|
|
|
|
الدكتور نجم بن مسفر الحصيني النفيعي العتيبي |
|
|
|
|
استحدثنا سيناريوهات جديدة لتقنية تشفير الاتصالات بالليزر
منذ ان كان طالبا بالمرحلة الثانوية كان الدكتور نجم بن مسفر الحصيني رئيس قسم الفيزياء بكلية العلوم واستاذ فيزياء الليزر المساعد بجامعة الطائف شديد التعلق بالعلوم عامة ومادة الفيزياء على وجه الخصوص. وكان من ولعه بالعلوم ان أسس أول ناد علمي بثانوية هوازن الذي يعد من أوائل الأندية العلمية في محافظة الطائف. ولما كان حلم الحصول على الدكتوراه يراود مخيلته، لم يكن غريبا ان يترك التدريس بثانوية هوازن لمواصلة دراساته العليا حتى حصوله عليها. هنا يروي الدكتور الحصيني قصته مع الدكتوراه بكل ما فيها من جهد وسهر واغتراب وبُعد عن أرض الوطن.
حلم الدكتوراه
كان حلم الدكتوراه يراود مخيلتي كلما رأيت أستاذاً أكاديمياً يعطي بسخاء أو يشرح بإسهاب، وعقدت العزم على تحقيق هذا الحلم، وبدأت بالجد والاجتهاد في جميع المقررات الدراسية واستطعت الحصول على معدلات عالية.ومع قبولي معيداً في كلية المعلمين إلا أنني كنت أرغب في جامعتي والقسم الذي تخرجت منه، ويقدر الله سبحانه وتعالى أن تعلن جامعة أم القرى – فرع الطائف عن حاجتها إلى معيد في تخصص الفيزياء، وعلى الفور أوقفت إجراءات المباشرة في كلية المعلمين وتقدمت إلى المنافسة وفزت بفضل الله ومنه بتلك الوظيفة وباشرت العمل في شهر شعبان من عام 1420هـ.
فيزياء الليزر
وبعد أن باشرت العمل كمعيد بدأت فوراً التفكيرفي البعثة وأول مابدأت باختيار التخصص الدقيق، ولقد كان اختياراً صعباً أن يحدد الإنسان وجهته الأكاديمية التي سيبني عليها مستقبله، وأخذت في القراءة والاطلاع واستشارة المتخصصين، واستقر بي المقام أخيراً في «فيزياء الليزر».
السنة السوداء
وفي سبتمبر من عام 2002م (الموافق جمادى الآخرة من عام 1423هـ) بدأت برنامج الماجستير أو السنة السوداء كما يحلو لكثير من المبتعثين تسميتها، وذلك لما يعانيه الطالب فيها من ضغط دراسي شديد ومتطلبات عديدة، فأنت مطالب (إذا كان تخصصك علميا) بتقرير اسبوعي عن التجربة محل الدراسة، وواجبات شهرية، وبحوث فصلية، والانتظام في حلقات النقاش المتخصصة، والاختبار التحريري للمواد الدراسية، مع التجهيز لمشروع التخرج، وإعداد الأطروحة، فتكاد تلفظ أنفاسك ولما تنقضي تلك السنة، والحمد لله مرت بحلوها ومرها، وقبيل إجراء الاختبارطلب منا اختيار إحدى الدول الأوربية للقيام بمشروع التخرج لمدة ثلاثة أشهر، والحكمة في ذلك هو تغيير الجو الأكاديمي الذي عاشه الطالب واكتساب خبرات جديدة والتعرف على متخصصيين مرموقين، ووقع اختياري على الجامعة التقنية بمدينة آيند هوفن بهولندا، وكان موضوع الرسالة في «تقنية النانو»، وهي دراسة الخواص البنيوية والبصرية للنقاط الكمية باستخدام تقنيات المسح المختلفة. وبعد مضي ثلاثة أشهر أتممت المشروع وحصلت على خطاب تميز من الجامعة وشهادة خبرة في التعامل مع تقنيات المسح الميكروسكوبي، وعدت إلى جامعة إسكس وسلمت الأطروحة وتمت مناقشتها، وفي يوم 2003/9/7م الموافق 1424/7/10 هـ بشرت بحصولي على درجة الماجستير بتقدير ممتاز، كما استقبلت في ذات اليوم بشرى ولادة ابنتي منار، حيث ولدت في نفس المدينة (كولشستر). وبهذا انقضت مرحلة الماجستير.
بداية الدكتوراه
وبعد قضاء الإجازة الاعتيادية، رجعت لاستهلال مرحلة الدكتوراه، ولقد كانت أولى سني هذه المرحلة مليئة بالقراءة والاطلاع والبحث الدؤوب، وذاك من أجل تحديد ملامح البحث ووضع الخطة الزمنية، وهي من أجمل مراحل الدراسة اكاديمياً، وأبرز ما ميز تلك الفترة هي مشاركاتي المتعددة في النشاط حيث رأست النادي السعودي بمدينة كولشستر والجمعية الإسلامية بجامعة إسكس، حيث كانتا تعنيان بتقديم البرامج الثقافية والرياضية والترفيهية لمنسوبيهم وعائلاتهم، وقد تعرفت من خلالهما على نماذج فذة من المبتعثين من كافة مناطق المملكة بل ومن كافة دول العالم العربية والإسلامية وغيرها . وأنا هنا ألفت أنظار الإخوة المبتعثين إلى أهمية المشاركة في مثل هذه الأنشطة دون أن تؤثر على التحصيل الدراسي، لما لها من أثر في تخفيف الغربة عن المبتعث وشد أزره . وفي هذه المرحلة وما بعدها كنت مشاركاً ببعض الإنتاجات الأدبية في المجلة الثقافية التي تصدرها الملحقية الثقافية السعودية بلندن برئاسة الأستاذ عبد الله الناصر في ذلك الحين، وهذا الرجل أكن له من المحبة والاحترام ما لايعلمه إلا الله فقد كان كالأب لجميع المبتعثين بشهادة الجميع. والشاهد من قولي أن المبتعث يمكن أن يجمع بين التميز في دراسته، وممارسة الأنشطة المختلفة دون إخلال أو اضطراب.
سنة ثانية دكتوراه
ثم دخلت السنة الثانية من سنوات الدكتوراة، وهي أصعب من سابقتها، لأن ملامح البحث قد اتضحت، والمبتعث مطالب بالحصول على النتائج المأمولة في هذه السنة، وقد يسر الله لي فيها الحصول على نتائج مرضية وقمت بتقديم اول بحث لي منشور، ولك أن تتصور كم كانت الفرحة تغمرني حين علمت بنبأ قبول هذا البحث، ولقد استمريت في هذه المرحلة في المشاركة في الأنشطة المختلفة ورأست الجمعية الإسلامية للعام الثاني على التوالي، مع حرصي على أنشطة النادي السعودي، بل وشاركت في مسابقة أفضل ورقة علمية (باللغة الإنجليزية) للأعضاء الشباب والتي نظمها مركز المهندسين الكهربائيين (IEE) بالمملكة المتحدة – فرع سافولك، وحصلت على المركز الثاني.
عنق الزجاجة
ثم دخلت آخر سنوات الدكتوراه وأصعبها، أو سمها عنق الزجاجة إن شئت، وفيها تكتمل نتائج البحث وتبدأ كتابة الأطروحة، وفي آخرها تكون المناقشة، وأذكر في هذه المرحلة بالذات أنني ذقت الأمرين في تحليل بعض النتائج وتفسير بعض الظواهر، أو تعديل النظرية لتوائم التجربة، حتى إنني دون مبالغة كنت أحلم في منامي ببعض المشاكل التي أواجهها وتلك مرحلة يصلها الإنسان بعد ان تتشبع جميع جوارحه بالقضية محل البحث، وانقضت أيام تلك السنة بطيئة، محملة بالأفراح والأحزان مع كل صفحة من صفحات البحث، وقد تقدمت في هذه السنة بعدد من البحوث التي قبلت، وألقي أحدها في مؤتمر دولي في مدينة كان بفرنسا. وقبيل انصرام السنة بشهرين، تقدمت بأطروحة الدكتوراه إلى القسم، وعشت مرحلة ترقب وانتظار، مع اعداد واستعداد للدفاع عن الأطروحة، وفي الساعة 11.30 من صبيحة يوم الجمعة 26 شوال 1427هـ، وبعد مناقشة دامت ثلاث ساعات، أقرت اللجنة الممتحنة منحي درجة الدكتوراه دون اي تعديلات على الرسالة، وهو مايعد إنجازاً أحمد الله سبحانه وتعالى على أن وفقني إليه.
ليزرات الموصلات
وكانت رسالة الدكتوراه عن ليزرات أشباه الموصلات، عند حقن هذه الليزرات ضوئياً يمكن أن تبدي سيناريوهات تشويش مختلفة يمكن استخدامها بفعالية في تقنية تشفيرالاتصالات. المشروع الذي قمنا به هو استحداث سيناريوهات جديدة وعديدة بحقن أكثر من ليزر في قلب ليزر آخرمما وسع آفاقاً جديدة في كفاءة وفعالية تقنية تشفيرالاتصالات سواء اللاسلكية أو تلك المعتمدة على الألياف البصرية. بهذه الطريقة أمكن كذلك التحكم بكمية ودرجة التشويش اللازمة للتشفير، والطريقة الأنسب التي يمكن بها دفع النظام إلى حالة التشويش المسيطر عليها وهو مامثل ويمثل تحدياً في هذا المجال.وقد تم نشر عدة بحوث في عدد من المجلات العلمية المتخصصة والمؤتمرات الدولية.
|
|
|
|
يكفيني فخر انك من خوالي
وعندما ينجح الانسان كفرد، فإنه يشكل جزءاً لنجاح المجموع كأمّة، وبالتالي بناء الحضارة..
فالأمة مجموعة أفراد، والحضارة إنتاج أمة..
فكل إنسان لديه امكانية النجاح، ولكن نجاحه يعتمد على قدرته على تفجير مواهبه.. ومخطئ من يتصور بأن النجاح يأتيه على طبق من ذهب، وإلاّ لساد الناسُ كلهم،
الف الف مبروك
ابن حزيم الجعيد 13/03/1429 |
|
|
|
|