الرئيسية التسجيل التحكم


اختيار تصميم الجوال

العودة   الهيـــــــــــــلا *** منتدى قبيلة عتيبة > المنتدى الإسلامي > علوم الشريعة الإسلامية جديد

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: كل عضو او شاعر يسجل بيتين غزل الفهاا من قصائده .. بشرط ان تكون غزليه فقط .. (آخر رد :الريشاوي)       :: ودي ولا ودي وابيهم ولا ابيه (آخر رد :الريشاوي)       :: واكتبي هذا أنا أنا ليلى العامرية (آخر رد :الريشاوي)       :: البيت لاعْجَبني اجاريه باحساس (آخر رد :الريشاوي)       :: أنـا لا تلوموني ولو ملـت كل الميل (آخر رد :الريشاوي)       :: اوافق .. واقول النفس صعبه مطالبها (آخر رد :الريشاوي)       :: الحب اقفى في ديانا ودودي (آخر رد :الريشاوي)       :: امير قبيلة المحاقنة قبل الدولة السعودية (آخر رد :متعب الوحيدب)       :: امير قبيلة المحاقنة قبل الدولة السعودية (آخر رد :متعب الوحيدب)       :: الشيخ عبدالله ابن جزعاء العازمي جمع غير الفروسيه الحكمه والفكر السياسي وبعد النظر (آخر رد :متعب الوحيدب)      

إضافة رد
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
غير مقروء 20-Mar-2009, 09:32 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عاصم الثقيل
عضو نشيط
إحصائية العضو





التوقيت


عاصم الثقيل غير متواجد حالياً

افتراضي القرآن هدى وشفاء للمؤمنين--الرقية--خطبة جمعة اليوم23/3/1430 من جامع الحامد بالرياض-

القرآن هدى وشفاء للمؤمنين
الرقية
جامع الحامد 23/3/1430
الخطيب: محمد بن عايض الثقيل
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا, و أشهد أن لا إله إلا وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, صلى الله وسلم وبارك عليه ما تعاقب الجديدان الليل والنهار
أما بعد:
فيا أيها المؤمنون اتقوا الله حق التقوى، عظموا الله تعالى, عظموا أمر الله, عظموا نهي الله, لتكن الدنيا في قلوبكم حقيرة، ولتكن الآخرة في قلوبكم عظيمة فإن حقارة الدنيا وعظم الآخرة في قلب العبد المؤمن سبب السعادة في الدنيا والآخرة. أيها المؤمنون قال الله جل وعلا: (( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارًا)), وقال جل وعلا في القرآن:
(( قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء)), فإن الله جل جلاله جعل هذا القرآن هدى للمؤمنين،
وجعل فيه الشفاء المبين.
قال العلماء رحمهم الله تعالى: الشفاء في القرآن ثلاثة أنواع:
النوع الأول: أن القرآن شفاء من أدواء الشبهات والشهوات. التي من تسلطت عليه أضلته وصار ساعيًا في الظلمات، والله جل جلاله جعل هذا القرآن هاديًا للتي هي أقوم (( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم)) فمن أراد السلامة من أمراض الشهوات ومن أمراض الشبهات، فعليه بالقرآن، فهو للذين آمنوا هدى وهو للذين آمنوا شفاء.
النوع الثاني: أن القرآن شفاء لأمراض البدن بأنواعها. قال العلامة ابن القيم رحمه الله: ما من داء إلا وفي القرآن شفاؤه، علمه من علمه وجهله من جهله, وآيات القرآن عند أهل العلم فيها من عجائب الاستطباب ومن عجائب التداوي بها ما لا يعلمه كثير من الناس.
فانظر مثلاً إلى ابن عباس رضي الله عنه كيف تلا على الذي كان به داء الرعاف الذي استطال به. كان طريقة دواء ذلك الداء عند ابن عباس رضي الله عنه أنه كتب على جبينه آيات من القرآن وهي قوله تعالى: (( وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر)). فشفى الله جل وعلا ذلك المريض.
انظر إلى ذلك الرجل الذي أصيب بسمّ من بعض ذوات السموم. فأتاه بعض الصحابة فقرأ عليه القرآن، فأبطل الله جل وعلا ذلك السم وأثره وقام الرجل سليمًا يمشي بين الناس, وهكذا القرآن فيه شفاء للأمراض البدنية.
وقد عدّ العلماء من أنواع هجر القرآن التي تدخل في قوله تعالى: ((وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورًا)) . عدوا من أنواع هذا الهجر، أن يهجر الانسان القرآن فلا يستشفي به.
والنوع الثالث: من أنواع الشفاء بالقرآن الشفاء من الأمراض النفسية، ومن عين الإنس وعين الجن ومن السحر، ومن جميع تلك الأمراض، التي قد لا تكون من جنس الأمراض البدنية.
وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يُرقى بعض أولاد جعفر لما رأى فيهم من أثر العين، وقد رقى عليه الصلاة والسلام ورُقي أيضًا.
فالقرآن إذًا أيها المؤمنون شفاء، والرقية بالقرآن سنة ماضية فقد رقى جبريل عليه الصلاة والسلام نبينا محمدًا عليه الصلاة والسلام, وقد رقى النبي صلى الله عليه وسلم طائفة من الصحابة، ورقى الصحابةُ أيضًا، رقى بعضهم بعضًا، وهذا امتثالاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه)) أخرجه مسلم.
فالرقية بالقرآن وبالأدعية النبوية الواردة، فيها الشفاء بإذن الله، فهي سبب ينفع الله جل وعلا به.
والقرآن فيه الشفاء للمؤمنين ولكن الظالمين لا يزيدهم إلا خسارًا.
أيها المؤمنون: لأجل هذا شاع في الناس بكثرة من يرقي الناس ومن يتلو عليهم القرآن وينفث عليهم طلبًا لشفائهم ورغبة في ذلك. وهؤلاء الذين يرقون الناس بالقرآن وبالأدعية النبوية هؤلاء محسنون.
لكن جملة من يرقي الناس على ثلاثة أصناف:
فالصنف الأول: من يرقي الناس وهو عالم بأمر الله عالم بشرعه عالم بمسألة الرقية وما تؤول إليه من الخير أو ما قد تؤول إليه من الشر.
والصنف الثاني: صنف جاهل لا يعلم أحكام الرقية ولا ما يرقي به الناس ولا ما تؤول إليه الرقية. إذا رقى تجده يخوض غمرة ذلك بجهله وإعراضه عن اتباع طريقة العلماء في ذلك.
والصنف الثالث: من هو مشعوذ يتبع أساليب المشعوذين في القراءة. يوهم أن قراءته بالقرآن وبالأدعية، وهو في الحقيقة يستخدم طرقًا غير مشروعة. منها أن يستخدم الجن في رقيته في إعلامه بحال هذا المريض. وفي إخباره ما حصل له ونحو ذلك. فتجده يبذل للجن بعض ما يُسرّ به الجن ويستمتعون به لقاء ما يخبره به الجن.
وهذا الصنف من الناس من صنف المشعوذين، من صنف الذين يرقون برقية محرمة؛ لأنهم في ذلك استخدموا طرقًا ليس عليها دليل من الكتاب والسنة، وقد انتشر الرقاة في هذا الزمان وكثروا جدًا؛ حيث إن الذين يرقون كانوا في الزمن الماضي زمن العلم والتوحيد، زمن انتشار نور العلم والسنة كان القراء قليلين ولا يرقي إلا الواحد بعد الواحد من قلتهم.
وفي هذا الزمان تجد الحدث من الشباب عهده بالفسق وعهده بالفجور عهده بذلك قريب. فما تراه بعد سنة إلا وقد أصبح من الرقاة المشهورين والناس يأتون إليه أسرابًا إثر أسراب يطلبون رقيته بذلك، وليس ذلك على الله بعزيز؛ إذ التوبة تجبُّ ما قبلها، لكن الرقية تحتاج إلى علم وتفتقر إلى السنة, وليس ذلك الزمن القصير بكاف لتعلم ذلك، لهذا تسامح الناس من هؤلاء الرقاة بالعجب العجاب.
ومن الرقية غير المشروعة ما يصفه بعضهم، يستقدم الجن ويزعم بأنه يستقدم مسلمي الجن فيما زعم وهذه البلاد طهرها الله جل وعلا بالتوحيد، طهرها الله جل وعلا بأن لا يُرى فيها الشرك، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتاب النبوات: إن نور العلم والإيمان والتوحيد إذا انتشر في أرض ضاق معه وجود الشيطان ووجود الجن الذين يستفيدون من الناس ويستفيد الناس منهم؛ فإن الرقية السبيل إلى ذلك، ولهذا نور العلم والإيمان، نور التوحيد إذا نتشر في بلاد الله كان مغنيًا عن ذلك، والجن والشياطين إنما ينتشرون في البلاد التي يضعف فيها نور القرآن والسنة.
واعتبر ذلك وانظر إليه في بلاد الله المختلفة تجد ذلك جليًا، وأكثر الناس طغيانًا فرعون كيف كانت أرضه ينتشر فيها السحرة الذين يستخدمون الجن كأعظم ما يكون من الاستخدام.
وعندما ضعف أمر التوحيد في قلوب الناس وضعفت حقيقة التوكل على الله. حتى غدا التوكل على الله وتفويض الأمر إليه والصبر على البلاء الذي أنزله حتى غدا في الناس ذلك. غدا ضعيفًا ظهر في الناس ما ظهر من أنواع الخروج عن العلم والسنة في باب الرقية.
انظر إلى حال كثير من البيوت كيف إذا ظهر في البيت شيء غريب ظن الناس أن هذا من الأمراض، فصار النساء يذهب بعضهن إلى كل من سمعت بأنه من الرقاة يقرأ سواء كان من أهل العلم المشهود لهم أو لم يكن, المهم أنه يُذكر اسمه وأنه من الرقاة، وبعض النساء يذهبن إلى كاهنات ومشعوذات. وبعض النساء بل وبعض الرجال يذهبون إلى الكهان والمشعوذين والسحرة والعرافين, بحجة البحث عن العلاج, وأن ذلك من الضرورة وأن الضرورة تبيح المحظورات, وهذا خطأ فاحش وغلط واضح في فهم هذه القاعدة, فالصحيح أن الضرورة تبيح المحظورات بما لا يُخرج من الإسلام, فلا يجوز للإنسان أن يستبيح شيئاً مخرجاً من الملة في علاجه, فإن من المتقرر أن الذهاب للعرافين والكهنة والسحرة واللجوء إليهم وتصديقهم كفرٌ بالله جل وعلا, فلأن يموت الإنسان بمرضه وهو مؤمن مسلم, خير له من أن يستشفي بما هو كفر ومحرم بالكتاب والسنة وإجماع الصحابة رضي الله عنهم.
ثم ليعلم أيها المؤمنون أن بعض أولئك الرقاة يرتكبون مع النساء محرمات يتغيظ منها قلوب أهل الإيمان، والناس يظنون أن رقيته تلك تنفع وهو يرتكب حين يرقي من رؤية النساء ومن الخلوة بهن، ومن مسهن ومن إثارة الشهوة فيه بما يمسُ منهن ما تسامح الناس به, وقد رفع إلى المحاكم الشرعية من ذلك الشيء الكثير.
بل إن كثيراً جعل الرقية وعلاج الناس طريقاً للتكسب وأكل أموال الناس بمثل هذه الأفعال وجعلها تجارة مربحة ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ومن المخالفات الشرعية التي يرتكبها كثير من الرقاة اليوم وما أوسع هذا الباب, أن تجد كثيراً منهم يجمع الرجال المرضى مع غيرهم من الأصحاء أو أن النساء المريضات بغيرهن من النساء فيقوم بالرقية وقد يحصل بل إنه يحصل من تكشف النساء وارتفاع أصواتهن بل وسقوطهن على الأرض وهذا الأمر فيه من المفاسد العظيمة وانتشار الفساد بين الناس بسبب هذا الفعل الأهوج من هؤلاء الجهلة.
ومن المخالفات الشرعية كذلك اتخاذ ما ليس بسبب للعلاج سبباً له, ومن المعلوم أنه لا يجوز للإنسان أن يستشفي إلا بما هو سبب مشروع, والأسباب الجائزة نوعان:
أولهما: أسباب شرعية, وهذه هي الرقية بالقرآن ,والعسل, فقد دل القرآن على أنهما سببان للشفاء بإذن الله تعالى.
وثانيهما: أسباب طبيعية, وهذه مردها إلى التجربة, فمثلاً قد ثبت بالتجربة الطبية أن البناودل مثلاً سبب لتسكين الصداع ونحوه, فهذا سبب طبيعي ثبت بالتجربة فيكون سببا مشروعاً.
إذا علم هذا فليعلم أن ما يفعله بعض الرقاة الجهلة من زعمهم أنهم يخرجون الجان من الإنسان بواسطة الذئاب, فيقال أن هذا ليس بسبب شرعي ولا طبيعي, وقد يقال أن هذا ثبت بالتجربة, فيرد على من قال بهذا بأن الجن عالم غيبي لا نراهم وهم يرون الإنس, قال الله تعالى: (( إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم )), فكيف تثبت بأن الجان خرج من الإنسان, وقد غيّب الله علمهم ورؤيتهم عنا نحن الإنس, وما أدراك أن الذي أخرجه هذا الحيوان, فحينئذ تكون هذه الطريقة طريقة منكرة غير شرعية, ومن عرف أحداً من هؤلاء فيجب عليه أن يبلغ الجهات المختصة بذلك, وقد سئل العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى عن ذلك فأفتى بعدم جوازه, وقد أمر رحمه الله تعالى بإيقاف أحد الرقاة لما علم أن عنده ذئاب يزعم أنه يخرج بها الجان.
ومن المخالفات الشرعية في ذلك الرقية بالهاتف, أو الرقية بالأشرطة, وقد رفع استفتاء للجنة الدائمة للإفتاء عن رقية المنازل بالأشرطة المسجلة فأفتت اللجنة بعدم جواز ذلك وكان ذلك برئاسة العلامة الإمام ابن باز رحمه الله تعالى.
ومع ذلك, وبسبب ذلك ضَعُف التوحيد في قلوب الناس تجد الرجل في بيته يتسامح بما تفعله زوجته بالذهاب إلى هؤلاء وبما يفعله بعض أقاربه من ذلك وهو في ذلك ساكتٌ لايحرك ساكناً, وكأن الرجال ليسوا على قوامتهم مع النساء، الرجل يعلمُ ما لا تعلمه النساء خاصة في هذه الأمور؛ لأنه يسمع القرآن كثيرًا, في الخطب وفي المحاضرات وفي كلام أهل العلم وفيما ينشر من ذلك، فعليه أن يكون في ذلك ذا قوامة على أهله فكيف يأذن بأن يسعى أهله في تلك المنكرات، نعم الأمراض، أمراض النفس كثرت من العين ومن أمراض القلب، ومن أمراض الصدر, ومما يفرقون به بين المرء وزوجه لكن علاج ذلك يكون بالقرآن.
ونحن أيها المؤمنون عندما نذكر هذه المخالفات والمنكرات لدى بعض الرقاة لا نعم جمعهم, بل إن هناك كثير من الرقاة على درجة عظيمة من الصلاح والتقى وإرادة نفع الناس, ولم نذكر تلك المخالفات إلا لكي نحذر ونحذّر غيرنا من هذه الأصناف وهذه المخالفات ومن جميع من يتعاطاها.
واعلموا أيها المؤمنون أن انتشار تلك الأمراض له سبب، وسببه الشياطين التي خيمت بكثير من البيوت، قال عليه الصلاة والسلام: ((إن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه كلبٌ أو صورة))أخرجه البخاري. فانظر إلى ما شاع في الناس من انتشار الصور المحرمة في بيوتهم ومن تعليق الصور على الجدران، وهو بإجماع العلماء من الكبائر، والملائكة ملائكة الحفظ ملائكة الرحمة تفر من البيت الذي فيه الصورة، وإذا فرت الملائكة دخلت الشياطين فعاثت بالناس، والله جل وعلا حمى الإنسان، حمى المؤمن بالخصوص والإنسان بعامة بالملائكة الحفظة قال جل وعلا: ((له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله)). يعني الملائكة تحفظ ابن آدم مما قد يصيبه حتى إذا أتى قدر الله خلوا بينه وبين ذلك، انتشر ذلك فانتشرت الشياطين في البيوت، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أيها المؤمنون: قلَّت أو ضعفت أو انعدمت تلاوة القرآن في البيوت، والشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة؛ لأنه لا مكان له في مكان تقرأ فيه سورة البقرة. فكم تقرأ سورة البقرة فينا من بيت، الشيطان يفر من المؤمن الذي يديم الاستعاذة بالله، يديم الأوراد، يديم الذكر لأن القلب إذا خلا من ذكر الله تسلط عليه الشيطان وكان بيتًا للشيطان. وأما إذا عمر بذكر الله فرت الشياطين فإن الشيطان وسواس ولكنه خناس، قال المفسرون: "إذا ذكر الله خنس، وإذا غفل العبد أقبل". فكم منا من يتلو الأوراد ويستعيذ بالله من شر الشياطين عند إقبال الصباح وإقبال المساء، وهي فترات انتشار الشياطين.
أيها المؤمنون: إن الرقى مشروعة، وأكمل الرقى أن يرقي العبد نفسه متوكلا على الله عالمًا أنها سبب، وأن الله جل وعلا هو الذي أمر بهذا السبب، وأن القرآن شفاء، إذا أذن الله بذلك فليكن كلٌ منا متوكلاً على الله راقيًا نفسه، راقيًا أهل بيته، ولا يجوز أن يتساهل الناس في هذا الأمر بأن يأذنوا لمن يرعونه بأن يذهبوا إلى من هب ودب ممن يرقون؛ لأن كثيرين منهم بل لأن الأكثرين منهم يرقون على خلاف السنة ويستخدمون ما جاءت السنة بإبطاله , قال شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ في كتابه النبوات: " أولياء الله مع الجن مثلهم كمثل الأنبياء مع الجن يأمرونهم بطاعة الله وينهونهم عن معصية الله ويأمرونهم بالتوحيد وينهونهم عن الشرك ويأمرونهم بطاعة الرسول وينهونهم عن مخالفة ذلك. وأما ما عدا ذلك فليس من صنيع أولياء الله " هذا معنى كلامه فتنبه لهذا.
ومن المخالفات الشرعية في هذا الأمر كثرة الوسوسة عند الناس وخصوصاً في هذه الأزمنة المتأخرة – خاصة عند النساء والسفهاء من الرجال -, فتراهم عندما يصاب أحدهم بأتفه الأمراض, أو بأخف المصائب يتضجرون ويلولون وينسبون ذلك إلى غير الله تعالى فيقولون هذه عين, أو هذا سحر ونحو ذلك, ثم يبدأون بالتشكيك في الناس, ثم انظر إلى آثار تلك المشكلة فتجدهم يتهمون فلاناً او فلانة بالعين أو السحر وأنه هو أو هي التي أصابتهم بتلك العين , أو هو الذي قام بعمل سحر لهم, وهلم جرَّا, وقد يقول لهم بعض الرقاة الجهلة بأن فيك عينا أو سحرا وأن الذي قد تسبب لك في ذلك هو فلان أو فلانة أو أحد أقاربك, فانظر إلى المفاسد العظيمة والرزايا الخطيرة التي انتشرت بين العوائل, بل بين الأخ وأخيه والأخت وأختها بسبب هذا الجهل العظيم والافتراء المبين على الله تعالى وعلى خلقه سبحانه وتعالى.
ومن المخالفات الكبيرة المنتشرة بين أوساط النساء خاصة ما يفعله كثير من النساء عندما يجتمع عندها أقاربها, أو عندما يأتي عند زوجها ضيوف ونحو ذلك, فما إن يخرج الضيوف من عندهم , إلا وتسعى حثيثةً في جمع بقاياهم من نوى التمر أو بقايا طعامهم فتجعلها في ماء ثم ترش به عتب الباب وزوايا البيت وأطراف الأثاث, بل قد يتعدى الأمر إلى أن تشرب منه وتشرب أولادها, بل قد يتجاوز الأمر ذلك فتغتسل به, وهذا قد انتشر بكثرة في الأزمنة المتأخرة, وهو من الوسوسة والتعلق بغير الله جل وعلا واتخاذ ما ليس بسبب سبباً.
ولا شك أن الأخذ من أثر العائن واغتسال المعين به أمر مشروع كما في قصة الصحابي الذي عان أخاه فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بأن يغتسل له ففعل فقام كأنما نشط من عقال, فهذا أمر جائز لكن ذلك مشروط بشرط وهو التحقق من أن المرض الذي ك أو السبب الذي بك هو عين, ولا بد من التحقق ثانياً من أن الذي أصابه بالعين هو فلان من الناس فحينئذٍ يجوز للمعين أن يأخذ من أثره ويغتسل به, أما فتح الباب كما ذكرت لكم فهذا أمر لايجوز وهو من سوء الظن بالله جل وعلا, والتعلق بغير الله تعال.
وليحذر الناس في هذه البلاد أن ينتشر هذا الأمر من الذين يرقون على خلاف السنة ومن الذين يستخدمون الجن ومن الكهنة والمشعوذين والعرافين الذين يخبرون ببعض الأمر الغيبي الذي فات وكذلك من السحرة وأمثالهم ممن أتوا إلى هذه البلاد أو من أهل هذه البلاد الذين تعلموا على يدي أولئك, فحمى الله جل وعلا هذه البلاد من شر أولئك زمنًا طويلاً، والآن نراها قد انتشر فيها، قد انتشرت فيها تلك الموبقات، وأولئك الذين مرقوا من الدين.
نسأل الله جل وعلا لنا السلامة وأن يحمي هذه البلاد بالتوحيد وأن يحمي أهلها من مسالك الشرك ووسائله, وطريقة المخرفين والمشعوذين، وأن يمن على الرجال بالقوامة. بالقوامة الحقة التي منَّ الله عليهم بها شرعًا إنه ولي ذلك وهو المسؤول وعليه التكلان.
واسمعوا قول الله جل وعلا بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرًا كبيرًا)).
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المؤمنين من كل ذنب فاستغفروه حقًا، وتوبوا إليه صدقًا إنه هو الغفور الرحيم

الخطبة الثانية
الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.
أما بعد: فإن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد بن عبد الله، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وعليكم بالجماعة فإن يد الله مع الجماعة، وعليكم بلزوم التقوى في سركم وعلانيتكم؛ فإن بالتقوى رفعة مقامكم عند ربكم، فاتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون.
أيها المؤمن اسمع لقول نبيك عليه الصلاة والسلام: ((من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان))رواه مسلم
وقد قال عليه الصلاة والسلام أيضًا: ((ثم إنه تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل))رواه مسلم.
إن انتشار الذين يرقون الناس على خلاف السنة، إن انتشار المشعوذين، إن انتشار الكهنة والعرافين والسحرة منكرٌ عظيم في بلاد المسلمين. فمن رأى شيئًا من ذلك أو علمه وتيقن منه فإنه يجب عليه أن يبلغ أهل المسؤولية بذلك ولا ينفك من العهدة، وليحذر أن يعاقب من جراء سكوته على تلك المنكرات التي هي وسيلة إلى أن يظهر الشرك في بلاد التوحيد في البلاد التي طهرها من مخالفة ومناقضة الشهادتين: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.
فعلينا أيها المؤمنون القيام في ذلك الأمر بأن إذا سمعنا وتحققنا بوجود من خالف السنة بذلك، لو كان مشعوذًا أو كاهنًا أو ساحرًا لتبلغ عنه وذلك على سبيل الوجوب على أقل الأحوال إلا إن كان المؤمن لا يستطيع، فالإنكار بقلبه، الإنكار بقلبه ينجيه، ولكن في أحوالنا هذه ليس من عذر في عدم التبليغ لأن الحق أظهر من الباطل، ولأن الصولة في هذه البلاد ولله الحمد للحق. وأما الباطل فهو ذليل حقير وزاهق بإذن الله، فقوموا أيها المؤمنون بهذا الواجب وليحذر من لم يقم به العقوبة في نفسه أو في من يحب لأن أولئك يضرون المسلمين بما ينشرونه.
فاتقوا الله، اتقوا الله وخافوا يوم لقاه وقوموا في هذا الأمر أتم قيام لعلنا نكون من الممتثلين الناجين حقًا.
هذا واعلموا رحمني الله وإياكم أن الله جل جلاله أثنى على الذين يتبعون أمره. وأمر أيضًا بالصلاة على نبيه فقال جلّ وعلا: إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليمًا [الأحزاب:56]. اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر، وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء، الأئمة الحنفاء الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون وعنا معهم بعفوك ورحمتك يا أرحم الراحمين...
وأعتذر إليكم أيها الإخوة على الإطالة لكنن أعرضت عن بعض جوانب هذا الموضوع خشية الإطالة أكثر من ذلك, وإلا فإن الموضوع غايةً في الأهمية, وجدير بأن يطرح في كل وقت وحين, أسأل لنا ولكم التوفيق والسداد, والإعانة والرشاد.















آخر تعديل عاصم الثقيل يوم 20-Mar-2009 في 09:36 PM.
رد مع اقتباس
غير مقروء 21-Mar-2009, 12:57 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
سيف النفيعي
عضو

الصورة الرمزية سيف النفيعي

إحصائية العضو






التوقيت


سيف النفيعي غير متواجد حالياً

افتراضي

جـــــــــــــزااااااااااك الله ألــــــــف خيــــــــــر على هالطرح المتميز
ولا تحرمنــــــــــا يـــــا أخي (نيوك) << جديدك

تقبــــــــــل خالص إحترامي قبل وديـ















رد مع اقتباس
غير مقروء 21-Mar-2009, 01:05 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
@ـايل

مشرف المنتديات العامة

إحصائية العضو






التوقيت


@ـايل غير متواجد حالياً

افتراضي

الله يجزاك خير ويجعلها في موازين حسناتك يالغالي...لاهنت والله يعطيك العافيه على النقل الرائع ..وبيض الله وجهك يوم تبيض وجوه..















التوقيع
اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي

شكر خآص للأخ العزيز
(سمي جدي)
,,,




للتواصل,,,

hail-osaimi@hotmail.com

الفيس بوك : هايل العصيمي

انستقرام : hailosaimi

تويتر : AlHooL@
رد مع اقتباس
غير مقروء 21-Mar-2009, 10:21 AM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
خالد نوار العتيبي
عضو ماسي

الصورة الرمزية خالد نوار العتيبي

إحصائية العضو






التوقيت


خالد نوار العتيبي غير متواجد حالياً

افتراضي

جزاك لله خير وبارك فيك

عاصم مشكوور

تحياتي لك















رد مع اقتباس
غير مقروء 18-Apr-2009, 05:44 AM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ابــو متعب
عضو
إحصائية العضو





التوقيت


ابــو متعب غير متواجد حالياً

افتراضي

جــزيـت خيـــرا















رد مع اقتباس
غير مقروء 18-Apr-2009, 08:53 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
الخديدي خالد
عضو ذهبي

الصورة الرمزية الخديدي خالد

إحصائية العضو






التوقيت


الخديدي خالد غير متواجد حالياً

افتراضي

جزاك الله خير على الموضوع الرائع

في داعة الرحمن















رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الرقية, القرآن هدى وشفاء للمؤمنين


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن »05:27 PM.


 Arabization iraq chooses life
Powered by vBulletin® Version 3.8.2
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
اتصل بنا تسجيل خروج   تصميم: حمد المقاطي