عرض وتحليل

[البقعاااوي]

قبائل عتيبة


(عرض وتحليل)



تقديم :
كنا قد عرضنا في كتاب " قبائل عتيبة " ما كتبته كتب التراث عن عتيبة ، على اختلاف ما جاء فيها من الاقوال ، ولم نبدي رأي قاطع في كل ما أوردناه في النسخة التي طرحناها ، وانتهينا الى ذكر بعض الدلائل على ما اسميناه الثوابت والجزئية ، وكررنا القول ان هذا ليس من بنات افكارنا ، وكنا نقصد بالطبع ان هذه اراء الكتب ، ولعلمنا المسبق بأن عتيبة تنتمي إلى أصل واحد ونبيل ، فمن الطبيعي أن نقول : أن من المتعارف عليه وما نعلمه ويعلمه الجميع أن عشائر عتيبة قاطبه في موروثها تفتخر بذروة سنامها ورمز مجدها وسؤددها الذي هوالأصل المتأصل لها : عتيبة ، وما تلقين الآباء للأبناء سلاسل النسب المتعارف عليها بينهم ، وإن كان في بعض الاحيان محصوراً في جد العشيرة الأقرب ثم الانتساب مباشرة إلى عتيبة عند الكل ، الا نوع من أنواع التذكير على الانتماء لهذا النسب النبيل وانهم أخوة في الدم ، اضف إلى ذلك العادات والتقاليد العربية الخالصة التي تتميز بها عشائر عتيبة ، وكذلك قصص الحمية واللحمة في اوقات الحرب مما ليس له نظيرالا ما خضع منها لبعض الظروف ، ثم يأتي الافتخار الشديد بعروبة عشائر عتيبة في أشعار ابنائها وحرصهم على توقد هذه الشعلة (التي هي العروبه) في النفوس ، مع الاخذ في الاعتبار ان كلمة عريب في الحجاز ترمز الى نسب نبيل ، ومن ذلك قول بديوي الوقداني في القرن ما قبل الماضي مفتخراً بانتمائة لعتيبة بعروبتها في تلميح لنقاء دماء ابنائها :


وانا عتيبي عريب الجد والخالي


كذلك تناخيهم في معاركهم الحاسمه باجدادهم ومن ذلك ما ذكره مشيلح بن رويبح الشيباني يذكر تناخي ابناء عتيبة باجدادهم في معركة سناف الطراد والتي اشتركت فيها الكثير من عشائر عتيبة بجذميها برقا والروقه في قوله:


تناخو بالجدود القدايم

مما يدل على ان أصل القبيلة واحد ، والتناخي في الحرب بالجدود القدايم لا يدل الا على قوة تأثير القرابة في نفس المقاتل مما يجعل القتال بالنسبة له مصيريا ، وهي نوع من التذكير بأن من يقاتل معي هو أخي ابن أمي وأبي ، وقال التويجر العضياني يفتخر بعشائر عتيبة في تقاربها وتجانسها وبطولتها مما يدل على انها أيضاً عنصر واحد :


حنا عتابه للحرايب ما اشتحنا

وقال شليويح العطاوي في نقاء ونبالة الدم العربي عند الروقه كافه (ومن هذا يستدل على ان طلحه ومزحم جذمي الروقة أخوه من جد واحد اسمه روق والتي تأتي بمعنى السيد في قومه) :


الاد روق اللي عريب جدهم


وأفادنا الراوية سعدون الهرس المرشدي من شعر الفارس سهاج بن ربيعان في وقعة الضال 1292هـ ذكره ان عتيبة من جد واحد :


ربعي عتيبة ذخر جدن واحد

كذلك يستوحى من وصف ابن حميد لعتيبة باللابة اي الجماعة التي تنحدر من جد واحد :


اقوله وانا من لابة تنثر الدمي *** مناة الحرايب دايم في قتالها

وقال في قصيدة أخرى واصفا فرسان عتيبة وانهم (عيال) ابناء عتيبة الجد الأعلى :


ولحقو عيال ما تمالو بالاشوار *** ضارين في نثر الدمي بالرماحي

ومن تركيز الموروث القديم على نبالة عتيبة وعروبتها ونقاء الدم العتيبي وانتمائها للجد الواحد سواء بوصفهم بالابه (اي الجماعة المتقاربة في النسب) او ابناء عتيبة أو عربين الانساب، يستمر الافتخار بابناء هذه القبيلة كأسرة متجانسة (اللابه) وهو ما تشربه التكوين الثقافي المتراكم في نفس الشاعر المعاصر والمأخوذ عن القدما حيث يقول الشاعر المعاصر :


والعتيبي طيب وازداد طيب
حيث مضرب لابته خطر وعطيب** وينحسب له فاللقا مية حساب

وقال أيضاً (وهنا نجد ان التكوين الثقافي للشاعر والمستمد من إرث القبيلة رسخ انتمائها لللجد الواحد كما هو راسخ ومتعارف عليه عند جميع ابناء القبيلة) :


ليا قالو الهيلا تناخو بعتاب

ولقد أخبرنا العفار بن حميد أنه لا تربط عتيبة بكثير من قبائل نجد روابط القربى في الجد:


قوم من الوادي ليا قصر حايل *** لا قرب جد ولا بهم مرحمية

وهذا من الأمثلة الواضحة والجلية على نقاء دم قبيلة عتيبة وانتماء فروعها إلى جد واحد.

إن هذه الامثلة البسيطة من الموروث القديم (وهو ما قاله شيوخ وفرسان عتيبة) وانعكاسه على التكوين الثقافي الجديد للمعاصرين من ابناء القبيلة تنسف كل ما كتب عن عتيبة في الكتب المتأخرة من كونها أحلاف . بل نستنتج من الموروث : أن الذين يحاولون المحاولات البائسة من دس للسموم في الكتب او في المنتديات عند الكلام عن عتيبة وغيرها من القبائل لاجل زعزعة ثقة الاجيال المتأخرة في وحدة نسب القبيلة ، إنما يدفعهم إلى هذا إحدى اثنتين : اما احساس هؤلاء بالتقازم أمام عتيبة والقبائل الأخرى المشهوره ، أو محاولة لادخال بعض القبائل التي لا نعرفها في هذا النسب النبيل (عتيبة) وقس على ذلك بالنسبة للقبائل الأخرى المشهوره .
والخلاصة ان الموروث الذي جاءنا من الأجداد اخبرنا ان عتيبة (لابة عريبة النسب) أي تنحدر من نسل واحد وذات نسب نبيل ، وهو (أي الموروث) السياج الحديدي الذي تنحسر وتتهاوى امامه النفثات السامه لترتد سمومها الى اجساد من نفثوها .
فما قاله الاباء والاجداد حرز لنا أمام نفثات الغرباء .
وعلى هذا سنعيد طرح هذا الكتاب هنا مضيفين له بعض الاراء التي سنحرص على ان لا تتعارض مع ما جاء في الموروث وما نقله الاجداد .


والله الموفق. البقعاااوي

[الوليد الاسعدي]

رائع يالبقعااوي على هذا العرض والتحليل وحياك الله في منتدى الهيلا

التوقيع

و أنا عتيبي من سلالة هـوازن *** ربعي عوايدها الفخر من جدودها ما نوشي الفتنه ولا نحرث الردى *** ولا نهاب اليا تسامت وقودها ان ميل الميزان من قوم يمنا *** صبرنا لها لوكان كبرت لهودها وان ميل الميزان منا على العدا *** نروي من السم السقطري كبودها

[هوزن العتيبي]

هنيدس!!!!!