بسم الله الرحمن الرحيم
من المعلوم أنّ الشّعر كلام حسنه حسن وقبيحه قبيح، وثمّة أبيات شعرية يحفظها المرء بلا كلفة لعمق معانيها وجزالة مبانيها، وكان جماعة من أهل العلم يكثر من إنشاد بيت من الشعر كلّما سنحت مناسبة، وإذا تأمّلت ذاك البيت ألفيته جديرا بالتّمثّل به والإكثار من إنشاده، وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كان كثيرا ما ينشد قول الشّاعر:
تموت نفوس بأوصابها ولا يدري عوّادُها ما بها
وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم يتناشدون الأشعار، ويستذكرون شيئا من أيّام الجاهليّة، ترويحا على النّفس، على حدّ قوله صلى الله عليه وسلّم: " ولكن ساعة وساعة "؛ ولا شكّ أنّ قراء هذا الملتقى لا تخلو أذهانهم من بيت شعري يجري على طرف اللّسان، فيه الفائدة والذّكرى والاعتبار، آمل من القرّاء أن يجود كلّ واحد بما يستحضر من بيت شعري، حتّى تعمّ الفائدة بين الجميع، واعتبروها من لطائف ما يروّح به المرءُ على نفسه في هذا الصّيف الحارّ، وأبدأ بما يجري على طرف لساني، آملا منكم أن تتكرّموا بأمثاله، مرقّمين ذلك:
1 ـ المَرْءُ ما دام حيّا يُستهان به
ويَعْظُمُ الرُّزْءُ فيه حين يفتقدُ