(( نجد الشمالية ))
((رحلة من القدس إلى عنيزة في القصيم ))
قال كارلو غوارماني عن الشيخ سلطان بن ربيعان والشيخ مبرك أبوسنون ((كأجراء احترازي طلبت من فندي الفايز رسالة توصيه موجهه إلى جميع قبائل وحلفاء بني صخر , كما حصلت على رسالة أخرى من طلال بن فيصل الشعلان زعيم الرولة إلى سلطان بن ربيعان وهو شيخ فرع الروقه من قبيلة عتيبه في اواسط شبه الجزيرة العربية وهذه الجماعة مستقلة وأشتهرت بغاراتها الجريئه والشجاعه على أقاليم نجد والبدو الأبعدين لهم . عندما كان يتواجد في مخيم هتيم يقول كارلو غوار ماني وجدت رسالة فندي الفايز ان شخصا كان بأسم خليل آغا يحصل على عمولة لشراء الخيول في الصحراء كوكيل للحكومه العثمانية .. فقررت بأن اكون انا خليل آغا...
قضينا أيام الخامس والسادس والسابع من شهر مارس في الطائي في معسكر (( هتيم )) ...............................................
فرع الروقة مع واحد من أعظم شيوخهم مبرك أبوسنون , وذلك لأن الأمير عبدالله بن فيصل بن سعود الذي قطع إمداداتهم مع قبيلتهم في الجنوب ,
وفي اليوم الثامن مثلت امام الشيخ مبرك أبوسنون واخبرته بأنني سأبقى معهم وفي البدايه حاول اقناعي للعدول عن قراري ولكنه في النهايه وافق على استقبالي شريطة أن يرافقني أحد من هتيم على الاقل .
وفي المساء وصل شيخ هتيم ممتطيا أحد الجمال إلى مخيمنا
ونزل عند خيمة الشيخ مبرك أبوسنون , لقد حضر لتحذير الشيخ مبرك أبوسنون من أنه يجب عليه أن يغادر الطائي في فجر اليوم التالي وأن هذا الأمر قد جاء من الأمير عبد الله بن فيصل. لقد ازيلة جميع الخيام قبل الليل وسار نحو مائتي فارس في المقدمة وتبعهم النساء والأطفال والقطيع والعتاد في الوسط بينما سار نحو سبعمائة رجل مسلح على ظهور جمالهم في المؤخرة.
لقد سرنا لمدة اربعة أيام ليل ونهار لانستريح فيها إلا لفتره قصيره دون نصب خيام وذلك نظرا لمهاجمتنا بأستمرار من قبل قوات نجد التابعين للأمير عبد الله . وذلك من قبل بني قحطان .. وقد حاولنا عبثا في اختراق صفوف العدو في نقاط عده . وفي ليل الثاني عشر فقدنا القطيع كاملا وكان لدينا ستون قتيلا ومائتا جريح , وكان جيش الامير عبد الله معسكرا ناصبا خيامه في سهل الجهه الجنوبيه , وفي ليلتي الثاني والثالث عشر
قاد وترأس الشيخ مبرك أبوسنون إحدى المجموعات وتوجه إلى ممرات ضيقة وعميقة وهناك قام بتوزيع رجاله المسلحين على الاقدام بين الصخور التي شكلت حصنا منيعا من جميع الجهات بأستثناء الجهه الجنوبيه الغربية وهي جهة العدو حيث كانت هناك ثغرات شكلك ممرات قام فرسان مبرك أبوسنون بحراستها , وفي اليوم الثالث عشر قام بنو قحطان بمظاهره على ظهور خيولهم وكانو تحت مرمى رجالنا ولم يتمكنو من إقناعنا تحديهم , وفي اليوم الرابع عشر هاجمنا الأمير عبد الله من جميع الجهات وقد استطعنا صد ذلك الهجوم وخيبنا آمالهم وانتصرنا عليهم . وفي اليوم الخامس عشر بدأ الامير عبد الله مهاجمتنا شخصيا مع جميع قواته التي كان عددها نحو عشرة آلاف رجل . ولم يتوقف القتال الذي استمر ساعتين بعد غروب الشمس , ومع ذلك لم يستطع ترحيلنا أو طردنا من أعشاش نسورنا ولم يتمكن من هزيمة فرساننا . وعند منتصف تلك الليلة نشرت صيحات الحرب التي أطلقتها عتيبة الخوف الذعر في معسكر الأمير عبد الله حيث فاجأ الشيخ سلطان بن ربيعان شيخ الروقه يرافقه أربعمائة فارس وخمسة آلاف رجل مسلح على الجمال, فاجأوا أهالي نجد وبدؤوا يذبحونهم , وبدأت قوات الشيخ مبرك أبوسنون تسرع لتزيد من أضطربات جيش الأمير عبدالله الذي انسحب إلى القصيم دون أن يتبعوه وقد تعانق المنتصران الشيخ سلطان بن ربيعان والشيخ مبرك أبوسنون في ساحة المعركة....يقول كارلو غورماني .... عن غزوات الشيخ مبرك أبوسنون
ربما اجعل من نفسي بطل سيرفانتيس وأفوز بمديح او سخرية القراء لأنني سأعترف بأنه في جميع المعارك التي قادها الشيخ مبرك أبوسنون كان موقعي أمننا حيث أنني اختبئ مع الجرحى والأطفال .
وفي أغلب الاحيان كان يسمح لي الشيخ مبرك أبوسنون بالتجول بين الخيول .. لقد كانت ملاحظاتي ممتعة وكانت خيول عتيبة هي الأقوى بين خيول الصحراء قاطبة. يقول كارلو غورماني عند توزيع الغنائم
نشب خلاف ونزاع حول فرس لونه ((كستنائي كميت)) ذي نجمه في جبهته مع علامة مميزة في رجله وتدخل الشيخ مبرك أبوسنون وأقنعهم أن يعطونني الفرس وذلك مقابل رعايتي وعلاجي للجرحى .
لقد تم ذبح خمسين جملا وتشكيل جبل من اللحوم أنتصارا بالنصر وبدأ تحضريها من أجلي ومن أجل الشيخ مبرك أبوسنون.
وغادرت عتيبة بعد غروب الشمس وكدت أبكي عندما عانقني الشيخ مبرك أبوسنون على طريقة (( الصخور )) وتركوني ورحلو عن ذلك السهل الدموي الفسيح ورحلت انا ايضا بالخيول ...
المرجع : عتيبة في كتابات الرحالة الغربيين (( تركي القداح ))
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
24-Jul-2009, 01:53 PM
مبرك أبوسنون سلطان بن ربيعان
العرض العادي
