غديت جليس للنسا ما تهابني....وانا اشوف في غراتهن العجايب (تميز)

[ابن نجد]

القصه هذه قديمة وهي تشبه قصة لرجل من السعيد من قبيلة الظفير ، وتدورالقصه على رجل من الروقة من قبيلة عتيبه الشهيرة يقال له السعيدي ، وهو صاحب غزوات وشجاع وله افعال حميدة وبعد ان كبر وطعن بالسن ألزم اولاده حيث كانوا بارين به ان تجلس عنده اختهم وتلازمه وتشيله على متنها وكان دائما مجالس لكبر سنه عند النساء وكانت النساء تنظر له بأنه كبير السن وليس له هيبه عندهن .

وفي احد الايام جاءهم سيل وجاءت البنات لبنته وقالن لابد ان تذهبي معنا للغدير نسبح فيه ونروي فقالت : ما اقدر ابوي كبير بالسن قالن لها نحمله معنا وفعلا قامن وحملنه ووضعنه عند الغدير وراحن يسبحن وهو ينظر لهن ( وكانت النساء قديما يسبحن بملابسهن وهو الثوب الوحيد الطويل الذي عليهن لشدة فقر ذاك الزمان) ، وتحرك قلبه للنساء عندما رآهن على هذه الحاله وطلب من اولاده الزواج من بنت كانت معهن حيث لاحظ الجمال عليها ، ومن إلحاحه وبرهم به طلبوا اولاده من ابناء عمهم اهل البنت الاجابه للزواج ، فطلب اهل البنت فرسا مشهورة تساوى 40 ناقة ، وقبلوا الاولاد وجلبوا الفرس وزوجوه بعدم رضا هذه الفتاه غصبا ، واشترطوا ان يضعنه النساء عليها وهو بلا حراك ثم تحرك برغبة الانسان الفطرية ، ولكنه توفى بعد ذلك في تلك الليله ، فدعت زوجته النساء واشهدتهن على حالته وانه مات بهذه الليله ولم يمسها بشي.

ثم بعد مدة تزوجت هذه الفتاه من شخص ثاني وانجبت ولدا ثم ماتت لمرض صابها ، وعندما كبر الولد بدأ يلعب مع الاولاد ، وكل ماصاح او صوت التفت قلب ولد اكبر منه له ، وتعلق قلبه بمحبة هذا الولد الصغير ، وصار يعطف عليه حتى انه قال مره هذا اخوي فهناك شي بداخله يقول له هذا اخوك والدليل عطفه ومحبته الكبيره له ، ولكن الناس قالوا مايصير اخوك فأذا كنت كما تزعم ابن ذاك الشايب فأن أبوك مات في ليلته ولم ينجب ، وان كانت تلك امك ام هذا الولد الصغير فهي ماتت ولم تخبر احد عن انها حامل بك ، حتى انها لم تخبر الولد الصغير ولا ابوه بأنك اخوه.

وكان لهم عراف مشهور يخلصون قضاياهم عنده ويرضون بحكمه ، يقال له ابن ثعلى ، وحضروا عنده كلهم، الولد وابوه والشخص الذي يدعى انه اخ له (ابن الشايب) ، فلما حضروا عنده كانت غنمه بالمرعى ومع الغنم بنت العراف ، قال العراف : اريد ان يحضر احدكم لنا ذبيحه من الغنم ويكون حذر مثل الذيب يخطف لنا من ادنى الغنم بدون ماتشعر به بنتي ، قال العراف : تروح يا ولد ويقصد ابن الشايب ، قال الولد : نعم انا اروح ، فعلا صار يخايلها من بعيد وهو ملاصق للارض حتى صدت بنته وخطف له نعجه ووضعها على متنه واخذ يجرى ولايطأ الا على حصا حتى ماتبين بها الاثر ، وعندما فقدتها ، اخذت تبحث عن الاثر ، هل هو ذيب او غيره ولا وجدت شيئا واحتارت في الامر ، ثم وجدت نصف ما طأ قدمه بين حصاتين ، وفي عودتها وجدت ان عند اهلها ضيوف ، قالت لوالدها : ضاع مني نعجه ، قال : لايمكن لابد تعرفين مصيرها ، قالت : ماوجدت من العلامات الا نصف مأطأ قدم بين حجرين ، قال ابوها : ماظنك (وكانت متفقه مع والدها العراف على الحيله من قبل) قالت : اظنه الولد البتر، عصارة عود قد فتر ، من بنت بكر ، قال ابوها العراف للمتحاكمين : عطوني حجتكم فكل منهم ادلى بحجته واخذوا يتجادلون انه لايمكن ان يكون ابن الشايب ، قال العراف : هذا غيب ولايعلم الغيب الا الله ، وبالاخير قال العراف : هذا الولد سوف يحدث بينكم فتنه ونزاع ويدخل بنسبكم ، لكن سوف اقسمه بينكم انصاف حتى لايحدث بينكم اكبر من هذا ، قالوا : مايمكن ما هو ذبيحه تنصفه بيننا ، لكن نريد حكما غير هذا ، قال انا ما دعوتكم انتم الذين جئتم لي باختياركم ولن تذهبون الا منتهين ولو بالقوه ، فطلب ان يمسك كل واحد منهما بيد من ايدي ولد الشايب ، وهو شاهر السيف ، وكل ما اهوى عليه اطلقه اخوه الصغير وصار يتوعدهم العراف ، وقال : سوف اجعل الضربه في الذي يطلقه ، وهكذا ثلاث مرات وفي كل مرة يطلقه اخوه الصغير ، اما ابو الولد الصغير فيمسكه بقوه ، فعرف ان ذاك اخوه من ابيه الشايب ، اولا لرحمته وعطفه عليه حيث احس بهذا فجاءة ، ثانيا لكلام البنت التي قالت اظنه الولد البتر عصارة عود قد فتر من بنت بكر.

وقد انشد الشايب عندما شاهد البنات يتسبحن بالغدير ابياتا متذكرا شبابه وما آل اليه امره :

يقول السعيدي والذي زاد همه
رقاد الضحا عقب ارتحال النجايب

غديت جليس للنسا ما تهابني
وانا اشوف في غراتهن العجايب

يشيلوني من فيه صوب فيه
من عقب برد اظهور هجن دوارب

ما عاد ارجي قرعة الطار ليله
على عرس عمهوج طويل الذوايب

والا عاد راجي سجة الهجن بالخلاء
على الطمع وانا عقيد الركايب

قالوا لي الانذال شراية الرداء
وراك ماتبطي بنا بالمغايب

قعدت بهم بالبر تسعين ليله
اقودهم قود الجمال الجلايب

يوم شبان تهزوا بفاطري
يقولون له فاطر وراعيك شايب

كم عقلة بالدو من كسب بكره
وكم جاب راسي من مغيب لغايب

يقول : ما بالربع مثلي ونضوي
وهو خابر انه يعلم الله كاذب

ذلوله ما يروَح عليها لربعه
وهو اول مصبوب له الماء وشارب

بعيد من الطاهي قريب من الغداء
كبير المدحا في مناحر ركايب

ارجو ان تحوز على الاعجاب
--------------------------------------------------------------
زماننا غير زمانهم وحتى نتذكر الاولين
اخوكم ابن نجد

[الشايب]

متميز اخوي ابن نجد كالعاده

بيض الله وجهك