ العِرَاق خَبالُهـا

فَما أصْبَحَتْ فِي الأرْضِ نَفسٌ فقيـرَة

وَلا غَيْـرُهـا، إلاَّ سُلَيْمـانُ مَالُهـا

يَمِينُكَ فِي الأيْمَـانِ فَاصِلَـةٌ لَهَـا

وَخَيرُ شِمَالٍ عِنْـدَ خَيـرٍ شِمَالُهـا

فَأصْبَحَتَ خَيرَ النَّاسِ وَالمُهتَـدى بِـهِ

إلَى القَصْدِ وَالوُثْقَى الشّديدِ حِبالُهـا

يَداك يَدُ الأسْـرَى الَّتِـي أطْلَقَتْهُـمُ

وأُخْرَى هِي الغَيثُ المُغيـثُ نَوَالُهـا

وَكَمْ أطلَقَتْ كفاكَ مِن قَيـدِ بائِـسٍ

وَمِنْ عُقدَةٍ مَا كَانَ يُرْجَى انْحلالُهـا

كثيراً مِن الأَسرَى الَّتِي قَدْ تَكَنَّعَـتْ

فكَكْـتَ وَأعْنَاقـاً عَلَيْـها غِلالُهـا

وَجَدْنـا بَنِي مَـرْوانَ أوْتَـادَ دِينِنَـا

كَمَا الأرْضُ أَوْتادٌ عَلَيـها جِبَالُهـا

وَأنْتُمْ لِهَذا الدِّيـنِ كَالقِبْلَـةِ الَّتِـي

بِها إنْ يَضِلَّ النّاسُ يَهـدِي ضَلالُهـا




أرَى المَوْتَ


أرَى المَوْتَ لا يُبقي على ذي جَلادَةٍ

وَلا غَيْـرَةٍ ، إلاّ دَنَا لَـهُ مُرْصِـدَا

أمَا تُصْلِحُ الدّنْيَـا لَنا بَعْـض لَيْلَـةٍ

مِنَ الدّهْرِ إلاّ عَادَ شَـيْءٌ فَأفَسـدَا

وَمَنْ حَمَلَ الخَيلَ العتاقَ على الوَجا

تُقادُ إلى الأعداءِ مَثْنـىً وَمَوْحَـدَا

لَعَمرُكَ ما أنسَى ابن أحوَزَ ما جرَتْ

رِيَـاحٌ ، وَمَا فَاءَ الحَمَـامُ وَغَـرّدَا

لَقَدْ أدْرَك الأوْتَارَ إذْ حَميَ الوَغـى

بِأزْدِ عُمـانَ ، إذْ أبَـاحَ وَأشْهَـدَا





سمَا لَكَ شَوْقٌ


سمَا لَكَ شَوْقٌ مِنْ نَـوَارٍ، وَدُونَهـا

سَوَيْقَةُ وَالدَّهْنـا وَعَرْضُ جِوَائِهـا

وَكُنْتَ ، إذا تُذْكَرْ نَـوَارُ ، فإنّهـا

لِمُندَمِلاتِ النّفسِ تَهيـاضُ دائِهـا

وأرْضٍ بها جَيْـلانُ رِيـحٍ مَرِيضَـةٍ

يَغُضّ البَصِيـرُ طَرْفَـهُ من فَضَائِهـا

قَطَعْـتُ علـى عَيْرَانَـةٍ حِمْيَرِيّـةٍ

كُمَيتٍ؛ يَئطّ النِّسْـعُ من صُعدائِهـا

وَوَفْرَاء لَمْ تُخْـرَزْ بِسَيْـرٍ وَكِيَعـةٍ

غَدَوْتُ بِها طَـيًّا يَدي فِي رِشَائِهـا

ذَعَرْتُ بـها سِرْباً نَقِـيًّا ، كَأنّـهُ

نُجُومُ الثّرَيّا أسْفَـرَتْ من عَمائِهَـا

فعادَيتُ منِـها بين تَيْـسٍ وَنَعْجَـةٍ

وَرَوّيْتُ صَدرَ الرُّمْحِ قَبـلَ عَنائِهـا

ألِكْني إلى ذُهْلِ بنِ شيبـانَ ، إنّنـي

رَأيْـتُ أخَـاهَـا رَافِعـاً لِبِنَائِهـا

لَقَدْ زَادَني وُدّاً لِبَكْـرِ بـنِ وَائِـلٍ

إلى وُدّهَا المَاضي وَحُسْـنِ ثَنائِهـا

بلاءُ أخِيهِمْ ، إذْ أُنِيخَـتْ مَطِيّتـي

إلـى قـبّـةٍ ، أضْيَافُـهُ بِفَنَائِهـا

جَـزَى الله عَبْدَ الله لَمّـا تَلَبّسَـتْ

أُموري ، وَجاشَتْ أنفُسٌ من ثَوَائِها

إلَيْنَـا ، فَبَاتَـتْ لا تَنَـامُ كَأنّهَـا

أُسَارَى حَدِيـدٍ أُغْلِقَـتْ بِدِمائِهـا

بِجَابِيَـةِ الجَـوْلانِ بَاتَـتْ عُيُونُنَـا

كَـأنّ عَوَاوِيـراً بِهـا مِنْ بُكَائِهـا

أرِحْني أبَا عبْدِ المَلِيـكِ ، فَمـا أرَى

شِفَاءً مِنَ الحاجَـاتِ دُونَ قضَائِهـا

وَأنْتَ امْرُؤٌ للصُّلْبِ مِنْ مُـرّةَ التـي

لهَا، مِنْ بَني شَيْبَـانَ ، رُمْحُ لِوَائِهـا

هُمُ رَهَنُوا عَنهُمْ أبـاكَ ، فَما أَلَـوا

عَنِ المُصْطَفَى مِنْ رَهْنِـها لِوَفائِهـا

فَفَكّ مِنْ الأغلالِ بَكْـرَ بنَ وَائـلٍ

وَأعطى يَداً عَنهُمْ لهـمْ من غَلائِهـا

وَأنقذَهم من سجن كِسرَى بن هُرْمُزٍ

وَقَدْ يَئِسَـتْ أنْفارُهـا مِنْ نِسائِهـا

وَما عَدّ مِنْ نُعمى امرُؤٌ من عَشيـرَةٍ

لِوَالِـدِهِ عَـنْ قَوْمِـهِ كَبَـلائِهـا

أعَمَّ عَلى ذُهْلِ بنِ شَيبـانَ نِعْمَـةً

وأدْفَـعَ عَـنْ أمْوَالِهـا وَدِمَائِهـا

وَما رُهِنـتْ عن قوْمِهـا من يَـدِ

امرِىءٍ نِزَارِيّةٍ أغْنَتْ لـهَا كَغَنَائِهـا

أبُوهُ أبُوهُـمْ فِي ذَرَاهُـمْ ، وَأُمُّـهُ

إذا انْتَسَبَتْ ، من ماجِداتِ نِسائِهـا

وَما زِلْتُ أرْمي عَن رَبيعَةَ مَنْ رَمـى

إلَيها ، وَتُخشَى صَوْلَتي مِنْ ورَائِهـا

بِكُـلّ شَـرُودٍ لا تُـرَدّ ، كَأنّهـا

سَنَا نَارِ لَيْـلٍ أُوقِـدَتْ لِصِلائِهـا

سَتَمْنَعُ بَكْـراً أنْ تُـرَامَ قَصَائِـدي

وَأخْلُفُها مَنْ ماتَ مِـنْ شُعَرَائِهـا

وَأنْتَ امْرُؤٌ مِنْ آلِ شَيبانَ تَستقـي

إلى دَلْوِكَ الكُبْرَى عِظـامُ دِلائِهـا

لَكُمْ أثْلَةٌ مِنـها خَرَجْتُـمْ وَظِلّـها

عَلَيْكُمْ وفيكُـمْ نَبتُـها فِي ثَرَائِهـا

وَأنتَ امرُؤٌ من ذُهلِ شَيبانَ تَرْتقـي

إلى حَيثُ يَنمي مَجدُها من سَمائِها

وقد عَلِمتْ ذُهلُ بنُ شَيبانَ أنّكـمْ

إلى بَيْتِها الأعْلـى وَأهْـلُ عَلائِهـا





لمّا رَأيْـتَ الأرْض


لمّا رَأيْـتَ الأرْض قَدْ سُدّ ظَهرُهَـا

وَلَمْ تَـرَ إلاّ بَطْنَـهَا لَكَ مَخْرَجَـا

دَعَوْتَ الذي ناداهُ يُونُـسُ بَعدَمَـا

ثَوَى فِي ثلاثٍ مُظْلِمَاتٍ ، فَفَرّجَـا

فأصْبحتَ تحتَ الأرْض قد سرّت ليلَةً

وَمَا سَارَ سَارٍ مِثْلَها حِيـنَ أدْلَجَـا

هُمَا ظُلْمَتَـا لَيْـلٍ وَأرْضٍ تَلاقَتَـا

عَلى جَامِـحٍ مِنْ أمـرِهِ ما تَعَرّجَـا

خَرَجْتَ وَلَمْ يَمْنُنْ عَلَيـكَ طَلاقَـةً

سِوَى رَبِذِ التّقْرِيبِ من آلِ أعوَجَـا

أغَرَّ مِنَ الحُوّ الجِيـادِ ، إذا جَـرَى

جرَى جرْيَ عُرْيانِ القَرَا غيرِ أفحجا

جَرَى بكَ عُرْيـانُ الحَماتَيـنِ لَيْلَـةً

بها عَنكَ رَاخى الله ما كانَ أشنَجَـا

وَما احتَالَ مُحتالٌ كَحيلَتِـهِ الّتـي

بـهَا نَفْسَهُ تحتَ الضّرِيحَـةِ أوْلَجَـا

وَظلمـاءَ تحتَ الأرْضِ قد خضّـتَ

هوْلها وَلَيْلٍ كَلَوْنِ الطّيْلَسانيّ أدْعَجَـا







إلَيْكَ مِنَ الصَّمّانِ


إلَيْكَ مِنَ الصَّمّانِ وَالرّملِ أقبَلَـتْ

تَخبّ وَتَخدي من بَعيدٍ سَباسبُـهْ

وَكائِـنْ وَصَلْنَـا لَيْلَـةً بِنَهَارِهَـا

إلَيْكَ كِلا عَصْرَيْهِـمَا أنـا دائبُـهْ

لِنَلْقَاكَ ، وَا اللاّقِيـكَ يَعْلـمُ أنّـهُ

إلى خَيرِ أهل الأرْض تُحدى ركائبُهْ

أقُولُ لهَا إذا هرّتِ الأرْضُ وَاشتكتْ

حِجارَةَ صَوّان تَـذُوبُ صَيَاهِبُـهْ

فَإنّ هِشَامـاً إنْ تُلاقِيـهِ سَالِمـاً

تَكوني كمَنْ بالغيثِ يُنصرُ جانبُـهْ

لِتَأتي خَيرَ النّاسِ وَالـمَلِكَ الّـذِي

لَهُ كُلُّ ضَوْءٍ تَضْمَحِـلُّ كوَاكبُـهْ

ترَى الوَحشَ تستحييـه وَالأرْضَ إذا

غدا لَهُ مُشرِقـاً شَرْقِيّـهُ وَمَغَارِبُـهْ

فُرَاتُ هِشَـامٍ ، وَالوَليـدُ يَمُـدّهُ

لآلِ أبي العاصي ، فُـرَاتٌ يُغالبُـهْ

عَلَيْكَ كِلا مَوْجَيْهِـما لكَ يَلتقـي

عُبابُهُـما فِـي مُزْبِـدٍ لَكَ ثائِبُـهْ

إذا اجتَمَعَا فِي رَاحَتَيكَ ، كِلاهُـما

دُوَينَ كُبَيْداتِ السّمَـاءِ غَوَارِبُـهْ

وَمن أينَ أخشى الفقرَ بَعد الـذي

التَقى بكَفّيكَ من مَرُوفِ ماأنا طالِبُهْ

فَإنّ ذَنُوبـاً مِنْ سِجَالِكَ مالـىءٌ

حِياضي ، فَأفْرِغْ لي ذَنُوباً أُنَاهِبْـهْ

أنَاهِبُهُ الأدْنَيـنَ وَالأبْعَـدَ الّـذِي

أتاكَ بـهِ من أبْعَدِ الأرْضِ جَالِبُـهْ

وَما مِنْهُـمَا إلاّ يَـرَى أنّ حَقّـهُ

عَلَيْكَ لَهُ يا ابنَ الخَلايـفِ وَاجبُـهْ

أَبَـىَ الله إلاّ نَصْرَكُـمْ بِجُنُـودِهِ

وَلَيْسَ بـمَغلُوبٍ مِنَ الله صَاحِبُـهْ

وكائِنْ إلَيكُـمْ قادَ مِنْ رَأسِ فتنَـةٍ

جُنُوداً ، وَأمْثَـالُ الجِبَـالِ كَتائِبُـهْ

فَمِنْهُنّ أيّـامٌ بِصِفّيـنَ قَدْ مَضَـتْ

وَبالمَرْجِ وَالضّحَاكُ تَجرِي مَقانبُـهْ

سَمَا لهُما مَـرْوَانُ حَتـى أرَاهُـمَا

حِيَاضَ مَنايَا المَوْتِ حُمراً مشارِبُـهْ

فما قَامَ بَعـدَ الـدّارِ قَـوّادُ فِتْنَـةٍ

لِيُشْعَلَـهَا ، إلاّ وَمَـرْوَانُ ضَارِبُـهْ

أبَـى الله إلاّ أنّ مُلْكَكُـمُ الّـذِي

بِهِ ثَبَتَ الدِّيـنُ الشّديـدُ نَصَائبُـهْ





إذا مَا العَذارَى


إذا مَا العَذارَى قُلنَ : عَمِّ ، فَلَيْتَنـي

إذا كان لي اسماً كنتُ تحت الصّفائحِ

دَنَوْنَ وَأدْناهُـنّ لـي أنْ رَأيْنَنـي

أخَذتُ العصَا وابيَضّ لوْنُ المَسائـحِ

فَقَدْ جَعَلَ المَفـرُوكُ ، لا نام لَيْلُـهُ

بحُبّ حَدِيثـي وَالغَيُـورِ المُشايِـحِ

وَقَد كنتُ مِمّا أعرِفُ الوَحْيَ مَا لَهُ

رَسولٌ سوَى طَرْفٍ من العينِ لامحِ

وَقُلْتُ لِعَمْروٍ ، إذْ مَرَرْنَ : أقاطـعٌ

بهَا أنْتَ آثـارَ الظّبَـاءِ السّوَانِـحِ

لَئِنْ سكَنَتْ بي الوَحشُ يَوْماً لطالَما

ذَعَرْتُ قُلُوبَ المُرْشِقـاتِ المَلائـحِ

لَقَدْ عَلِقَتْ بالعَبْـدِ زَيْـدٍ وَرِيحِـهِ

حَماليقُ عَينَيها قَذىً غَيـرُ بَـارِحِ

وَمِنْ قَبْلِهَا حَنّتْ عَجـوزُكَ حنّـةً

وَأُختُكَ للأدنَـى حَنِيـنَ النّوَائِـحِ

تُبَكّي على زَيْدٍ ، ولَمْ تَلْـقَ مِثلَـه

بَرِيئاً مِنَ الحُمّى صَحيـحَ الجوَانِـحِ

ولَوْ أنّهَـا يا ابـنَ المرَاغَـةِ حُـرّةٌ

سَقَتْكَ بكَفّيْـها دِمَـاءَ الـذَّرَارِحِ

وَلَكِنّهَا مَمْلُوكَـةٌ عَـافَ أنْفُـهَا

لَهُ عَرَقاً يَهْمـي بِأخْبَـثِ رَاشِـحِ

لَئنْ أنشدَتْ بي أُمُّ غَيـلانَ أوْ رَوَتْ

عَلـيّ ، لَتَرْتَـدَّنّ مِنّـي بِنَاطِـحِ




























رد مع اقتباس
غير مقروء 12-May-2008, 05:30 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أبو الوليد
شـــــــاعر و أديـــب
إحصائية العضو






التوقيت


أبو الوليد غير متواجد حالياً

افتراضي

يعطيك العافية يا محب الهيلا

ديوان جميل ورائع للشاعر الفرزدق.

تقبل التحية















التوقيع
https://twitter.com/abalwled


عَظيمةٌ أنتِ يـا أرضَ الرسَـالاتِ = يا مهبطَ الوحي فِي خَتْـمِ النبـوَّات
أنْتِ السُّعُوديَّةُ العَلْيَـاءُ فِـي شَمَـمٍ = تَعْلُو عَلَى كُلِّ مَنْ تَحْـتِ السَّمَـوَاتِ
رد مع اقتباس
غير مقروء 12-May-2008, 11:38 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
محب الهيلا
عضو ممـــيز

الصورة الرمزية محب الهيلا

إحصائية العضو






التوقيت


محب الهيلا غير متواجد حالياً

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الوليد مشاهدة المشاركة
يعطيك العافية يا محب الهيلا

ديوان جميل ورائع للشاعر الفرزدق.

تقبل التحية
يعطيك العافية

على المرور















رد مع اقتباس
غير مقروء 13-May-2008, 09:45 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
سعد عشق
عضو نشيط
إحصائية العضو





التوقيت


سعد عشق غير متواجد حالياً

افتراضي

مشكووووووووور اخوي الغالي وتسلم على هالموضوع الرائع تسلم اخوي















رد مع اقتباس
غير مقروء 13-May-2008, 10:00 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
نايف الروقي
عضو نشيط
إحصائية العضو





التوقيت


نايف الروقي غير متواجد حالياً

افتراضي

ماشاء الله مشكور على المرور















رد مع اقتباس
غير مقروء 13-May-2008, 10:26 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
محب الهيلا
عضو ممـــيز

الصورة الرمزية محب الهيلا

إحصائية العضو






التوقيت


محب الهيلا غير متواجد حالياً

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعد عشق مشاهدة المشاركة
مشكووووووووور اخوي الغالي وتسلم على هالموضوع الرائع تسلم اخوي
مشكور على المرور















رد مع اقتباس
غير مقروء 14-May-2008, 05:08 PM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
/عبد العزيز الجذع/

رابطة محبي الهيلا

إحصائية العضو





التوقيت


/عبد العزيز الجذع/ غير متواجد حالياً

افتراضي

بارك الله بك , شكراً أخي الكريم















رد مع اقتباس
غير مقروء 14-May-2008, 05:24 PM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
محب الهيلا
عضو ممـــيز

الصورة الرمزية محب الهيلا

إحصائية العضو






التوقيت


محب الهيلا غير متواجد حالياً

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نايف الروقي مشاهدة المشاركة
ماشاء الله مشكور على المرور
مشكوووووووووووووووووووور















رد مع اقتباس
غير مقروء 14-May-2008, 05:25 PM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
محب الهيلا
عضو ممـــيز

الصورة الرمزية محب الهيلا

إحصائية العضو






التوقيت


محب الهيلا غير متواجد حالياً

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة /عبد العزيز الجذع/ مشاهدة المشاركة
بارك الله بك , شكراً أخي الكريم
مشكور على المرور















رد مع اقتباس
غير مقروء 16-May-2008, 08:06 PM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
فهد النفيعي
مشرف سابق
إحصائية العضو






التوقيت


فهد النفيعي غير متواجد حالياً

إرسال رسالة عبر مراسل AIM إلى فهد النفيعي إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى فهد النفيعي
افتراضي

بارك الله فيك يامحب ووفقك الله وإلى الأمام















رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن »08:20 AM.


 Arabization iraq chooses life
Powered by vBulletin® Version 3.8.2
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
اتصل بنا تسجيل خروج   تصميم: حمد المقاطي