خيانة مسؤول حكومي كبير! - الهيـــــــــــــلا *** منتدى قبيلة عتيبة

أبو عمر الأسعدي · 03-Jan-2011, 09:45 AM

هذه من مقال للدكتور الفاضل محمد العوضي الأستاذ يكلية الشريعه بجامعة الكويت وهي بعنوان

محمد العوضي / خواطر قلم / خيانة مسؤول حكومي كبير!

بدعوة من رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي زار الدكتور أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي للحكومة الفلسطينية الشرعية (المتآمر عليها)، للقاء المسؤولين الكويتيين ابتداء بسمو الأمير ثم رموز الحكومة والبرلمانيين وبعدها الالتقاء بالجالية الفلسطينية والشعب الكويتي من خلال الندوات والمحاضرات العامة.
ولقد زرت الدكتور احمد بحر في الفندق وكان عنده بعض اعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني وبعض الاكاديميين الكويتيين، وسألته عن الوضع الفلسطيني الداخلي والى اين تتجه المصالحة (الفلسطينية - الفلسطينية) وامكانية التواصل مع حركة فتح، فقال: المصالحة تتمركز بعهدة ورعاية بلد عربي كبير وتسير بطيئة، اما سؤالك عن فتح حوار مع حركة فتح، فعن اي فتح أتكلم لانها حركة تشظت وصارت فتوحا (فتح عباس)، (فتح دحلان) (فتح الداخل) (فتح الخارج) (فتح المخيمات) (فتح شهداء الاقصى) (فتح الحياة مفاوضات)! للاسف لا تستطيع تحديد العنوان الرئيس او الراية او الكلمة الحاسمة لديهم، فمثلاً: تتفق مع طرف مسؤول في فتح لاطلاق سراح اسرى حماس في الضفة بعد صدور قرارات قضائية بالافراج عنهم، ويتم الاعلان والاتفاق على اطلاق سراحهم ثم تتعسف الجهات التنفيذية ولايطبق الاتفاق!
وسألته عن اثر الحصار الظالم والمرعب على الجبهة الداخلية في غزة، لان الناس تريد ان تأكل وان تعيش وهي معذورة اذا حجزت فماذا تستفيد من المقاومة وصدق القيادة مع انهيار الوضع الاقتصادي والعيش اليومي؟
قال أحمد بحر: شعبنا عجيب... صابر وعارف اللعبة، المعنويات عالية وأكبر شاهد مهرجان الذكرى السنوية في انطلاق حركة حماس الذي اقيم قبل ثلاثة اسابيع، وقد امتلأت الساحة الرئيسة في غزة والساحات الجانبية والممرات في الشوارع بما فاجأ المراقبين والاعلاميين بهذا التجمهر الذي لم يحصل له نظير في مهرجانات غزة السابقة.
ثم قال أحمد بحر: هذا هو الاستفتاء الحقيقي في غزة ولو توافرت الظروف الآمنة والحرة في الضفة لمهرجان مماثل لاثبت الناس هناك وقوفهم مع المقاومة... وهذا ما يخيف السلطة الفلسطينية وكل قوى الاستسلام والتخاذل مع العدو في المنطقة.
كان لقائي مع أحمد بحر في يوم سفره بفندق الشيراتون قبل اسبوع وكانت المفاجأة قبل يومين في ما سمعناه وشاهدناه من اخبار عن احالة القيادي البارز والاقوى محمد دحلان عضو اللجنة المركزية ورئيس مفوضية الثقافة والاعلام في حركة فتح على التحقيق بأمر من محمود عباس بتهم التآمر على رئيس السلطة واختلاسات مالية ضخمة... وآخر خبر يقول: «فتح تجمد عضوية دحلان في جميع مناصبه بتهم وطنية كبرى وتعفي جميع مساعديه الأمنيين والاداريين من مهامهم وتحيل معظمهم للتحقيق».
اقول: لقد قلنا وقال الناس ان دحلان أخطر رجل متآمر على الفلسطينيين قبل تآمره على حماس يوم كان في سطوته بغزة... واعلنا ذلك على قناتي الجزيرة والاقصى، وقبلنا قال الدكتور عبدالله النفيسي: (يجب ان يعلق الفلسطينيون دحلان من اصغر اصبع في رجله ويرجموه)! والمفارقة تتجلى ان العدو الصهيوني كان يراهن على ان طول الحصار على غزة سيدق اسفين الشقاق بين المقاومين فجاءت النتيجة ان الانشقاق حصل وبعمق في الجبهة المتخاذلة المستفيدة، واحالة اكبر مسؤول حكومي لخيانته العظمى!
ولابد من الاشارة في سياق زيارة احمد بحر للكويت، الى ان البعض خلط الاوراق بين موقف حركة فتح التي كانت تمسك بزمام السلطة الفلسطينية برئاسة الراحل (عرفات) ايام الغزو العراقي للكويت، وحركة حماس التي كان موقفها واضحا الى جانب الحق الكويتي... ونستطيع ان نفهم ان استقبال الامير لممثلي السلطة الفلسطينية يدخل في اطار العلاقات الدولية والديبلوماسية باعتبارها السلطة القائمة على الشأن الفلسطيني ولهذا التواصل (الاضطراري) اعتباراته وموازناته ولكن هذه الاعتبارات لا تنطبق على حركة.
وفي هذا الاستقبال (الاختياري) للحكومة الفلسطينية المتمثلة في حركة حماس اكبر دليل على سلامة موقفها عند صانع القرار السياسي للكويت.
أقول: لا تتكلم عن حكومة مثالية في غزة ولكن ان تخلط الاوراق ونجعل فتح وحماس في كفة واحدة ونطلق احكام التعمييم الجائرة فهذا من الظلم الذي تعود عليه الكثير من بني آدم.

محمد العوضي