الرأي قبل شجاعة الشجعان ؟

[الــوآفــي]

الرأي قبل الشجاعه

هذي قصه عن الشيخ الفارس جديع بن هذال عندما كان في نجد قبل نزوح عنزه للعراق.

ذهب جديع جنبا مع الابل وركب معه اثنان على فرسيهما يرتادان المراعي وفي منتصف النهار ابتعدوا وحلوا في فيضه فعذروا لخيلهم(ربطوا خيلهم) وناموا ففوجئوا بالشيخ الفرم شيخ بني علي من حرب وقومه يحيطون بهم ويأسرونهم.
فلما عرف الحروب الفارس جديعا تشاوروا بينهم فيما يعملونه بجديع فقال اخو الفرم وكان صغيرا :
الرأي : اما خزيزه واما عايده ( صارت مضرب مثل )
يقصد اما تطلقوه وتصير منا فداء فتكون لكم عنده يد لا تضيع , واما ان تقتلوه وترتاحوا منه , لانه فارس مشهور وليتموه بدون منع ولكم حرية التصرف فيه .

فلم يقبلوا هذين الرأيين وطلبوا فدائه بالابل والخيل واحتجزوه .
فسألهم جديع عما يريدون منه ومن اخوياه ؟
فلما طلبوا الفداء قال : ارسلوا رفيقي الى قومي يحضر لكم ما تريدون فاطلقوا خويه ونحوه عنه عشان ما يوصيه فلما بعد ناداه جديع باعلى صوته قائلا : سمعت طلبهم ؟ ( يعني ابلا وخيلا كثيره)
قال : نهم
قال جديع : اخبرهم لا يتركوني ,ولا يطيعون راعي الغنم , واخبرهم ان عند هدلان العبادي دواء راسي اذا صابه الوجع اخبرهم يحضرون لي الدواء.

وكان هذا القول من جديع مشحونا بالرموز الا انه ظهر للحروب كلاما عاديا لم يلاحظوا فيه ادنى رمز .

وليس هذا غباء من الحروب , انما علاقات الرموز من الوقائع التي يعرفها جماعة جديع دون الغرباء .
ولما وصلت الوصاه الى قوم جديع جمعوا له فداء له حسب ظاهر كلامه ثم دعوا هدلان العبادي من السبعه لياخذوا منه دواء الراس.

فحضر هدلان واختصر بكبار عنزه وقال لهم :
لست طبيبا اعالج راس جديع وانما سبق ان استشارني واعطيته رأيا رشيدا , وهو هذه المره يريد مني رأيا اخر .

فقالوا ماهو رأيك ؟
قال ك ان جديع يامركم بترك راعي الغنم .
ومعنى كلامه : ان تتركوا الماشيه وتسرعوا الي لتغنموا الفرم وجماعته , لان جديعا طمع فيهم .
فقبلوا رايه واسرعوا الى جديع وسار هدلان معهم , فلما اقتربوا من القوم قال هدلان : عندي راي اخر .
قال : اريد خيلا تسري وتكون وراء القوم فاذا انهزموا بجديع يردونهم , لان طمعنا انما هو في جديع .
ففعلوا .

وفي الليل احست فرس الشيخ جديع باقبال الخيل وكانت تسمى الشنين ( بتشديد النون وضمها) فبدأت تحرث الارض بيديها .
فقال جديع لرفيقه لما راى حساسية الفرس : اذا كان العرب على ضني فيهم الليله يصلون .
وكانت هذه الكلمه في اذن اخو الفرم الصغير كان بالقرب منهم يراقبهم , فعاد الى جماعته وقال :
سبق ان اعطيتم رايي في قضية جديع فلم تقبلوا مني , والان جماعة جديع سيباغتونكم بلا ريب وارى ان تحجزوا جديعا على ذلوله ويوكل به جماعة منا يسرون به وباغلى ماعندنا من الابل فاذا صبحنا قوم جديع ولم يجدوا جديعا فلن يفعلوا شيئا , لان تخليص جديع هو الغرض اللي جاءوا من اجله .

فقبلوا رايه هذه المره ولكن بعد فوات الاوان لان الخيل اللي اقترحها هدلان العبادي رصدت لمهربي جديع وردتهم وخلصت جديعا منهم .

وكان للعبادي مكان كبير بين العمارات لآرائه الراشده .

وذات مره جرى بين العمارات ظنا عبيد خلاف فقال شاعر ظنا عبيد علي ابن فضل يذكر آل هذال بدور جماعته في انقاذ جديع :

ياناقلين العلم ودوه هزاع .......... والشيخ اخو بتلا تعمه ملامه
نسيت يوم جديع يشبك وينباع ......... ويقاد قواد السلف في خزامه
حنا لفيناكم على كل مطواع ............ واللي فزعنا له كربنا حزامه
ترى السلف بين المخاليق بالصاع ........ ولا اريد لك نفع نهار القيامه


اتمنى ان تعجبكم

تقبلوا تحياتي

التوقيع

ليا جاء طاري الهيــــــلا يفز القلب فزة شوق ألبوم صور مدونه مميزه