لقد ارتبط الحديث عن جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمملكة العربية السعودية؛ رغم أن هذا الجهاز معروف تاريخياً باسم الحسبة ، ولم يكن اختراعاً سعودياً أو وهابياً حسب ما يظن بعض الكتاب ، بل يعود أصلها التاريخي إلى عصر النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم خلفاءه من بعده ، وأصبحت من نظم الحكم الأساسية في الدول الإسلامية التي أتت بعد ذلك ، كالأمويين في دمشق، والعباسيين في العراق والفاطميين في مصر ،بل حتى في المغرب والأندلس ، ولأهمية هذا النظام كان بعض ملوك الأسبان المسحيين كلما استردوا من المسلمين إقليما في الأندلس أقروا المحتسب في عمله وأصبحوا يُطلقون عليه Almotacen وإن كان أختص عمله بالإشراف على الموازين والمكاييل .
وقبل هذا وذلك فقد أمرنا الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل بقوله﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ سورة آل عمران الآية 104
و إذاً ؛ لما كل هذه الهجمات الشرسة على جهاز الهيئة ؟ ومحاولة إلغاءه ،وكنه بدعة ابتدعها السعوديون؟ نعم نقر بأن هناك أخطاء في هذا الجهاز ، فنحن نؤمن أن الإنسان ليس معصوماً من الخطأ ، وكلاً يأخذ منه ويرد إلا الرسول صلى الله عليه وسلم ، لكن لا يقاس أخطاء عدد من عناصر الهيئة على الجملة ، وإذا وقعت بعض الأخطاء سارعنا بالمطالبة بالإلغاء دفعة واحدة!! اعتقد أن هذا قمة القمع والاضطهاد في التفكير !! والمشكلة أن يأتي هذا التفكير من أُناس أدعو حرية الرأي والليونة في المعاملة!! والإصلاح من الداخل!! فليس من المعقول إزالة جهاز بأكمله لأجل أخطاء فردية ،ولكن المعقول معالجة الأخطاء وتطوير العمل في هذا الجهاز كأي جهاز حكومي يحتاج إلى التطوير والإصلاح الدائم ، وإلا على هذا القياس إذ أخطاء "عسكري" في إحدى المُطاردات الجنونية وتسبب في إصابات أو وفيات نطالب بحل الشرطة !! هذا تفكير من لا يريد الإصلاح ، فكفوا هداكم الله عن التشويه بسمعة هذا الجهاز حتى ظن من هم خارج هذه البلاد أننا تحت رحمة رجال الهيئة حتى سألني احد الأخوة العرب " هي الهيئة بتخش عندكم في البيوت من دون احم ولا دستور ولا حد يكلمها ولا بتكلم حد؟!" نحن للأسف من صورنا تلك الصورة المشوهة لجهاز الهيئة والعتب الكبير على إعلامنا الموقر . والذي يمثل نموذجا لأغلبه الصحفي الموقر الذي سال الأمير نايف في إحدى اللقاءات عن إمكانية إلغاء جهاز الهيئة فأجابه الأمير نايف بقوله" بصفتك مواطن سعودي فأنا ءأسف أن هذا مفهومك! لأن هذه الهيئات الموجودة ومنها هيئة الأمر بالمعروف هذه هيئات حكومية .. هيئات الدولة .. والدولة دولة الإسلام وستظل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قائمة ما دام الإسلام قائما"
فاصلة منقوطة :
كثر الحديث عن التي أهواها _الهيئة_ أثناء معرض الكتاب الدولي الماضي في الرياض _كالمعتاد مثيروا هذه الأحاديث والأباطيل كتّاب من بني علمان_ وحدث أن "عويلماني " مازال يشب عن الطوق قد أخذ يزيد من هجماته على هذا الجهاز طمعا في الشهرة من جهة وليرضى عنه أساتذته من جهة أخرى فيما يبدو ، المهم كان يتهم الهيئة بالجهل "والجلافة" في المعاملة_ حرام ما تعود على الخشونة_!! وأنها ضايقته كثيرا أثناء توقيع كتابه في المعرض خصوصا مع النساء التي حرمته_ أي الهيئة_ التوقيع معهن ، ولحسن حظي أنني كنت قبله قد وقعت على كتابي "ملثمون في أحياء المدينة" <فرصة للدعاية لكتابي < ولم أجد من رجال الهيئة إي مضايقة تذكر _ والشهادة لله_ بل كانوا يمرون باحترام ويلقون السلام باستمرار بين الفينة والأخرى ورغم أن غالبية الذي طلبوا التوقيع على كتابي من النساء " وحتى لا يروح بال أحد لبعيد" كنّا على قدر كبير من الاحترام والاحتشام_والشهادة لله أيضا _ إلا أن رجال الهيئة لم يمنعوا التوقيع لأنه لم يحصل ما يخدش الحياء أو يخالف القانون بالتوقيع في الممرات والأزقة بل كان في المكان المخصص للتوقيع ، وهذا خلاف صاحبنا "العويلماني" الذي جلس في الممرات يوقع لكل "مارا ومارة"!! رافض طلب الهيئة له بالجلوس في المكان المخصص للتوقيع بحجة أن هذا العمل ليس من اختصاصهم بل من اختصاص إدارة المعرض ، ورغم ما سببه هذا "العويلماني" _نسأل الله له الهداية_ من إزعاج واختلاط وتدافع، إلا أن رجال الحسبة لم يحاسبوه بعنف رغم استطاعتهم سحبه "بشوشته " ورميه خارج المعرض _ "ولا حد بيلومهم عندها "مما سببه من مشاكل! .
الشاهد من القصة :
لما لا تضايقنا الهيئة بينما تضايق آخرين حتى سببت لهم ضيق في التنفس !! وألم أسف البطن !! فأنا الفقير لله _ ولله الحمد_ لم أر قسم الهيئة في حياتي _ وإن شاء الله ما شوفه من غير شر والقارئين_ ولم يستوقفني جهاز الهيئة _إلا مرة واحدة_ وليست أنا المعنى بل صاحبي أثناء تصوير فيلم هداية _ وتلك قصة أخرى .
فوزي القبوري العتيبي
كاتب وروائي سعودي
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
11-Sep-2008, 11:58 AM
الــهيئة (بقلم الكاتب والراوئي فوزي العتيبي )
العرض العادي
