اختيار تصميم الجوال
|
|
|
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات » |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
24-Oct-2010, 02:05 AM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
... المسفار ...
.. المسفار .. فصل دراسي طويل ، زاده حر الصيف طولا ، لم يخفف وطأته إلا وعد أبيهم لهم برحلة سياحية ، لم يحدد وجهتها فأخذوا يحلمون ، حكوا لأصحابهم عنها مقدما ، شاركتهم أمهم أحلامهم ، تخيلته متأبطا ذراعها بين حدائق غناء ، يبث لها أشواقه ، يعيد لها ذكريات الماضي ، حلت إجازة الصيف ، تسابق جيرانهم في مغادرة الحي ، بدا كمدينة أشباح ، خاليا إلا من بعض السكان ، تأخر في تنفيذ وعده ، ظنوه نسي فذكروه ، اعتذر بالعمل ، ألحوا في مطالبته ، أقنعهم بالسياحة الداخلية ، رضوا مكرهين ، ضغط عليها أبنائها ، وافقت وفي نفسها أسى ، أرسلها معهم ، هرب خارج الحدود ، رافق زميله الذي يصغره بخمس و عشرين عاما ، نصحه بالحبة الزرقاء ، استخفه فأطاعه ، حاول نسيان عائلته ، قرر تجديد شبابه ، صبغ شعره باللون الأسود ، عند أحد الصالونات أصلح ما يمكن إصلاحه ، لم يبقى فيه إلا قليلا من تجاعيد الماضي ، ظنها لن تشي بعمره ، خامره شعور بالانتعاش ، نظر لوجهه في المرآة ، أعجبه حسنه ، تهللت أساريره ، شعر بالرضى عن مظهره ، رفع رأسه ، أقام ظهره ، برز صدره ، أحس أنه شاب في العشرين ، يحدوه الأمل بحياة جديدة ، ابتسم ، ساءه سواد في جذور أسنانه ، لا وقت لديه لترميمها ، تجهم وجهه ، درب نفسه على تقليص ابتسامته ، استعاد ثقته بنفسه ، لبس على الموضة ، في الطريق شغل أغنية راقصة ، حركت مشاعره ، انتشى لها طربا ، وصلا إلى حي شعبي ، يرتسم الفقر في زواياه وعلى الوجوه ، إضاءة خافته لا تكاد تجلو الظلام الذي يلف تلك الأزقة الضيقة ، أمام شقة أهل العروس ، استقبلهما والدها بالترحيب الحار ، ومعه صبية غطوا أجسادهم بأسمال بالية ، ترى الجوع في وجوههم ، دخلا إلى مكان ضيق ، يكاد يخلوا من الأثاث إلا بقايا من قطع مهترئة ، حضرت الفتاة ، كانت بعمر أبناءه ، سلمت عليهما من بعيد ، وقف الشاب بقرب والدها ، عرفها عليه ، أطرقت خجلا ، تورد خداها ، تمتمت مرحبة ، انتقل إليه ، ذكر لها اسمه ، نظرت إليه ، ببراءة طفله ، ابتسمت له ، رمقها بشبق ، صفعته بقولها : ( أهلين عمو ) . ...................... |
|||
|
العلامات المرجعية |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|