تقاليد (الأسرة الأولى) الدرس الأول في التربية الوطنية

[الديوان]

تقاليد (الأسرة الأولى) الدرس الأول في التربية الوطنية
القدوة والاقتداء في شخصية سلطان بن عبدالعزيز
د. علي بن شويل القرني(*)





من يعرف سلطان بن عبدالعزيز يدرك من أول وهلة كيف أن هذه الشخصية تتميز بصفات قلَّما يجدها إنسان في أي شخص آخر.. وكتابتي عن سلطان بن عبدالعزيز ليست في باب المجاملة، ومن يعرفني يدرك هذه الخصلة التي أحرص عليها في عدم المجاملة، ويعلم الله أني أكتب ذلك ليس لسبب، ولكن تقديراً لهذه الشخصية، وتعبيراً عن ما يلوج داخلي عندما أراه مثل أي مواطن من مواطني المملكة، ومثل أي مشاهد من مشاهدي التلفزيون، وهو يعكس تقاليد أسرية في غاية العلو والامتياز حينما يتبادل - على سبيل المثال - الحديث مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في منتهى التقدير والاحترام.. فهذه تقاليد الأسرة الأولى في المملكة، وهو يسطر سمات التعامل التي ينبغي أن تكون لنا قدوة مع آبائنا وإخواننا وأبنائنا..

سلطان بن عبدالعزيز - بعيداً عن الألقاب - هو شخص يمثل نموذج الإنسان المسلم الذي يحرص أيَّما حرص على تقاليد وصفات التفرد التي يتميز بها الإنسان المسلم من حب الخير، وخدمة الآخرين، والتعبير عن التقدير للصغير والكبير، واحترام كل من يلتقيه ويتحدث إليه.. هذه سمات مهمة في أي شخصية من الشخصيات، ولكنها متعمقة أكثر، ومركزة في داخل شخصية سلطان بن عبدالعزيز.. فهو لا يتصنع، ولا يتجمل، ولكنه يعكس ما بداخله من حب للجميع، وتقدير للناس، واحترام لولي الأمر..

العلاقة التي تربط سلطان بن عبدالعزيز بأخيه الأكبر عبدالله بن عبدالعزيز هي نموذج فريد في العلاقات التي يمكن أن تربط ملكاً بولي عهد، أو أخاً أكبر بأخ أصغر، فهي تجسد الكثير من ملامح الشخصية السعودية المثالية، التي يتطلع لها المواطن في بلادنا ويراها نموذجاً يجب أن ينعكس داخل أسرته، ومع أفراد عائلته، ومن يحيط بهم من أخوة وأخوات وأبناء وبنات..

سلطان بن عبدالعزيز صاحب الابتسامة الساحرة، التي تعطينا التفاؤل دائماً، وتشيع جواً من الحب والألفة لكل من يرى سلطان على الصعيد المباشر، وكل من يراه عبر شاشات التلفزة ووسائل الإعلام الأخرى.. وهذه المصالحة مع الذات التي يتميز بها سلطان تنعكس على الصورة التي يراها الناس في هذه الشخصية، وعن هذه الشخصية.. فهو من الشخصيات التي يجب أن تحترمها، وتقدرها وتجلها دائماً وأبداً..

ولا أظن أن أحداً يخرج بغير هذا الانطباع، وغير هذا الإحساس العميق والشعور الصادق عن سمات شخصية تترك الأثر القوي والتأثير الساحر من أول وهلة، ومن أول لقاء أو مشاهدة إعلامية..

لقد استرعى اهتمامي، وانتباهي دائماً التقدير والحب الذي ألمسه ويلمسه غيري من الناس عندما يلتقي سلطان بن عبدالعزيز مع أخيه الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فالثواني والدقائق التي نشاهدها عبر التلفزة المحلية والدولية هي أقدر عن التعبير عمَّا أقصده من ملامح قوة العلاقة، وعمق الارتباط، وحميمية الإخاء بينهما.. وبلا شك أن هذه العلاقة تنعكس كذلك على علاقات الأخوة والأبناء داخل الأسرة السعودية، مع نايف بن عبدالعزيز وسلمان بن عبدالعزيز، فهما كذلك قدوة ننظر إليها بكل الحب والتقدير، ونسعى نحن في الأسرة السعودية الكبيرة أن نسحبها على علاقاتنا فيما بيننا، وعلى روابطنا داخل البيت الواحد.. فهذه العلاقات قلَّما نجدها في أي مكان في العالم، ونادراً ما نلاحظها في أسرة من الأسر.. ونظل مأسورين لهؤلاء الأشخاص قدوة لنا نقتدي بهم، وقدوة لغيرنا يقتدون بها..

وشخصية سلطان بن عبدالعزيز متفردة في كل خصالها، وهي محورية في التأثير على الآخرين، بما تحمله من صدق في التعابير، وتفاؤل في الملامح، وحميمة في الارتباط.. ولهذا فنحن بحاجة إلى إشاعة هذا النموذج بين المسؤولين، وبين المواطنين، وفي محيط مجتمعنا الكبير.. هذه الخصال يجب أن تكون مدرسة نتعلم فيها، ومنهجاً نقتدي به، وقدوة نستلهمها في حياتنا العامة والخاصة.. سمات سلطان بن عبدالعزيز القيادية وملامحه الشخصية هي نموذج يعكس تقاليد الأصالة والاحترام والتقدير داخل الأسرة السعودية.. ولهذا فنحن أولى أن نقتبس هذه الإضاءات الجميلة، والعواطف الحميمية، والعلاقات الودية، لتصبح لنا قدوة، ولنا منهجاً.. والتربية الوطنية يجب أن تلامس هذه الرمزية الحيوية في الشخصية السعودية، لتكون شخصية سلطان هي نموذج يقتدي به أبناؤنا، وبناتنا في تعاملاتهم مع والديهم وإخوتهم ومن يكبر عنهم من الأقارب والأصدقاء.. عندما نعرض لنماذج نظرية قد يصعب على طلابنا وطالباتنا أن يدركوها، ولكنا عندما نضيء لهم تجاربهم الغضة ومعارفهم المحدودة بنماذج من ما تمتلكه قيادة هذه البلاد من سمات شخصية وقيادية، تكون التربية الوطنية في أفضل حالاتها، وتحقق أنبل غاياتها..

وأخيراً، فإنني أتأثر مثلما يتأثر غيري بما نشاهده من رموز وملامح في الشخصيات العامة في بلادنا. ونشرة الأخبار السعودية - في نظري الشخصي - ليست فقط استقبالاً وتوديعاً، او اجتماعاً وتدشيناً، وما أكثر هذه النتاجات الإخبارية، ولكنها لغة رمزية نستطيع أن نستنتج منها مقولات اجتماعية هامة، وتعابير وطنية جوهرية، تجعلنا نتابع الأخبار، لنرى ما وراء الأخبار، ونقرأ ما بين الأسطر، وما وراء كواليس السياسة والمجتمع.. فالقدوة التي نراها في شخصيات مثل عبدالله بن عبدالعزيز وسلطان بن عبدالعزيز هي بمثابة دروس في التأثير على الشخصية السعودية، ونقلها إلى مرحلة نوعية من العلاقة الوطيدة، والروابط الحميمية بين أبناء المجتمع الواحد، وأفراد الأسرة الواحدة.