وفاة احد رواد العقار في السعوديه الشيخ / بن سعيدان - الهيـــــــــــــلا *** منتدى قبيلة عتيبة

خلف القثامي · 29-Mar-2010, 08:53 PM

انتقل إلى رحمة الله تعالى اليوم الشيخ عبدالله بن محمد بن سعيدان أحد رواد القطاع العقاري في المملكة. والفقيد من أوائل المؤسسين للشركات العقارية الكبرى، التي نتج عنها قيام شركات متعددة لأسرة آل سعيدان، وينسب له مع آخرين الفضل في تطوير وتنمية القطاع العقاري السعودي. وتم أداء الصلاة على الفقيد اليوم بعد صلاة العصر في جامع الملك خالد في حي أم الحمام في الرياض.

خلف القثامي · 29-Mar-2010, 08:54 PM

الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته

انا لله وانا اليه راجعون

علاي الحافي · 29-Mar-2010, 08:57 PM

الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته

خلف القثامي · 29-Mar-2010, 09:15 PM

وكان الشيخ عبدالله قد بدأ النشاط الفعلي للشركة منذ 75 عاما مضت حيث إن عام 1934م يعتبر التاريخ الفعلي لبداية عمل مجموعة بن سعيدان، ومنها بدأ نشاط عبدالله محمد بن سعيدان العقاري نحو تأسيس أحد أهم الأسماء وأعرقها في السوق العقاري في المملكة العربية السعودية والذي اتخذ من عاصمتها الرياض منطلقاً له.

بن سعيدان: بعت ذهب زوجتي "أم هشام" لامتلك أول بيت في حياتي

أينما كان الشيخ حمد بن سعيدان.. كنا معه، في المكتب، المسجد، السيارة، ومن ثم حيث يحب دائما أن يكون في مزرعته في المونسية، يتحدث ونسمع لننقل ما قال كما نطق به. كان مشغولا في أحايين كثيرة، يلتفت إلينا ويتحدث عن أمور كثيرة، يعود وينشغل قبل أن نقتحم ذكرياته مرة أخرى.

في مكتبه كان شديد التركيز في جولاته، الكل يتمنى الحديث إليه أو معه، البساطة تميزه أكثر بعد الصلاة في الجامع الذي بناه خلف مجمع مكتبه وشركاته.

في طريقنا إلى المزرعة توقفنا عند حادث مروري حدث على طريق الثمامة لعائلة سعودية، أمر السائق بنقلهم إلى المزرعة، حيث كان وقت الظهيرة، فقاطع ذكرياته أكثر من مرة بالاتصال من هاتفه الجوال على سائقه للاستفسار عن العائلة، غدائهم، راحتهم، وما يحتاجون إليه.

لم يردنا أن نتطرق إلى أي عمل إنساني أو خيري عمل فيه، لكن إصرارنا عليه، وإخبارنا له أن ذلك سيكون من باب التأسي والعبرة لرجل أعطاه الله ما أعطاه من الخير وحب الناس، ورغم ذلك لم يتعامل بأكثر مما يتعامل مع الآخرين من البساطة والحب.

الاستماع له كان مشوقا، يروي القصة تلو الأخرى عن حياته المتميزة بكفاح وعصامية من نوع خاص، والده والعيد وقريته وتأخره في الإيجار، موقفه عندما امتلك أول منزل في حياته، كل هذا وأكثر نقلناه لكم هنا في لقاء خاص لا نطرح الأسئلة فيه بقدر ما نطلب من الذكريات أن تنهمر من فرد كانت رحلة حياته ناجحة بكل المقاييس.

تزامن تاريخ ميلادي مع الفترة التي بدأت الرياض فيها تشهد بواكير التوسع والتمدد خارج أسوارها، حيث أقيمت أحياء الفوطة والشمسية والمربع في مناطق المزارع بين قصور المربع وأسوار المدينة كما ظهر حي الحلة إلى الشرق من وادي البطحاء وظهر حي حلة القصمان بعده وفي الاتجاه الغربي ظهر حي أم سليم والشميسي وفي الجنوب ظهر حي عتيقة.

كانت سمة الفقر غالبة على الجميع تقريبا، الأسرة الكبيرة تسكن في مساحة 100 متر مربع من الأرض، وشوارع المدينة لا يتجاوز عرضها في أحسن الأحوال أربعة أمتار، لا نعرف الكهرباء ولا شبكات المياه، بل يشرب أهل الرياض من بئر تسمى "فيصلة" ومن الواديين المحيطين بالمدينة وهما وادي حنيفة ووادي الوتر في البطحاء.

في هذه البيئة تعيش أسرتنا، التي كانت من حيث الحجم أسرة كبيرة، وذلك لتعدد الأبناء والبنات وتعدد زوجات الوالد، فنحن الأبناء خمسة ذكور بخلاف البنات، وكان ترتيبي الثالث، الأكبر عبد الله ثم فهد ثم أنا ومن بعدي إبراهيم ثم عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ، ومن حيث مورد المعاش ليس لأسرتنا إلا ما يدخل من كد الوالد الذي كان يعمل في مهنة النقل بين الرياض والقرى القريبة منها وأحيانا إلى مكة المكرمة، ومهنة النقل مهنة آبائه وأجداده حيث كان أباؤنا يمتهنون الجمالة وهي النقل بالجمال، وحين تحسنت الوسائل أصبح النقل بالسيارات، وكانت مهنة تدر على الوالد دخلا جيدا لكن أسرة بحجم أسرتنا يعتبر بالنسبة لها موردا شحيحا.

ما لبث الوالد أن تحول من مهنة النقل إلى مهنة بيع البز (الأقمشة) فترة من الزمن، ثم انتقل إلى تعمير البيوت بالطين وبيعها واشتهر بهذه المهنة في المدينة، ووثق به الناس لما عرف عنه من سماحة ووفاء وصدق معاملة ونتيجة لهذه الثقة فقد كلف من سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي الديار السعودية بشراء بعض البيوت للأوقاف كما كان يوكله على التأجير.

كان بناء البيوت في ذلك الوقت بالطين واللبن، ثم أدخلت تحسينات بالتأسيس على الحجر والجص والأسمنت، ثم أضيف بعد فترة خشب يسمى "الدنكل" وهو خشب يشبه الأثل، وبعد الدنكل حلت "المرابيع" محله وهي خشب جاوي، فرغبته الناس لجاذبيته وطراوته وظل سائدا حتى حصلت تغيرات جذرية في عملية البناء من خلال البناء بالمسلح الذي أدخله العمال السوريون واللبنانيون في أوائل التسعينيات الهجرية.

من الأحياء التي أذكر أن الوالد عمَّر فيها المباني حي "القرى" جنوب شارع طارق بن زياد الآن، ثم "المليحة" التي هي مقر شركة الرياض للتعمير حاليا، كما عمل مقاولا في بناء قصور الحنبلي بين "العطايف" و"السويلم" شمال "المعيقلية".

فضل الوالد أن يزاول مهنة العقار، ويعود سبب توجه الوالد إلى ذلك لما كان له في ذلك الوقت من اتصال بالعقاريين في المدينة، أمثال الشيخ عبد الرحمن بن عثمان، الشيخ محمد بن علي بن سيار، الشيخ عبد الله بن نوح، الشيخ عبد المحسن بن سويدان، الشيخ علي بن خميس، الشيخ رائد بن دايل، الشيخ عودة بن عبد الله بن عودة، الشيخ محمد القصيبي، الشيخ محمد أبو شنق، الشيخ سليمان المقيرن، الشيخ عبد الله بن ثنيان العبيكان، الشيخ محمد بن عتيق، الشيخ سالم بن نوح، الشيخ ناصر بن ثنيان، الشيخ عبد الله بن ناصر بن سرحان، وغيرهم ممن لا تحضرني أسماؤهم الآن.

كان لهؤلاء في ذلك الوقت مكتب يعرف باسم "الشراكة"، متخصص بشراء العقارات الكبيرة من بساتين ومزارع، لتقسيمها إلى قطع سكنية يفتحون فيها مساهمات للأهالي، ويجلس فيه أصحاب "الشراكة" يوميا للبيع والشراء، إلا أن هذا المكتب لم يكن شركة رسمية بالمعنى الحرفي كما يعرف من شركات المساهمات الآن، حيث إنه أنشئ قبل تأسيس السجلات التجارية، وبدأ نشاطه من أوائل الستينيات الهجرية في عهد الملك عبد العزيز ـ طيب الله ثراه-.

كان مكتب الشراكة يقوم بتنظيم الأراضي وفتح شوارعها بمعرفته بعرض أربعة أمتار وثلاثة أمتار، وبعض الشوارع غير نافذة وتقسيمها على قطع صغيرة بمساحات مختلفة، من 60 مترا مربعا أو 100 متر مربع، وأكبر قطعة سكنية وقتها كانت مساحتها 200 ذراع.

بعد تقسيم الأرض يبيع أصحاب الشراكة على الناس في المزاد العلني ويسمى "الحراج"، وإذا اشترى الناس فإنه لا يتم مطالبتهم بالتسديد في الحال، لأن النمو قليل والناس ليس لديهم القدرة على السداد الفوري، فيعطي لهم المكتب مهلة حتى يبدأ البناء وينتشر في الحي، وعندئذ يطالبونهم وتتم تصفية المساهمة وقد يحال المساهم ليأخذ من أحد المشترين رأسماله وربحه، ويقبل المساهم التحويل عادة ويلتزم به أغلب الناس دون الحاجة إلى القضاء، ولو أنكر المشتري فإن القاضي يطلب من مكتب الشراكة إثبات البيع بالشهود باعتبار أن دور المكتب تثبيت البيع وحينئذ يحكم القاضي على المشتري لصالح المساهم.

استمر مكتب "الشراكة" في هذا النشاط بلا منافس لمدة 20 سنة تقريبا، والعقاريون يتضامنون معه حتى تاريخ إقرار أنظمة الدولة في السبعينيات الهجرية، ومنها نظام البلديات وانتقال الوزارات إلى الرياض، ولم يعد مكتب "الشراكة" مسؤولا عن التخطيط الذي أصبح من مسؤوليات البلدية، وهي التي قامت بزيادة عرض الشوارع إلى ثمانية أمتار لأول مرة في تخطيط حي منفوحة عند تأسيسه، ثم زيدت الشوارع إلى عشرة أمتار واستمر التطور الحضري وأصبح أقل عرض للشوارع ستة أمتار.

ظل والدي يدخل مع مكتب الشراكة في المساهمات العقارية حتى أسس مكتبه العقاري في حي دخنة، وهو الذي انطلق فيه بالبيع والشراء وفتح المساهمات في الأراضي وبيعها في مختلف نواحي المدينة، وعاصر فيه التطور والنقلة من البيوت البسيطة إلى الفلل والعمائر.

في هذا المحيط المكافح تمت تنشئتنا أنا وإخواني، لذا فقد كان الوالد حريصا على تعليمنا وعملنا وهما لا يتأتيان إلا بالجد والاجتهاد، كما أخرجنا الوالد مبكرين إلى العمل ونحن في المدارس الابتدائية، لزيادة الدخل من أجل مساعدته على الإنفاق علينا، فكنا ندرس في المدارس الليلية ونعمل بالنهار في مساعدته على بناء البيوت، وذلك بجلب الماء للموقع وجلب الطعام للعمال وغير ذلك.

لم يكن الوالد شديدا معنا إلا فيما يتعلق بالدراسة أو العمل، فقد توفيت عنا والدتنا - رحمها الله- وعمري ثماني سنوات، وحزنا على فقدها وتأثرنا، ولكن رعاية الوالد واهتمامه الدائم بنا عوضانا عن فقدها.

أذكر أنني عزفت يوما من الأيام عن أداء واجباتي المدرسية وعن مساعدته في عمله، وكان عيد الأضحى على الأبواب، فعاقبني على ذلك بعدم شراء ملابس العيد، وكان لهذا العقاب أثره الأليم في نفسي حين مر العيد وأنا بلا ملابس جديدة، بينما إخوتي وأصدقائي بملابسهم الجديدة، ولكن أيضا كان هذا العقاب درسا مفيدا أبعدني عن العصيان والتكاسل.

كما أحاطنا الوالد برعايته، فقد لقينا كذلك رعاية خاصة من بعض الأقرباء منهم عم الوالدة محمد بن مبارك بن عقيف، وزوجة الوالد طرفة بنت محمد المطيويع - رحمها الله- التي قامت برعايتنا أحسن قيام وخلفتنا في موت والدتنا، وعمة الوالدة أم عبد الله بن محمد بن حرمل التي كانت امرأة حكيمة، وتركت توجيهاتها السديدة أثرا كبيرا في حياتنا.

نشأت عقاريا بحكم عملي مع الوالد الذي كنت أساعده يوميا في مكتبه العقاري بعد انتهاء فترة الدوام الحكومي، وفي عام 1382هـ عرض علي منزل شعبي بستة آلاف وخمسمائة ريال، ولم أكن أملك كامل القيمة، رغم أني كنت أقوم بتوفير جزء من الراتب فقمت ببيع ما لدى زوجتي (أم هشام) من ذهب واستلفت من بعض معارفي واشتريت البيت.

كان هذا أول بيت أمتلكه، فقمت بترميمه حتى أصبح في صورة حسنة، ولكن قبل أن أنتقل إلى السكن فيه عرض علي مبلغ أكثر مما تكلفته فبعته، واتفقت مع ابن خالتي عبد الله بن حسين المسعري على أن نشترك في شراء قطعة أرض في حي البديعة، واشتريناها وبعد مدة بعناها، واشتريت بما آل إلي من ثمنها أرضا أخرى بمبلغ خمسة آلاف ريال في حي الحبونية، الذي كان مرغوبا للسكن في ذلك الوقت بسعر سبعة ريالات للمتر من عبد الله بن سرحان.

صادف أن اشترى في الحي نفسه كل من محمد بن علي بن خميس، عبد الله بن عبد العزيز بن خميس، وفهد بن عبد الرحمن بن خميس، وهم من أنسابي، فاتفقنا على فتح صندوق مشترك نوفر فيه ما نستطيع لنبني مساكن من الأسمنت المسلح بصورة جماعية لكي نوفر ونقتصد في النفقات والتكاليف.

رغم أن البيت كلفني بناؤه مع قيمة الأرض ما يناهز 30 ألف ريال، فإن حبي وتعلقي بتجارة العقار جعل نفسي تراودني لبيع البيت والمضاربة بقيمته، وهكذا بعته وعدت بعائلتي مرة أخرى إلى بيت مستأجر وبدأت رحلتي مع تجارة العقار بثمن البيت، وعايشت كل المراحل التي مر بها العقار من ركود وانتعاش منذ عام 1373هـ وهو العام الذي شهد انتعاشا استمر حتى عام 1378هـ ثم حدث انكماش نزل بسببه سعر المتر المربع في الخزان في وسط البلد من 30 ريالا إلى خمسة ريالات أو ستة ريالات، وبدأ انتعاش آخر في عام 1388هـ وهو الذي أغراني بالتفرغ من العمل الحكومي لتجارة العقار.

في عام 1388هـ تفرغت للعمل العقاري وافتتحت مؤسسة برأسمال قدره خمسة آلاف ريال بمشاركة زملائي الشيخ عبد الله بن إبراهيم بن سليمان الراشد الذي كان يعمل مدرسا للقرآن الكريم في مدرسة بن سنان، والشيخ محمد ناصر الجماز وهو موظف حكومي، وكانا يشتغلان في العقار في حدود ضيقة، فتشاركنا في شراء بعض قطع الأراضي وبيعها، واخترنا للمؤسسة اسم "مؤسسة بدر التجارية العقارية" تيمنا بغزوة بدر الكبرى.

كان مقر المؤسسة في شارع اليرموك في حي البديعة في الرياض وهي عبارة عن دكانين مؤجرين من طابق أرضي في إحدى العمائر. وتقرر أن تكون المؤسسة بإدارتي وجئت لها بمحاسب ومساح، ورسمت طريقتي في العمل التي كانت تقوم على شراء عقارات كبيرة بأسعار رخيصة نشرك فيها مساهمين من المواطنين بحسب إمكاناتهم حتى تسدد قيمة الأراضي للملاك، ويتولى مكتبنا في كل مساهمة دفع عربون من قيمة الأراضي للمالكين ويستخرج عقدا شرعيا للمبايعة قبل الإفراغ، وبعد أن تستكمل القيمة نقوم بإفراغ الموقع وتخطيطه ثم نقوم بعرضه على أمانة مدينة الرياض لدراسته واعتماده وبعدئذ نقوم ببيعه، والأرباح توزع على جميع المساهمين بعد خصم المصروفات والعمولة المقررة للمكتب.

اتخذنا من الإعلان في الصحف وسيلة لجذب الناس، الذين لم يكونوا قد تعودوا في ذلك الوقت على الإعلان لهذا النشاط، وكان الإعلان سببا في إقبال الناس علينا.

حين تحسنت أحوالنا قليلا انتقلنا بمؤسسة بدر من البديعة إلى شارع الخزان، واشتهرنا حتى صار كبار العقاريين في الرياض يأتوننا، ومنهم عبد الرحمن بن عثمان ومحمد بن سيار.

هكذا شرعنا في شراء الأراضي الخام وتخطيطها، وفتحنا الباب أمام ذوي الدخل المحدود من المواطنين لتنمية مدخراتهم في مساهمات الأراضي، وكنا نقبل من أي مواطن أي مبلغ يريد استثماره ولو كان قليلا كألف ريال مثلا.