الرئيسية التسجيل التحكم


اختيار تصميم الجوال

العودة   الهيـــــــــــــلا *** منتدى قبيلة عتيبة > المنتديات العامة > مجلس الهيلا العام

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: البيت لاعجبني اجاريه باحساس (آخر رد :الريشاوي)       :: كل عضو او شاعر يسجل بيتين غزل الفهاا من قصائده .. بشرط ان تكون غزليه فقط .. (آخر رد :الريشاوي)       :: ودي ولا ودي وابيهم ولا ابيه (آخر رد :الريشاوي)       :: واكتبي هذا أنا أنا ليلى العامرية (آخر رد :الريشاوي)       :: البيت لاعْجَبني اجاريه باحساس (آخر رد :الريشاوي)       :: أنـا لا تلوموني ولو ملـت كل الميل (آخر رد :الريشاوي)       :: اوافق .. واقول النفس صعبه مطالبها (آخر رد :الريشاوي)       :: الحب اقفى في ديانا ودودي (آخر رد :الريشاوي)       :: امير قبيلة المحاقنة قبل الدولة السعودية (آخر رد :متعب الوحيدب)       :: امير قبيلة المحاقنة قبل الدولة السعودية (آخر رد :متعب الوحيدب)      

إضافة رد
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
غير مقروء 06-Mar-2010, 02:24 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
خلف الروقي

رابطة محبي الهيلا

إحصائية العضو





التوقيت


خلف الروقي غير متواجد حالياً

افتراضي القاعدة تقول : استهداف أمن المملكة العربية السعودية خطأ فادح

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد , وعلى آله وصحبه أجمعين , ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

أما بعد :
فلنكن أكثر صراحة وواقعية في الوقوف على المشكلة ومعالجتها .

القاعدة كتنظيم , والتي تبنت أعمال العنف في الداخل , تنطلق في عملياتها من منطلقات شرعية , وتستند في أحكامها لنصوص قطعية الثبوت وهذا ما يزيد المشكلة تعقيدا , ليس لأنه لايوجد حلٌّ لها , كلا فالحق لايعجز عن علاج كل مشكلة , وحلِّ كل معضلة , وتيسير كل عسير , وتذليل كل صعب بفضل الله ورحمته.

إنما المشكلة تقع في اختلاف أفهام المتلقِّين للنص , وقدرتهم على الاستيعاب , ومقارنة المصالح الشرعية المعتبرة بضدها من المفاسد .

وتقع أيضا في مدى قوة الإدراك لخطورة ما يتم تبنيه من رؤى وتنفيذها على أرض الواقع , وفي مستوى القدرة المعرفية على تنزيل النص القطعي الثابت على القضايا والأحكام , وفي التفريق بين ماهو قطعي الثبوت قطعي الدلالة , وماهو قطعي الثبوت ظني الدلالة , وماهو قطعي الثبوت لا علاقة له بأصل المسألة .

لذلك كانت المشكلة كبيرة , بل وكبيرة جدا .

كل المآخذ التي ارتكزت عليها القاعدة لتبني مواجهتها الداخلية أو معظمها لم تكن حديثة النشوء بل هي قديمة متوارثة من عقود , وهذا لا يعني أن الخطأ يسقط بالتقادم , بل الخطأ خطأ لا يبرره تقادمه ولسنا كمن يقول ( ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا ) .

وجلُّ المرتكزات التي ترتكز عليها أعمال القاعدة في الداخل قائمة على فهم المنفذين لها , أو غيرهم من الموجِّهين للنص , أو لقول العالم المبني على فهمه للنص .

ولكي تدرك أيها القارىء الكريم أن ماقدمته قبل من خطورة المشكلة كان بسبب تباين الأفهام , فسأضرب لك مثالا لثلاث فئات تنطلق من قاعدة واحدة وتتبنى منهجا واحدا ولكنها تختلف عن بعضها اختلاف الليل عن النهار في تنفيذ ذلك المنهج وتطبيقه واقعا :

الفئة الأولى : العلماء الذين أكرم الله هذه البلاد بوجودهم , والذين جمعوا بين صفاء المعتقد , والصدق في النصيحة , وسلامة المنهج , من أئمة الدعوة إلى يومنا هذا ولله الفضل والمنة .

وهم ينطلقون من النص الشرعي , ويتبنون منهج السلف , لكنهم لم يركبوا مركب العنف , ولم يسلكوا مسالك المواجهة بالسلاح , وقد رأوا المنكر من الحاكم فناصحوه بما يرون به براءة الذمة , وإقامة الواجب , فكانوا خير معين له على مواصلة الحق , وترك ماهو ضده , أو على الأقل تذكيره بما غفل عنه مما ظنه موافقا للحق فتدارك نفسه فيه .

لم يكونوا يستجيزون السكوت عن الخطأ , ولم يكونوا يعالجون الأخطاء بالمواجهة بالسلاح .

ولعل من أبرز الشواهد على ذلك مواقف الأئمة الجهابذة الأعلام سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله , وسماحة الشيخ عبدالله بن محمد بن حميد رحمه الله , وسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن بازرحمه الله وغيرهم من أشياخهم , وأقرانهم , وطلابهم رحم الله الأموات وأمدَّ في أعمار الأحياء منهم على طاعته , ممن سطرت الأحداث لهم أعظم المواقف وأصدقها وأنبلها .

ومن أراد معرفة شيء من ذلك فليقرأ كتاب الدرر السنية وما حواه من تقارير ومسائل ورسائل أئمة الدعوة وفرسان الملة , وكتاب فتاوي الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله , ومجموع فتاوي الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله , وفتاوي اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء .

وسيرى التأصيل في الطرح , والصدق في النصح , والبعد عن الثلب والجرح , وفي مطالعتها مايغني عن الشرح .

الفئة الثانية : قوم زعموا أنهم على منهج السلف , ويستندون إلى الكتاب والسنة في طريقتهم , ويأخذون برأي من سبقهم من أهل العلم المشهود لهم بصفاء المعتقد .

لكنهم اتخذوا من أقوال العلماء سلاحا يطعنون به إخوانهم , ويتهمون به كل من خالفهم بالفساد والحزبية , وجعلوا الحاكم كالمعصوم عن العيب والخطأ , وصاروا يمتحنون الناس به , ويرون مناصحته بغير طريقتهم تهييجا , وذكر بعض المنكرات لمعالجتها خروجا .

وهؤلاء بالغوا في طريقتهم مبالغة لا أصل لها حتى أودت ببعضهم إلى الانقسام والتشرذم ثم لم يسلم منهم مَن زعموا الأخذ بقوله من العلماء الربانيين الصادقين , فطعنوا في محدث العصر الشيخ محمد بن ناصر الدين الألباني رحمه الله , واتهموه بالحزبية والتخطيط السياسي , وانقلبوا على الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد شفاه الله وصنفوه واتهموه , ثم على الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الغديان حفظه الله وشنعوا عليه , ثم صبوا جام غضبهم على عضو الإفتاء الإمام عبدالله بن جبرين حفظه الله فجعلوه حزبيا إخوانيا هالكا والعياذ بالله , واستطالت السنتهم وأقلامهم في أعراض علماء ودعاة نحسبهم والله حسيبهم من أهل الصدق والفضل والنبل وصفاء العقيدة وسلامة المنهج والطريقة , ولانزكيهم على الله تعالى .

وقد بلغ الحال ببعضهم أن يتفرغ تفرغا كليا لنقد العلماء وتتبع أقوالهم بُغية تصيُّد الهفوات , واقتناص العثرات .

واعتبروا من خالفهم خارجيا ضالا , أو حزبيا مبتدعا , وصنفوا الناس في هذا تصانيف ربما جمعت المتناقضات في الشخص الواحد .

كما حكموا على أنفسهم وحدهم بصحة الطريقة , وصفاء المنهج رغم اختلافهم بينهم وتبديع بعضهم لبعض .

الفئة الثالثة : تنظيم القاعدة ومن سلك مسلكهم وهم ينتسبون إلى منهج السلف , ويعتمدون النص الشرعي , لكنهم يرون كفر الحاكم , وفساد العلماء ومداهنتهم , وأن التغيير لا يمكن أن يكون إلا بالسلاح والمواجهة .
وهؤلاء يسندون رؤاهم تلك بأقوال الفئة الأولى التي خالفتهم في طرق المعالجة !!!
ويعتمدون في أغلب مسلكهم على أقوال العلماء التي يعتمد عليها من سبقهم من الفئتين .

أيها القارىء الكريم

بعد هذا المثال الذي اتفقت فيه الفئات الثلاث على المصدر وهو النص من الكتاب والسنة , والمنهج كما تعلن وهو منهج السلف الصالح , واختلفت بينها اختلافا لا حدَّ له , حتى إن بعضها كفَّر بعضا وبدَّعه وضلَّله , فهل ترى أن الحقَّ متعدد ؟ .

أو أن الحقَّ يقبل هذه التناقضات ؟ .
أو أن الحقَّ ومنهج السلف الصالح أكثر من منهج , وأكثر من طريقة ؟ .
أو أن منهج السلف الصالح يقبل المزايدات , ويتسع للمهاترات ؟ .
فأي تلك الفئات الثلاث على المنهج , وأقرب للحق , وأبعد عن الفتنة والشر؟
إن منهج السلف الصالح منهج واضح نقي , لا يقبل التزييف , ولا يرضى بالانتماء الكاذب , ولا يحمي فشل المنتمين إليه اعتباطا .
لقد كان السلف الصالح مثالا واضحا في الصدق مع الله تعالى , ومع رسوله صلى الله عليه وسلم , ومع من ولاَّه الله أمرهم , ومع أمتهم , ومع أنفسهم .
لذلك كان منهجهم وسطا لا غلو فيه ولا تفريط .
منهجا حكيما يجمع بين الاعتدال والمحافظة .
لاهو بالذي بالغ في تعظيم الذوات حتى عصمها , ولاهو الذي اتهمها حين اختلف معها في بعض الرؤى حتى كفرها أو بدَّعها أو حزَّبها .

أخي القارىء الكريم
الطائفة التي حادت عن منهج السلف الصالح لايمكن أن يردها إليه ادِّعاء الانتساب إليه , بل لابد لها من الالتزام بالمنهج قولا وعملا , أخذا وردَّا .

ولهذا فإنك لو تأملت في سلوك بعض المنتسبين إلى السلفية وكيف وقعوا فيما حذروا الناس منه , وبدَّعوهم لأجله , وخاصة من وقع منهم في أعراض العلماء , وجدت أنَّهم وقعوا في التحزب المقيت , والتعصب المذموم , من حيث شعروا أو لم يشعروا .

اقرأ مثلا قول بعضهم امتحنوا الناس في فلان , أو وصفهم له بأنه فلان السنة أو وصفه بالريحانة , وكأنه ينطق بمشكاة النبوة عياذا بالله .

أو مبالغة كثير من أتباع القاعدة مثلا في شخص أبي عبدالله أسامة بن لادن واستدلالهم لبعض أفعالهم بعبارة ( قال أبو عبدالله ) وكأنه لا ينطق عن الهوى , مع أنه بشر غير معصوم , وهو رجل يُستَدَل له ولا يُستَدَل به , لأنهم إن جعلوا قوله دليلا وألزموا الناس به فقد جعلوه نصا , وهذا مالايكون , وإن اعتبروا قوله رأيا غير ملزم فهذا يُلزمهم بضرورة استيعاب الرأي المخالف .

وعلى هذا فلابد للدعوى من إثبات , ولابد للحجة من برهان ودليل .
إذْ هل يمكن أن نتصور أن يكون منهج السلف متنازعا بين طوائف يلعن بعضها بعضا ؟

نعم يلعن بعضها بعضا ليس لنزاعات شخصية , بل لمايراه بعضهم من فساد طريقة الآخر وسوء مسلكه رغم دعوى انتسابهم جميعا لمذهب السلف الصالح !!! , وصدورهم عن الوحيين !!!.

أخي القارىء الكريم
كان الاختلاف موجودا منذ قديم الزمن , وكانت الآراء تتباين في بعض المسائل , لكنها لم تبلغ هذا الحدَّ من التناقض .

لقد اختلف علماء السنة في مسائل متعددة وأصرَّ بعضهم على رأيه لكنه لم يجعل خلافه مع أخيه العالم مبررا له ليطعن في عرضه , أو يتهمه في نيته , أو يشِيَ به عند ذي سلطان , أو يؤلب الناس عليه .

تأول بعض أئمة السلف في مسألة خلق القرآن مع أنهم يرون كفر من قال بها , ولم يثبتوا كما ثبت الإمام أحمد رحمه الله , ومع هذا لم يكن تأولهم مبررا لغيرهم أو لمن ثبت أن يتهمهم على الإسلام والسنة , بل ولم يستجز هو لنفسه فعل ذلك , فرضي الله عنهم أجمعين .
لذلك لن يكون الحلُّ بالتصنيف والتكفير والتفجير والعنف .
بل الحل في الرجوع إلى المصدر الذي استقى منه السلف تعاليمهم وهو الكتاب والسنة , والرجوع إلى من يردُّ إلى الكتاب والسنة في قوله وفعله من أهل العلم والنظر .
يكون الحلُّ بالنظر في الأدلة ومعرفة المحكم منها والمتشابه , والمطلق والمقيد , والناسخ والمنسوخ , والعام والخاص .
يكون بمعرفة المصالح الشرعية وأضدادها , ومتى تكون المصلحة راجحة ومتى تكون مرجوحة , ومعرفة العلل والأسباب .
وهذا لايمكن أن يتأتى إلا لمن شاب مفرقه في الطلب والتحصيل , وانحنى عموده من كثرة المدارسة , ومزاحة العلماء في الركب .
وأين هذا ممن لم يتجاوز العقدين من عمره , ومع هذا تراه وقد اقتحم غمار مسائل لو عرضت على ابن الخطاب رضي الله عنه لجمع لها أشياخ بدررضي الله عنهم أجمعين !!.

لقد سَبَقَنا علماء لانتَّهمهم في دينهم , ونحسب أنهم حطوا رحلهم في الجنان بإذن الله ومنته وفضله , وكانوا أصدق في لهجتهم , وأصفى في طريقتهم , من الخلوف التي جاءت بعدهم , وأنصح للأمة وأبرَّ فيما يظهر , ومع هذا لم يتخذوا من العنف مسلكا , ولا من التفجير مركبا .

لقد رأوا أخطاء لم يسكتوا عنها , بل ناصحوا فيها أهل الشأن بصدق , وكاتبوا وواجهوا وأعذروا أمام الله , ولم يفتحوا باب شرٍّ على الناس , تستباح فيه حرماتهم , وتراق فيه دماؤهم .

لقد ناصح بعضهم في قضايا يراها من المنكرات مايزيد على ثلاثين سنة ولم يسكت حتى استجيب له , لكنه لم يقبل في يوم أن يجعل رفض قبول النصيحة سببا في ركوب موجة العنف والتفجير .
لقد ناصحوا وبينوا خفية وعلانية , وأنكروا مايرون أنه لاتبرأ الذمة إلا بإنكاره فحفظ الله زمانهم من الفتن والشرور , وعصم الله أنفسهم من الخوض في دماء الناس وأموالهم وأعراضهم .

أخي القارىء الكريم
تعال بنا لنستعرض وفي عجالة ما أنجزته تلك الأعمال التي اتخذت العنف وسيلة للإنكار , وما هي المكاسب التي تحققت للمسلمين ؟ .

لا أجد كمتابع للأحداث أن العنف حقق أي مكسب على أرض الواقع إلا زيادة التعاطف مع الدولة , واللحمة بين الحاكم والمحكوم , أما غير ذلك ففي ظني أنه لم يتحقق شيء ألبتة .

بل إن هذه الأعمال أحدثت من الشر والضرر والفرقة والانقسام والفتنة أضعاف أضعاف ما جاءت لإنكاره ومعالجته _ هذا على فرض صحة النوايا وسلامة المقاصد والبعد عن الدوافع الشخصية _ , وحققت للعدو الشامت بنا في الداخل والخارج أضعاف مايرجوه بعشرات بل بمئات المرات من المكاسب , وأتاحت له الفرص للضرب والطعن والتسلل .

لقد أصبح المسلم المحافظ المستمسك بالسنة متهما , وأضحى الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر مشبوها , وصار ت مناهجنا , ودور التحفيظ , والجمعيات الخيرية , والمراكز التوعوية والتوجيهية , ملاحقة بشبهة تفريخ الإرهاب .

لقد صار المسلم المحافظ , والداعية الناصح , والمعلم الصادق , والمفكر الغيور , والعالم الرباني في خانة أعداء قلعة الإسلام ( المملكة العربية السعودية ) , وطفا على السطح طفيليات كانت من أشد الناس عداوة للوطن وأهله , وأنفرهم عن الدين وتعاليمه , وأكثرهم ولاء للغرب ووفاء لمخططاته , وقاموا يتباكون على الوطن ومقدساته , وعلى الدولة وهيبتها , وعلى الأموال والأنفس المعصومة وحرمتها , وصبوا الزيت على النار ليزيدوا اشتعالها , ويوقضوا فتنة نائمة بين أهلها , مستغلين هذا الظرف الحرج الذي ساهم في إيجاده تصرف غير مسؤول من طائفة لم تقدِّر المصالح الشرعية والمفاسد .
بسبب تلك العجلة المقيتة , والغيرة غير المنضبطة , والجهل بأحكام الشريعة , وتنزيل بعضها على غير موضعه , والدخول في الإلزامات التي لا تنتهي , والخوض في مسائل تشيب لها الرؤوس , وقياس المسائل بالرأي , واتخاذ الهوى غرضا , واعتبار الحكمة في ما تميل له النفوس لافي ما تقتضيه المصالح الشرعية , وتقديم المصالح على درء المفاسد , ومجانبة آراء أهل الخبرة في أمر الشريعة وأهل الغيرة المحمودة , واتهام المخالف بالمداهنة والانبطاح , والتسرع في إطلاق الأحكام قبل النظر والتدقيق والفحص والتحقيق , و عدم الاعتبار في سيرة أصحاب المسالك المماثلة , وغير ذلك من الأمور .

أقول : بسبب ذلك كله وغيره , رأينا كيف استباح المسلم دم المسلم ووصفه بالطاغوتية , ومارس معه أبشع صفات الانتقام , من حزِّ الرؤوس , وتقطيع الأطراف , وتمزيق الأشلاء , وهدم المساكن .

وبسبب ذلك أصبح بعضهم يمارس سفك الدماء البريئة , ويدمر الممتلكات , ويفتخر بأن هذا من دين الله الذي نزل به جبريل عليه السلام على قلب محمد صلى الله عليه وسلم .

وبسبب ذلك رفع المنافق عقيرته , واستعلن اللبرالي الخسيس بدعوته ومطالبه , واتَّحَدت مطالب أعداء الشريعة مستغلين هذا الظرف لتشويه سمعة المسلم المحافظ , ولسان حالهم وقالهم هو : هذا هو الدين وتلك هي أخلاق المتدينين ومشاريعهم .

بسبب ذلك احتاج من يريد أن ينكر منكرا أن يقدِّم بين يديه صكوك البراءة , وأيمان الولاء , وربما لم يكفه ذلك حتى يقسم بين الحجر والمقام أنه ضدَّ استهداف الأبرياء أو الإخلال بالأمن .

في حين يمارس اللبرالي والمنافق فجوره عازفا على وتر الوطنية والتحذير من الإرهاب . لقد كان هذا البلد آمنا , وسيظل كذلك آمنا بإذن الله , وكان للعلماء فيه مكانتهم , ولكلمتهم وقعها , حتى أتانا من قسمهم إلى سلفيين وحزبيين , أو من اتهمهم بالمداهنة والانبطاح , أو من رآهم دون مستوى المسؤولية , وذلك بُغْيَة أن يتصدر في الناس الجهال والجهل , وتغيب الحكمة والعقل .

لقد انشغل رجال الأمن عن ملاحقة الجرائم الأخلاقية , والتعديات على الأموال والأنفس من قبل أهل الشهوات , إلى ملاحقة أهل الشبهات , وتتبع خطواتهم , مما أوجد ثغرة أمنية كبيرة يتولى وزرها من كان السبب وراءها .

وانشغل أهل الغيرة من القاعدين للشاذين في فكرهم كل مرصد , عن مقارعة الشواذ , وكشف زيفهم , وبيان فساد مذاهبهم , بالدفاع عن أنفسهم , وإثبات براءة طريقتهم وخلوَّها من تهمة العنف والإرهاب .

كما انشغل المراقبون عن رصد تحركات أعداء هذه البلاد من الخارج إلى تتبع السوس الذي يهدد البنيان من الداخل , مما أتاح للعدو الخارجي حرية التحرك بسهولة , وأوجد له فرصة النيل منَّا بيسر .

لم تكن أمريكا تتجرأ بمطالبها لتغريب المجتمع , وتستعلن بضرورة التغيير للمناهج وما تسميه البوليس الديني من قبل بمثل هذه القوة .

ولم يكن الرافضة يتحركون بحرية , ويعتبرون أنفسهم أصحاب حق بمثل حريتهم اليوم .

أخي القارىء الكريم
كم هو مؤلم أن يكتب فلان من الناس عن الوطن ومقدراته مع أنه أكثر الناس امتهانا له ولها , لكنه وجدها فرصة للاصطياد في الماء العكر .

وكم هو محزن أن يوصف عالم رباني بالإرهاب , ويتهم بالخيانة , وينتقص من قدره , ويشكك في حبه لبلده , وإخلاصه في نصيحة ولاة أمره , بسبب استغلال طائش لفتواه , أو احتجاج متعجل ببعض قوله مما لم يَستَوعب معناه !! .

أعلم يقينا أن بعض من سلكوا مسلك المواجهة لم يدفعهم لذلك إلا الغيرة , ولكني يجب أن أقول بوضوح تام إن الغيرة وحدها لاتكفي لعلاج الخطأ , ولهذا لم تقبل من سعد بن عبادة رضي الله عنه حين خالفت حكم الله تعالى .

الغيرة لابد أن يضبطها الشرع , ولابد أن تتوافق مع أحكامه , وإلا فقد تتحول من غيرة محمودة إلى غيرة مذمومة , وقد يأثم صاحبها بسببها من حيث يريد الأجر والقربة .

وأعلم أن بعض هؤلاء المندفعين يرى أن منهجه شرعيا , ويستند فيه إلى أقوال من يثق بهم , لكن هذا وحده لا يكفي للتصدر لمثل هذه القضايا العظام التي تراق فيها الدماء , وتستباح بسببها الحرمات , لأن هذه الأحكام لا يقررها إلا الجهابذة من العلماء , وفرسان الفتيا الذين يوقعون عن الله تعالى , ويغلِّبون جانب الحيطة في الدماء والأموال والأعراض . وأعلم أن هناك أخطاء تقع فيها الدولة يجب إنكارها , وعدم السكوت عليها , وبيان مخالفتها للشريعة , ولكن معالجة تلك التجاوزات والأخطاء لاتكون بأخطاء تساهم في تثبيتها , أو الإصرار عليها , أو تفتح مجالا لاستغلال المشبوهين من ذوي الأفكار المنحرفة بسبب سوء المعالجات لإثبات أنهم البديل الأكثر ولاء , والأصدق حبا , والأعقل طرحا ومعالجة .

معالجة الأخطاء التي تقع فيها الدولة تكون بالطرق المعتبرة شرعا , وبالأساليب التي يتحقق بها الغرض المنشود من الإنكار , وهو زوال المنكر أو تقليله , وبما يحفظ هيبة الدولة , وأمن المجتمع .

إنكار المنكر يحتاج إلى فقهٍ وسياسة شرعية , حتى لا يحدث بسبب ذلك مفاسد أبلغ مما يسعى المنكِر لإنكارها .
لقد ترك النبي صلى الله عليه وسلم إقامة الحدِّ على رأس المنافقين وأقامه على من شهد بدرا لمصلحة عظمى , ودرءا لمفسدة كبرى .
كما ترك بناء الكعبة على قواعد إسماعيل عليه السلام خوفا من مفسدة أعظم قد تقع بسبب تلك المصلحة التي تمناها بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم .

وصالح كفار قريش يوم الحديبية على أن يرد إليهم كلَّ من أتاه مسلما فارَّا بدينه , وأجابهم على محي ( رسول الله ) من عقد الصلح , وعدم كتابة ( الرحمن الرحيم ) في بدايته , حتى قال عمر رضي الله عنه علام نعطي الدنية في ديننا .

أقول هذا لمن ظنَّ أنه على شيء , وكان الدافع له الغيرة .
سائلا الله له الهداية للطريق المستقيم , والبعد عن الفتن وأسبابها .

أما غير هؤلاء ممن تدفعهم الأهواء , أو النزعات الشخصية , أو المصالح والأطماع , فأقول لهم :

فإن كان في سابق علم الله أن لكم هداية فاللهم عجل بها , وإن كان الله كتب عليكم الشقاء , فردَّ الله كيدكم في نحوركم , وكفا الأمة فسادكم وشروركم , وجعل تدبيركم تدميرا عليكم .

وأخيرا فالقاعدة الشرعية الصحيحة تقول :
استهداف أمن المملكة العربية السعودية خطأ فادح .

هذا والله أعلى وأعلم , وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .


وكتبه
سليمان بن أحمد بن عبدالعزيز الدويش















رد مع اقتباس
غير مقروء 06-Mar-2010, 03:04 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
العتيبي محمد
عضو
إحصائية العضو





التوقيت


العتيبي محمد غير متواجد حالياً

افتراضي

الحمد لله هذا من فضل الله على هالبلاد الله يحفظها















رد مع اقتباس
غير مقروء 07-Mar-2010, 09:53 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
فهد العازمي العتيبي

مشرف ديار واخبار القبيله


الصورة الرمزية فهد العازمي العتيبي

إحصائية العضو






التوقيت


فهد العازمي العتيبي غير متواجد حالياً

افتراضي

الله يحفظ بلاد المسلمين

ويهدي الغاوين واعداء الدين والمله ...















التوقيع
للتواصل على تويتر

https://twitter.com/falotaibi5115


،،
رد مع اقتباس
غير مقروء 08-Mar-2010, 12:23 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
خلف الروقي

رابطة محبي الهيلا

إحصائية العضو





التوقيت


خلف الروقي غير متواجد حالياً

افتراضي

مشكورين ع المرور الرايع















رد مع اقتباس
غير مقروء 08-Mar-2010, 04:17 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
مشاري الحبردي
ذيـب الـهـيـلا

الصورة الرمزية مشاري الحبردي

التميز 
إحصائية العضو






التوقيت


مشاري الحبردي غير متواجد حالياً

افتراضي

لاهنت ياخلف

والله يحفظ بلادنا















رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن »12:11 PM.


 Arabization iraq chooses life
Powered by vBulletin® Version 3.8.2
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
اتصل بنا تسجيل خروج   تصميم: حمد المقاطي