كثير من المواقف التي تمر بها الدول والقبائل والعشائر من مواقف تمس كرامتها يتغاضون عنها في سبيل السلامة فيغنمون الأمان والنجاة ولكن على سبيل الكرامة فيسطرها التاريخ نقطة سوداء لايمكن نسيانها مرت قبيلة عتيبة بالعديد من المواقف الشبيهة ولكنها تميزت بأن كرامتها خط أحمر لايمكن المساس به حتى لو دفعت دون ذلك بأرواحها ولعلي في هذا المجال أذكر قصتين بطوليتين تتجلى وبكل وضوح ماأردت قوله أعلاه ...
حينما تمرد سعود بن فيصل على الامام عبدالله بن فيصل وضاقت به السبل لجأ هو وشقيقه عبدالرحمن بن فيصل الى داهية عتيبة وشيخها وبطلها المغوار الشيخ مسلط ابن ربيعان شيخ الروقة من عتيبة نظرا لقوته وقوة عشيرته فرحب بهم الشيخ مسلط بن ربيعان وأعطاهم الأمان من كل خطر قد يحيف بهم وأرسل معهم الفرسان لحمايتهم الى وجهتهم التي يريدونها كان الشيخ مسلط بن ربيعان يدرك أنه بفعلته هذه ستثير غضب سعود بن فيصل عليه ولربما تدفعه لمهاجمته ولكن كل هذه الأسباب لم ينظر لها في سبيل كرامة قبيلته وإدخال من إلتجأ إليهم بعدها بزمن رغب سعود بن فيصل في إبل وضحى الجدعية ولكنها رفضت فألح عليها الشيخ الدويش بالقبول إتقاء لشر بدأ يلوح بالأفق ولكنها أصرت على عدم التفريط في إبلها وهذا حق من حقوقها فأشار إليها أحدهم أن تلجأ وتعتصم من بعد الله بالشيخ مسلط بن ربيعان والذي استقبلها وقال لها مقولته المشهورة : ( أنتي في حمى الله ثم حماي ) استشاط سعود بن فيصل غضبا من هذا الموقف وزاد عليه وجود موقف سلفا في نفسه ضد الشيخ مسلط بن ربيعان وأدرك أن هذا الرجل وقبيلته بدأ يستفحل أمره في نجد يوما تلو يوم وأصبح كل مطلوب يلتجيء اليه سيجد الأمان فأعد العدة والجيوش ترافقه العديد من القبائل لمحاربة الشيخ مسلط بن ربيعان وقبيلته الروقة كان الشيخ مسلط بن ربيعان يستطيع درء الفتنة عن قبيلته وتسليم المرأة والإبل وتقديم الإعتذار ولكن هذه ليست شيم الروقه وقبيلة عتيبة فجمع الشيخ مسلط بن ربيعان قومه للتشاور في الأمر بالرغم من أنه يعلم مافي قلوب آلاد روق مسبقا أن الكرامة فوق أي اعتبار ولكنها من باب المشورة واجتماع الرأي فقال الشيخ صنيتان الظيط مقولته المشهورة : ( عقال ومبرك وقلب يأوي لهن هدان ) فكان جيش ابن سعود ثمانية آلاف فارس وجيش الشيخ مسلط ابن ربيعان ثمانمية فارس وبدأت المعركة وانتهج الشيخ مسلط بن ربيعان خطة تكتيك حربية فذة وهي الضرب بالعمق وتشتيت الجيش المقابل للميمنة حيث قبائل مزاحم من الروقة والميسرة حيث قبائل طلحة لحصد الرؤوس وهذه خطة تكتيكية صعبة تتطلب بسالة وشجاعة وفروسية للجنود لإقتحام قلب جيش العدو وتشتيته وهذا ماتم فعله وانتصر الشيخ مسلط بن ربيعان في هذه المعركة التي تعرف بملحمة طلال الكبرى , , ,
. . . . . . . . . . . . . . . .
قصة أخرى لاتقل بطولة عن سابقتها ولكنها تختلف بأنها من بطولة شيخ من شيوخ عتيبة أمام حاكم تحيط به جنده وعتاده وجيشه وجنوده وحاشيته وهو الشيخ سليمان العقيلي شيخ قبيلة العصمة من عتيبة حيث دعاه الشريف محسن بن الحسين الملقب بسيد السادة لجبروته وبطشه وقوته عام 1631م ولما اتاه طلب منه الشريف لظيا واخذ ينظر اليها وقال له هذه لظيا التي قتلت بها دون وجهك والتي ماتوقع إلا في لحم ؟؟ثم طالع فيها وركزها في التراب وقال في التراب عن الاصحاب وكان هذا من باب الاستخفاف والاستهزاء بلضيا ولضيا لم تكن الا رمز والمقصد كان قبيلة العصمة من عتيبة فأخذها الشيخ سليمان العقيلى واخذ ينظفها وقال هذه الابيات :
بذتني الدنيا وفيها اتعيا***وازريت اعدل ميلها من عوجها
بقعا تجهد الجاهل الي معيا*** واهنيكم يالي مريحينن منها
تقول فيها عوجت(ن)من هنيا***اثر العواجه منك مهيب منها
واعتزى بعزوته المشهوره (خيال البواظا وانا اخو شيخه) وقتله وقام يردح على رأسه وصارت مثل مشهور حتى الان (والعقيلي يردح) فكثر اللغط والهرج على جثة الشريف واستغل الفرصة وانسل ليستقل فرسه البواضا والتي كانت من أجود الخيول العربية الأصيلة آنذاك
وقال أحد الشعراء لوصف هذه الملحمة البطولية التي لايفعلها الا الأبطال الفوارس كالشيخ سليمان العقيلي :
ما فعل فعله ولا رجل لبس فوقه عمامه = يوم لضيا في يمينه ما توخر عن عشاها
من يعذرب بعوجتها ما حصد غير الندامه = ذاق فعلٍ من يمين الشيخ يوم انه رماها
قام يردح واعتزا باسمه وبسم ابنا عمامه = قال ذقها يوم بذتني وبذ الله خفاه
هذه نقطة من بحر وعينة من قصص كثيرة ومتعددة لقبيلة عتيبة تثبت أن الأرواح تبذل وترخص في سبيل الكرامة والمكارم
آخر تعديل كاتم الشوق يوم 17-Sep-2011 في 03:14 AM.
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
17-Sep-2011, 03:08 AM
في سبيل الكرامة تبذل الارواح وتتجلى البطولات
العرض العادي
