الرئيسية التسجيل التحكم


اختيار تصميم الجوال

العودة   الهيـــــــــــــلا *** منتدى قبيلة عتيبة > المنتدى الإسلامي > شريعة الإسلام

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: البيت لاعجبني اجاريه باحساس (آخر رد :الريشاوي)       :: كل عضو او شاعر يسجل بيتين غزل الفهاا من قصائده .. بشرط ان تكون غزليه فقط .. (آخر رد :الريشاوي)       :: ودي ولا ودي وابيهم ولا ابيه (آخر رد :الريشاوي)       :: واكتبي هذا أنا أنا ليلى العامرية (آخر رد :الريشاوي)       :: البيت لاعْجَبني اجاريه باحساس (آخر رد :الريشاوي)       :: أنـا لا تلوموني ولو ملـت كل الميل (آخر رد :الريشاوي)       :: اوافق .. واقول النفس صعبه مطالبها (آخر رد :الريشاوي)       :: الحب اقفى في ديانا ودودي (آخر رد :الريشاوي)       :: امير قبيلة المحاقنة قبل الدولة السعودية (آخر رد :متعب الوحيدب)       :: امير قبيلة المحاقنة قبل الدولة السعودية (آخر رد :متعب الوحيدب)      

إضافة رد
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
غير مقروء 23-Jun-2009, 10:16 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ابو ضيف الله
مشرف عـام

الصورة الرمزية ابو ضيف الله

إحصائية العضو





التوقيت


ابو ضيف الله غير متواجد حالياً

افتراضي (أضرار الذنوب والمعاصي)



(أضرار الذنوب والمعاصي)


أولاً : الضيق والهم .
والله ما ذاق الناس أمرَّ من المعاصي ، ولا تجرعوا أخبثَ ولا أشدَّ ولا أنكى من السيئاتِ . وقد حاول كثيرٌ منَ الناس أنْ يتناسى أضرارَ الذنوب والخطايا ؛ فأسرفوا بالذنوب والشهواتِ المحرمة ، لكنَّهم وجدوا ألماً وقلقاً ويأساً وقنوطاً وبعداً عن الواحد الأحد ؛ لأنَّ منْ قرُب من الله قرَّبه وأتحفه ، ومن ابتعد عنه أضناه وأشقاه في الدنيا والآخرة .
أعظم أثر للذنب والخطيئة : هو الضيق والهم والغم والأسى واللوعة والحزن ، قال تبارك وتعالى : (( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى )) (طـه:124).
بعضُ الناس تشتد عليه آثار الذنوب والمعاصي حتى قد يصل إلى الانتحار ، وتصعب عليه الحياة ، قال تعالى : (( أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ)) (الزمر:22) .
نحن نجد كثيرين قد سكنوا في ناطحاتِ السحابِ ، واستقلوا السياراتِ الفاخرةِ ، وحصلوا على المناصب العالية ، ولكنْ لمّا أعرضوا عن منهج الله ردهم الله تعالى ، وجعل حياتهم تعاسةً وقهراً . أما المؤمن المتقي المبتعد عن الذنوب والمعاصي فتجده مرتاحاً منشرحَ الصدرِ مطمئناً بالإيمان مهما حصل له ؛ لذا نجدُ أحد الدعاة لما أدخلَ السجنَ قال وهو مبتسم : (( ماذا يفعلُ أعدائي بي ، إنَّ جنَّتي وبستاني في صدري أنى سرتُ فهي معي : قتلي شهادةٌ ونفيي سياحةٌ وسجني خلوةٌ )) .
وهذا الداعية نفسه لما دخل على ابن قطروبك السلطان السلجوقي فقال له هذا السلطانُ : (( يزعم الناسُ أنَّك تريد ملكنا ، فقال له : والذي نفسي بيده ما ملكُك وملك آبائك وأجدادك يساوي عندي فلساً )) .
وهذا عبد الملك بن مروان خليفةٌ دندنتْ له الدنيا وطنطنتْ ما يقاربُ من الثلاثين سنةً لما أتته سكراتُ الموت نزلَ من على سريره وقال : (( ليتني ما توليتُ الخلافةَ ، يا ليتني كنتُ غسالاً )) قال سعيد بن المسيب لما وصله هذا الكلام : (( الحمد لله الذي جعلهم يفرونَ إلينا وقتَ الموتِ ولا نفرُ إليهم )) . وقال إبراهيم بن أدهم : (( نحن في عيشٍ لو علم به الملوك لجالدونا عليه السيوف )) . فالحياة حياة الإيمان حياةُ الخلود حياة الاتصال حياة السجود حياة التسبيح حياة التهليل والتوبة والاستغفار .
وأحد المؤلفين من الغربيين ألف كتاباً : (( دع القلق وأبدأ الحياة )) بمعنى : كيفُ تصل إلى السعادة ؟ كيف تزيلُ الهم ؟ كيف تقضي على الغم ، ولكنَّه ما عرف السعادة الحقيقية ، فانتهى به الأمر إلى أنْ نحر نفسه .

ثانياً : حرمان الرزق :
وحرمانه على قسمين : حرمانه أصلاً ووجوداً ، وحرمانه بركةً ونوراً ؛ فنجدُ بعض الموغلين في السيئاتِ والمعاصي عديمي الرزق يغلقُ الله عليهم أبوابَ الرزق ؛ ولذلك صحَّ عن ابن عباسٍ قال : (( إنَّ للحسنة نوراً في الوجه ، أو بياضاً للوجه ، ونوراً في القلب ، وسعةً في الرزق ، ومحبةً في قلوب الخلق ، وإنَّ للسيئة سواداً للوجه وظلمةً في القلب وضيقاً في الرزق ، وبغضاً في قلوب الخلق )) .
حرمان الرزق منْ أعظم آثار الذنوب والمعاصي ، قال سبحانه وتعالى : (( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)) (لأعراف:96) . وفي المسند من حديث ثوبانَ عن النبي  : (( إنَّ العبدَ ليحرمُ الرزقَ بالذنب يصيبه )) . فكما أنَّ تقوى الله مجلبةٌ للرزق فتركُ التقوى مجلبةٌ للفقر .

ثالثاً : نسيان العلم
. كثير منا يقول : مالنا ننسى ما لنا لا نحفظ ، لكننا تغافلنا أنَّ من أعظم أضرار الذنوب والمعاصي نسيانَ العلم ؛ فإنَّ من أعظم الأمور التي تعين على الحفظ تقوى الله ، قال تعالى : (( وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ )) (البقرة: من الآية282) وبمفهوم المخالفة من لا يتقي الله لا يعلمه الله ، والذنب في طلب العلم أمره عجيب ، قال ابن الجلاد : (( نظرتُ منظراً لا يحل لي ، فقال لي أحد الصالحين : أتنظرُ إلى الحرام ؟ والله لتجدنَّ إربه ولو بعد حين ، فنسيتُ ما حفظتُ من القرآن )) .
ووكيع بن الجراح قال للشافعي مقالته المشهورة ، فقال الشافعي :


شكوتُ إلى وكيعٍ سوء حفظي =فأرشدني إلى تركِ المعاصي
وأخبرني بأنَّ العلم نورٌ =ونورُ الله لا يهدى لعاصي

وقال مالكٌ للشافعيِّ : (( يا محمدُ ، إني أرى عليك نجابةً ، وإني أرى لك إمامةً في هذا الدين فإياكَ والمعاصي فإنَّها تتلفُ العلوم )) .
ولذلك قال سبحانه وتعالى : (( وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ )) (المائدة: من الآية13) .
والنسيانُ قد يكون في المعاني ، وفي الألفاظ بسبب عدم العمل بالعلم ، ولذلك قال الله في بني إسرائيل : (( كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً )) (الجمعة: من الآية5) فالحمار ضع على ظهره " فتح الباري " و " رياض الصالحين " و " بلوغ المرام " فهو لا يعرف : هل يحمل كتباً أم حطباً بئس مثل القوم الذين كفروا . فالمؤمن يتعلم ليعمل ويعلم ؛ لذا ألف الخطيب كتاباً سماه " اقتضاء العلم العمل " يعني : نتيجة العلم العمل .
والعلم نورٌ يقذفه الله في القلب ، والمعصية تطفيءُ ذلك النور ، ولما جلسَ الشافعيُّ بين يدي مالك ، وقرأ عليه أعجبه ما رأى من نور وفطنة ، وتوقد ذكائه وكمال فهمه فقال : إني أرى اللهَ قد ألقى على قلبك نوراً ، فلا تطفئه بظلمة المعصية .
والمعصية تعمي بصيرة القلب ، وتطمس نوره ، وتسد طرق العلم وتحجب مواد الهداية ، ولا يزال هذا النورُ يضعفُ ويضمحلُ ، وظلام المعصية يقوى حتى يصيرَ القلبُ في مثل الليل البهيم ، ثم تقوى تلك الظلمات ، وتفيضُ من القلب إلى الجوارح فيغشى الوجه منها سواد بحسب قوتها وتزايدها .

رابعاً : قسوة القلب .
فمن أضرار الذنوب والمعاصي قسوة القلب ؛ قال تعالى (( فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ )) (المائدة: من الآية13) فمن العصاة من صارتْ قلوبهم قاسيةً ؛ العصاة صارت قلوبهم قاسيةً ؛ لأنَّهم ضيّعوا أوقاتهم في معصية الله فتجده يزجي أوقاته بقراءةِ مجلةٍ خليعةٍ أو بسماعِ أغنيةٍ ماجنةٍ أو مسلسلٍ مهدِّم أو فلم مخرِّب ؛ لذلك يخاف إذا سمعَ القرآن ، فبعضهم إذا سمع القرآنَ في المذياع يقول : دعونا نرتاح ، دعونا نأكل العيش دعونا نطمئن ؛ لأنَّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقومُ ، فالقرآن يحجم طاقته ، ويأنبه ويكبته ، بعضهم قسى قلبه بسبب المعاصي ؛ فإذا أمرتَه بمعروفٍ أو نهيتَه عن منكر قال : دعوا القشور ، ونريدُ اللب وهذه كلمةٌ مستوردة غير صحيحة ، ولا يقولها طالب علم . فالدين لبابٌ كلُّه أتى به معلم الخير عليه الصلاة والسلام فأتى بلا إله إلا الله قمة التوحيد وجاء بـ إماطة الأذى عن الطريق صدقة فالدين لبابٌ كلُّه ، وقسوة القلبِ أو موت القلب تأتي منَ السير في الآثام والمعاصي والخطايا . ثم تجد قاسي القلب لا يتأثر (( ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ) )(البقرة: من الآية74) وقال تعالى: (( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ)) (الحديد:16) وقد تستغرقُ المعاصي على قلب الإنسان حتى يموتَ قلبه قال تعالى : (( أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا )) (الأنعام: من الآية122) ولقسوة القلب آثار ظاهرةٌ لمنْ أراد أنْ يعرف هل هو قاسي القلب أم لا فمن آثاره تركُ ذكر الله والإدبار والإعراض عن تدبر القرآن الكريم ، وعن قراءته وعدم تذكر الموت ولقاء الواحد الأحد .

خامساً : البغض في قلوب الخلق .
فالحبُ من الواحد الأحد يأتي منْ فوق سبع سماوات .
الحب في قلوب الخلق ليس يصنعه أحدٌ . وقد بوب الإمام البخاري في كتابه الصحيح : (( باب المقة منَ الله )) ثمَّ ساق من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا نَادَى جِبْرِيلَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي أَهْلِ الْأَرْضِ )) .
إذنْ فالحب لا يتصنع فيه ، وإنَّما يطلبه الإنسان المسلم منَ الله سبحانه وتعالى ، ويعرف أنَّه إذا استقام مع الله رزقه الله قبوله ، وجعل لكلمته تأثيراً ، وأتى عليه بالقلوب .
ونحن نجد بعض الناس – هداهم الله – يتصنعونَ في كلامهم ، وفي مشيتهم ، ويكثرون منَ الصلاة ، والصمت ، والصيام لكن القلوب تنفرُ عنهم ، ونجدُ آخرين يتوسعونَ في المباح ، والقلوب تنصبُ عليهم ، وتلتف حولهم ، إذاً فنحن نعرف أشخاصاً يريدون أنْ يحبهم الناس يحاولونَ لذلك بكل وسيلة ، ويحاولون أنْ يوجدوا أمراً من الأمور للفت الأنظار لحبهم ، ولكنْ أبتِ القلوبُ . ونعرف أشخاصاً ما حرصوا على حبِ الناس أو مدحهم ، ولكنْ أقبلتِ القلوب إليهم بالدعاء وبالحب والشوق واللهفة ، حتى يتمنى كثيرٌ منَ الناس الجلوس معهم .
كلما دخل سيبويه على أستاذه الخليل بن أحمد قال له : (( أهلاً بالذي لا يمل )) .
إذنْ الحب من الله سبحانه وتعالى ، والذي يعطيه ويمنحه صدق العبد مع الرب ، وحسن الخلوة مع الله ، والإخلاص التام .
قال أبو الدرداء : لو أطاع طائعٌ ربه وراء وراء سبعة أبواب لأخرجَ الله أثر طاعته للناس ، ولو عصى الله عاص وراء سبعة أبواب لأخرجَ الله أثر معصيته للناس . وهذا أمرٌ معلوم فإنَّه ما عرفنا ذنوب الناسِ ، وما رأينا خطاياهم ، وكثيرٌ من الفواحش التي يفعلها كثير من الناس لا يدري بالجاني حتى أبوه ولا أمه ، ولا يدريان بالذنب الذي فعل ، ولكن قلب الوالدين ، ومعالم الولد يدلانهما على أنَّ الولد قد فعل ذنباً ما أو ارتكب معصيةً .
فالعاصي يهون على الناس ويستخفونَ به كما هانَ عليه أمرُ الله واستخف به ، فعلى قدر محبة العبد لله يحبه الناس ، وعلى قدر خوفه منَ الله يخافه الخلق ، وعلى قدر تعظيمه لله وحرماته يعظمه الناس .
وكيف ينتهك عبدٌ حرماتِ الله ، ويطمعُ أنْ لا ينتهك الناسُ حرماته ؟ أم كيف يهونُ عليه حق الله ولا يهونه الله على الناس ؟ أم كيف يستخف بمعاصي الله ولا يستخف به الخلق ، ولذا قال الله تعالى : (( وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ ))(الحج: من الآية18) .

سادساً : الوحشة بين العبد وربه .
الموغل بالمعاصي يجدُ وحشة في قلبه بينه وبينَ الله لا توازنها ولا تقارنها لذة أصلاً ، ولو اجتمعتِ له الدنيا بأسرها لم تف بتلك الوحشة .
من يهن يسهل الهوان عليه = ما لجرح بميت إيلام
ثم إنَّ هذه الوحشة التي تكون بين العبد وبين ربه تدفع الإنسان إلى وحشة بينه وبين أهل الخير ، وكلما قويت تلك الوحشة بعد منهم ، ومن مجالستهم ، وحرمَ بركة الانتفاع بهم ، وقرب من جند الشيطان بقدر ما بعد من حزبِ الرحمن ، وتقوى هذه الوحشة حتى تستحكمَ فتقع بينه وبين امرأته وولده وأقاربه وبينه وبين نفسه فتراه مستوحشاً منْ نفسه .
ثم تقع الوحشة العظيمة في قلب العبد ؛ فيجد المذنب نفسه مستوحشاً ، وقد وقعتِ الوحشة بينه وبين ربه ، وبينه وبين الناس وبينه وبين نفسه ، وكلما كثرتِ الذنوب اشتدتِ الوحشة . وأمرُّ العيش عيشُ المستوحشين الخائفين ، وأطيبُ العيش عيش المستأنسين ، والوحشة سببها الحجاب ، فكلما غلظ الحجاب زادتِ الوحشة ، فالغفلة توجبُ الوحشة ، وأشد منها وحشة المعصية ، وأشد منها وحشة الشرك والكفر .

سابعاً : ضياع العمر .
كلُّ شيء يتعوض إلا العمر ، وكل شيء إذا ذهبَ ربما نستعيده منْ طريق أو أخرى إلا العمر ما مضى فات ؛ لذا قيل : (( ما مضى فات ، والمؤمل غيب ، ولك الساعة التي أنت فيها )) .
فالإنسان لم يخلق عبثاً في هذه الدنيا ، قال تعالى : (( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ)) (المؤمنون:115-116) .
وأعظمُ ما يضيع العمر المعاصي ، وأحرصُ ما حرص عليه السَّلفُ الصالح العمر ، وإذا ذهب في المعاصي فقد ذهبتِ الدنيا والآخرة ، والعياذ بالله . الصالحون كانوا يحذرون من المباحات خوفاً من الوقوع في الإثم ، والآن نحن أخذتنا المعاصي لا المباحات في الأوقات ؛ فنسأل الله أنْ يتوب علينا وعليكم .
وإنَّ من المآسي التي نشاهدها عند المسلمين أنَّهم نسوا الله فنسيهم ، فتجدُ أعظم ما مني به المسلمونَ ضياع العمر ، فكيف إذا كانت المعاصي ، كيف إذا كانت الخطايا .

ثامناً : عقوبات الآخرة .
إنَّ مما جاء ذكره في الكتاب والسنة الكلام عن عقوبات الآخرة لبعض الذنوب والمعاصي ؛ وذلك أنَّ للزاني عقوبة ، ولشارب الخمر عقوبة ، وللقاتل عقوبة ، ولعاق والديه عقوبة ؛ فنعوذُ بالله من عقوبة الله ، وغضب الله ، ومن عذاب الله .
وكلٌّ منا يعلم أنَّ غاية كل مؤمن في هذه الحياة الفانية أنْ يعتق من النار ، قال تعالى : ((كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ)) (آل عمران:185) .
وقال تعالى : (( رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ)) (آل عمران:192) .
فهناك تتهاوى الشهادات وتحترق الشهرة وتضيعُ المسميات ، وتنتهي المناصبُ ، وتتمزق الوظائف ، ولم يبقَ إلا وجه الله والإخلاص لطلب ما عند الله سبحانه .

الأثر التاسع : إنَّ المعصية تورث الذل ؛
فإنَّ العز كل العز في طاعة الله تعالى : (( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً ))(فاطر: من الآية10) .أي : فليطلبها بطاعة الله فإنَّه لا يجدها إلا في طاعة الله ؛ لذا كان من دعاء السلف : (( اللهم أعزني بطاعتك ولا تذلني بمعصيتك )) . لذا قال الحسن البصري متحدثاً عن مذلة أصحاب الذنوب : (( إنَّهم وإنْ طقطقت بهم البغالُ وهملجت بهم البراذين ، إنَّ ذل المعصية لا يفارق قلوبهم ، أبى الله إلا أنْ يذل من عصاه )) .

الأثر العاشر : زوال النعم وحلول النقم ؛
فما زالت عن العبد نعمةٌ إلا بذنب ، ولا حلت به نقمة إلا بذنب ، قال تعالى : (( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ)) (الشورى:30)



( بقلم الشيخ ماهر الفحل حفظه الله )















التوقيع
قال الشافعي رحمه الله: أركان الرجولة أربع: الديانة والأمانة والصيانة والرزانة.

قال الخليل ابن أحمد: التواني إضاعة, والحزم بضاعة, والإنصاف راحة, واللجاجة وقاحة.


اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي

اللهم أنصر من نصر الدين وأخذل من خذل الدين
رد مع اقتباس
غير مقروء 23-Jun-2009, 10:22 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
محمد العتيبي

مشرف منتدى شعراء قبيلة عتيبه


الصورة الرمزية محمد العتيبي

إحصائية العضو






التوقيت


محمد العتيبي غير متواجد حالياً

إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى محمد العتيبي
افتراضي

اللهم اجعل قلوبنا خاشعة مطمئنة بذكرك وطاعتك

ولا تجعلنا من الذين قاسية قلوبهم

ابوضيف الله جزاك الله خير بما قدمت وبارك الله بك وبما قدمت ..

تحيتي
...















التوقيع
اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي









للتواصل عبر twitter تويتر


al_bargawy@
رد مع اقتباس
غير مقروء 23-Jun-2009, 10:28 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
د/ نايف العتيبي
إدارة القسم الإسلامي
(دكتوراه في الإدارة التربوية والتخطيط - باحث في العلوم الشرعية والتراث الإسلامي)

الصورة الرمزية د/ نايف العتيبي

إحصائية العضو






التوقيت


د/ نايف العتيبي غير متواجد حالياً

إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى د/ نايف العتيبي
افتراضي

جزاك الله خيرا وبارك فيك على هذا الاختيار والنقل المتميز















التوقيع
اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي
اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي
رد مع اقتباس
غير مقروء 23-Jun-2009, 11:42 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
@ـايل

مشرف المنتديات العامة

إحصائية العضو






التوقيت


@ـايل غير متواجد حالياً

افتراضي

الله يجزاك خير يابو ضيف الله ..على ماقدمت ..

.......















التوقيع
اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي

شكر خآص للأخ العزيز
(سمي جدي)
,,,




للتواصل,,,

hail-osaimi@hotmail.com

الفيس بوك : هايل العصيمي

انستقرام : hailosaimi

تويتر : AlHooL@
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن »08:02 AM.


 Arabization iraq chooses life
Powered by vBulletin® Version 3.8.2
.Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
اتصل بنا تسجيل خروج   تصميم: حمد المقاطي