مد الجسور لنصح عابد القبور

[د/ نايف العتيبي]

مد الجسور لنصح عابد القبور

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أما بعد :

فقد دار بيني وبين أحد الزملاء في العمل – وهو من الشيعة الإثنا عشرية - نقاش حول قول الشيعة بجواز التبرك بالقبور والدعاء عندها والتبرك ولا سيما قبر الرسول والشهداء والتوسل بهم ليشفعوا للداعي عند الله ويتوسطوا له لحل مشاكله وقضاء حاجاته الدنيوية والأخروية وكذلك الصالحين من آل البيت ونحوهم ، وقد استدل الزميل – بدليلين - بآيتين من كتاب الله وهي آية سورة آل عمران : ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا..الآية ) قال فكونهم أحياء فإنه يجوز الدعاء عندهم بل دعائهم والتوسل بهم ، كما استدل بآية من سورة النساء وهي قوله تعالى : ( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول ...) الآية، قال فهذه الآية فيها التصريح بالذهاب للرسول والمجيء عند قبره ودعاءه !!

وقد رددت على استدلالاته وأبطلت احتجاجه بتلك الآيات الكريمات لكونها لا تدل على ما ذهب إليه هو ومن قال بمثل رأيه ولا شك أنه مقلد في استدلاله لعلماء الشيعة ومراجعهم ، هذا وأسأل الله الهداية لنا ولكل المسلمين وأن يجعلنا هداة مهتدين متبعين غير مبتدعين لا ضالين ولا مضلين أقول :


أولا : وبين يدي تفنيد استدلال الزميل لابد من التسليم أن الدعاء عبادة لا تصرف إلا لله وحده وأنها عبادة صرفه والتوجه بها لغير الله شرك في العبادة ، والعمدة في ذلك من القرآن الكريم قال تعالى : {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} (3) سورة الزمر. وقال تعالى : {هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (65) سورة غافر فأعجب لمن يترك دعاء الحي ويدعو ميت !!
وقال تعالى : {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} (186) سورة البقرة وقال تبارك وتقدس : {قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ} (29) سورة الأعراف ، وقال تبارك وتقدس : {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ} (65) سورة العنكبوت ، فدلت هذه الآية أن المشركين يعرفون الفرق بين الإخلاص والتوحيد وبين الشرك والأزمات تفضحهم ، فإذا حلت بهم عرفوا أن الدعاء لله وحده وفروا من شركهم ، قال تعالى : {وَإِذَا مَسَّكُمُ الْضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الإِنْسَانُ كَفُورًا} (67) سورة الإسراء .
وقال تعالى آمرا بتوحيده وإخلاص الدعاء له : {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (14) سورة غافر وقال سبحانه : {هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (65) سورة غافر ، وقال : {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} (5) سورة البينة . فهذه الآيات فيها ما لا يدع مجالا للشك على أن دعاء غير الله شرك ، وأن الدعاء عبادة محضة لا تصرف إلى لله وحده .


ثانيا : دليله الأول :- قوله تعالى : {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا} (64) سورة النساء.
ويبطل استدلالهم بهذه الآية على جواز التوسل به صلى الله عليه وسلم في قبره والتبرك بقبره والتبرك بقبور الأولياء والصالحين من وجوه :-
الأول : أن السياق في هذه الآية كان في معرض افحام المنافقين والرد عليهم في أعمالهم الشركية والكفرية وهي ما دأب عليه المنافقون في كل حين وفي زمن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما أرادوا أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به وقد حكت قصتهم الآيات السابقة لهذه الآية في قوله تعالى : {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا} (60) سورة النساء . وجاءت الآيات بعدها توضح المعنى فلا يمكن أن نجتزيء الآية مجردة عن سياقها لكي لايبتر المعنى ، إذ أن الآية تتحدث عن المنافقين وعن مامضى من فعلهم وإرشادهم ليكفروا عن عملهم ذلك بأن يأتوا للرسول ويستغفروا الله ويستغفر لهم الرسول ، وما فعلوا .

الثاني :
أن الآية فيها قوله تعالى :
( إذ ) وهذه ليست كـ ( إذا ) لأن حرف ( إذ ) استعمالاته للزمن الماضي في الغالب وهذه الآية من هذا النوع بعكس ( إذا ) والتي تستعمل للمستقبل فإذن ( إذ ) هي مبنية على السكون وتكون بمعنى ( حين أو وقت أو زمن ) فكأن معنى الآية تقول : ولو أنهم – حين – ظلموا أنفسهم – فيما مضى حين ذلك - جاؤك فاستغفروا الله – واستغفرت لهم يا محمد - ومعلوم أن هذا لا يكون طالما أنزل على الرسول في حياته حكاية عن فعل فعلوه ومضى ، وهذا معلوم في لغة العرب وعند علماء اللغة العربية وبيان الفرق بينهما كما يلي :

أن ( إذا ) تأتي على نوعين :
النوع الأول :ظرفية وتأتي :
شرطية ومثالها (إذا ذهبت إلى الصيد ذهبتُ معك) ، غير شرطية ومثالها كقوله تعالى ( والضحى والليل إذا سجى ) .

النوع الثاني فجائية :
وتكون للمفاجأة والجملة بعدها لابد أن تكون أسمية:
"حضرتُ إلى المدرسة فإذا الطلاب يلعبون في الملعب"
وليس في الآية الكريمة شيء من ذينك النوعين ، فلو كانت ( إذا ) بدل ( إذ ) في الآية الكريمة لكان الاستدلال لهم وجيه !!

أما ( إذ ) فتأتي :

1ـ ظرفية:
ـ للزمن الماضي
( عدتُ من الرحلة إذْ غابت الشمس) والآية من هذا النوع أي أنها للزمن الماضي فهي ظرف زمان بمعنى ( حين ) .

ـ مفعولا به
( واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بصطة)

ـ بدل للمفعول به
( وأذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا )

ـ مضاف إليه
(يومئذٍ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم)
يوم ـ إذ

2ـ فجائية:
"كنت في الحديقة إذ ناداني والدي"

3ـ تعليلية:
(ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون) .

الثالث : وهي بما أن استدلالهم بهذه الآية جاء من خلال المفهوم وليس من خلال المنطوق فإنه يلزمهم أيضا أن يجروا الآية التي تليها مباشرة مثلها و كما فهموا وعملوا بهذه الآية وهي قوله تعالى : {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا} (65) سورة النساء .
أي نطلب منهم عند التشاجر والاختلاف والمشاكل التي تحصل منهم بين بعضهم البعض أن يذهبوا للرسول في قبره ليتحاكموا إليه ويحكم بينهم ، وينظروا كيف يفعلون ، ولن يستطيعوا أن يخرجوا بنتيجة إلا ما يزين الشيطان ويفتنهم به !!

ثالثا : دليله الثاني : -
يستدل أصحاب التوسل بقبور الشهداء والأولياء بقوله تعالى :
{وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} (169) سورة آل عمران . والاستدلال بهذه الآية باطل من وجوه :
الأول : أن هذه الآية ليس فيها ما يدل صراحة على جواز التبرك بقبورهم والدعاء عندها أو اتخاذهم وسطاء وشفعاء عند الله لأنهم أحياء في قبورهم ، فالله تبارك وتعالى يقول :
{ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ ، إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ } ( 13، 14) سورة فاطر. ويقول جل شأنه : {أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاء وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} (21) سورة النحل .

الثاني : يبطل الاستدلال بهذه الآية ، لأن الشهداء في الجنة عند ربهم ، وهم مشغولون بما هم فيه من النعيم قال تعالى : {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ ،هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِؤُونَ} (55 ،56) سورة يــس
، وبما أنهم في الجنة فقد أخبرنا الله عن حالهم إذ قال : {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا} (62) سورة مريم وقال سبحانه : {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا} (25) سورة الواقعة ، وقال : {لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا} (35) سورة النبأ ، فالذي يفعله الذين يبكون عند القبور ويتوسلون بهم ويدعونهم من الشرك كما قال تعالى : {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ } (14) سورة فاطر ومن الكذاب والتأثيم الذي لا يسمعه أهل الجنة قطعا ، فسبحان الله ما أبهت من أفتراء على الله وغير مراده على ما يفهمه أهل التوحيد والفطر السليمة ، ويؤيد هذا ما جاء في قصة السؤال عن هذه الآية كما ثبت في صحيح مسلم قال حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق قال إنا سألنا عبد الله عن هذه الآية ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ) فقال أما إنا قد سألنا عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تاوي إلى تلك القناديل فاطلع عليهم ربهم إطلاعة فقال هل تشتهون شيئا فقالوا أي شيء نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا ففعل ذلك بهم ثلاث مرات فلما رأوأ أنهم لن يتركوا من أن يسألوا قالوا يا رب نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا .

الثالث : عند النظر في سبب نزول تلك الآية وهي نزلت عندما سأل الصحابي الجليل جابر بن عبدالله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبيه وقد قتل في أحد فأنزل الله هذه الآية جوابا على سؤاله كما ثبت في ثبت في الصحيحين وغيرهما أن أبا جابر وهو عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري رضي الله عنه قتل يوم أحد شهيدا قال البخاري وقال أبوالوليد عن شعبة عن ابن المنكدر سمعت جابرا قال لما قتل أبي جعلت أبكي وأكشف الثوب عن وجهه فجعل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهوني والنبي صلى الله عليه وسلم لم ينه فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تبكه أو ما تبكيه ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفع وقد اسنده هو ومسلم والنسائي من طريق آخر عن شعبة عن محمد بن المكندر عن جابر قال لما قتل أبي يوم أحد جعلت أكشف الثوب عن وجهه وأبكي وذكر تمامه بنحوه حديث آخرروى الإمام أحمد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أصيب إخوانكم يوم أحد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها وتأوي إلى قناديل من ذهب في ظل العرش فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم وحسن مقيلهم قالوا ياليت إخواننا يعلمون ما صنع الله بنا لئلا يزهدوا في الجهاد ولا ينكلوا عن الحرب فقال الله عز وجل أنا أبلغهم عنكم فأنزل الله هذه الآيات ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ) وما بعدها وهكذا رواه أحمد ورواه ابن جرير ورواه أبو داود والحاكم في مستدركه .

الرابع : إذا علم أن الدعاء عبادة كما ثبت في الحديث الصحيح الذي رواه أحمد والنسائي وأبو داود والترمذي وقال حسن صحيح وابن ماجة وابن حبان والحاكم وصححه ورواه ابن جرير وابن أبي حاتم عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الدعاء هو العبادة ثم قرأ ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ) وإذا علم أن دعاء غير الله شرك بالله ، وعلى افتراض أن الشهداء يشفعون ويسمعون ويتوسطون في قبورهم فإنهم لا يمكن أن يشفعوا إلا للموحدين أما المشركين فلن يغفر الله لهم قال تعالى : {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا } (48) سورة النساء ، وقال تعالى : {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا } (116) سورة النساء ، وقال تبارك وتقدس : {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} (80) سورة التوبة ، وقال تعالى : {سَوَاء عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} (6) سورة المنافقون .

الخامس : من لوازم اعتقاد الشيعة ومن أصول الدين الخمسة عندهم ( العدل ) ويعنون أن الله عدل في حكمه وشرعه ولا يظلم أحدا من خلقه ، فمن لازم ذلك أنه يستحيل على الله أن يحرم الشرك ولا يغفره و يدعو لأسبابه ووسائله ، والدعاء عند قبور الأموات والتقرب إلى الله عن طريقهم من أكبر وسائل الشرك ودعائهم شرك محض .


تم هذا البيان والرد مختصرا ، أسأل أن يجعلنا من الموحدين الشاكرين لنعمه وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا إتباعه ، وأن يختم بالصالحات أعمالنا وصلى الله وسلم على نبينا محمد إمام الموحدين وخير خلق الله أجمعين وآله وصحبه الطيبين الطاهرين .

كتبه :
د.نايف بن محمد العصيمي
27/3/1431هـ

التوقيع

[ابو محمد الدعجاني]

جزاك الله الجنه أخي أبومحمد كتبت وافدت ولم تدع مجالا للشك في النفوس

ونسأل الله الهداية لزميلك المذكور

[د/ نايف العتيبي]

أخي العزيز / ابن غزاي

تشرف بمرورك ،،لك جزيل الشكر وكثير المودة

[سلطان الفجري]

دكتور نايف جزاك الله كل خير

[محمد العتيبي]

سبحان ربي



الله يجزاااك خير يادكتور وكتب الله لنا ولك الاجر العظيم

التوقيع

للتواصل عبر twitter تويتر al_bargawy@