أسماء بنت عُميس 4

[khaledabofaid]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته –
أهلا وسهلا ومرحبا بكم إخوانى واخواتي في الله الكرام.
فتعالوا بنا نكمل بعضاً من سيرة الصحابية الجليلة اسماء بنت عميس صاحبة الهجرتين رضوان الله عليها وعلي جميع صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم.
حزنت اسماء حزناً شديداً علي موت زوجها ابو بكر الصديق رضي الله عنه كما حزنت علي موت زوجها جعفر بن ابي طالب من قبل الا ان الله عز وجل اكرمها بزوج هو من اهل الجنة
تزوجها علي رضي الله عنه وعاشت معه أياماً مباركة في طاعة الملك جل وعلا.

وها هي المرأة العربية أصيلة الشرف والمجد كريمة الشمائل رائعة الاخلاق والصفات .
ان الثبات علي صدق الوفاء من أفضل ما تتحلي به النساء ولهذا درجت المرأة المسلمة علي مواتاة زوجها ومصافاته واستخلاص نفسها له وإحتمال نبوة الطبع منه
واكثر ما كان صفاء نفسها وسماح خلقها وعذوبة طبعها اذا استحال الدهر بالرجل فرزاه في ماله او نكبه في قوته او بدله بكرم المنصب وروعة السلطان اعرافاً من السجن واصفاداً من الحديد
بل لقد كان وفاؤها له بعد عفاء أثره و انمحاء خبره عديل وفائها له و هى بين أفياء نعمته وأكناف داره وكان ايثار الاسلام له بمدد حدادها عليه اربعة اشهر وعشرة ايام لا تتجمل في اثنائها ولا تزادن ولا تفارق داره الى دار ابيها كل هذا كسنة من سنة هذا الوفاء واية من اياته .

لذلك كانت المراة المسلمة تري الوفاء لزوجها بعد الموت اثر مما تراه لابيها وامها وذوي قرابتها
فكانت تؤثر فضائله وتذكر شمائله في كل موطن ومقام بل ربما عرض ذكره وهي بين خليفته من بعده فلا تتحرج في ذكر فضائله ان كانت تري له الفضله.

وكمثال علي هذه الصفات ودليلا علي ان هذه صفات المسلمة فتعالوا بنا الي موقف عجيب ومشهد رائع وصورة مشرفة من صور وفاء المسلمة.

ان اسماء بنت عميس كانت لجعفر بن ابي طالب ثم لابي بكر من بعده ثم خلفهما علي رضي الله عنه ،
فتفاخر مرة ولداها محمد بن جعفر ومحمد بن ابي بكر ، كل " يقول للاخر : أنا اكرم منك وابي خير من ابيك .
فقال لها علي رضي الله عنه : اقضي بينهما يا اسماء .
قالت اسماء ما رايت شابا من العرب خيرا من جعفر ولا رايت كهلا خيرا من ابي بكر .
فقال علي : ما تركتِ لنا شيئا ، ولو قلت غير الذي قلتي لمقتك . فقالت اسماء : إن ثلاثاً انت اقلهم لخيار [رواه ين سعد 8 /208 ].

وبعد حياة طويلة عاشتها اسماء في طاعة الله عز وجل وبذلك فيها كل شي لنصرة دين الله

واذا بها تنام علي فراش الموت لتلقي ربها عز وجل وهي التي مات رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو راض عنها ومات ازواجها وهم راضون عنهما .

انتهي الي هذا الحد النص المنقول بتصرف من كتاب صحابيات حول الرسول صلي الله عليه وسلم للشيخ محمود المصري حفظه ورعاه.

والمشهد الذي سيعلق في الاذهان فعلاً هو رد اسماء رضي الله عنها في موقف تفاخر محمد بن جعفر ومحمد بن ابي بكر رضوان الله عليهم وعلي الصحابة اجمعين .

هذا هو مجتمع الصحابة الاطهار مجتمع بلا ضغائن ولا فتن ولا شحناء ولا بغضاء

فاسماء بنت عميس رضوان الله عليها كانت زوجة لجعفر بن ابي طالب رضي الله عنه وبعد زوجة لابي بكر رضي الله عنه [ وهي التي اوصت الزهراء بان تغسلها فقامت اسماء وهي زوجة ابي بكر بتغسيل الزهراء هي وعلي بن ابي طالب ] وبعده زوجة لعلي بن ابي طالب رضي الله عنه .
وهي التي لما تفاخر ولداها تقول ان خير شباب العرب جعفر وان خير كهولها ابي بكر رضوان الله عليهم اجمعين .

وهي في هذه المقارنة لم يكن رسول الله صلي الله عليه وسلم من ضمن الاشخاص موضع المقارنة لانه لا ند له ولا مقابل له من البشر.

ومرة اخري اسمع صوتاً يتردد في اذني صوتاً يردد جزءا من حديث الرسول صلي الله عليه وسلم الذي قال {خير القرون قرني }.

صدقت يا رسول الله صلي الله عليه وسلم ورضي الله عنه صحابتك الأطهار الذين فهموا الدين حق الفهم

وكيف لا وهم الذين تربوا علي يدك الطاهرة الشريفة.

هم فعلاً خير الناس بعد الانبياء.
فلعلنها صريحة مدوية

نحب صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم كما نحب الي بيت رسول الله صلي الله عليه وسلم.

اطلت عليكم فأعذروني وما اطلت الا لانني احبكم في الله سأتوقف الان عن الكتابة وكعادتي أنتظركم علي الرابط التالي

http://www.otaibah.net/m/showthread.php?p=646760
دمتم وأهليكم بكل خير
أخوكم في الله..