اقوى تحليل قرأته عن شاعر المليون

[عبيد العتيبي]

قبل ان يموت شاعر المليون

لاشك ان فكرة برنامج شاعر المليون فكرة رائعة وتخدم الشعر النبطي وتساهم بنشره والقضاء على الأمراض النفسية التي أستوطنت الساحة الشعرية ومجلاتها التي أصبحت مرتعا لكتاب و"صحفيين" فاقدي الذمة يقللون من بعض الشعراء و"ينفخون" في البعض الاخر لدوافع شخصية او مدفوعين من جهة معينه فكانت فكرة البرنامج تقدم نموذج يجعل الشاعر يقدم نفسه من خلال قصائدة ثم يأتي النقد والتحليل ليكون الجمهور في النهاية هو الحكم.
ولكن للأسف هذه الفكرة الجميلة شوهها سوء التطبيق فلا نحن رأينا حيادية ولا شفافية ولا أمانة بل رأينا المحسوبيات تطل بوجهها القبيح بلا خجل.

لذلك بودي أن أطرح بعض السلبيات والمقترحات والحلول اذا كان المسؤولين يريدون تدارك الامر قبل ان يصبح البرنامج في حضيرة ستار اكاديمي

اولا: لجنة التحكيم

اللجنة فيها من هو كفؤ ولكنها ككل فشلت وفقدت الحيادية لانه لو فشل عنصر واحد منها فقط فانها تسقط كلها ويطعن في نتيجتها باعتبار ان صوت هذا العنصر مؤثر في النتيجة. فكيف ذلك؟

فقدت الحيادية عندما كان احد أعضاءها يراهن (علانية) على أحد الشعراء المنافسين , وعندما كانوا يكيلون المديح المبالغ فيه لبعض الشعراء (في وسط المنافسة) مثل "رفعة عقال" المسعودي لـ (ابن قبيلته) عبدالرحمن الشمري ومديح المريخي لـ (صديقه وابن قبيلته) تركي الميزاني حتى جعله شاعر الوطن , ومديح السعيد لـ (رفيقه في القنص) ابن فطيس وقوله انه "موصى".
ونحن لا نتطرق لأهلية هؤلاء الشعراء للمدح ولكن نتحدث عن لجنة يفترض بها ان ترى الجميع بعين واحدة وتحسس الشعراء والمشاهدين انهم سواسية وتترك الاعجاب الشخصي لنفسها فالمشاهد لا يهمه الا النقد البناء وكشف جوانب الجمال والخلل في القصيدة وليس أن يتحدث عضو اللجنة فيكون كل كلامه (مدح في مدح).

كذلك لاحظنا ولاحظ المشاهد أن اللجنة تتحامل على بعض الأسماء من الشعراء ويتضح هذا التحامل في انهم مع بعض الشعراء يركزون ويكبرون الجانب السلبي في القصيدة ولا نرى الجانب الجمالي وهذا يحدث باستمرار مع شعراء معينين

هذه الملاحظات ليست بسيطة ولا عابرة يمكن التغاظي عنها بل هي في صميم عمل اللجنة التي يفترض بها ان تكون اكثر حيادية (ولو ظاهريا)

وننتقل الان لموضوع النسب الخاصة باللجنة وطريقة احتسابها لكل شاعر , فالطريقة الحالية فاشلة مئة بالمئة
والسؤال المهم لماذا تبقى النسبة التي يعطيها كل عضو في اللجنة للمتسابق سرية ولا يعلن الا نسبة اللجنة مجتمعة؟
ألا يجعل ذلك للاعضاء مساحة حرية تمكنهم من اسقاط من لا يريدون وابقاء من يريدون دون خوف من رقابة اعلامية او جماهيرية ويدلل على ذلك انه لا يوجد معايير ومقاييس لاحتساب الدرجات للقصيدة مما يجعل الحرية مطلقة لكل عضو باللجنة كي يضع الدرجات التي يريد.

والملاحظ ان اللجنة في بعض الاحيان تكيل المديح للقصيدة وانها رائعة وجميلة ووووالخ ثم نفاجأ بدرجة متدنية للمتسابق فلماذا هذا الوجهين في النقد؟

كذلك يجب الا يمر ماحدث للشاعر يوسف العتيبي مرور الكرام ودرجة الـ 22 وهي اقل نسبة تفتح العديد من التساؤلات لاعضاء اللجنة وما هي المبررات لكي تكون نسبة الشاعر يوسف العتيبي هكذا.. رغم ان هناك تساؤلات حول تقارب نسب الشعراء الباقين بشكل غير مقنع.
وقد اجمع الغالبية انها درجة ظالمة تلمح ان هناك تحامل على هذا الشاعر داخل لجنة التحكيم وعدم حيادية (جريدة الوطن الكويتية)

ونحن بدورنا نتسائل ماعلاقة ذلك بما صرح به نفس الشاعر لجريدة الرياضية السعودية من ان احد اعضاء لجنة التحكيم توعده بالخروج من المسابقة.
فتصريح خطير كهذا وفي خضم المنافسة يجب ان يتم التحقيق فيه لنقف على حقيقته وأبعاده ولا يمر مرور الكرام بالنسبة للمسؤولين , ولكن يبدو ان المصلحة المادية والمحسوبية طغت على كل شيء
المحسوبية التي جعلت الشاعر تركي الميزاني في احدى الحلقات يتجاوز الشاعر ابن فطيس المري بفارق بسيط رغم ان ابن فطيس كان متألق في هذه الحلقة بعكس الاول
المحسوبية التي كانت تجعل الشاعر عبدالرحمن الشمري في مستويات متدنية ولولا الله ثم جمهوره لسقط مبكرا

وما يعزز ذلك وأثار الشكوك حول نوايا اللجنة انها غيرت توزيع النسب الخاصه فيها وتركت لها 25% في الحلقة النهائية يمكن ان ترجح بها كفة من تريد (جريدة عكاظ)
وجعلت المتسابقين الخمسة ينتقلون الى الحلقة النهائية بعد ان كان مقرر (حسب النظام القديم) خروج اثنين منهم وبقاء ثلاثة يتم التصويت عليهم للقب شاعر المليون
ومع ان هذا الامر مكشوف الهدف منه التكسب من جمهور هؤلاء الخمسة قدر المستطاع. ولكن الكل استغرب هذا التغيير المفاجىء فهل كان ذلك محاولة لخلط الأوراق بعد الخبر الذي نشرته جريدة المدينة في 1428/2/20هـ من أحد المسؤولين في البرنامج؟ وجاء فيه: (أكد مصدر مسؤول في برنامج "شاعر المليون" لـ "المدينة" أن نتيجة البرنامج تسير وفق ما خطط لها من نجاح مأمول ، حيث بأت مؤكداً أن يفوز بلقب شاعر الملوين الشاعر تركي 2000 فيما يحصل الشاعر محمد بن فطيس المري على المركز الثاني)
خصوصا وان الميزاني اخذ نسبه غير متوقعه بالقياس مع جمهور ابن فطيس العريض والدعم الرسمي وكأن الادارة تريد تطييب خاطره !!!

ولا نستطيع ان نغفر أبدا للجنة تشجيعها للقبلية , فكيف يتم اعتماد قصائد تطلب الفزعه من القبيلة سواء مباشر او غير مباشر؟!! وكيف يتحدث احد اعضاء اللجنة عن شاعر بانه خير من يمثل قبيلته؟!! وليس القبلية فقط بل حتى الوطنية كما فعل ابن فطيس كونه القطري الوحيد في البرنامج وكذلك المريخي وهو يقول عن الميزاني بانه في "مهمة وطنية" وكأن كل من لم يصوت له من السعودية غير وطني.

الشعر لا علاقة له بالدول والقبائل وهذه الامور معروف انها سوف تفسد المسابقة ولكن كما قلنا هذا ايضا جانب يؤكد ان الهدف الأساسي من البرنامج هو مادي بحت
ولا غرابة فالمثل العربي يقول (اذا كان رب البيت بالدف ضاربا فشيمة أهله الرقص) البرنامج كان مادي حتى النخاع وذلك يتضح في أمرين:-
طريقة تصويت الجمهور: حيث يترك لكل شخص حرية التصويت بعدد لا نهائي من الاصوات وطبعا كل صوت بحسابه.
الدعاية الانتقائية: حيث رأينا كيف يجتزأ البرنامج مقاطع من قصائد الشعراء , فيها طلب فزعه ليتم عرضها على قناة أبوظبي وذلك لتحفيز الجمهور عندما كانت المنافسه بين الشعراء الستة.

فماذا تركنا لستار أكاديمي؟
العنصر النسائي؟ هاهي روضة الفاتنة ذات الماكياج الصارخ التي يتغزل بها المتسابقين كل حلقة بطريقة مخجله وغير لائقة مع جمهور نصفه نساء

واخيرا بخصوص أهلية اللجنة لمنصب التحكيم بين الشعراء فهناك من هم أكفىء وأقدم من بعض أعضاءها
هناك من هو أقدر من حمد السعيد الذي يعترف بأن عمره الشعري 15 عاما ولا يستطيع ان يكتب على الطرق الهلالي وهو الشرط الذي طلب من المتسابقين في احدى الحلقات ولا يستطيعه حمد السعيد
هناك من هو أقدر من تركي المريخي الذي كشف عن محدودية ثقافية وعدمية فكرية ويغطي عليها بمقولة (انا مظلوم - أنا أخر واحد) وكشف أيضا تعصبا قبليا مقيتا عندما ظهر على المسرح وعلى وجهه آثار الغضب وباسلوب حاد انتقد الفنان عبدالرحمن الأحمري عندما قلد صوت الشاعر خالد المريخي بكل عفوية واتقان
والدكتور غسان لا نعرف موقعه من الاعراب فمكانه الصحيح في برنامج أمير الشعراء وليس في الشعر النبطي الذي يجهل بعض مفرداته مع احترامي لشهادته وثقافته


ثانيا: ادارة البرنامج

ادارة البرنامج كان لها أخطاء شوهت البرنامج وجعلته يبدو كالمسرحية في الحلقتين الاخيرتين (شاعر المليون - والحفل الختامي)

1- اول هذه الاخطاء عدم تصرفها بحزم مع شركة كيوتيل القطرية بعد ان قامت كدعم لابن فطيس بتخفيض رسوم رسائل التصويت الى 50%
للاسف فان المسؤولين في قطر سنو سنة سيئة كانت طعنة قاتله لمفهوم التنافس الشريف وسكوت ادارة البرنامج ثبت هذه السنة وغدا سوف نجد شركة سعودية او كويتية او عمانية الخ الخ تقوم بنفس العمل من باب الوطنية ولا عزاء للشعر الحقيقي
ملاحظة: هذا الكلام لا يقلل من الشاعر ابن فطيس فهو استحق اللقب عن جدارة (بغض النظر عن الدعم الرسمي له) ولكن في النسخ القادمة من البرنامج ربما يأخذها من لا يستحق بدعم دولته

2- في حلقة اعلان شاعر المليون ظهرت مسرحية كوميدية فيها مشهد عبارة عن جمهور في قطر والسعودية يترقبون من هو شاعر المليون بين المري والعازمي والعتيبي
وواضح من حركاتهم وتعبيراتهم ان هؤلاء (ملقنين) يعني تمثيلية فلماذا ياادارة البرنامج هذا الاستهزاء بالعقول؟؟

3- في جميع حلقات المرحلة الثانية كان الشعراء يقسمون الى مجموعات كل مجموعة فيها اربعة شعراء ورغم ان ضيف كل حلقة هو من يختار بشكل عشوائي اسماء الشعراء الاربعة في الحلقة القادمة ولكن مع ذلك يكون في كل مجموعة اماراتي واحد ؟؟ كيف ذلك يامسؤولين !!!

4- هناك شكوك تثار على نسب الشعراء الخمسة في الحلقة النهائية وهي شكوك من الناحية المنطقية مقبولة ولكن نحتاج لمعرفة الحقيقة بالدليل القاطع
فمثلا الشاعر الميزاني حصل على نسبه كبيرة اقتربت من ابن فطيس (المدعوم رسميا) وهو الذي كان بصعوبة يحصل على نصف هذه النسبة في مشاركاته السابقة بل وكان مهدد بالسقوط في احدى الحلقات امام منافس من نفس الدولة

5- كثر في الحلقات الاخيرة الشكاوى من ان رسائل التصويت لا تصل او يتم حجبها ووصلت هذه الشكاوى الى الصحافة لكن لم نر من المسؤولين على البرنامج اي تفاعل او رد !!!

ثالثا: جوائز البرنامج

جوائز البرنامج في الحفل الختامي معدة اصلا لاستنزاف ماتبقى من جيوب الناس لان الادارة واضح انها حددت اصحاب الجوائز بغض النظر عن تصويت الجمهور
مع احترامنا لجميع الشعراء فهم مبدعون الا اننا نتحدث بواقعية فلا الشاعر الواعد جابر الاحبابي ولا سلطان مجلي الأفضل حضورا ولا علي الريض الأكثر شعبية ولا عبد الله البكر الأكثر رومانسية
وانا هنا لا اتكلم عن أحقية هؤلاء الشعراء بقدر ما اقصد "الواقعية" بمعنى لو كان تحديد الجوائز متروك للجمهور بالتصويت لما كان الاكثر شعبية علي الريض وما كان عبدالله البكر اكثر رومانسية الخ وهؤلاء ذوي جماهيرية محدودة بالمقارنة مع باقي الشعراء

في نهاية مقالي فاني اكرر وأؤكد ماقلته في البداية من ان فكرة برنامج شاعر المليون فكرة رائعة سوف تخدم الشعر لو تم تنفيذها بالشكل الصحيح ولذلك أريد ان اطرح بعض الحلول والاقتراحات

1- نظام التصويت من الجمهور يجب ان يعدل فلا يسمح باكثر من صوت او صوتين للشخص الواحد
2- تغيير لجنة التحكيم لان الجمهور غاضب من أدائها وقد أثبتت انها دون مستوى حجم وقيمة البرنامج
3- الشفافية بالنسبة لتقييم اللجنة ولابد من وضع معايير واضحه لتقييم القصيدة , فمثلا يكون الوزن والقافية لهم 5% والأداء 4% والصور الجمالية 3% والتعبيرات والمفردات المميزة 2% الخ
وهذا مثال فقط لما يمكن ان تكون عليه المعايير ولابد من اعلان نسبة كل عضو في اللجنة حتى يعرف انه مراقب ويكون مسائل من الجمهور والصحافة
4- تحذير شركات الاتصال ومعاقبة اي شركة تدعم شاعر معين باي طريقة
5- اعتماد طريقة ضمان لنزاهة التصويت بان يكون مثلا لكل شاعر مندوب يراقب عملية التصويت وهذا يعطي ايضا الجمهور طمأنينة
6- يمنع اعتماد اي قصيدة تثير القبلية او الوطنية سواء كان ذلك تلميحا او تصريحا.
7- تكون النسبة في جميع المراحل متساوية بين اللجنة والجمهور 50% لكل منهم
8- تحدد المعايير والشروط قبل بداية البرنامج وتكون ثابته ولا تغيرها اللجنة ويشارك في وضعها خبراء مشهود لهم بالكفاءة والسمعة الطيبة

منقوووووول

[نمر العتيبي]

عبيد العتيبي الله يعطيك العافيه
موضوع ونقد في محله واختيار موافق
مع اطيب وارق التحايا

[عجاج الليل]

اخوي عبيد موضوع جميل وتفاعلي . وياليت اعرف من المحلل .

تحياتي لك .

[سفيرعتيبه]

اخوي عبيد العتيبي

اشكرك علي حسن الاختيارفعلاً افضل تحليل قرأته عن شاعرالمليون

تقبل تحياتي واحترامي