وفاة الاديب / سعد بن جنيدل رحمه الله

[سعدالسيف]

بسم الله الرحمن الرحيم

ورحل الاديب الشيخ / سعد بن عبدالله بن جنيدل

1343 - 1427هـ

بقلم : سعد عبد العزيز السيف

غيب الموت مساء يوم الأثنين الماضي 23 جمادي الاولي الاديب واللاستاذ / سعد بن جنيدل عن عمرناهز الرابعة والثمانون عاماً بعد صراع مرير مع المرض لازمه طوال السنوات الاخيره من حياته. يعد الشيخ سعد رحمه الله من ابرزمن كتب عن الجغرافيا التاريخيه والادبيه وقد اسهب في ذلك ، وقد نظم الشعر العربي والفصيح وقد ثقف نفسه بنفسه في مرحلة صباه الاولي في وقت لم يوجد بها جامعات او مدارس متخصصه.لقد كانت نشئته ومربي طفولته في بلدة الشعراء التي احبها واحبته في منطقة نجد وهذه ترجمة كامله عن حياته رحمه الله.

هو الأستاذ / سعد بن عبدالله بن إبراهيم بن محمد بن عبدالله بن جنيدل المؤرخ والشاعر والأديب ولد في بلدة الشعراء عام 1343هـ في منطقة نجد في أسرة ذات سعة في الرزق ، والده يعتبر من كبار تجار بلدة الشعراء.ونشأ بها ،حيث تولد معه حب العلم ، ورغبته في التزود منه ،فكان شغوفاً به ، وكان يحضر جلسات علماء بلده ، ودرس على الشيخ / عبدالعزيز الباهلي، وكذلك على الشيخ / عبدالله بن علي المهنا وعلى الشيخ/ عبدالرحمن بن صالح الجنيدل وحفظ القرآن الكريم ، إلى جانب القراءة والكتابة وكان ذو خط حسن ، ثم سمت به نفسه لطلب العلم وذهب إلى خارج بلدة الشعراء إلى القويعية و درس على الشيخ /عبدالله بن حمد الدوسري وكان ذلك الوقت قاضي القويعية ، وفي هجرة عروى درس على الشيخ/ سلمان بن خزيم وعلى الشيخ/ محمد بن مهيزع حيث عملا في قضاء هجرة عروى ، وكذلك على الشيخ/ محمد البصيري قاضي بلدة نفي،عمل مع والده في التجارة في بلدة الشعراء مدة من الزمن وكان يجوب منطقة عالية نجد بأكملها وذلك للبيع والشراء مع الباديه في تلك المنطقه ،وقد عرف المنطقه جيداً وكتب عنها في كتابه ( عالية نجد ) فيما بعد .وقد انتقل من بلدة الشعراء إلى الدوادمي عام 1375هـ عمل مديراً لمدرسة الدوادمي المتوسطة والثانوية وفي عام 1391هـ وبعد وفاة والده بعام انتقل إلى الرياض وعمل في وزارة المعارف في قسم التفتيش وبعد ذلك انتقل إلى العمل في جامعة الأمام محمد بن سعود الإسلاميه في التوجيه التربوي ونقل إلى قسم البحث العلمي وبقي إلى حين تقاعده عن العمل في 1/ 7/ 1406هـ ، وله أبناء وأحفاد .ويعتبر الشيخ سعد من أوسع باحثي هذا العصر معرفة بأحوال البلاد التي تحدث عنها بكتابه (عالية نجد ) الذي طبع الطبعة الأولى منه عام 1399هـ وطبع الطبعة الثانية منه عام 1417هـ من ثلاثة أجزاء ويعتبر هذا الكتاب مرجعاً هاماً لمن يرغب التعرف على تلك المنطقة في نجد .ينظم الشعر العربي وكذلك الشعر الشعبي (النبطي) ويتذوقه ،وله قصيدة عربية ترحيبية في جلالة الملك سعود رحمه الله حينما قام بزيارة لبلدة الشعراء وذلك في شهر جمادي الاولي من عام1374هـ ألقاها في حفل الأستقبال الذي أعد لجلالتة . ويضاف إلى ذلك سعة اطلاعه على المؤلفات القديمة ، ومحاولة تطبيق نصوصها على مشاهداته ، حيث حقق قدراً كبيراً من المواضع الواردة في الأخبار والأشعار القديمة ، تحقيقًا ييسر لدارس الأدب والتاريخ فهم كثير من النصوص القديمة المتعلقة بكثير من المواضع ، وله العديد من المؤلفات . أما والده وهو/ عبدالله بن إبراهيم بن محمد بن عبدالله بن جنيدل أحد تجار الشعراء ولد في شقراء عام 1281هـ قدم إلى الشعراء عام 1318هـ وتزوج بها واستقر وعمل في التجارة وولد له أبناء ، انتقل إلى الدوادمي عام 1375هـ توفي في بها في 9/ 7 /1390هـ. ودفن في مقبرة الدوادمي .أنظر ترجمة كاملة له في كتاب عالية نجد الجزء الثاني الطبعة الثانية 1417هـ صفحة ( 806 ) وكذلك في كتاب ( شقراء ) الطبعة الثانية 1424هـ من تأليف الدكتور / محمد بن سعد الشويعر الجزء الأول صفحة ( 205 )

مـؤلـفاته :

أصول التربية الأسلاميه ، بلاد الجوف ، معجم عالية نجد من ثلاثة أجزاء ، ديوان هويشل بين الغزل والهزل ، من أعلام الأدب الشعبي ، خواطر ونوادر تراثيه ، معجم المواضع الواردة في المعلقات العشر ، معجم المواضع الواردة في صحيح البخاري ، معجم الأمكنة الوارد ذكرها في القرآن الكريم ، معجم السلاح / الحلي والزينة / اللبس ، بلاد العرب ، معجم التراث / أدوات الإبل والخيل / البيت السكني ومكوناته / الأطعمة والقهوة وأدواتها / ، القويعية . معجم التراث الزراعي ، الحرف ، احتجاز المجاز بين اليمامة والحجاز نقد على كتاب عبدالله بن خميس المجاز بين اليمامة والحجاز ، معجم جفرافية الأدب العامي .


وفاته :
بعد صراع مرير مع المرض حيث كان يعني من مرض القلب منذ زمن طويل وفي مساء يوم السبت الموافق 21 جمادي الاولي 1427هـ واثناء وجوده في مدينة الطائف ادخل مستشفي العدواني ومكث به يومين وعند الساعه الحاديه عشرة والنصف من مساء يوم الاثنين 23 جمادي الاولي انتقل إلى رحمة الله تعالى. ونقل جثمنه الى مكة المكرمة و أقيمت عليه صلاة الميت بعد صلاة العصر من يوم الاربعاء 25 / 5 / 1427هـ في الحرم المكي الشريف وورى جثمانه الثرى في مقبرة الشرائع في مكة المكرمه .


لابد من كلمه

لقد فقدنا بفقده قمة ثقافيه قل أن يجود الزمان بمثلها وان هذه السطور لن و لم تفي هذا الاديب الفذ حقه بل تقصر عن شاؤه ولا تقوى الأقلام على أن تعبر ولو بشي يسير عنه ، وعزاؤنا في الزاد الثرّ الذي خلفه للأمة والأجيال القادمة ، رحم الله الشيخ سعد ذلك السراج الذي خبا رحمة الأبرار وأسكنه فسيح جناته آمين .
وإنا لله وإنا إليه راجعون.