اختيار تصميم الجوال
|
|
|
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات » |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
24-Sep-2010, 03:07 AM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
... لصوص المدينة ...
.. لصوص المدينة .. أثناء جلوسي في بيت الشعر ، شاهدتهما يدخلان فناء المنزل ، إتجها إلي ، سرني مجيئهما ، ظننتهما سيؤانسان وحدتي ، من بعيد سلما علي ، سمعتهما يتهامسان , تصنع أمامها الحب , منها بالزواج و (كول فطير وطير ) قال أحدهما : لايسمعك جدي ، أجابه إبن عمه : إذا سمع لن يفهم ، أحزنني حديثهما ، ظنا أني لا أعي كثيرا مما يقولان ، عدم مبالاتي بما يحصل حولي في هذه المدينة ، أو ربما الثمانين عاما أوحت لهما بذلك ، مرت كأنها بضعة أيام ، الطفولة والقرية ، المدينة والوظيفة ، الزوجة والأولاد ، وهاهم أولاد الأولاد ، تغيرت الأخلاق ، آخر عهدي بالسعادة منذ ستين عاما ، أقارب وجيران كنا نخاف على بعضنا كأسرة واحدة في تلك القرية الحالمة بين الجبال ، نتشارك أفراحنا وأتراحنا ، قلوبا طاهرة ، لم تدنسها الحضارة الزائفة ، وما خاضت في مستنقعات الرذيلة ، لا أحقاد ، لا ضغائن ، لا حقد ، لا حسد ، يرحم كبيرنا صغيرنا ، ويحترم صغيرنا كبيرنا ، إخوة متحابين ، يلتمس الغني فينا حاجة الفقير ، الرجل أشد حياء من العذراء في خدرها فضلا عن المرأة ، أين هؤلاء من أولئك ، كنت صغيرا ، في العاشرة من عمري ، عندما سمعت أن إبن جارنا عاشق لإحدى فتيات القرية ، لم أرهما يوما معا ، في يوم صحو أعقب أياما ممطرة ، دبت الحياة على أثرها في الأرض وفي النفوس ، كأني أشم الآن رائحة المطر ، بعد أن صلينا العصر ، خرجت وصعدت الجبل المطل على قريتنا من الغرب ، في تلك الأثناء وأنا على القمة ، حضر ذلك الشاب ، جلس على حافة غدير الماء خلف الجبل ، بعد لحظات شاهدت تلك الفتاة وهي تخرج من القرية ، تمشي على إستحياء ، تتلفت وجلى أن يراها أحد ، حثت الخطى حتى وصلت الغدير ، وقفت على حافته من الطرف الآخر ، و وقف هو في مكانه ، متقابلان من بعيد يتبادلان النظرات ، وأنا أراقبهما من خلف إحدى الصخور ، أراهما ولا يرياني ، أخذا برهة من الزمن ساكنين كتمثالين ، لم يمسها بسوء ، بل لم يقترب منها ، وهي بقيت محتشمه ، لم تفسخ برقع الحياء عن وجهها ، بقيا في مكانيهما واقفين يتحدثان وأنا لا أسمعهما ، ماهم بها ، وماسعت لغوايته ، مكثا مليا ، ثم قفلت راجعة ، جلس في مكانه ، مضى الوقت سريعا ، شارفت شمسنا على المغيب ، لم أستطع البقاء في الأعلى ، خفت الليل والبرد ، نزلت للأسفل وكان قد رحل ، يا الله أين الأولين من الآخرين ؟! هل ودعنا العفاف والحشمة منذ وداعنا لتلك القمم ؟! إقتربا مني ، رديت عليهما السلام ، قبلا رأسي ، عاتبني أحدهما بقوله : ياجدي لست في القرية فلا تترك باب المنزل مفتوحا , سألته ومم تخاف ؟ قال : في المدينة يكثر اللصوص ..! أشرت لهما أن إجلسا ، إعتذرا أنهما على موعد مهم ، إنصرفا وهما يضحكان من بلاهتي ، عندما سألتهما بتعجب : حتى الفطير يسرقونه ؟! ................ __________________ |
|||
|
العلامات المرجعية |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|