الرئيسية التسجيل التحكم


اختيار تصميم الجوال

العودة   الهيـــــــــــــلا *** منتدى قبيلة عتيبة > المنتديات الأدبية > فنون النثر العربي

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: البيت لاعجبني اجاريه باحساس (آخر رد :الريشاوي)       :: كل عضو او شاعر يسجل بيتين غزل الفهاا من قصائده .. بشرط ان تكون غزليه فقط .. (آخر رد :الريشاوي)       :: ودي ولا ودي وابيهم ولا ابيه (آخر رد :الريشاوي)       :: واكتبي هذا أنا أنا ليلى العامرية (آخر رد :الريشاوي)       :: البيت لاعْجَبني اجاريه باحساس (آخر رد :الريشاوي)       :: أنـا لا تلوموني ولو ملـت كل الميل (آخر رد :الريشاوي)       :: اوافق .. واقول النفس صعبه مطالبها (آخر رد :الريشاوي)       :: الحب اقفى في ديانا ودودي (آخر رد :الريشاوي)       :: امير قبيلة المحاقنة قبل الدولة السعودية (آخر رد :متعب الوحيدب)       :: امير قبيلة المحاقنة قبل الدولة السعودية (آخر رد :متعب الوحيدب)      

إضافة رد
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
غير مقروء 21-Sep-2011, 06:41 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ابن العواتك
عضو نشيط
إحصائية العضو





التوقيت


ابن العواتك غير متواجد حالياً

Thumbs up الجنوب

بسم الله الرحمن الرحيم

((مناظرة الجنوب الكبير))


((أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا))

أجتمع صديقين قديمين نسيبين شريكين حميميين أحدهما (أزدي) (سبأ) والأخر (كندي) (الأحقاف) بعد غيبة طويلة في مناسبة عزيزة وغالية بعد غيبة طويلة في مشاغل الدنيا ، وكان هذان الشخصين مولعين بكل جديد ولهما في المناظرة والمزايدة اليد الطولى مع حسن الفعل والتدبير في سلامة صدر وكان السلى شغلهما الشاغل والتندر . ففي ظل المناسبة دخلا في سيرة افتتحت بينهم هذه الحادثة فقال الكندي مبادراً ومتندر على أخوه: ما شاء الله عليكم يا الأزد شروى القرود ما في دار في عرض هذه الجزيرة – الجزيرة العربية – أو طولها إلا ويدعي لكم نسب وفي أقلها رحم أو صداقة ، فحملق الأزدي في نظره كلها مكر مع سماحة وقال: لو سمحت عدل هرجك معنا نحن ترى ما هو بأزد ترى نحن أسد وترى نتواضع ونقول أزد وماهي مصيبتنا إن شهرتنا وصيتنا وامتدادنا في هذه الجزيرة فنحن نحب العمل والشغل ومعشرنا زي العسل .فرد الكندي مبادرا ومسارع لكي لا يغطي عليه ويغطرف: ترى إن أعرفكم يا الأزد ولن تجد في الجنوب كله وفي معشري وقبيلتي من كندة ومن الحضارم عموماً وخصوصاً من ينصفكم أكثر مني لخبرة ومعشر ومعرفة بسلومكم وطيبكم ومكركم أيضاً ولكن هل رددت علي لماذا لما الواحد منا لما يسمع هرجكم في سوالف أوفي رجز أو حتى مغنى يقول عين العقل ولما يشوف واقعكم من تصارم يبكي دما هل أجبت رحمك المولى؟
فرد الأزدي بكل شك وريبة : لست مسؤول عن هذا ولا أريد إن أوضح لك وهذه عادة في أصالتنا.
فسارع الكندي بكل جراه وكأنه استمسك مستمسك : إما بخصوص حبكم للعمل والشغل فو الله من جشعكم وطمعكم أو حتى قل مكركم ما أحد علم أحد في الجزيرة مكاتبة اليهود والنصارى مثلكم فو الله إنكم مكثرين ، وإن دياركم حتى طيبة الطيبة لم تسلم ودياركم في عرض الجزيرة وطولها تشهد بتمجيدكم للشركاءكم فهذه منطقة تسمى (( سبت العلايا)) وأخرى ((سوق الأحد)) .
فرد الأزدي ضاحكاً مقهقه قائلاً: وحد الله ، وأشهد إن لا آله إلا الله وأشهد إن محمد رسول الله ، إن نحن علمناهم المكاتبة ومادام إنك نشرت الغسيل ، فإنكم يا كندة خاصة و يا حضرموت عامة علمتم الملوك والأمراء والشيوخ كبيرة أكبر من كبيرتنا وحاجة أفسق منا وأسمح لي يا صديق الروح أليس ابن بجدتكم وابن ملوكم الأقيال المشابيب (( أمرئ القيس الكندي)) حينما علم بمقتل أبيه ملك (نجد) على يد مجموعة من بني أسد أستنجد بالقبائل الموالية لأبيه فوجدهم مطيعين لأبيه لأمرين لا ثالث لهما إنهم عبيد عصى وعبيد لماله فهو مشتريهم بالتناوش بينهم ، غير سيرة المسترد لهذا العرش فهو صعلوك زير نساء سكير فلم يجد أذن واعيه . فأخذ أسلاب أبيه من سلاح وأمانات وذخيرة وتوجه إلى ((الحجاز)) وإلى ((تيماء)) وحصنها المشهور عند (( السمؤال بن عاديا اليهودي)) وأعطاه هذه الأمانات لكي يحتفظ بها ويتوجه إلى (( الروم)) لكي يجمع ذخيره ويؤلف جيش يؤدب فيه هؤلاء الأوباش ويستعيد ملك أبوه وأجداده في ((نجد)) فلم يعد (( الملك ذو القروح)). وهكذا كان لكم فضل هذه النكاية والخيبة فحينما يتضعضع ملك أو أمير في دار ويضع الدار والعباد ورقابهم رهن عدوه فهو تلميذ عليكم فهل تساوي فعلنا بفعلكم وإجرامكم !!!.( بعد ها الحجة انتبه لمرقابك)
فتنهد الكندي بشدة ووضع خوار كبعير مجهم وقال: إلى لعنة الله على إحزان واشجان وإشطان هذا الجنوب ومن بعض سلومه وعلومه التي تشيب الغراب فشهاده لله ندعها له إن بعض العلوم خزيا ونكايا والله المستعان ، لكن هذا ليس سلم وقد وجب الرد.
دخل الأزدي هنا مقاطعاً فقال: إما بخصوص (( سبت العلايا )) و((سوق الأحد)) على مدى أصالتنا واعتزازنا بديارنا ولكن ولله الحمد ما وصلت فينا المناطقية والدعاية إن نجهل العرب فنحن نعرف إن في دياركم في حضرموت مناطق كثيرة تجيب الريبة منها على سبيل المثال (( روضة بني اسرائيل)) و(( قريظه )) والتي عدلها بعض السادة إلى (( حريضه )) وما خفي كان أعظم إتحاسبني إن في ديارنا مناطق أوحي إليها وسميت ببعض الطقوس لدى الديانات السماوية من اليهودية والنصرانية وإلى أسماء لديكم واضحة ههههه.
فقال الكندي لا تقطع حبل أفكاري: معلوم إن الملوك لها سلوم وطقوس فعيب إن يقال إن ملك هرب و جعلها عار وشنار على (( الملوك)) وعلى ( قحطان ) عامة وخاصة ورحم الله فعله فقد أعرب وأسلم في ذلك الحدث فقال: (( اليوم خمر وغد أمر)) فهو فعل معرب مسلم من أمرئ كافر جاهلي أخير ممن كثير ممن نرى اليوم ؟!! ، ومعلوم كل العلم يا وليف الروح إن نحن الملوك والأقيال المشابيب ذرب قحطان ولسانها ، بهذه الحركة كان الفضل لنا على الحضارة العالمية فضلا عن الحضارة الإسلامية العربية فبهذه الحركة كان لنا على المصرفية والتمويل والبنوك فضل الإيداع والتمويل والادخار ، فضل على ما يسمى في علم الأقتصاد والسياسة (إيداع السندات الحكومية) والتحوط عليها . وإن أبشرك إن هذه الصناعة لنا بامتياز بعز وكرامة ونعرف اليوم وغد وإلى ما يشاء الله رجال الأوطان من حراميتها من أصحاب بنوك ودعايات فإن لنا بوكر ولوبي عند أهل (( لا آله إلا الله محمد رسول الله )) وأيضاً عند الجن الأزرق. وبنا بان الفضل فكم من سيد في قومه في دوحة جودنا نازل ولله الفضل والمنة .
فسارع الأزدي قائل : أريد إن أصدق ولقد أصابتني الحكة من قولك فلم تبقي ولم تذر من هذا الفضل الجلي والخفي في آن واحد ، ولكن الحشمة والعقل يحتم عدم التكذيب فإن عندي إحساس إن لنا عوائد مشتركة .
فقال الكندي: أريد إن أصدقك إن لنا عوائد مشتركة بس إن أشهد للي رفع سبع سموات إن معشركم اللي زي العسل وتمدحوا نفسكم كثير أكثره قائم على المكر وحب أسود مثل ناقة فاقده حوارها وتعرف قاهرها ، وبعدين أيش المثل اللي عندكم اللي تستخدموه في رفيعات السلوم وخسيسها (( قلل من كثر المعرفة)) هذا مثل يخلي كل قوم في حصن وكل دجاجة على مرعاض ويسبب بحالة من التضخم الاقتصادي المبطن وكثير من العرب يضع هذه السلوم .
فماذا عسي إن أقول يا أبن العرب ؟
فرد الأزدي وقد أصبته نواكة- حماقة- يمانية أو كأنه استمسك عليه سر خطير فقال في محامى ومأخذ أخوه بالصوت والزمجرة فقال : العرب تضعنا والله يرفعنا وفيه فرق السعر بين من يرفعه المولى أو يرفعه البشر – دخلت الحسبة بين الأثنين- وفوق هذا أعوذ با الله من الشيطان الرجيم نحن نستخدم هذا المثل في حسن الخدمة والجود فنقول للكريم والخدوم ((قلل من كثر المعرفة)) لكي لا يطيح في مأزق أو يتنكر جاحد لفضله ولكي لا يبور أحد في عمل أو خدمة بمنة فيضيع الأجر ،ثانياً أنتم يا كندة خاصة و الحضارم عامة اللي يجالسكم في مجالسكم الخاصة ويجلس ويسمع لمحنتكم وشوقكم ووصفكم لدياركم –البلاد- بعد تصارم سنين غابرة وأعمار دابرة يستغرب منكم في قوة الذاكرة وكأنه فيلم متسلسل أو بعير يذكر ذو فضل أو مغضب بعد عمر أو كأنه يوم قضى على هذه الأحداث بعد هذه السنين، فتوصفوا الديار دار دار وادي وادي حجره حجره زنقه زنقه – على وزن العقيد- فلما تسمعكم العرب تقول والله نزلت عليكم النخوة والمحامى وإن هؤلاء العرب سيشدونا الرحيل ويرفعوا خيامهم ويتجهوا إلى وادي الجن وأرض عبقر فتخالفون الوضع والقول وتأكدون قوله عز من قائل (( ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون )) الزخرف الآية 77 ههههههه.
فأجاب الكندي في حنق وحقن ولكن أبدى التجمل والتلطف فقال: ترى نحن الشوي والقليل والأجواد والكرام قليل وأنتم الكثير الهليل اللي مثل السيل يزبد ويسير ولو حتى من كثر الفعايل ما يبين ويضيق في نظر الحس والعين ، ونحن العسل في جبوحه سر العالمين ما نبوحه وانتم كجريد النخل في صفوفه إن غيدقت لراعيها كانت حفوفه وإن كانت مذكر على راعيها كانت كلوفه ، ونحن مثل سنام وعين ناقة حلت في عين راعيها وسامت العرب في مشتريها وانتم مثل بقية جسمها ما حد نظر فيها . عزت عليك الصفوف وتناطقت عليك الحروف . أعرب بقول وفعل أو أجمل بصفح وحل .

وهكذا أخذا في هذا المجلس كل من الأزدي والكندي أحدهم يفل والأخر ينقض ويزيد برهة حدة النقاش وينقص ويبرد ويعلوا والمناسبة التي حضرها كانت شاهد فهداهم جمع من الحاضرين وعقلاءهم وقالوا لهم : سيصبح الصبح ولن تنثنيان على ما أنتم عليه . ولن تصلا إلى حل بهذا الوضع الذي يشبه نكف الديوك ، اتفقا على محكم وعاقل محايد فبادر إلى ذهنيهما صاحبهما الحميم القديم ذو الشراكة ذو الحجج واللسان الصبيب، ربيب المعقلين فارس من فوارس (( مضر الحمراء)) حلس البيت العتيق من ساكنيه وعاتقيه والعتيقين به فهما لن يجد أكثر إنصاف من هذا (( الهاشمي)) فالدار دار امان والمجلس ليس به خيفة والنفس بها فسحة التهاليل والبشاير، فرحب بهما هذا (( الهاشمي القرشي)) فقال: يا مرحبا بخالي مكينين أمينين حلت لكما الحلتين في الدارين ، أسفرت (( مكة)) بكما وهي مسفرة. اجتماعكما ومجيئكم مع بعض ينم على مغنم أو مغرم، فقالا: لا والله إنه مغرم في بلد محرم .
فقال (( الهاشمي)) : قاتل الله المغارم وأكثر الله لأهل الملة والدين والأوطان المغانم، فقد أجدبت الأرض وقل المرعى وأصاب العربان الجزع من العرى ودق العظم والبلى وتحزب على الدين وأهله تحزب يوم ((الأحزاب)) .
فبادر (( الأزدي)) مسارعاً و قائلاً: لقد أتيناك يا أبن (( فهر )) من قهر في قضية بها نقر ، قلت بها الحجة والقر.
فقال (( الهاشمي)) : أبعد الله النقر ، فالنقر والنكف يبعد حسن الحكم والعمل . ماهي حاجتيكما؟
فقال (( الكندي)) : الجنوب حيث زين الهبوب نريد منك حكم به يصوب.
فقال (( الهاشمي)) : لم أفهم مرادك؟!
فقال(( الأزدي)) : سأشرح لك مسترسلاً ماذا نريد منك ؟ نريد حكم يشفي الغليلين و يكبد المكيدين ويعطي أحسن الحجتين ، لقد اتيناك من دار تنبئ عن كرامة وحكمة ودين وهي معقل للأمانة جادت لك بحسن المكانة ، ولكن هي المنافسة في حسن الموضع والمناسبة والمجابهة ، نريد إن تحكم لنا بالمقادمة في موضع وعقد التعقيد في عقيد القوم من (( قحطان)) وفي هذا الجنوب العنيد ، فبعد تمحيص هذا الجنوب واليمن على جلى قبائله وعظيم جماجمه وتعقيد تضاريسه وبعد تاريخه وجهم زمانه، وجدنا إن الأزد( سبأ) وكندة (( الأحقاف)) في جنوب الجزيرة العربية عامة واليمن خاصة في هذا الجنوب علوه وسفله وجدنا أثرهما من انتشار في العشائر وحكم وممالك وآثار وبقايا حنفية وديانات سماوية وأيام وتواريخ وشواهد ومسميات وتاريخهم وصنعائهم من فجر الإسلام إلى يومنا هذا على طول وعرض هذا الجنوب وطوله مما دخل فيه اليوم من مسميات وتقسيمات إدارية وسياسية وإقليمية ودولية ، ولكن نريد العلوم والسلوم والأحكام التي تجلي على كل لباس وتسر الجلاس وتشيل الضيق عن كل مناكد غلاس ومن إراد من العشائر والقبائل الجلو والظهور كالعروس في زفها للجلاس فالصنائع والوقائع يظهرها للملأ الملاس (( هي معلقة كبيرة يغرف بها الطعام والأرز وهي كلمة فارسية معربة))؟!!!!!!!
فقال (( الهاشمي)): لقد أوقعتني في عظيم وإنه أمر جليل حكمه على جل النفوس وإنه لحطيم ، وإن هذا الجنوب له في نفوس العالمين شأن وإنه لدى العرب له وقع خاص فهو والمحنة والشوق والصبابة سواء ففيه تتفتت أكباد الأبل وتهيم فرار منه الجن وبه أرض عبقر وتقشعر الأبدان من صلحاء القوم وفساقهم من ذكر (( برهوت)) فهو محشر الباطن للنفوس الباطلة غير حشر الدنيا وفرق عن سورة (( الحشر)) ومرادها ، نحن صنائعه من علات من حمائل ذات جناب تشاركت أنسابها من الجنوب، الجنوب هو السلوب النهوب لكثير من القلوب ، فعند معرفته تنثني هذه القلوب عنه هرب وتصبح عابد عن البلايا يتوب ، يعرف الجنوب هؤلاء العرب ولا يعرفوه ، كأم أروم أبناءها عنها هروم عادة تأصلت بالجشع أحيان وبالتباعد أحيان وبالوقائع أحيان وزادها بله تناجش اليمانية والقيسية في زمن غابر متجدد لعصرنا الحاضر، والمصالح العابرة في زمن حاضر بشكل الدولة الحديثة حيث إن أنثروبولوجية هذه الدولة السياسية الحديثة المستوردة من الغرب تظهر هذا الجنوب غبي ومتخلف وتم اسقاط هذه الإسقاطيات في الدولة الواحدة وخاصة في التخطيط الحضري حيث أصبح مسلمة إنه في تخطيط حيين بنفس المسمى إن يظهر الشمالي متكامل وفيه النفوس المتراغدة والمرفهه عكس الجنوبي الذي يجمعون ويصنعون فيه المخربين أو كذلك هم يوحون. إنه الجنوب إيها الأزدي !!!!!
فقال (( الكندي)) : ما في حل وحكم عقال؟!!!
فقال (( الهاشمي)) في إجابه حاسمه: إنه لن يكون حل وحكم عقال – والعقال قليل- ولكن سيكون حل وحكم مستند على النقل والعقل والقياس والشرع والشريعة ووقع المنقول والمحفوظ من وقائع وشواهد تاريخية وشعرية مع أحكام للنفس تتخالج ، ما هو للأهواء والمناطقيات واقع ولكنه للعقال القوم من أهل الوقائع وصناع الحقائق وزين الصنائع ولحكمهم صاقع . والله الشاهد والمستعان على خطل اللسان والجنان.
فقال الكندي والأزدي: على هذا الحكم رضينا وتقاسمنا اليمين إن له النكال إن تغاضبنا وغضينا فإنه شريف الفعل والقول ما قالته العرب (( يا ليت أفعالنا وأقوالنا تعرب فإن لم تعرب أقوالنا أعربت أفعالنا)) ولقد أرتضينا بهذا الحكم، وكل منهم يريد الزيادة في حسن.
فقال (( الهاشمي)): لقد أوكلتماني لعظيم وإنه لحكم سيسطره التاريخ وتحفظ للعرب عرف فأعطياني كل السماح والأرومة، فإن قد توكلنا على المولى سبحانه في المبتدئ والمنتهى وقد ألزمنا بمعطيات ومسلمات تكفي كل مناكف منافق وكل صلف عنيد منافح فالله المستعان والكافي.
فقال كل من (( الأزدي)) و((الكندي)): على الله المستعان في هذه المناظرة وبها نرجو من الله ظهور فضل الجنوب وإن له سبق الفضل والقدم على غيره.
فقال (( الهاشمي)): في هذا صدقتما وإن لكم دليل وشاهد من كتاب الله في هذه الأسبقية ((إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ )) سورة قريش الآية 2 ، فقد كان لكم فضل الأسبقية كما أدعيتما.
وأردف (( الهاشمي)) بأي الفريقين نبدأ في هذه المناظرة ذات الغرم الكاشفة للثغر ، المصرمة في بعض حقائقها حبائل الرجال المحفية للوعر ، فاتفقا على إن يقدم ((الأزدي)).
فأخذ (( الكندي)) خطام المبادرة فقال: إني أوجه شكاوي وبثي وحزني لله، إن هؤلاء القوم فيهم شجع وعندهم فلوس وديارهم زينة ، وما تعرف كيف يرخصون كل غالي وفيه عندهم مثل يفقع الكبد ((بنخلي الغنم مشهبرات)) وهم أصحاب أمانه بالله عليك أحد يقول هالكلام ؟
فأجاب (( الهاشمي)) بعد تروي فقال : يا خال هي النفس البشرية لا أكثر ولا أقل . والذي تراه شجع قد لا يراه غيرك شجع بل هو حق مكتسب ، وانا لنا بكم معرفة يا كندة فإن لكم طبع ملوك وحياء وأمانة عتمة تكسرون النفس تأدب ، ولكن هؤلاء القوم لهم حق فقد تكون للبيئة والتربية لها دور وهم لا يكسرون النفس ولهم حجة قوية في كتاب الله وفي الاعتقاد فيأتي متحججهم بقول الله عز من قائل(( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ(1)يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ (2) )) سورة سبأ، إما الآية فتوضح مصدر الفلوس ، إما ديارهم زينة فإن الله موفقهم في كثير من مواضع هذه الجزيرة إن كان في جبل أو في سهل ، حتى إن بخلاء العرب لما علم إن بعض العشائر من الأزد ذهبت للصحراء فقال أراحنا الله من جشعهم ولهطلتهم ، فأكرمهم الله ببترول يخرج من الأرض فتحقق النصف الثاني من الآية معجزة لهذا الدين العظيم وكرامة لهم. وهم يستحقون لما نصروا هذا الدين من صدق نصره، أما يرخصون كل غالي فهذه شهادة لله ومعك مليون بالمائة والدليل سيد من سادات العرب وقريش هم أخواله ومربيه على كثر محبتهم له بس كانوا متكاثرين له من التفحيط والمعايرة والمناظرة له من قبل شبابهم من قرناء إن كان في عهد صغر أو شباب حتى وصلت الغضبة المضرية به إن شاب شعره في الخامسة عشرة من عمره فلقب (( بشيبة الحمد)) فهذا من ترخيصهم لكل غالي – شكل الهاشمي مفقوع ومكوي منهم من مزحهم الثقيل- إما مثل الغنم فالعلم عند الله إنه شبكة وصيدة لكل غشيم فهو مثل قوي وما هو هين من هؤلاء القوم ففيه الدل والتغلي غير التعريف والمحبة الدفينة الحاره، وبعدين يا أبن كندة هؤلاء عندهم حجج قويات وطرق التجارة لنا والمصالح تمر عليهم . يا خال إذا أنتم حفرة فو الله هؤلاء إنهم دحديرة والله المستعان عليكما.
فقال الأزدي: اللهم لك الحمد إن جعلت و جوهنا سفرة وأفعالنا ظفرة ،شوف نحن أصحاب سعادة وظفر ولنا أمهاتنا بالتوفيق داعيات ، لنا الفخر والبهاء على جميع العرب إن جعلت إعراسنا في عصر وغيرنا في عتم وليل.
فقال القرشي: هذا ناوي على كبد الجميع يا خال المسألة ماهي لهذه الغطرفة بس معكم حديث وظروف ساعدتكم أما الحديث فعن شعيب بن الحبحاب ، عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الأزد أسد الله في الأرض ، يريد الناس أن يضعوهم ، ويأبى الله إلا أن يرفعهم ، وليأتين على الناس زمان ، يقول الرجل : يا ليت أبي كان أزديا ، يا ليت أمي كانت أزدية. " أما العصر عندكم فالجو والطقس زين والله لو إنك في قر النعمان أو في أخشبي تهامة أو نجد لأعتمت .
دخل الكندي واثق وقائل لهما: أما أخينا هذا الأزدي فإنه يريد إن يقطع سوق العرب وبناتهم بالتمدح الزائد حتى نحن عندنا من ها الأحاديث الشريفة فعن الرسول الكريم –صلى الله عليه وسلم- قال(( أكتب يا معاوية إلى الأقيال العباهلة والأرواع المشابيب )) . ولنا من وصف المزيون المعنى الذي لم يبتكر من قبل فقال شاعرنا-امرؤ القيس الكندي- قائلا:
• تنورتها من أذرعات وأهلها
بتيرب أدنى دارها نظر عالي
ولنا معنى يجمع الأصالة للمكان مع ذكر المحبوبة في قول أبي دهبل:
• أعرفت رسماً بالنجير
عفا لزينب أو لسارة
• لعزيزة من حضرموت
على محياها النضارة
شفت كيف نحن زي العسل ،بس ها الطباع اللي حق المكر حقكم ما تفيد
أجاب الأزدي مغتاظ: يا أخي أنا جبت لك شيء واضح ، وأنت مثل ذاك المثل اللي يقول (( وين أذنك يا جحا قال هذه)) وبالله عليك أيش قلت الأدب بأشعاركم هذه الفاضحة ، وبعدين أنا ماني عارف ليش أنتم يا كندة خاصة والحضارم عامة شايفين نفسكم كثير وأكثركم تجار من شاكلة (( باجحاو و بازعير إلخ)) يعني ما أنتم من شاكلة الملوك .
فدخل القرشي منافحاً فقال: أسمح لي يا أبن الأزد في قولك هذا وأنتم مرباع في هذا العرب ، بس لا يدخل البطر بينكم ، ألم تسمع قول قيس في معنى جزل وهيبة لهؤلاءقال:
• ولو أن واش باليمامة داره
وداري بأعلى حضرموت اهتدى ليا
وبما إني أمرئ من مضر الحمراء، وما أدراك ما مضر الحمراء ؟ خاصة في قسوة و صعوبة استخراج شهادة حق منهم وخاصة في تفاخرها ونعرتها، فإن ربع هؤلاء يشهد لهم التاريخ فعندما صار الحارث بن عمرو بن حجر آكل المرار ملكاً على الحيرة ، ثم تفاسدت القبائل من نزار فأتاه أشرافهم فقالوا : إنا في دينك ، ونخاف أن نتفانى فيما يحدث بيننا ، فوجه معنا ببنيك ينزلون فينا فيكفون بعضنا عن بعض ، ففرق ولده في قبائل العرب ، فملك ابنه حجراً على بني أسد وغطفان ، وملك ابنه شرحبيل على بكر بأسرها ، وبني حنظلة بن مالك ، والرباب ، وملك ابنه معد بن يكرب على بني تغلب ، والنمر بن قاسط ، وطوائف من دارم ، وملك ابنه عبد الله على عبد القيس ، وملك ابنه سلمة على قيس ، وهكذا أصبحت قبائل العرب تدين كلها لملك الحيرة الكندي الحارث بن عمرو بن حجر آكل المرار.ولعلها كانت نواة أول وحدة عربية في جزيرة العرب ، وعندما ثارت أسد على مليكها ، قمعهم بالقوة ، وحبس جماعة من أشرافهم ، وسبى الأموال ، وجعل يقتلهم بالعصا ، فجاء إليه وفدهم يستعطفه ومعهم شاعرهم عبيد بن الأبرص ، فكان مما قال بين يديه :
إما تركت تركت عفواً ** أو قتلت فلا ملامـــــــة

أنت المليك عليهــــــم ** وهم العبيد إلى القيامة

ذلوا لسـوطك مثل مـا ** ذل الأشيقر ذو الخزامة

صحيح أن الملك لم يدم ، حتى الحارث نفسه ملك الحيرة عزل عندما ملك كسرى أنوشروان وهرب منه ، لكن بقي شعور الولاء عند العرب لهذا القبيلة العظيمة.

ولاء العبودية :

أنت المليك عليهم ** وهم العبيد إلى يوم القيامة
هؤلاء كندة يا أبني كم من شيخ وملك تعلم من تاريخهم وتغنجهم وسنعهم الشيء الكثير وكم من شخص رفعوه ؟!
فقال الأزدي : أيش رفعوه؟ هذا معن بن زائدة الشيباني الوائلي فعل فعلته بأهل حضرموت بعد أن قتلوا أخوه وهو جواد من أجواد العرب وشجعانهم فلقد اشتهرت في التاريخ العزوة التي قام بها معن ضد الحضارم في الأوساط الإسلامية آنذاك واستعظمها كثيرون حتى شكوه الى المنصور العباسي ولاكن المنصور تجاهل ذا لك لأغراضه السياسية وقال مروان بن أبي حفصة الشاعر الشهير أثناء قصيدة في معن وصف فيها بعض ما فعله في الحضرميين
*
وطئت خدود الحضرميين وطأة ----- لها هدر كن منهم فتضعضعا
فأقعوا على الاستاه اقعاء معشر---- يرون لزوم السلم ابقى واودعا
فلو مدت الأيدي الى الحرب كلها –لكفوا وما مدوا الى الحرب اصبعا
وقال راجز اخر يخاطب معن بمناسبة ايقاعه بالحضارم
يا معن من شيبان انت انتا -علّمت أهل حضرموت الموتا
فقال القرشي: لقد صدقت في جانب وأخطأت في جوانب إن معن بن زائدة لم يكن إلا عامل لدى الخلفاء بني العباس – المنصور العباسي-فهو يعمل تحت راية وظلال هذا الدين العظيم وهذه الدولة القوية وفي كل الأحوال والظروف فلقد كانت هذه القصة و ما قبلها من الأحداث مرتبطة بالحملة على (( الخوارج)) وبأمر من ولي الأمر والخليفة ، أما إذا دخل نفس معن بن زائدة شيء من الثأر أو القبيلة فالمثل العربي يقول (( المستوفي ضعيف )) فهؤلاء القوم كان لهم السبق والريادة فإن كان فعلته لحظ للنفس أو لشهرة ومع أمر آخر إن أخ معن بن زائدة كان يوصف بأنه فاسق وكان متولي مدينة ((تريم)) ولم يكن مأمن المنطقة بالشكل المطلوب من تفقيه وتعليم وإغزار في الأمن والأمان والإصلاح والتالف مع تسلط عسكر فاستغلوه فقتلوه غيلة فجهز معن جيش عرمرم وكان ما كان فإن كان هذا الأمر قائم على عصبة فإن معن لم يخرج من دائرة قول شاعرهم المهلهل بن ربيعة (( عدي بن ربيعة بن الحارث التغلبي الوائلي- الزير سالم)) حينما قال:
أَكْثَرتُ قَتْلَ بَنِي بَكْرٍ بِرَبِّهِمِ حَتَّى بَكَيْتُ وَمَا يَبْكِي لَهُمْ أَحَدُ
آلَيْتُ بِاللَّهِ لاَ أَرْضَى بِقَتْلِهِم حَتَّى أُبَهْرِجَ بَكْراً أَيْنَمَا وُجِدُوا


أو قوله عليهم في معنى:

لَمْ نَرَ النَّاسَ مِثْلَنَا يَوْمَ سِرْنَا
نسلبُ الملكَ غدوة ً وَ رواحا
وَضَرَبْنَا بِمُرْهَفَاتٍ عِتَاقٍ
تتركُ الهدمَ فوقهنَّ صياحا
تَرَكَ الدَّارَ ضَيْفُنَا وَتَوَلَّى
عَذَرَ الله ضَيْفَنَا يَوْمَ رَاحَا
ذهبَ الدهرُ بالسماحة ِ منا
يا أذى الدهرِ كيفَ ترضى الجماحا
ويحَ أمي وَ ويحها لقتيلٍ
مِنْ بَنِي تَغْلِبٍ وَوَيْحاً وَوَاحَا
يَا قَتِيلاً نَمَاهُ فَرْعٌ كَرِيمٌ
فقدهُ قدْ أشابَ مني المساحا
كيفَ أسلو عنِ البكاءِ وَ قومي
قَدْ تَفَانَوْا فَكَيْفَ أَرْجُو الْفَلاَحَا

هذا رأي إذا كان في عصبة وجاهلية على هؤلاء القوم ولكن هم أرفع ، ولقد أبطئت من قول فقد تلبثت على هؤلاء القوم قرون طويلة وسنين مؤلفة ولهم وعليهم وهم والله رجال ف((رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ )) سورة الحشر الآية 10 فاللهم فأشهد.
فدخل الأزدي وكأنها قد أبطئت عليه هذه المناظرة فقال: لقد أجليت فضلا ونصر لهم ومنافحة لو إن أحدهم في هذا المجلس ما اتى بها ، وأنا لنزود حلما وسفارة ونضارة وفعل بسكوت على طبع هؤلاء الملوك المطانيخ الملافيخ الم تسمع قول الإمام علي بن أبي طالب-كرم الله وجهه ورضي الله عنه- حينما قال فينا:
الأزد سيفي على الأعداء كلهم *** وسيف أحمد من دانت له العرب
قوم إذا فاجـؤا أبلوا وإن غلبوا*** لا يحجمون ولا يدرون ما الهرب
قوم لبوسهم في كل معتـــــرك *** بيض رقاق وداوودية سلب
البيض فوق رؤوس تحتها اليلب*** وفي الأنامل سحر الخط و القضب
و أي يوم من الأيام ليس لهم *** فيه من الفعل ما من دونه العجب
الأزد أزيد من يمشي على قدم *** فضلا و أعلاهم قدرا إذا ركبوا
والأوس والخزرج القوم الذين*** بهم أووا فأعطوا فوق ما وهبوا
يا معشر الأزد أنتم معشر الأنف***لا يضعفون إذا ما اشتدت الحقب
وفيتم و وفاء العهد شيمتكم *** ولم يخالط قديما صدقكم كذبوا
إذا غضبتم يهاب الخلق سطوتكم*** و قد يهون عليكم منهم الغضب
يا معشر الأزد إني من جميعكم***راض و أنتم رؤوس الأمر لا الذنب
فقال (( الهاشمي)) مسارعا: معلوم ، وإني لك معنى أقوى وأمكن وأثبت من قول سيدي علي بن أبي طالب – رضي الله عنه- في قوم من لابتك هذه العظيمة قول الله تعالى ((مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا )) سورة الأحزاب الآية 23.
فقال الأزدي : أحسنت لقد شفيت في موضع للنصرة وبغي بالحق.
فقال القرشي: أما إنكم مرباع العرب ولكي لا يأتي أحد ويقول من أين جبت الحسبة فهو قول الشاعر جماعة البارقي:
حلت الأزد بعد مأربها الغـور *** فأرض الحجـاز فالسـروات
ومضت منهم كتائـب صـدق *** منجدات تخوض عرض الفلاة
فأتت ساحة اليمامة بالاظعان*** والخيـل والقنـا والـرمـاة
فأنافت على سيـوف لطسـم *** وجديس لدى العظام الرفـات
واتلأبت تؤم قافيـة البحريـن *** بالخور بيـن أيـدي الرعـاة
فأقـرت قـرارهـا بعـمـان *** فعمـان محـل تلـك الحمـاة
وأتت منهم الخورنـق أسـد *** فاحتووا ملكها وملك الفـرات
وسمت منهم ملوك إلى الشام *** علـى التبنيـة المضـمـرات
فاحتووها وشيدوا الملك فيها *** فلهم ملـك باحـة الشامـات
تلكم الاكرمون من ولـد الأزد *** لغسـان ســادة الـسـادات
والمقيمون بالحجازين منهـم *** أرغموا عنهم أنـوف العـداة
ملكوا الطود من سـروم إلـى *** الطائف بالبأس منهم والثبات
واحتوت منهم خزاعة الكعبـة *** ذات الـرسـوم والآيـــات
أخرجت جرهم بن يشجب منها *** عنـوة بالكتائـب المعلمـات
فولاة الحجيج منهـا ومنهـا *** قدوة في منى وفـي عرفـات
واليها رفادة البيت والمربـاع *** يجبـى لهـا مـن الغـارات
وبنو قيلة الذين حووا يثـرب *** القـود والأسـود العـتـاة
زحفوا لليهود وهـي ألـوف *** من دهاة اليهـود أي دهـاة
فأبادوا الطغـاة منهـا ولمـا *** يفشلوا في لقاء تلك الطغـاة
وأذلوا اليهود منهـا وأخلـوا *** منهـم الحرتيـن والـلابـات
وأصبح الماء والفسيل لقومي *** تحت آطامهـا مـع الثمـرات
ولهم من بني اليهـود عبيـد *** خول مـن نواضـر وبنـات
ورعاة لهـم تسيـم سروحـا *** وسقـاة قــوارب وطـهـاة
أسروا من اليهود لدى تشتيتها *** فـي القـرى وفـي الفلـوات
أيا هاذا الـذي يسائـل عنـا *** كيف يخفى عليك نور الهداة؟
نحن أهل الفخار من ولد الأزد *** وأهـل الضيـاء والظلمـات
هل ترى اليوم في بلاد سوانا *** مـن ملـوك وسـادة وولاة؟

فهل رضيت يا خال على معنى قد انصفناك على أخيك الكندي في معنى وسلم كم هو زاد وتقدم في معنى قبلك .

فقال الكندي : لقد أتيت في موضع سابق بهذا المعنى الأريب الذي يقول ((ترى نحن الشوي والقليل والأجواد والكرام قليل وأنتم الكثير الهليل اللي مثل السيل يزبد ويسير ولو حتى من كثر الفعايل ما يبين ويضيق في نظر الحس والعين ، ونحن العسل في جبوحه سر العالمين ما نبوحه وانتم كجريد النخل في صفوفه إن غيدقت لراعيها كانت حفوفه وإن كانت مذكر على راعيها كانت كلوفه ، ونحن مثل سنام وعين ناقة حلت في عين راعيها وسامت العرب في مشتريها وانتم مثل بقية جسمها ما حد نظر فيها )) فأشرح يا أبن الأكرمين هذا المعنى لكي لا يقال عنا مجانيين أو للحق مجانبين وإن لك في هذا الموضع غور ولك به خبر عتيق وإن لك في هؤلاء معترك وصبر على جفوتهم ومعرفة لتفكيرهم ومكرهم ، فأتي بالنصيفة والخبر الأكيد يا قرش ابن قريش .

قال (( القرشي)) : لقد عرفت مقصدك وأرجو من الله إن أوفق في هذا المقصد والمعنى إنك ذكرت جملة آداب وخصائص ونقائب لكم يا كندة ولحضرموت داركم والأوطان التي ملكتموها منها على سبيل المثال :

1- الفروسية مع أصالة قحطان مع الشوق والذكرى:

قفا نبك من ذكرى حبيب
بسقط اللوى بين الدخول
ومنزل وحومل
فتوضح فالمقراة لم يخف رسمها
لما نسجتها من جنوب وشمأل
ترى بعر الأرم في عرصاتها
وقيعانها كأنه حب فلفل
كأن غدأة البين يوم تحملوا
لدى سمرات الحي ناقف حنظل
وقوف بها صحبي على مطيهم
يقولون لا تهلك أسى وتجمل

2- الجمال والتغنج وبعد الطلب وصدقه وحسن إمارته ففيهم يصدق القائل وعلى حسن إشارتهم يحسن قول الشاعر حينما قال:

إنْ تُتْهمي فـتهامـةٌ وطنـي= أو تُنجِدي يكن الهوى نجـد
وزعمتِ أنكِ تضمرين لنـا= ودّاً فـهـلاّ ينـفـع الـوُدّ!
وإذا المحبّ شكا الصدودَ ولم= يُعطَف عليـه فقتـله عَمـْد
تختصّها بالودّ وهـي علـى= مالا تحبُّ ، فهـكذا الوجـد
أو ما ترى طِمريَّ بينهمـا =رجـلٌ ألحَّ بهـزلـه الجِـدُّ
فالسيف يقطَع وهو ذو صَدا= والنصل يعلو الهام لا الغِمـد
هل تنفعنّ السيفَ حـليتـه =يوم الجـلاد إذا نبـا الحَـدُّ
ولقد علمتِ بـأنني رجـل= في الصالحات أرواح أو أغدو
سَلْمٌ على الأدنى ومَرحمـةٌ =وعلى الحوادث هادِنٌ جـَلْدُ
مَتجلببٌ ثوبَ العَفاف وقـد =غفل الرقيب وأمكـن الـورد
ومُجانبٌ فعلَ القبيح وقـد= وصل الحبيبُ وساعد السـعدُ
منع المطامـع أن تُثـلّـمني= أني لمعْوَلِهـا صفـاً صـلـدُ
فأروح حُـراً من مذلتـها= والحرُّ - حين يطيعها - عبدُ
آليتُ أمـدح مُـقرفاً أبـدا= يبقى المديح ويَـنـفدُ الرفـد
هيهات يأبى ذاك لي سَلفٌ= خَمدوا ولم يـخمد لهم مجـد
والجد كنـدةُ والبنون هـمُ= فزكا البنون وأنجـبَ الجـدّ
فلئن قفوتُ جميـل فعلهـم =بذمـيم فعـلى إنني وَغـْد
أجملْ إذا حاولتَ في طلب= فالـجِدّ يغني عنك لا الجَـدّ
ليكـنْ لديك لسـائلٍ فَـرجٌ= إن لم يكـن فَليَحْسُنِ الـردُّ
وطريد ليـل سـاقَه سَـغَبٌ =وَهْنـاً إلـيَّ وقـادَه بَـرْد
أوسعتُ جُهدَ بشاشـة وقِرى= وعلى الـكريم لضيفه الجُهد
فتصـرّمَ المثُنـي ومنزلـه= رَحْـبٌ لديّ وعيشه رَغـْد
ثـم اغتـدى ورداؤه نعَـمٌ =أسأرتُها وردائـي الحـمد
يا ليت شِعري بعـد ذالكُـمُ= ومصـيرُ كلّ مؤملٍ لحـد

أما مقصدك في قولك ((وانتم كجريد النخل في صفوفه إن غيدقت لراعيها كانت حفوفه وإن كانت مذكر على راعيها كانت كلوفه))

فإنك تقصد موضعين في قوله عز من قائل الموضع الأول هو إنك تذكره بقوله عز من قائل ((لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ )) سورة سبأ الآية 15
أما كلوفة نخلتكم أيها الأزدي لم تصيبكم حكة وتكرنة عبد أو عسافة مالها داعي وهو طبع فهو يتمثل في الموضع الثاني بقوله عز من قائل:
((فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ )) سورة سبأ الآية 19
3- جودة الأبل:
فإن لكم سوق مشهور وعند أهل نجد ركابكم محمود ، وقد أكثر الشعراء فمن هؤلاء البعيث الحنفي يمدح ناقته:
مفرجة منفوجة حضرمية
مساندة يسر المهارى انتقيتها
وقول ذو الرمة :
حراجيج مما ذمرت في نتاجها
بناحية الشحر الغرير وشدقم
ولكم في الفسق موضع والشرب تعدونه مدح في وقت وخاصة في تغطرف الملوك ونقمتهم وذم في وقت آخر ولن أتطرق عليه لأن لها حكم في كتاب المولى وخاصة لذوي الكيد والذين يريدون إن تقع الفاحشة بين المسلمين في قوله عز من قائل : (( بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ )) سورة الأحقاف الآية 35 . وإن هذا الشيء فيكم وفي غيركم من العرب وهو من ضعف في المعتقد وقلة في الفأل الحسن كقول طرفة بن العبد:
أرى الموت يعتام الكرام ويصطفي
عقيلة مال الفاحش المتشدد
أرى العيش كنزاً ناقصاً كل ليلة
وما تنقص الأيام والدهر ينفذ
وهكذا لكم من تراثكم أشياء تعتدون بها منه النسج والنعل والجنابي والقديميات الحضرمية ولولا التطويل لاسترسلنا .

فقال الأزدي : أنتما تريدان تطولان فقد طولتما ، حسبي الله عليك من حضرمي لقد انحشرت على هذا الفتى من قريش بخرائفك عليه فلم تبقي ولم تذر من سلم ومن علم وحرب حتى إنك جعلتها عتمة .
فقال الكندي : هذا الميدان يا حميدان، ونحن لو سمحت يا عسل ما ننحشر ولا عندنا خرافات.
قال الأزدي : لا والذي قسم النوى وأخرج المرعى ، إنكم ابن بجدتها في هذه الخرافات والترهات وما في موضع في هذه الجزيرة عنده من قصص الجن وعلاقاته مع البشر مثلكم ولقد لبستم على كثير من صلحاء القوم وفساقهم وصارت في كتب الفقه والشرع الحيل بالجن وتصبير وتسكيت البزران بمثل هذه القصص.
قال الكندي: يا ابن هاشم شوف صاحبك وخله يخف عنا.
فقال القرشي: والله إنه صادق في ما يقول مليون في المئة ، وثاني أنتم صدق جن ولقد تذكرت قصة سيدكم الأشعث بن قيس ليفخر أنه وقريش من أرومة واحدة فهم جميعاً أبناء الملوك ، وهو بنو آكل المرار.( ثم قال الأشعث بن قيس : يا رسول الله نحن بنو آكل المرار ، وأنت ابن آكل المرار) فالأشعث اليوم ومعه كندة بأسرها تريد أن تتقرب بالنسب لمحمد صلى الله عليه وسلم. وسر رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسن تصرفهم ، واستجابتهم لله ورسوله لكنه لن يطمس حقيقة النسب ، وأراد بحكمته صلى الله عليه وسلم أن يتألفهم بعد هذه الوحشة.( فابتسم (أو ضحك) رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال : ناسب بهذا النسب ربيعة بن الحارث ، والعباس بن عبد المطلب. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( نحن بنوا النضر بن كنانة لا نقفو أمنا ولا ننتفي من أبينا).ولا علاقة لقريش بآكل المرار ، وإن كانت إحدى جدات النبي صلى الله عليه وسلم من بني أكل المرار من كندة (دعد بنت شريد بن ثعلبة أم كلاب بن مرة) لكن سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام لا يتبع نسب أمه ، بل يتبع نسب أبيه ، ولا ينتفي منه، فهو من قريش. وبعدين هالأزدي صادق وبما إنك وإني وأخينا هذا مسلمين ومحسوبين على ملة الإسلام وبما إن إعتقادنا جازم بإن القرآن الكريم فيه إعجاز في جميع نواحيه ومنها الاعجاز الجغرافي والعشائري - أو ما يدعي الغرب إنه مساوي لدين الله وكتابه الكريم حاشى لله علو كبير وحفظ الله دينه ذلك العلم الذي عكف عليه الغرب هو علم (( الأنثروبولوجيا البشرية)) وهو علم عكف عليه المستشرقين والمستعمرين عشرات السنين وخاصة مع العرب المسلمين و مع دخولهم هذا الشرق والجزيرة العربية فدمجوا فيه التاريخ والإنساب وعلم الجينات ودرسوا علوم هذا الشرق ، وشافوا طبيعة الشعوب والقبائل ودخل التبشير في جانب وخاصة في ضعف الدول وفقرها وتدارسوا أهم شيئين لدينا في هذا العلم هما القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ،فعرفوا هذا الشرق وكيف طرق تفكيره ومناوشاته فصار لهم مؤسسات وآليات درست وطبقت وليس علوم حديثة نظرية وتطبيقية تطبق فتفعل هذه المؤسسات وتجعلها أكثر فعالية في انتاجها أو توظيفها أو حتى بإنتاجها الحضاري وهو معلوم لدى ممن جمع الأصالة والمعاصرة وجمع ثقافة وعلوم الشرق والغرب فقد تم تقيد التفكير لدى العرب المسلمين في الجانب الرسمي في مؤسساتهم بعد الاستقلال من الاستعمار للأليات التي خلفها في كثير من هذه الدول والله المستعان ولقد استرسلنا في هذه النقطة الخارجة عن موضوعنا ولكنها نقطة مهمة فهي تشبه شعرة سيدنا معاوية –رضي الله عنه-وخاصة في التلبيس على عوام القوم- بين ما هو في الشرع والدين وتراث هؤلاء الشعوب والقبائل الأصلية والاليات هذه الخبيثة التي للغرب لهم فيها مصالح ، ولنرجع الى نقطة الخراريف والحشرة ، موضع الذي قد ينتج الخراريف من جهل وضعف معتقد في كتاب الله قوله سبحانه عز من قائل (( قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (4) وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ (5) )) و قوله عز من قائل ((قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَكَفَرْتُم بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ(10) )) من سورة الأحقاف أما موضع الحشرة وخاصة في العبادة قوله عز من قائل ((وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاء وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ ) سورة الأحقاف الآية 6 ، هذا ما يقصد لك الأزدي في معناه وما شفه من بعض سلومكم ، وإن لكم عليه ظهر وعليكم عليه ظهر .
فقال الكندي: الله أعلم حيث يضع رسالته
فقال الأزدي: إن أخي وصفنا بالقرود قبل المجيء إليك لمكة المكرمة ، فأنصفنا منه فو الله يا سعده بها القرود ، ولقد ذكرت لهذا الكندي وداره خصائص، ولقد أقررت.
فقال القرشي: يمزح معك أخوك ، أنتم ما أحد يتغشمر معكم ، ومزحكم ثقيل . والله مصيبة من مصيبات ها الزمان . والله لا يهينك سنذكر خصائص للإزد ، مع إن هذه المناظرة والمجلس ذكرنا عوائدهم وسلومهم وشجاعاتهم وغاراتهم ورئاستهم ، وإن اتفقنا إن الحكم لن يكون حكم عقال مجرد، بمعنى إن لا يزود الحكم على إن أحد الطرفين زاد على الآخر بسبب إن في داره أو في موضعه فزاد عليه في عدد أو كرم أو حتى تفادي أو حتى غارة وتناوش قبائل ، أو لحظوة نفس لأحد الطرفين من كرم أو نصرة من غير معرفة بالأخر ومن علم صحيح وصريح . ولقد أتفقنا في بدء المناظرة إن يكون الحكم وواقع على أسس وبراهين وعلى مسلمات من أدلة وشرعية ويقينية ومن وقائع تاريخية ومن صدق الفعايل ، لأن هذا المجلس عما قريب سيختم ولا نريد إن نكون في دائرة مغلقة وكلام سفسطائي .
فقال الأزدي : يا لبيه ومني لك العون والسمع عليه من حكم .
وقال الكندي : لقد أرتضيت به علم وسأبشر به من حكم .
فقال القرشي : الله عليه الاستعانة، إن الأزد قوم محلف ولهم في ديار العرب شبر وذراع ، ولهم في التاريخ سبر كأغوار تهامة أو أشد وأعمق فهم أصحاب السد والجنتين ، وأصحاب يثرب والمغدور بهم يوم بعاث ، وأصحاب الغساسنة والجلند وعمان، ولهم طيبة والأنصار ، ولهم من النوق داسرها ، الجد ديدنهم والعز موئلهم ، والناضر لهم يخال الشام لا الجزيرة موطنهم ، لهم من السلوم والعلوم الشيء الكثير منها على سبيل المثال:
1- نصرة الإسلام والدين وهم شيعته:
هم الانصار وكان لهم فخر النصرة والقوة والمنعة ، منهم الأوس والخزرج ، عزت على العرب في الجاهلية من منعة وكرم بهم الوثيقة والنصرة الأكيدة بهم يقول عز من قائل : ((مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا )) سورة الأحزاب الآية 23. وهذا الشاعر ابن مشرف يقول:
ولا تنس ذا الحي اليماني أنه** لشيعة أهل الحق بالحق مقتدي
قبائل من همدان أو من شنوءة** من الأزد اتباع الرئيس المسود
هموا قد حموا للدين إذ فل غضبه** وبدد منه الشمل كل مبدد
فهم فئة للمسلمين ومعقل** وكهف منيع للشريد المطرد


2- أصحاب أمانة :
تشهد لكم الأثار والتواريخ والمعاملات فقد كنتم وما زلتم من أصحاب التجارات ومراكز التجارة في الجزيرة وأصحاب نخل وزراعة ، وكان لكم شركاء من العرب كثير غير مكاتبة اليهود لكم وشراكة كبار القوم لهم فأبدوا حسن الفعال ، ولهم أحاديث عن الرسول تشهد لهم . قال صلى الله عليه وسلم : (( مرحبا بالأزد أحسن الناس وجوها وأشجعهم قلوبا وأطيبهم أفواها وأعظمهم أمانة‏!‏ شعاركم يا مبرور‏ )) ‏عد عن ابن عباس‏ ‏‏.‏ -قال صلى الله عليه وسلم : (( مرحبا بكم أحسن الناس وجوها وأصدقه لقاء وأطيبه كلاما وأعظمه أمانة‏!‏ أنتم مني وأنا منكم‏.‏ )) ‏ابن سعد - عن منير بن عبد الله الأزدي‏ .‏ وهذا جماعة البارقي يقول فيهم:
فولاة الحجيج منهـا ومنهـا *** قدوة في منى وفـي عرفـات
واليها رفادة البيت والمربـاع *** يجبـى لهـا مـن الغـارات
وبنو قيلة الذين حووا يثـرب *** القـود والأسـود العـتـاة
زحفوا لليهود وهـي ألـوف *** من دهاة اليهـود أي دهـاة
فأبادوا الطغـاة منهـا ولمـا *** يفشلوا في لقاء تلك الطغـاة
وأذلوا اليهود منهـا وأخلـوا *** منهـم الحرتيـن والـلابـات
وأصبح الماء والفسيل لقومي *** تحت آطامهـا مـع الثمـرات
ولهم من بني اليهـود عبيـد *** خول مـن نواضـر وبنـات
ورعاة لهـم تسيـم سروحـا *** وسقـاة قــوارب وطـهـاة
أسروا من اليهود لدى تشتيتها *** فـي القـرى وفـي الفلـوات
أيا هاذا الـذي يسائـل عنـا *** كيف يخفى عليك نور الهداة؟
نحن أهل الفخار من ولد الأزد *** وأهـل الضيـاء والظلمـات

3- أهل قضاء وحكمة :

لكم القضاء والحكمة والمشورة من زمن الجاهلية يتحاكم كثير من العرب لكم لأنكم أهل حضارة وخاصة في الحجاز ، فقد أوردت الأخبار الكثير ولإيردات العديدة منها على سبيل المثال تولية 17 من القضاة والولاة في صدر الإسلام وفتح العراق ولايزال يسمى الانصار في الحجاز بالشيوخ حتى في الموصل وصحراء المغرب يسمى الانصار بالشيوخ .. ويقال ان احد حكام بني الاحمر في اسبانيا ( وهم من الانصار ) رفض ان يسمى الحكام بالسلاطين وقال سمونا بالشيوخ ....
‏وقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم فيكم : ‏ ‏" الملك في ‏ ‏قريش ‏ ‏والقضاء في ‏ ‏الأنصار ‏ ‏والأذان في ‏ ‏الحبشة ‏ ‏والأمانة في ‏ ‏الأزد" -‏حدثنا ‏ ‏عبد القدوس بن محمد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏محمد بن كثير العبدي البصري ‏ ‏حدثنا ‏ ‏مهدي بن ميمون ‏ ‏حدثني ‏ ‏غيلان بن جرير ‏ ‏قال سمعت ‏ ‏أنس بن مالك ‏ ‏يقول: " ‏إن لم نكن من ‏‏ الأزد ‏ ‏فلسنا من الناس "
وقال أيضا فيكم في موضع الحكمة- صلى الله عليه وسلم- ((حكماء علماء كادوا من فقههم ان يكونوا انبياء)) .
وما أجمل هذه الحكمة التي وردت من صعلوك جاهلي منكم هو الشنفري الأزدي حيث يقول:
أَقيمـوا بَنـي أُمّـي صُـدورَ مَطِيَّكُـم --- فَإِنّـي إِلـى قَـومٍ سِـواكُـم لَأَمَـيـلُ
فَقَـد حُمَّـت الحاجـاتُ واللَيـلُ مُقمِـرٌ ---- وَشُـدَّت لِطِيّـاتٍ مَطـايـا وَأَرُحــلُ
وَفي الأَرضِ مَنأى لِلكَريـمِ عَـنِ الأَذى --- وَفيهـا لِمَـن خـافَ القِلـى مُتَـعَـزَّلُ
لَعَمرُكَ ما في الأَرضِ ضيقٌ عَلى اِمرئٍ -- سَرى راغِبـاً أَو راهِبـاً وَهـوَ يَعقِـلُ
وَلـي دونَكُـم أَهلَـونَ سيـدٌ عَمَـلَّـسٌ -------- وَأَرقَـطُ زُهلـولٌ وَعَـرفـاءُ جَـيـأَلُ
هُمُ الرَهـطُ لا مُستَـودَعُ السِـرَّ ذائِـعٌ ------- لَدَيهِـم وَلا الجانـي بِمـا جَـرَّ يُخـذَلُ
وَكُـلٌّ أَبِـيٌّ بـاسِـلٌ غَـيـرَ أَنـنَّـي ------------ إِذا عَرَضَـت أُولـى الطَرائِـدِ أَبسَـلُ
وَإِن مُدَّتِ الأَيدي إِلى الـزادِ لَـم أَكـنُ ------ بِأَعجَلِهِـم إِذ أَجشَـعُ الـقَـومِ أَعـجَـلُ
وَمـا ذاكَ إِلاّ بَسطَـةٌ عَــن تَفَـضُّـلٍ --------- عَلَيهِـم وَكـانَ الأَفضَـلَ المُتَفَـضَّـلُ
وَلي صاحِبٌ مـن دونِهـم لا يَخوننـي ---------- إِذا التبـسَـت كـفِّـي بِــهِ يَتَـأكّـلُ
وَإِنّي كَفانِـي فَقـدُ مَـن لَيـسَ جازِيـاً ----------- بِحُسنـى وَلا فــي قُـربٍـه مُتَعَـلَّـلُ
ثَـلاثَـةُ أَصـحـابٍ فُــؤادٌ مُشَـيَّـعٌ ------------ وَأَبيَـضُ إِصليـتٌ وَصَفـراءُ عَيطَـلُ
هَتـوفٌ مِـنَ المُلـسِ المُتـونِ يَزينُهـا --------- رَصائِـعُ قَـد نيطَـت إلَيهـا وَمِحمَـلُ
إِذا زَلَّ عَنهـا السَهـمُ حَنَّـت كَأَنَّـهـا ------------ مُــرَزَّأَةٌ عَجـلـى تُــرِنُّ وَتُـعـوِلُ

4- لكم خمسة عشرة خصلة اتمها الرسول الكريم عشرين:

لكم خمسة عشرة خصلة في الجاهلية وفي الإسلام شيء طبيعة وأخرى تتطبع وأخرى أمر فأبسر وأسعد بكم من عرب .عن سويد بن الحارث قال :
وفدت سابع سبعة من قومي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فلما دخلنا عليه وكلمناه فأعجبه ما رأى من سمتنا ورينا فقال: [ ما انتم؟]قلنا: مؤمنون, فتبسم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وقال:[ إن لكل قول حقيقة فما حقيقة قولكم وإيمانكم؟]قلنا: خمس عشرة خصلة, خمس منها امرتنا رسلك ان نؤمن بها, وخمس امرتنا ان نعمل بها, وخمس تخلقنا بها في الجاهلية فنحن عليها الا ان تكره منها شيئا فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:[ ما الخمسة التي امرتكم بها رسلي ان تؤمنوا بها؟]قلنا: امرتنا ان نؤمن بالله ... وملائكته ... وكتبه ... ورسله ... والبعث بعد الموت, قال:[ وما الخمسة التي امرتكم رسلي ان تعملوا بها؟]قلنا: امرتنا ان نقول لا اله الا الله ... ونقيم الصلاة ... ونؤتي الزكاة ... ونصوم رمضان ... ونحج البيت من استطاع اليه سبيلا ,فقال:[ وما الخمسة التي تخلقتم بها في الجاهلية؟]قالوا: الشكر عند الرخاء...والصبر عند البلاء...والرضى بمُر القضاء...والصدق في مواطن اللقاء...وترك الشماتة بالأعداء...فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-:[ حكماء علماء كادوا من فقههم ان يكونوا انبياء] ثم قال:[ وانا ازيدكم خمسا فيتم لكم عشرون خصلة ان كنتم كما تقولون فلا تجمعوا مالا تأكلون...ولا تبنوا مالا تسكنون...ولا تنافسوا في شيء انتم عنه غدا تزولون...واتقوا الله الذي اليه ترجعون وعليه تعرضون...وارغبوا فيما عليه تقدمون وفيه تخلدون] فانصرفتم من عند رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وحفظتم وصيته وعملتم بها.

5- أشبه العالمين وأمة محمد –صلى الله عليه وسلم- والعرب بسيدنا موسى –عليه السلام- :

لكم من موسى –عليه السلام- شبه و خلقه ،قال عليه الصلاة والسلام: (... ثم أصعدني إلى السماء السادسة ، فإذا فيها رجل آدم طويل أقنى ، كأنه من ر جال شنوءة ؛ فقلت له : من هذا يا جبريل ؟ قال : هذا أخوك موسى بن عمران ... ).

6- سرعة دخولكم في الإسلام:
تميزتم على العرب بمنعة وأرومة ورحمة مع قوة فصرتم للإسلام وعاء . فقد كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حي من العرب يدعوهم إلى الإسلام فلم يقبلوا الكتاب ورجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه فقال: (أما إني لو بعثت به إلى قوم بشط عمان من أزد شنوءة وأسلم لقبلوه).
فهل رضيت يا خال فلقد زدتك على أخيك عدد وعدة وحجة لما أجلبها من بيت أبي وأمي ، ولكن تناطق بها الحال والفعال .
فقال الأزدي : لا تزد ولك والزود والفعل المحمود وسقتك سحائب الجود.
وأردف الكندي قائلا: لقد ارتضيناك قاضي ، وإن حكمك لماضي على بيض النقا صافي.
فقال القرشي : لقد أنصفني المولى من تفاديكم تفادي الجنب والجنوب وفك عني منكم الرهن والقيود ولم يلزمني لكم وفيه واش نهوب ، وإنه حكم غير ذي عوج في دار آمن وأمان ، لكل مجانب خوان ، حكم رب مكة والبيت والمقام ، لا فرد مغاير منان ، جادت سحائبها لكما كرم وأعطت خزائن الأرض لكما فضل من عند بارئها. لقد حكمنا إن الأزدي عقيد القوم وإن عقادة القوم من قحطان مرسومه في قومه كابر عن كابر وإن قلدتهم قحطان كسبوها بأفعال وأقوال ودين وصون وحياء وأمانة وقوة وعلم وتوفيق من عند المولى في المبتدأ والمنتهى. ولهم يلزم التقييد والشكر.و لهم الرتب رتبت وقلدت وغيرهم لهم قلدت.
أما أنت إيها الكندي فقد أبديت عجب ، فكان لك في قحطان التقديم وضربت في الملك أمثال وأشعار وبعد ضرب أطناب هذا الملك على بعد دياركم لهذا الملك فصرتم مقدمين في قحطان في ذرب الفعال واللسان فصارت لكم (( المقادمة)) نيشان وأنتم اغنياء عنها بتيجان. وقيدتم تيجان الملك من غير تيجان ولكما فرسان في الجاهلية وصدر الإسلام وبعدها لكم أفعال هزت أركان يطنطن لجسارة فعلكم الشاعر الأزدي في ذكراكم على عود عربي أو فارسي أو حتى رومي في ذكر مجده من غير مجد بقوله :
فرقت الأقدار بيني وبين أغلى حبيب
وأظلم والوادي وما عاد له طرى
هذا لزين فعالكم وبعد أيديكم في قلة وخوف وفقر وغيركم له ملك وهو غير مستسعف أسود من غير أسود مع أرذال و خمجه فلهذا شجاعتكم تدرس وللحروب وبعد النفس تعلم قد أتتك وافية موفيه لأهل الوحاه مروية بالصدق.


شكراً الأزد شكراً كندة

ملاحظة: هذا المجلس حقيقي وقع في فترة ما وكانت مكة المكرمة _ إعزها الله وحرسها- قطب رحاه وهو مجلس كان يمتد على طول الجزيرة وعرضها وخاصة في داري المتقاضيين والهدف ليس إظهار حسنهما أو فعلهما ولكن كان هدف كبير وعظيم وكان امتداده على خمسة عشر عام ،وهو مجلس مقال وفعال وحسن حال ومآل، كان به صلح وعلوم وسلوم وصدقان وتخاصم وتنافر، يظهر للجاهل والعالم كم هم العرب أمة صبر وشجاعة وكرم ، وإنهم ليسوا شيء يدمج أو يصبح ماركة تنمط أو سلعة ، أو إنهم آلة تفقد إحساسها من المعاني أو الامتداد فهم مع الحقيقة القرآنية حيث يقول عز من قائل : (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )) قد أبديت لك معنى وتقافزت معادلات وأحكام وحيل للفقه الدين والشرع تعلم ، ولعمار الدنيا والدين بها تفنن.


((وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ))
(( رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ))


سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك ربي وأتوب إليك
وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً طيب مبارك فيه















رد مع اقتباس
غير مقروء 08-Nov-2011, 05:28 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
محمد الذيابـــي

مشرف منتدى قصائد الاعضاء


الصورة الرمزية محمد الذيابـــي

إحصائية العضو






التوقيت


محمد الذيابـــي غير متواجد حالياً

افتراضي

لا هنت يالغالي
,,,,,,















التوقيع
التوقيع

محمد الذيابـــي
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن »12:57 AM.


 Arabization iraq chooses life
Powered by vBulletin® Version 3.8.2
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
اتصل بنا تسجيل خروج   تصميم: حمد المقاطي