الإضــــــــطراب الفكــــــــري

[ابو وعيل]

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الإضطراب الفكري يعني بالدرجة الأولي تشتت الأفكار وعدم التركيز00 ويظهر ذلك جليآ فى الحوارات التي تدار سواء فى المنتديات أو التي بين الأفراد فى المجالات العامة والخاصة حيث نلحظ هذا الإضطراب الفكري والتشتت الذهني فنجد الغث وقد أصبح الثمين عند الكثير من الأفراد والصواب والإعتدال أصبح شحيحآ وكأنه شيء نادر ويوصف صاحبه بأنه يطلب المثالية 0 وتجد صاحب الفكر الأول يصور كل شيء من حوله بأنه سيء ولا يعجبه أي شيء فى هذه الحياة ولا يعجبه إلا رأيه ويقدمه على كل رأي ويدافع عنه دفاع المستميت , ونسي قول النبي صلى الله عليه وسلم( من قال أن الناس قد هلكوا فهو أهلكهم)0 00 أما صاحب الفكر السوي فهو الذي ينشد الخير والصلاح لمن حوله تجده دائمآ يعطي بريق الأمل وهو يبشر ولا ينفر على الرغم من شدة المحن والفتن من حوله 0
ومن وجهة نظرنا أن هناك عدة عوامل تؤثر وبشكل مباشر على شخصية وفكر كل من هذين الصنفين وهي:
1- النشأة والتربية0
2- عدم الترابط الأسري0
3- موت أحد الأبوين0
4- المستوى التعليمي0
5- العمر أو المرحلة العمرية0
وهناك الكثير من العوامل الأخرى المؤثرة بشكل مباشر أو غير مباشر لكننا إقتصرنا على ما ذكرنا هنا حتى لا يطول الموضوع 0
وسوف نتطرق لكل من هذه العوامل بشكل مختصر0

1- النشأة والتربية: وللنشأة والتربية أثر كبير على تفكير الفرد إن شخصيته تتأثر بما يحيط بها من مؤثرات 0 وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم( المولود يولد على الفطرة وأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) 0 وإن سوء التربية يقود الأولاد إلى التمرد والعقوق وبالتالي ومن باب أولى على شخصيته وتفكيره فينتج أفراد منحرفة التفكير 0 لذا تجب تربية الأولاد وتنشأتهم التنشئة الصحيحة على البر والتقوى والصلة وهذه سوف تنتج أفردآ أسوياء فى المعتقد والفكر0
2- عدم الترابط الأسري: فإذا كانت الأسرة مترابطة والمعاملة فى البيت مبينة على الإحترام ومخافة الله فسوف يكون كل فرد بالأسرة يحب الأخر ويخاف عليه ويكونون أسوياء من حيث التفكير 00 أما إذا كانت هناك المشاكل الأسرية وعدم الترابط الأسري , فالأب طفشان من المنزل ويسهر مع أصدقائه 00 لا يسئل أولاده عن دراستهم وأحوالهم 00 أم مشغولة مع الصديقات والتليفونات والسوق وغيره00 أولاد وبنات لاهون مشغولون بالنت والشات والآصحاب الغير سويين ماذا ننتظر من هذا الأسرة وبالطبع سوف تؤثر هذه الأمور وتزيد من الإنحراف الفكري 0
3- موت أحد الأبويين: قد يكون له الأثر السيء على الأولاد والأسرة ويكون له التأثير النفسي والسلوكي والفكري بسبب عدم قدرة الأخر على السيطرة على الأولاد فتجتالهم شياطين الإنس والجن ويستقون أفكارهم من مزابل شتى0
4- المستوى التعليمي: وهو من العوامل المؤثرة جدآ , فكلمآ تدنى المستوى التعليمي تدنى معه المستوى الفكري وزاد من الإضطراب الفكري وبالتالى نجده مشتت فكريآ يصيب مرة ويخطأ مرات فلا يستطيع التمييز جيدآ ما بين الخطأ والصواب0
5- العمر أو المرحلة العمرية: فبالطبع هذه لها تأثير مباشر على المستوى الفكري , فالشخص فى مرحلة وسن المراهقة يسيطر عليه طابع الإندفاع والعاطفة أكثر من غيره 0 أما كلما زاد العمر بالإنسان إذداد خبرة وحنكة فيكون هائآ فى حواره يزن الأشياء قبل أن ينطق بها ولا يكون مندفعآ مثل الشاب فى مرحلة المراهقة 00 لذا يمكنك وبكل بساطة عندما تقرأ موضوعآ أو ردآ لأحد الأخوة والأخوات تستطيع أن تحدد عمره , وهذا يسبب الكثير من الإشكالات التي تقع فيها عند ترد على شخص صغير السن عندما ترد بتفكيرك أنت 0 لذا الواجب التريس ومخاطبة الناس على قدر عقولهم وتفكيرهم 00 لا على قدر تفكيرك وعمرك0


والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل0