السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نصف العلم لا أدري
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبدالله بسم الله المعين الهادي لسواء السبيل ، أما بعد نظراً من خلال قرأتي لهذا الموضوع من كتاب نزهة ثقافية حبت انكم تطلعون عليه واتمنى انه يعجبكم
يقول العلماء : إن نصف العلم لا أدري ، يريدون من ذلك أن يتريث الإنسان في الحكم على الأشياء ولا يتكلم فيها إلا إذا عرفها على حقيقتها وأحاط بها علماً كي يكون صائباً بعيداً عن الخطأ والزلل ، والعلم بحر واسع بعيد الغور متلاطم الأمواج ، وكلما ازداد الإنسان علماً ازداد جهلاً ، لأنه يرى ما تعلمه بالنسبة إلى كثرة المعارف والعلوم قليلاً كقطرة ن البحر.
ولهذا السبب فليس من العيب أن يقول أحدنا كلمة : ( لا أدري ) لما لا يعلمه ، وهذا أفضل من أن يتكلم بغير علم فيفضح نفسه ويضل غيره ، وإذا كان واجباً على الناس كافة فإنه على المرشدين والمعلمين أكثر وجوباً، لأن الطالب عادة يتلقى قول معلمه بالقبول لا نقياده إليه واعتقاده بعلمه وفضله ، فعلى المعلم أن يخلص النصح لطلابه ولا يلقنهم إلا المعلومات التي ثبتت صحتها ، وإذا سئل عما لا يعلم فليقل لا أعلم ، وقد يظن في نفسه أن تصريحه بذلك بشئ من احترام السائلين ولكنه إذا أدى واجب الأمانه العلمية واستمهل في الإجابة نال الثقة والااحترام ، وقد كان الواحد من علمائنا الأجلاء لا يجد في صدره حرجاً أن يقول لا أعلم ، فإذا سأله أحد عن مسألة في العلم ولم يحضر ه الجواب أطلق لسانه بكلمة (أدري ) بقوة واطمئنان لا يبالي بما يكون لها من أثر في نفس السائل ، ويفضل التصريح بها على أن يقع في الخطأ ن ولو نظرنا إلى المسائل التي أجاب عنها سلفنا الصالح بكلمة (لا أدري ) لوجدنا ها كثيرة لا يستطاع حصرها من ذلك أن رجلاً سأل إمام دار الهجرة مالك بن أنس _ رضي الله عنه _ عن مسألة وذكر له أنه أتاه من مسافة بعيدة فقال له الإمام : أخبلر الذي أرسلك أنه لا علم لي بها ، قال الرجل : ومن يعلمها ؟ قال : هي من علم الله ، ومن أمانة العالم أن لا يفتي بما يراه باطلاً أو يقضي برأي غيره وهو يعرف بطلانه ، أما في المسائل الاجتهادية فعليه أن يبذل جهده في الاستنباط والنظر في الأدلة، والأئمة الأربعة كلهم على حق ، وقد رجع كثير من العلماء عن آراء علمية أعلنوها بعد أن تبين لهم قولهم لم يكن سديداً وهي مذكورة في كتب الأحكام و يعتبر هذا من مفاخر رجال العلم في الأسلام .
منقول